الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الأقصــر مدينة الخلود والثقــافة

الأقصــر مدينة الخلود  والثقــافة
الأقصــر مدينة الخلود والثقــافة


هذا العام مدينة الأقصر كانت أكثر حظا من أى عام مضى منذ سنوات ليس فقط لأنها توجت بأنها عاصمة الثقافة العربية.. بل للاكتشافات الأثرية الجديدة التى تمت على أرضها وبأيدى أبنائها المصريين.

اختيرت مدينة الأقصر لتكون عاصمة الثقافة العربية هذا العام وبدأت الاحتفالات بحفل الافتتاح الذى شارك فيه عدد كبير من الفنانين وأبناء المدينة وتتضمن الفعاليات التى تستمر حتى نهاية العام أمسيات شعرية وعروضا للسينما العربية ومعارض تشكيلية ومعارض للكتاب وذلك بمشاركة عدد من نجوم الطرب والشعر والأدب والفنون وبحضور وزراء الثقافة العرب وبمشاركة 11 دولة عربية. بالإضافة إلى قيام قطاع الفنون التشكيلية بإصدار مطبوعات خاصة، كما قامت المحافظة بتخصيص مقر دائم للهيئة العامة للكتاب ودار الكتب والوثائق القومية بمكتبة مصر العامة ليكون منفذا دائما لتوزيع كتب ومنتجات وزارة الثقافة، كما ستقوم الهيئة العامة لقصور الثقافة بإهداء 3000 نسخة من إصدارات الهيئة.
• مدينة الأقصر
ويقول  الدكتور جمال عبدالرحيم، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بكلية الآثار جامعة القاهرة، إن الأقصر مدينة التاريخ والحضارة التى تمتد جذورها فى أعماق التاريخ، وشاهدة على عظمة الإنسان المصرى الذى سما بعلومه وفنونه منذ سبعة آلاف سنة، والتى تعتبر جامعة مفتوحة للتاريخ والآثار الإنسانى فى عصوره المختلفة منذ ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث.
وأضاف عبدالرحيم، أن الأقصر ظلت قرية صغيرة تابعة لمدينة «قوص» التى اعتبرت عاصمة الصعيد بعد الفتح الإسلامى لمصر فى عام 21 هجريا/642م، وقد زار الأقصر كبار الرحالة فى العالم العربى، مثل  الرحالة الفارسى الإيرانى ناصر خسرو، وكذلك الرحالة المغربى ابن جبير، مؤكداً أن الأقصر فيما بعد تحولت إلى مركز إدارى تابع لمدينة «إسنا»، ثم مدينة تابعة لمحافظة قنا، الأمر الذى أورثها تركة مثقلة من الإهمال، وطوق العدوان البشرى والامتدادات العمرانية العشوائية أغلى كنوز العالم، فيما اهتم بها الخلفاء الفاطميون الذين غرسوا الأشجار بأراضيها بهدف الحصول على الأخشاب اللازمة لصناعة السفن، فنهضت الزراعة حولها وكثرت مراعيها وحازت شهرة فى ذلك، كما نشطت تجارتها الداخلية، وعمرت أسواقها الأمر الذى أدى لارتفاع اقتصادها بصورة كبيرة.
• معرض صور للأقصر
تم افتتاح معرض وثائقى يضم مجموعة من مستنسخات الوثائق النادرة التى تتناول تاريخ الأقصر ومنها على سبيل المثال: المرسوم الصادر سنة 1927 بتنظيم بندر الأقصر /التخطيط الإدارى لمدينة الأقصر (طيبة الجديدة)، ومشروع الصوت والضوء بمعبد الكرنك. كما يضم المعرض الوثائق الخاصة ببناء قرية لأهالى القرنة بالأقصر؛ وقرار إصدار عملات تذكارية بمناسبة إقامة أوبرا عايدة بالأقصر سنة 1987.
• تمثال رمسيس 
فى احتفالية كبيرة أزاح الدكتور خالد العنانى وزير الآثار الستار عن تمثال ضخم للملك رمسيس الثانى بعد الانتهاء من أعمال ترميمه، والموجود الآن أمام الصرح الأول بمعبد الأقصر.
وقد تم الكشف عن بقايا التمثال أثناء أعمال الحفائر التى كانت تجريها البعثة الأثرية المصرية برئاسة د. محمد عبدالقادر داخل المعبد عام 1958 وحتى1960 وكان التمثال قد طالته أعمال التدمير قديماً حيث وجد فى حوالى 57 جزءًا، ظلت فى الناحية الغربية من الصرح الأول.
وفى بداية شهر نوفمبر عام 2016 بدأت وزارة الآثار فى تنفيذ مشروع تجميع معظم أجزاء التمثال وإعادة ترميمه لرفعه وعرضه بساحة المعبد، وذلك عن طريق فريق عمل من الآثاريين والمرممين المصريين وتحت إشراف وزارة الآثار.
