الأربعاء 4 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

بعد انفجار كنيستى مارجرجس ومارمرقس.. أسبوع آلام الوطن.. الشهداء يُعَيِّدُون مع المسيح فى السماء

بعد انفجار كنيستى مارجرجس ومارمرقس.. أسبوع آلام الوطن.. الشهداء يُعَيِّدُون مع المسيح فى السماء
بعد انفجار كنيستى مارجرجس ومارمرقس.. أسبوع آلام الوطن.. الشهداء يُعَيِّدُون مع المسيح فى السماء




«تأتى ساعة يظن فيها كل من كان يقتلكم أنه يخدم الله».. (يوحنا 16:2).. بدأ أسبوع الآلام مصطحبا معه ألماً شديداً فى قلب الوطن، يأبى الإرهاب أن يترك مصر تحتفل بأعيادها فى سلام، فبعد الحادث الأخير فى الكنيسة البطرسية قبل أشهر، طل علينا مرة أخرى بتفجيرات لبيوت الله واغتيال عباد مؤمنين دخلوا كنيستهم لتلبية شعائر ربهم فى أحد الشعانين.


«أحد الشعانين»، أو «أحد السعف» هو ذكرى دخول المسيح لأورشليم، فاستقبله أهلها حاملين سعف النخيل، فأصبحت عادة عند المسيحيين بأن يحيوا ذكرى هذا اليوم من كل عام بالسعف والورود.
تأتي الانفجارات  قبل أيام من زيارة سيقوم بها بابا الفاتيكان فرنسيس، لمصر في أبريل الجاري.
• مار جرجس بطنطا
فوجئنا جميعا ظهيرة «أحد السعف» الذى وافق 9-4  بانفجار داخل كنيسة مارجرجس في مدينة طنطا، أسفر عن استشهاد أكثر من 30  شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 70 آخرين (لحين مثول المجلة للطبع).
أفادت التحريات الأولية  التى نقلت عن شهود أن انتحارياً في الثلاثينيات من العمر وراء التفجير.
يعتبر الحادث الإرهابى هو الثانى فى أقل من 10 أيام بمحافظة الغربية، بعد التفجير الذى وقع أمام مركز تدريب الشرطة بطنطا، الذى أسفر عن استشهاد شرطى وإصابة أكثر من 15 آخرين بينهم مدنيون، ليتأكد للجميع أن الإرهاب الغاشم لا يفرق بين شرطى ومدنى.
عقب الحادث دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي، مجلس الدفاع الوطني للانعقاد، ووجه المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، وجميع الأجهزة المعنية بالتحرك لموقع الحادث الإرهابى، ورفع تقارير مباشرة له عن تبعيات حادث تفجير كنيسة مارجرجس بطنطا، مشددا على توجيه الرعاية الكاملة لجميع المصابين. كما أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسى، اتصالاً تليفونياً، بالبابا تواضروس، لتقديم واجب العزاء له، فى شهداء الكنسية، وأكد الرئيس أن الدولة لن يثنيها مثل هذه الحوادث الإرهابية، عن مواجهة الجماعات المتطرفة والإرهابية.
كما أعلن العقيد تامر الرفاعى، المتحدث العسكرى للقوات المسلحة، أن جميع مستشفيات القوات المسلحة فى استعداد تام لتقديم الرعاية الطبية للمصابين فى حادث طنطا الإرهابى.
وأفاد مصدر أمنى أن الأجهزة الأمنية تحفظت على كاميرات المراقبة بمحيط منطقة حادث كنيسة طنطا تمهيداً لتفريغها لتحديد هوية الجناة.
وتوجه اللواء مجدى الشلقانى، مساعد وزير الداخلية للحماية المدنية، وعدد من القيادات الأمنية وضباط المفرقعات، لمدينة طنطا، لمتابعة أحداث الانفجار.
فيما انتقل فريق من نيابة أمن الدولة العليا، إلى موقع الحادث الإرهابى لمباشرة التحقيق، بعد تكليف المستشار نبيل أحمد صادق، النائب العام، بتشكيل فريق موسع، والانتقال إلى محافظة الغربية، ومباشرة إجراءات التحقيق، وسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال هذا الحادث.
• الكنيسة المرقسية بالإسكندرية
بعد أقل من ساعتين على حادث مارجرجس بطنطا، وقع انفجار آخر أمام الكنيسة المرقسية بمحطة الرمل بواسطة انتحاري فجر نفسه أمام الكنيسة.
أكدت المصادر الأمنية أن الانتحارى كان فى طريقه لدخول البوابة الرئيسية للكنيسة، لكن القوة الأمنية شكت به، ففجر نفسه على الفور، كما صرح مصدر أمني بوزارة الداخلية بارتفاع أعداد ضحايا حادث استهداف الكنيسة المرقسية بالإسكندرية إلى أكثر من 18 شهيدًا بينهم ضابط، وإصابة 48 آخرين كحصيلة أولية.
الضابط الشهيد هو المقدم عماد الركايبى- المعين خدمة أمام كنيسة مارمرقس بالعطارين.
وأيضا استشهاد العميد نجوى الحجار التى كانت عضوا فى قوة تأمين الكنيسة.
جدير بالذكر أن البابا تواضروس كان فى داخل الكنيسة المرقسية يتابع الصلاة، كما أنه قد انتهى منها قبل الانفجار بلحظات.
• لن ينال من عزيمتنا
من ناحيته أدان البابا فرنسيس الهجوم على الكنائس ، وقال البابا فى ختام عظته بمناسبة أحد السعف أمام عشرات الألوف فى ساحة القديس بطرس «أصلى من أجل القتلى والضحايا. أدعو الرب أن يهدى قلوب من بثوا الرعب والعنف والقتل وكذلك قلوب من ينتجون ويهربون الأسلحة».
وقدم البابا تعازيه الحارة لجميع المصريين ولرئيس الكنيسة القبطية الذى من المقرر أن يكون أحد مضيفيه خلال زيارته لمصر المقررة يومى 28 و29 أبريل.
