الأحد 25 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

ستات آخر زمن «8» حتى ولو فى الستين.. «مجنونات» دايت.. وتجميل

ستات آخر زمن «8» حتى ولو فى الستين.. «مجنونات» دايت.. وتجميل
ستات آخر زمن «8» حتى ولو فى الستين.. «مجنونات» دايت.. وتجميل


تكملة لسلسلة الاتهامات الموجهة للنساء التى بدأناها فى سلسلة «ستات آخر زمن» يأتى اتهام اليوم بتأييد من الرجال والنساء أيضا، الاتهام يتجلى بمجرد أن تشاهد دورًا لأم أو جدة فى فيلم أبيض وأسود لتكتشف الفرق فى مظهر الأمهات والجدات زمان، والآن...
فردوس محمد، كريمة مختار وغيرهما ممن كانت أمهاتنا وجداتنا تشبههن، أما بنظرة سريعة لأمهات اليوم والجدات فى الكافيهات والنوادى والمولات والمسلسلات تستطيع أن تكتشف الفرق وأن تدرك كم «الاختلاف» فى الشكل عن أمهات زمان!! حتى مع زيادة نسب المحجبات والملابس المحتشمة، إلا أنه قد واكبه موجة من وسائل التجميل للظهور بسن أصغر مثل البوتكس والفيللر والتاتو، وعمليات تجميل الوجه، ونحت الجسم، وزاد الإقبال على عيادات التخسيس وصالات الچيم.. وكثير من الرجال يتهمن ستات هذا الزمن بأنهن «مجنونات دايت وتجميل»!! والغريب أن هناك العديد من النساء يوافقن على هذا الاتهام!, ولكن إذا لم تعد الجدة والأم كما كنا نراها فى كتبنا المدرسية سابقاً، تجلس وتغزل التريكو وترتدى النظارة أو تقف بالمريلة فى المطبخ، فقط، فهذا لأنها فى الواقع لم تعد كذلك، فهى تعمل فى كل المهن، وتخرج وتسوق سيارتها وتوصل أولادها، وتلعب رياضة، وهو ليس باتهام!! بقدر ما هو جزء من تطور طال كل ما حولنا وجزء من التطور أن اليوم عيادات التخسيس والتجميل تمتلئ بالنساء والرجال أيضاً لأنه توجه عالمى نحو الجمال، وساعد عليه الانفتاح الذى نعيشه على العالم الخارجى، عن طريق الإنترنت وقنوات التليفزيون، والحملات التوعوية والدعائية، كذلك لم يعد صعباً مطلقاً اللجوء للتجميل بأكثر من طريقة.. وحتى بدون جراحة؛ وهو لا شك مما ساعد فى انتشارها.
• كلهن يعانين الهوس
- أحمد محمود محاسب 36 سنة زوجته محاسبة ولهما ثلاثة أطفال يقول: «زوجتى كل مواضيعها تنحصر فى التخسيس الدكاترة والأكل وكل كام شهر تنزل فى الوزن ثم لا تلبث أن تعود إلى الزيادة وهكذا.. مع أن الطبيعى أنها أم لثلاثة أطفال سيكون عندها زيادة فى الوزن لكن الهوس لدى نساء هذه الأيام زيادة عن اللزوم».
- شادية فهيم 44 سنة محامية تقول: «للأسف أصبح معظم الستات نفس الشكل بوتكس فى خدودها وتاتو فى حواجبها تقلد فنانات السينما لا يدركن أن الشكل فى الواقع ليس على كما يظهر على الشاشة ولى صديقات يدخرن من مصروف البيت حتى يقمن بجراحة تجميل لوجوههن!!
- على صابر 28 سنة مهندس فى إحدى الشركات يقول: «أجد معظم زميلاتى متشابهات، أول الأمر لم أكن أميزهن من بعض للتشابه الكبير فى شكلهن، وفوجئت عندما اكتشفت أعمار بعضهن أنهن لسن صغيرات كما اعتقدت!! فمنهن من تجاوزت الأربعين وشكلها كبنت العشرين وبالفعل عندما أجلس معهن أكتشف مدى الهوس بالدايت والتجميل حتى المتزوجات منهن وعندهن أطفال تفكيرهن منصب على الدايت والتخسيس والتجميل».
- عبدالحليم محمد 68سنة يقول: «زوجتى من فترة أصبحت تداوم على الذهاب لدكتور دايت، وذهبت مع حفيدتنا لدكتورة جلدية لأن شعرهما يعانى من السقوط، وتقوم بحقن بوتكس لوجهها ولا أعرف لما كل الاهتمام بالمظهر فيكفى فى سننا أن نحافظ على رياضة المشى وتناول الغذاء الصحى ودايما أقول لها مازحاً «شكلك ناوية تتجوزى تانى».
