الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

المدام ... زوجة فلان نساء يرفضن التهميش والاحتماء بـ «ظل زوج مهم»

المدام ... زوجة فلان نساء يرفضن التهميش والاحتماء بـ «ظل زوج مهم»
المدام ... زوجة فلان نساء يرفضن التهميش والاحتماء بـ «ظل زوج مهم»


« ظل الرجل».. كثير منا نحن السيدات لا يستطعن العيش إلا فى ظل رجل، سواء كان أبا أو أخا أو زوجا، ليس لضعف بها أو لشخصها ولكن  ربما لأن المرأة بطبيعتها فطرت على الحاجة لمن يقوم على احتوائها والاهتمام بها منذ أن تكون طفلة صغيرة وحتى تصبح زوجة وأما. دائما ما تكون مسئولة من شخص ما، فتنقل مسئوليتها بطبيعة الحال من بيت والدها إلى بيت زوجها.

إلا أنه أحيانا يصبح الأمر أشبه بوديعة تنتقل من بيت لآخر وهو ما كان يحدث ربما فى زمن سابق، كانت فيه الفتاة لا تغادر بيت والدها إلا للزواج ولا تخرج من بيت زوجها إلا إلى القبر كما كانوا يعتقدون فى فكرهم .
لكن الآن بتطور العصر أصبحت المرأة كيانا أكثر قوة وقدرة على التعبير عن نفسها ، فخرجت لتتعلم وتعمل وتشارك الرجل ميدان الحياة ليس على سبيل الرفاهية أو مزاحمة الرجل فى لقمة عيشه ولكن لتسند بيتها وتشارك الزوج أعباء الحياة ومتطلباتها بل  قد رأينا كثيرا من النساء من هن عائلات لأسرهن. فبالتالى كان خروج المرأة للعمل فى الغالب ليس على سبيل «تضييع الوقت» كما يعتقد البعض، اللهم إلا فى بعض المجتمعات المستقرة ماديا التى لديها عمل المرأة يكون لتحقيق الذات أو شغل فراغها فى بعض الأحيان .
وبعد أن شغل الرجل والمرأة  ميدان الحياة واقتسما كل منهما قطاعا خاصا به . كانت المفارقة عندما اثبتت المرأة وجودها كزوجة وامرأة عاملة وأم لأولادها إلا أنه عادة ما ينظر إليها كنصف متمم لنجاح الرجل ، ولا ينظر إليها كشخص مستقل العقل والتفكير والنجاح ، ويكون عادة نجاح الزوج وشهرته هو الصورة الرئيسية بينما تقف الزوجة خلف الكواليس، وهنا قد تتمرد المرأة وتريد لها نجاحها الخاص والاعتراف به إذا استحق بالفعل ولا ينظر إليها فقط على انها «زوجة فلان».
فلا أحد منا يكره الشهرة ، ولكن هل تقبلين عزيزتى الزوجة أن يشار إليكِ فقط على أنك زوجة رجل مهم أم تفضلين أن تتابعك شهرتك الشخصية وان تكون هالة الاهتمام التى تنصب حولك لأجلك انت فقط وليس لانك زوجة فلان؟
• اعتز بنفسى !
البداية كانت مع صديقة عزيزة لى ، هى  زوجة لإعلامى وسيم تتابعه الأضواء والمعجبات وكانت هى الأخرى على قدر كبير من المهارة والثقافة ولكنها لم تنل نفس القدر من شهرة زوجها ، وقد لاحظت كثيرا أنها لا تحب طرح اسم زوجها كثيرا فى الحلقات النقاشية أو لقاءات  الحوار والتعارف وقد يبدو الأمر حتى الآن عاديا، ولكن فى إحدى المرات صادفنا أحد الاصدقاء القدامى ومعه بعض من أصدقائهم لا نعرفهم وتقدم صديقنا  يعرف الجميع ،  ويشير فى عفوية نحو صديقتى قائلا: المدام زوجة فلان وما كاد ينتهى من كلماته حتى انطلقت كلماتها كالرصاص «اسمى الأستاذة... قبل ما أكون زوجة البيه».
اندهش الجميع من ردة فعلها ولكنى لم أندهش ربما لأنى كنت اعرفها جيدا وأنها شديدة الاعتزاز بنفسها .
