الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

بلا مجاملات.. أهم 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية

بلا مجاملات.. أهم 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية
بلا مجاملات.. أهم 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية


90 عاماً مرت على نشأة السينما المصرية، وكثيرة هى الكُتب التى تناولت أفضل 100 فيلم فى السينما المصرية، لكن يعتبر كتاب «أهم مائة فيلم وفيلم فى السينما المصرية» هو أكثرهم إنصافاً وحيادية ومصداقية فى اختيار أفضل مائة فيلم بلا أى مجاملات.. ويحسب لمؤلف الكتاب الناقد السينمائى سامح فتحى أنه رفض عرضا بتمويل كتابه مُقابل أن يجعل عدد أفلام يوسف شاهين هى الطاغية ضمن المائة فيلم، فالمصداقية فى اختياره للأفلام  هى ما تميز كتابه عن الكتابين اللذين صدرا من قبل وكان أولهما   (أهم مائة فيلم فى السينما المصرية «100سنة سينما»)، وصدر فى التسعينيات على شرف إحدى دورات مهرجان القاهرة السينمائى،  والمفروض أن يضم الكتاب الأفلام الروائية فقط، لكن القائمين على تنفيذ الكتاب وقتها ضموا لمحتوياته الفيلم التسجيلى ما أفقده خصوصية التركيز على الأفلام الروائية، التى افتقرت فى ذات الوقت حُسن الاختيار نتيجة المجاملات .
والطريف أن المخرج محمد عبدالعزيز بتاريخه الفنى الغنى عن التعريف استاء وقتها من عدم وجود أى فيلم له فذهب لسعد الدين وهبة مُتسائلا عن سبب تجاهل أفلامه بالكتاب فقال له سعد الدين وهبة اختار أى فيلم لك ليتم ضمه فورا للكتاب وفعلا اختار المخرج الكبير فيلم «انتبهوا أيها السادة» لمحمود ياسين ليصبح الفيلم رقم 101 بالكتاب فى الوقت الذى ضم الكتاب أفلام «اللعب مع الكبار» و«دنانير» و«ليه يا بنفسج» و«يوميات نائب من الأرياف» و«المتمردون» ضمن أفضل مائة فيلم، والطريف أن هذا الكتاب ضم معظم أفلام يوسف شاهين.
وبعد 12 سنة صدر كتاب آخر «أهم مائة فيلم فى السينما المصرية» ولم تخل اختيارات الأفلام به أيضاً من المُجاملات فقد ضم الكتاب أفلام «زيارة السيد الرئيس» و«القبطان» وغيرها من الأفلام التى كان فيها صوت المجاملات أعلى من منطقية اختيار الأفلام.
معايير
نعلم أن الأذواق قد تختلف من ناقد لآخر لكن على الأقل فى كتاب سامح فتحى لن يختلف اثنان على اختياره للمئة فيلم التى ضمها كتابه، والناتجة عن مشاهدته لـ85% للأفلام المصرية و75% من الأفلام العالمية.
لن أتحدث كثيراً عن انبهارى بشكل الكتاب وورقه الفاخر بقدر ما سأتحدث عن مضمون الكتاب، الذى حرص فيه الكاتب على اختيار أفلام لأجيال مُختلفة سواء كانوا خلف الكاميرا أو أمامها، وهذا بدوره يعكس التطور الذى حدث على جميع عناصر العمل السينمائى من كتابة وإخراج وأداء المُمثلين ومونتاج وتصوير والموسيقى التصويرية.. إلخ وأهم المعايير التى حرص عليها  مؤلف الكتاب لاختيار أفضل ما قدمته السينما المصرية ألا تكون الأفلام مُقتبسة من أى عمل فنى  أجنبى، لكن معظمها إما مأخوذ عن نصوص أدبية مصرية أو قصص حقيقية، والمُتصفح للدراسة السينمائية التى قدمها فى «المائة فيلم وفيلم» سيلمس تنوع البيئات فى الأفلام بين القديم والحديث  مثل «العزيمة» و «المومياء» و«سلامة فى خير» و«عمارة يعقوبيان» و«طيور الظلام» وكذلك الحرف والمهن فى المجتمع المصرى بكل تفاصيله على مر الأزمنة مثل الحمال فى فيلم «باب الحديد» والبوسطجى فى فيلم «البوسطجى» وسائق القطار فى فيلم «لوعة الحب» والضابط فى فيلم «زوجة رجل مهم» والعطار فى أفلام «العار» و«بين القصرين»  وغيرها من المهن.. بخلاف التطرق للأفلام التى ألقت الضوء على المجتمعات العربية  القديمة المؤثرة فى المجتمع المصرى مثل أفلام «جميلة بوحريد» و«الناصر صلاح الدين».