كما أكد الأنبا أرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى أن الإرهاب لن ينال من عزيمتنا وكلنا واحد فى هذه الأزمة، وهؤلاء شهداء الوطن.
وقال المفكر القبطى كمال زاخر: إن المسألة واضحة ولا تحتاج إلى تعليق، لكن تحتاج إلى مواجهة مختلفة على عدد من المحاور، أولا: تفعيل المساءلة السياسية لأن الحكومة فى موقعها، وليس فقط وزارة الداخلية هى المسئول المباشر عن أمن المصريين، وإذا عجزت عن ذلك فى تكرار الأحداث وراء بعضها كما رأينا فى طنطا والإسكندرية، فهذا هو أوان استقالة الحكومة.
ثانيا: مساءلة رئيسى الأمن فى المحافظتين مساءلة جنائية وسياسية، وتقديمهما لمحاكمة عسكرية.
ثالثا: إحالة القضايا الإرهابية، والأعمال الإجرامية إلى المحاكمة العسكرية السريعة والناجزة، لأن هذه الإجراءات من الممكن أن تضع حدا لمن يقوم بهذه الأعمال؛ وليعرفوا أن هناك إجراء رادعا سوف يلاحقهم.
غير ذلك سنكون بنضحك على أنفسنا، وستتكرر هذه الأحداث.
وبالضرورة هناك علاقة بين هذه الأحداث وزيارة بابا الفاتيكان، فالرسالة واضحة.
نفس الأمر لنقطة انتهاء الجيش المصرى من تطهير جبل الحلال وتطهير سيناء، فهم الآن ظهرهم للحائط، وخاصة أنهم فقدوا مواقع استراتيجية فى سيناء التى كانت ملعبهم لسنوات، فهذه كلها قراءات للأحداث ولكن الأهم هو كيف نواجه هذه الأحداث لكى لا تتكرر لأن التصعيد الذى يحدث فى منتهى الخطورة، يكفى استهداف مكان البابا رمز الأقباط.
• قراءة تحليلية
وسط هذا المشهد الدامى الذى اختلطت فيه الدماء بالسعف الأخضر ووسط أحزان المصريين فى عيدهم، يمثل هذا الحادث الإرهابى رسالة واضحة استطاع المحللون والخبراء تحليلها وقراءتها..
اللواء سعيد الزنط مدير مركز الدراسات الاستراتيجية وأخلاقيات الاتصال له تحليل للمشهد: «لا شك أن الحادث بنفس الصورة المتكررة يؤكد أننا لا نستفيد من التجربة ولا نستعيد ذكرى الماضى ونحتاج لرفع الكفاءة التدريبية لرجال الأمن، وصحيح أن العمليات الإرهابية صعبة التنبؤ بها، ولكن أصبح معروفاً من كذا سنة أن المناسبات الوطنية والقبطية يحدث بها مثل هذه العمليات وأصبح لدى الأجهزة الأمنية توقع مما يستدعى حرصاً أكثر واختيار كفاءات لعناصر أمنية للأماكن الحيوية واستخدام التكنولوجيا لرفع أداء الجهاز الأمنى للحصول على معلومات إيجابية هذا للحماية من العمليات الإرهابية بشكل عام.
وبشكل خاص أولاً نرى أن المستفيدين من هذه التفجيرات هم من يودون ضرب الوحدة الوطنية وهناك منذ زمن طويل محاولات لضربها وخطط لذلك، ثانياً نرى أن ما ساعد فى إنجاز الخريطة السياسية المصرية من انتخاب رئيس ودستور وبرلمان كتلتان كبيرتان، المرأة والأقباط لما لهما من تأثير كبير فى الأحزاب ومنظمات المجتمع المدنى لعمل خطة سياسية بها نحارب الإرهاب، لذا كان لابد من ضرب هذه الكتل، ثالثاً بعد الزيارة الناجحة للرئيس السيسى لأمريكا وإعلانها رسمياً تدعيمها مصر ضد الإرهاب كانوا يريدون أن يقولوا «نحن هنا» وهناك أيضاً بعد أسبوعين زيارة بابا الفاتيكان، فهى رسالة لكل الأطراف أنهم موجودون وقادرون ولكن مهما كان الإرهاب ووصلت قوته لن يستطيع أن يقف أمام دولة عظيمة كبيرة والحوادث الإرهابية تحدث ومؤخراً حدث فى بلجيكا وفرنسا وبريطانيا والبرتغال فليس غريباً على العالم وجود مثل هذه العمليات الإرهابية.
وأخيراً يجب أن نعى أن دور مصر فى مكافحة الإرهاب كبير جداً ليس فقط فى المنطقة العربية بل فى العالم كله وأرى أن هذه العمليات تنم عن إحباط ومحاولة كاذبة لإثبات وجودهم.
اللواء الدكتور نبيل فؤاد أستاذ العلوم الاستراتيجية يقول: «يجب أن نربط بين ما حدث ونرى فيها جملة رسائل للتشويش على الزيارة الناجحة للرئيس السيسى فى أمريكا، كذلك قد تكون رداً على العمليات التى قام بها جنودنا فى جبل الحلال وكله لإرسال رسالة «أننا موجودون».. نعم قد يكون هناك تقصير أمنى ولكن المشكلة ليست فى تدريب عناصر الشرطة وإنما الأمر مرتبط بخصائص وطبيعة الإنسان المصرى والتحليل العلمى له من حيث وجود صفة التواكل، فالمشكلة ليست فى تسليح عناصر الشرطة وإنما فى الإنسان المصرى الطيب الذى يتغاضى عن أشياء كثيرة فى التأمين ويعدى أشياء كثيرة.
كذلك، فإن هناك ناحية فنية من حيث الكاميرات فكلها تسجل الحدث فقط، للاطلاع عليه فى هذه المنشآت بعد حدوث الحادثة، ولكن الآن يجب مع ما يحدث، خصوصا فى الكاتدرائيات والكنائس وهذه الأماكن المهمة أن يكون هناك غرفة ملحقة لمشاهدة ما تعرضه الكاميرا تحسباً لأى شكوك، صحيح أنها ستكون مكلفة ولكنها ستتفادى الكثير من الكوارث، ويجب أن نفهم أن العالم كله فى حرب مع الإرهاب وليست فقط مصر، كما شاهدنا ما حدث فرنسا وإنجلترا، ولكن يجب أن نكون «شكاكين» أكثر.•