• وصف التمثال
هو مصنوع من حجر الجرانيت الأسود ويبلغ ارتفاعه حوالى 11 مترًا من القاعدة حتى التاج، ويزن حوالى 75 طنًا، ويصور الملك رمسيس الثانى يرتدى التاج المزدوج واقفا مقدما قدمه اليسرى للأمام وهو الوضع الذى اعتاده الفنان المصرى القديم. وإلى جانبه تظهر زوجته الملكة نفرتارى ملاصقه له بارتفاع 1.5 متر تعبيراً عن مدى اعتزازه وتقديره لزوجته.
فريق العمل: د.مصطفى وزيرى مدير عام آثار الأقصر د.أيمن حامد استشارى المشروع  م.أبوالحسن أحمد مدير الإدارة الهندسية بالأقصر.
• مقبرة أوسرحات
كشفت البعثة المصرية العاملة بمنطقة ذراع أبوالنجا بالبر الغربى بالأقصر عن محتويات (للدولة الحديثة) لشخص يدعى أوسرحات الذى كان يشغل وظيفة «قاضى المدينة».
• تخطيط المقبرة
جاء تخطيط المقبرة على غرار مقابر النبلاء خلال عصر الأسرة الثامنة عشرة فهى تتكون من فناء مفتوح يؤدى إلى صالة عرضية ثم صالة طولية.
• الفناء المفتوح
بعد رفع 450 مترًا مكعبًا من الرديم ظهر مدخل المقبرة كما ظهر مدخلان لمقبرتين أخريين مشتركتين فى نفس الفناء واحدة على يمين المدخل والأخرى على يساره.
وسوف تستكمل البعثة الأثرية أعمال الحفائر بالموقع فى محاولة للكشف عما تحويه هاتان المقبرتان وأصحابهما.
• الصالة العرضية
عُثر داخلها على تابوت خشبى منقوش فى حالة جيدة جدا من الحفظ بالإضافة إلى بئر بعمق 9 أمتار توجد فى نهايتها غرفتان إحداهما فى الجهة الشرقية داخلها عدد من تماثيل الأوشابتى وأقنعة خشبية ويد خشبية لغطاء تابوت، أما الغرفة الأخرى والموجودة فى الناحية الغربية فسوف يبدأ العمل فيها خلال الفترة القليلة المقبلة.
• الصالة الطولية
عُثر فى نهايتها على فجوة تبين أنها تعود لخبيئة من التوابيت مزينة بنقوش وألوان وهى فى حالة جيدة من الحفظ تعود لعصر الأسرة الـ 21 بداخلها عدد من المومياوات ملفوفة بالكتان، هذا بالإضافة إلى العثور على كم هائل من تماثيل الأوشابتى المصنوعة من الفيانس والتراكوتا والخشب ومجموعة من الأوانى الفخارية مختلفة الأشكال والأحجام.
• فريق العمل المصرى
د/ مصطفى وزيرى رئيس البعثة الأثرية
/ محمد خليل كبير مفتشى المنطقة الشمالية
ا / محمد دعيبش مفتش آثار
أ/ أحمد الطيب مفتش آثار
أ/ أحمد البغدادى مرمم
أ/ رمضان أبوسالم مرمم
ا/ عبدالرازق محمد مرمم
أ/ محمد شديد مرمم
أ/ على حسن مرمم
أ/ محمد أبوحاكم مرمم
• معرض صور الكرنك
وأيضا هذا الأسبوع نظم المركز المصرى الفرنسى لدراسة معابد الكرنك معرضًا للصور الفوتوغرافية الأرشيفية عن المعبد يستعرض فيها جميع أعمال الترميم والدراسات التى تمت بمحيط المعبد وداخله منذ بدء عمل المركز.
وفى عام 1967 قامت مندوب اليونسكو الدائم فى مصر، كريستيان نوبلكور بعمل اتفاقية ثنائية بين مصر وفرنسا لإنشاء المركز المصرى الفرنسى لدراسة معابد الكرنك. وفى عام 1970 أصبح المركز هو المركز المصرى الفرنسى الوحيد الثنائى الدائم المسئول عن موقع أثرى مهم ألا وهو معابد الكرنك.
عمل المركز على مدار الخمسة عقود الماضية على إنجاز العديد من الأعمال داخل المعبد وكذلك العديد من الاكتشافات التى أضافت الكثير من المعلومات المهمة ليس لمعبد الكرنك فحسب بل للحضارة المصرية عامة.
ويأتى المعرض ليلقى الضوء على الصور الأرشيفية للمركز جنبًا إلى جنب مع الصور المعاصرة التى اتخذت للمعبد، ليوضح حالة المعبد السابقة والراهنة وما أنجزه المركز من أعمال.
وتستمر الاحتفالات والاكتشافات الجديدة للأقصر الخالدة حاملة أسرار الأجداد عبر العصور لنعرف المزيد عن أسرار قدمائنا العظام.•