الأكثر حضوراً
ولأن عالم الأفيشات مُبهر ويحمل مُتعة بصرية لمن يشاهده خاصة أن مُتصفح الكتاب سيتعرف على مدى التطور التكنولوجى الذى طرق على فن صناعة الأفيش السينمائى  بالأفلام، فقد حرص مؤلف الكتاب على دمج أفيش كل فيلم بالدراسة النقدية له لينهى حديثه عن الفيلم بالمشهد الرئيسى الذى كما يطلق عليه السينمائيون «كل ذلك  master sene، يُعيد القارئ لذكريات مشاهدته للفيلم ولأبطاله الذين رحل معظهم، ومن جهة أخرى تحفز الأجيال الجديدة التى لم تشاهد تلك الأفلام للتعرف على سينما لأجيال مُختلفة واكتشاف أكثر الأسماء التى كانت حاضرة سينمائيا بقوة على مستوى التأليف والإخراج والتمثيل وجميع العناصر الموجودة خلف الكاميرا بالأفلام السينمائية على سبيل المثال سيكتشف مُتصفح دراسة الناقد السينمائى سامح فتحى أن أسماء مثل فريد شوقى وسعاد حسنى ومحمود المليجى فازوا بنصيب الأسد بالأفلام التى اختارها كأفضل ما أنتجت السينما المصرية، وكذلك كُل من المخرج صلاح أبو سيف وكمال الشيخ  ونيازى مصطفى وعز الدين ذو الفقار وغيرهم، وأيضاً سيجد نجيب محفوظ كاتب معظم  قصص المائة فيلم والسيد بدير كاتب أغلب حواراتها، وأن المؤسسة العامة للسينما هى أكثر مؤسسة أنتجت أفلاما فى المائة فيلم أما أكبر مُفاجأة فهى شركة دولار التى وزعت أغلب المائة فيلم التى احتوتها دراسة سامح فتحى، وهى نفس الشركة الموجودة على الساحة حاليا، التى يعتقد الكثيرون أنها شركة حديثة.
التمويل
لا أحد ينكر المجهود الذى يقوم به الناقد سامح فتحى ولا العبء المادى الذى يتحمله لخروج مؤلفاته بشكل جيد، فقد صدر له خلال السنوات القليلة الماضية كتابان عن الأفيشات «الأفيش الذهبى» و«فن الأفيش فى السينما» وعددها فى الكتابين  615 أفيشا بطباعة فاخرة جداّ، وكلاهما ضما حكاية كل أفيش ومراحل صناعته وأشهر صُناعه، بخلاف الأفيشات الموجودة فى كتابه «أهم مائة فيلم وفيلم فى السينما المصرية»، وفى تصورى أن مؤلفاته كانت تحتاج لدعم من وزارة الثقافة أو على الأقل شراء عدد  مُحترم من النسخ والترويج لها  لحماية فن الأفيش والمحافظة على التراث السينمائى الموثق بهذه الأفيشات، ومن جهة أخرى ليتم إحياء فكرة العودة لصناعة الأفيشات التى اندثرت وحل محلها أفيشات فوتوغرافيا معظمها مأخوذ من أفيشات أفلام عالمية.
من الأفلام التى ضمتها دراسة سامح فتحى «سلامة فى خير» و«فاطمة» و«شباب امرأة» و«صراع فى الميناء» و«الوسادة الخالية» و«الزوجة رقم 13» و«النظارة السوداء» و«مراتى مدير عام» و«المومياء» و«المذنبون» و«الكرنك» و«أريد حلا» و«موعد على العشاء» و«الطوق والأسورة» و«زوجة رجل مهم» «إنذار بالطاعة» و«طيور الظلام» و«عمارة يعقوبيان».
مؤلفاته:
«الأفيش الذهبى» عام 2009.
«أنبياء فى السينما العالمية» عام 2013.
«فن الأفيش فى السينما» عام 2014. «نجيب محفوظ بين الرواية والفيلم» عام 2016.
«إحسان عبدالقدوس بين الأدب والسينما «تحت الإعداد».•