حوادث الكنائس فى مصر


الخانكة عام 1972 راح ضحيتها 100 مواطن أغلبهم من الأقباط، قرية الكشح 1999 راح ضحيتها 20 قتيلاً قبطيًا ومسلمًا واحدًا، الإسكندرية 2006 اشتباكات بين المسلمين والأقباط بسبب عرض مسرحى داخل كنيسة، كنيسة القديسين 2011، راح ضحيتها 24 قتيلاً، مطروح 2010 فتنة طائفية بمطروح بسبب فتاة أصيب خلالها 30 شخصًا، أكتوبر 2011، أحداث ماسبيرو بين الأقباط وقوات الجيش راح ضحيتها 26 شخصًا وأصيب 343 ، إبريل 2012 فتنة طائفية بسبب فتاة إمبابة راح ضحيتها 13 وأصيب 240 آخرون، حريق «كنيسة دلجا» 2013 فى أعمال عنف من قبل متشددين ردًا على عزل مرسى، إطلاق نار على كنيسة الوراق فى 2013 راح ضحيتها 4 قتلى بينهم الطفلة مريم 8 سنوات، 2016 تفجير كنيسة البطرسية فى العباسية راح ضحيتها 29 قتيلاً، أبريل 2017،  تفجيران بكنيستى مارجرجس والمرقسية راح ضحيتهما 37 قتيلًا و105 مصابين.•