علم النفس الاجتماعى يؤكد: «هوس عالمى»
تقول الدكتورة ليلى راجح دكتوراه علم النفس الاجتماعى: «إذا نظرنا حولنا سنجد اختلافاً هائلاً خلال العدة سنوات الماضية فى شكل الحياة والناس اجتماعياً ونفسياً واقتصادياً، لم يعد حتى الطفل اليوم كالطفل من عشرين سنة!! فالانفتاح على العالم الخارجى والفضائيات أدخل صوراً جديدة للمرأة والرجل حتى المعايير الجمالية تغيرت وأصبحت هناك صناعة ضخمة تقوم على النحافة، وتسويق هائل للأناقة والجمال لكل الأعمار وكل الشرائح، وساعد على ذلك زيادة متوسط عمر الفرد فى العالم بسبب الرعاية الصحية عن السابق، فأصبحنا نرى الجدة التى تلبس الچينز وتتجه مع حفيدتها لدكتور التخسيس، والأم التى ترتدى التريننج وتذهب مع ابنها للچيم.. وهكذا.. وساعد على الشكل الحديث للمرأة انتشار عيادات التجميل والمستشفيات لإخفاء التجاعيد ونحت القوام وتعددت الأساليب والطرق وأصبح النساء والرجال يتجهون لها وبالطبع النساء نسبتهن أعلى لأن البحث عن الجمال هدف أقوى لديهن.. وقد نجد هوساً بالجمال والتخسيس وسبب ذلك تركيز الإعلام على ذلك لخدمة هذه الصناعة المتنامية.. وأصبحت سمة المجتمع السعى وراء الموضة والجديد تحت كل هذا الضغط والتسويق الدعائى. وأصبح الهوس عالمى!!».
• التجميل والدايت.. للرجال أيضاً
من داخل عيادة التخسيس والتغذية العلاجية يقول الدكتور محمد ذكرى: «التوجه العالمى الآن للصحة يعتمد على التغذية والرياضة وأدرك الناس أهمية الغذاء الصحى والحصول على جسم ممشوق لذا زاد الإقبال على عيادات التغذية بحثاً عن الصحة أولا والجمال ثانياً.. ويشترك الرجال والنساء فى ذلك فأصبحت الحاجة للوصول للوزن المثالى مهمة وضرورية للإنجاز فى العمل والدراسة، ولكن من الطبيعى أن تكون النساء أكثر إقبالاً فالمرأة بطبيعتها تبحث عن الجمال».
كذلك فى عيادة التجميل الدكتور مصطفى حميدة أستاذ جراحة التجميل بجامعة عين شمس يقول: «من المؤكد أن إقبال النساء على عمليات التجميل كبير، ولكن لنكن منصفين، فإن الرجال أيضاً أصبحوا يبحثون عن الجمال فزادت نسبة الرجال فى عيادات التجميل وعلى رأس تلك العمليات تجميل الأنف، تليها شفط الكرش، وتصغير الثديين التى تمثل علاجاً نفسياً أكثر منه شكلياً، وهناك شد الترهلات فى الوجه والحواجب فى السن الصغيرة الناتجة من أسباب وراثية وهناك عمليات إزالة الشعر بالليزر من الرقبة أو الظهر وكذلك صنفرة الوجه للقضاء على حبوب الشباب، وهناك من يلجأ للبوتكس لحقن التجاعيد، فالتجميل أيضاً للرجال هذه الأيام وأسباب ذلك عديدة علاجية أو لأن أصحاب بعض المهن يتطلب ذلك أو حتى للزواج مرة أخرى!! والحالات التى تأتى لنا كأطباء تجميل من نساء ورجال كثيرة جداً للتشبه بممثلين ومشاهير وهنا يأتى أهمية أمانة الطبيب وضميره وألا تغره أموال المريض فيوجهه لما يحتاجه فعلاً وفى رأيى أن انتشار تلك العمليات بسبب وجودها فى مستشفيات وزارة الصحة مما شجع كل الناس عليها حتى غير القادرين..».
خلال السطور السابقة عرضنا كيف أن الهوس بالجمال والرشاقة نتيجة طبيعية لمستحدثات العصر تأثر بها الرجال والنساء أيضا.. وإن كانت نسبة النساء أيضا.. وإن كانت نسبة النساء أكبر!! ولكن من المؤكد أن الاتهامات مازالت تنهال على ستات هذا الزمان «ستات آخر زمان».•