ومن هنا كان تساؤلى: هل يمكن أن تتحول شهرة الزوج إلى نقمة على زوجته أحيانا ؟ أم أن هناك من السيدات من يحسًّن استغلال شهرة أزواجهن وينظرن للموضوع من زاوية أخرى على أنها نعمة تميزت بها عن زوجات أخريات ؟؟
• أقف جانبه وليس خلفه
الإذاعية  الأستاذة نادية وهى زوجة لرجل عسكرى تؤكد أن النجاح للكل ، فأنا بلا شك أحترم نجاح زوجى وسعيدة به ، ولكن أكون أكثر سعادة بنجاحى لأنى بذلت فيه جهدا شخصيا أكثر وأحب أن يشار لنجاحى بشكل منفصل عن نجاح زوجى .
وليس معنى إحساسى بالنجاح الشخصى والسعى إليه أننى لا أسعى إلى نجاح زوجى والارتقاء بأسرتى ولكن نحن شركاء فى أسرة،  كل منا يرفع سقف نجاحها وارتقائها من جانبه. وفى النهاية سيعود نتيجة هذا الاجتهاد على الأسرة كلها .
• المجتمع أعور
المحامية نها خالد زوجة لمستشار تقول : أكملت انا وزوجى سنوات الدراسة بكلية الحقوق واتجهت نحو المحاماة بينما أكمل هو طريقه فى السلك القضائى ، استكملت انا الاخرى دراستى وناقشت رسالتى بالماجيستير ثم الدكتوراة وكان دائما ما يثنى عليًّا أساتذتى بأن لديًّ عقلية قانونية مميزة ولكن ما كان يزعجنى دائما أن أسرتى وأصدقاءنا ينظرون لى على أنى زوجة لفلان ، لا أحد يتحدث عن نجاحى أو المجهود الذى أبذله لأصنع هذا النجاح ، وكنت دائما ما أتعمد أن أترافع أو أحل أى مشكلة قضائية تخص أسرتى أو أسرته ولكن رغم نجاحى فى أداء المهام التى تنسب لى إلا أنه لا يعترف أحد بهذا وما يكتفى به هو أن ينسبوا فضل نجاحى إلى زوجى بأنه قد سمح لى وشجعنى على تحقيق ذاتى . لذلك فأنا أصف المجتمع بأنه أعور لأنه لا يرى غالبا إلا نجاح الرجل ، وإذا حققت المرأة نجاحا ما وكان واجبا عليه الاعتراف به فينسبه إما إلى الأب أو الزوج ، المهم رجل داعم لهذه المسيرة .
ومع حبى لزوجى إلا أننى أرفض الاحتماء بظله، لأنى كيان مستقل له نفس النجاح والبريق ، فلماذا دائما ما تسلط الأضواء على الزوج ولا يكون هناك انصاف فى تسليط نفس هذا الضوء على الزوجة إذا كان لها نفس النجاح والقدر من الاجتهاد.
• زوجة فلان ... لقب مستفز
إحساس مستفز .. هكذا بدأت الدكتورة فاطمة حديثها عندما سألتها أن الانتماء أو نسبها لنجاح زوجها دون أشارة إليها كطبيبة ناجحة فى مجالها ، فهى زوجة لسياسى له اسمه فى الساحة المجتمعية إلا أنها ترفض كثيرا الإعلان عن اسمه عندما تتواجد فى أى مكان لأنها ترى أنها شخصية جديرة بنفس الاحترام والتقدير الذى يمنح لزوجها عندما تخرج معه او يتواجدان فى إحدى المناسبات الاجتماعية .
الدكتورة فاطمة تتشرف بنجاح زوجها وتدعم هذا النجاح ولكنها تعلق قائلة « لم أكتف بأن وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة » ولكنى أقف بجانبه ندعم بعضا ونتمتع بنفس النجاح، فالمجتمع يظلم المرأة الناجحة عندما تكون زوجة، فليس دائما ما يكون منصفا معها. فيشعر الرجل بالفخر بنجاحه ويتعجب من زوجته إذا أغضبها تجاهل الجميع لها ويظن أنها حاقدة أو غير شاكرة له ولنجاحه ولكنه لا يعرف أن هى الأخرى فى حاجة إلى من يثنى عليها وعلى عقلها وتفكيرها كإنسانة وليس فقط زوجة فلان. •