رئيس البرلمان العربى يدين الإرهاب


أدان الدكتور مشعل بن فهم السلمى رئيس البرلمان العربى بشدة الحادث الإرهابى الذى استهدف- اليوم الأحد 12 رجب 1438 هجرى الموافق 9 إبريل 2017م- كنيسة مارجرجس فى مدينة طنطا بجمهورية مصر العربية، وأدى إلى سقوط عدد من المدنيين الأبرياء بين قتيل وجريح. وشدد رئيس البرلمان العربى على أن مثل هذه العمليات الإرهابية الجبانة لن تزيد الشعب المصرى إلا قوة وعزيمة على اقتلاع جذور الإرهاب وتفويت الفرصة على هؤلاء المجرمين والتصدى لإجرامهم، مؤكدا ضرورة التكاتف العربى والدولى لمواجهة الإرهاب على جميع الأصعدة للحد من هذه الجرائم الآثمة بحق الآمنين. وأعرب رئيس البرلمان العربى عن خالص تعازيه لجمهورية مصر العربية رئيسا وحكومة وشعبا وللكنيسة المصرية ولأسر الضحايا، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين.•


شهداء الشرطة

أشار البيان الصادر عن وزارة الداخلية، إلى أنه حال ضبط القوات للإرهابى قام بتفجير نفسه بأفراد  الخدمة الأمنية المعينة خارج الكنيسة، ما أسفر عن استشهاد ضابطين وضابطة وأمين شرطة من قوة مديرية أمن الإسكندرية، وعدد من المواطنين جار حصر أعدادهم، إضافة إلى وقوع العديد من الإصابات.. أفادت مصادر بأن الشهداء فى الحادث الإرهابى هم : العميد نجوى النجار، والشرطية أسماء أحمد والعريفة أمينة رشدى والرائد عماد الركايبنى، والرائد محمد رفعت، وأمين الشرطة أحمد إبراهيم، من قوات مديرية أمن الإسكندرية..  العميد نجوى النجار مواليد 1963، وتخرجت فى كلية الشرطة دفعة 1987، هى أحد أعضاء قوة تأمين الكنيسة المرقسية.. والرائد عماد الركايبى، تدرج حتى وصل رئيس وحدة تنفيذ الأحكام بالعطارين، ورئيس قوة تأمين الكنيسة المرقسية. •


إدانة من نادى القضاة


ينعى نادى قضاة مجلس الدولة ببالغ الحزن والأسى والغضب شهداء مصر الأبرار الذين استشهدوا اليوم جراء الحوادث الإرهابية التى استهدفت دور العبادة اليوم فى كنيسة مار جرجس بمدينة طنطا وأمام الكتدرائية المرقسية بالإسكندرية. ويتقدم النادى بخالص العزاء إلى قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لأسر الشهداء بخالص العزاء، كما يتمنى للمصابين الشفاء العاجل. ويدين النادى بأشد العبارات هذا العمل الإجرامى الخسيس الذى استهدف إخوتنا المسيحيين وهم يحتفلون بأعيادهم كما يعرب عن استنكاره ورفضه لهذه الحوادث الإرهابية ويؤكد أنها لن تثنى شعب مصر ولن تفت فى عزيمته على المضى قدماً فى القضاء على الإرهاب الأسود، كما لن تنال من وحدته وترابطه. ويهيب النادى بجميع مؤسسات الدولة بأن تتكاتف معًا من أجل مواجهة مثل هذه العمليات الإرهابية التى تؤكد يوما بعد يوم أن الإرهاب لا دين له.
المكتب الإعلامى لنادى قضاة مجلس الدولة المستشار وائل فرحات عبد العظيم.•


نزول القوات الخاصة

قرر الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة الدفع بعناصر من وحدات التأمين الخاصة بالقوات المسلحة بشكل فورى لمعاونة الشرطة المدنية فى تأمين المنشآت الحيوية والمهمة بجميع محافظات الجمهورية. السيسى وجه أيضا بفتح مستشفيات القوات المسلحة أمام مصابى حادثتى التفجير، واتخاذ الإجراءات اللازمة. •