هدى الإدريسى «الصعلوك» قدمنى للجمهور وأنتظر «الياسمين الأحمر»!

مى الوزير
عشقت مصر وآمنت بموهبتها فقررت أن تتبع شغفها وتنتقل إلى مصر للدراسة فى معهد الفنون المسرحية وتبدأ من الصفر، الفنانة المغربية هدى الإدريسى، التى بدأت كمذيعة فى التليفزيون المغربى فى سنوات دراستها، تألقت هدى الإدريسى العامين الماضيين من خلال «الصعلوك» و«هى ودافنشى» و«ألوان الطيف»، تحدثنا عن مشوارها فى مصر وكيف تعلقت بمارجريت وفاطيما زين العابدين.
• بدأت حياتك كمذيعة فى التليفزيون المغربى، كيف قررت أن تبدئى مشوارك فى مصر كممثلة؟
ـــ عملت كمذيعة فى التليفزيون المغربى وعمرى 17 سنة بعد الثانوية العامة، وكنت أميل إلى الوقوف أمام الكاميرا بأى شكل، ولم يكن أحد من أهلى فى الوسط الفنى ولا الإعلامى، فلم يوجهنى أحد، ولم يكن التمثيل فى بالى، ولكنى درست فترة فى معهد فنون مسرحية فى المغرب أثناء عملى كمذيعة، وبدأت أستوعب وأتمكن من أدواتى كممثلة ورغبت فى التخصص أكثر وجاءت لى الفرصة لدخول معهد فنون مسرحية فى مصر، فشعرت أن الباب مفتوح لى لأكمل ما بدأته رغم خوفى الشديد من التجربة، إلى أن استقررت فى مصر، وبدأ أساتذتى وزملائى فى تشجيعى أثناء فترة دراستى فى المعهد ويطلبنى بعض المخرجين فى أعمال، وبدأت مع المخرج الكبير حسام الدين مصطفى فى عمل كبير بعنوان نسر الشرق، ثم بدأ طريقى فى المسرح والسينما، وفى المسرح عملت مع فنان كبير مثل الفنان جلال الشرقاوى من خلال بحثه عن ممثلين من المعهد فقدمت معه مسرحيتين، ثم عملت مع الفنان محمد صبحى فى «أنا وهؤلاء» وعملى معه كان مدرسة وأكاديمية فى حد ذاته، وتجربة حققت لى نجاحاً كبيراً وقتها.
فاطيما
• مسلسل «هى ودافنشى» كان خطوة مختلفة، قدمت من خلاله شخصية «فاطيما زين العابدين» التى تعاطف معها المشاهدون بشكل كبير، كلمينى عنها وعن استعدادك للشخصية؟
ـــ ما أعجبنى فى شخصية فاطيما القضية التى طُرحت من خلال هذه الشخصية وهى قضية تعاطى الترامادول وخطورته الشديدة وأعتقد أن هذا وصل للمتفرج، فهذه المشكلة منتشرة بشكل كبير فى كل الأوساط والمستويات الاجتماعية، لذلك كنت مهتمة جدا بطرح هذه القضية وسعيدة بتجسيدها على الشاشة، فاطيما اضطرتها ظروفها أن تعيش فى منطقة أقل من مستواها الاجتماعى، فهى طبيبة نفسية مستواها الاجتماعى متوسط، اضطرتها الظروف فجأة إلى أن تعيش فى منطقة شعبية جدا أو عشوائية أكثر منها شعبية، أصبحت عاجزة عن تأدية عملها أو رعاية ابنتها ولجأت إلى الترامادول كبديل أرخص لمهدئات أخرى رغم علمها بآثاره، وتعيش فى ذعر وخوف طوال الوقت حتى ظهر لها دافنشى وكان نقطة التحول للشخصية، فبعد علمه بتعاطيها الترامادول واجهها بأن وظيفتها أن تُعالج الناس لا أن تتعاطى هى المخدر ونبهها عن احتياج أهالى هذه المنطقة إليها أكثر من احتياج الطبقة الاجتماعية الأخرى التى كانت تتعامل معها.. ثم كان التحول الثانى فى شخصية فاطيما عندما آمنت بوجود روح دافنشى وأقاموا له ضريحاً أصبحت هى المسئولة عنه فتحولت من الهروب إلى المخدرات إلى الهروب بالتصوف أو اللا منطق وهى شخصية صعبة جدا لأنها كانت متوترة أغلب الوقت وهنا تكمن صعوبتها لكى يكون هناك توازن بين مصداقيتها وبين أنها قد تصيب المشاهد بالملل، والحمد لله وصلت للمشاهدين كما كنت أتمنى، بل إن ردود الفعل فاجأتنى لأنى كنت متخوفة جدا منها لأنى كنت أتمنى ردود فعل مشابهة كالتى حققتها شخصية «مارجريت» فى مسلسل الصعلوك.
• هل اعتمدت على قراءات عن حالات متعاطية للترامادول أو تعاملت معها أثناء الإعداد للدور؟
ـــ بالفعل اكتشفت بالصدفة تعاطى بعض الأشخاص حولى الترامادول لمساعدتهم على أداء أعباء عملهم التى تطلب مجهوداً بدنيا كبيرا كامرأة عاملة اكتشفت بعد فترة غياب لها أنها انهارت بعد توقفها عن تعاطيه لعدم مقدرتها المادية على شرائه بعد ارتفاع أسعاره، فكنت ألاحظ سلوكياتهم وهذا ساعدنى كثيرا فى شخصية فاطيما.
• العمل الثالث مع الثنائى الناجح الفنان خالد الصاوى والكاتب محمد الحناوى، كيف تقيمين هذه التجربة؟
ـــ خالد الصاوى بالنسبة لى أستاذ كبير جدا ويعمل وينتمى لمدرسة فنية أحبها وهذه الروح فى العمل مطلوبة وترفع من أداء الممثل، لذلك أنا أستفيد منه كممثلة.. هذا فيما يخص خالد الصاوى أما محمد الحناوى فكتاباته تعطيك كممثلة صورة كاملة أمامك من لحم ودم وشكل ولها تفاصيلها وانفعالاتها كل هذا على الورق لذلك فهو مكسب للممثل، فنحن كممثلين أثناء الإعداد لعمل نقوم برسم الشخصية والبحث عن ماض لها، الميزة عند محمد الحناوى أن كل هذا على الورق، أضيفى إلى هذا لغته الراقية جدا القريبة من القلب وهذا ما يحبه الممثل فى كتاباته، ويسلمك كفنانة الشخصية كاملة وليس عليك هنا سوى أن تذاكريها بشكل جيد، لذلك هذا الثنائى أضافا لى بهذه الأدوار فى الأعمال الثلاثة واعتقد أنها كانت فرصة جيدة لى أن أقدم نفسى بأعمال بهذا المستوى.
• فى مسلسل الصعلوك قدمت شخصية «مارجريت» وهى تميل إلى الجانب الصوفى وهذا ما يميز أغلب كتابات محمد الحناوى، هل يستهويك هذا الجانب ويحمل بعضا من ملامحك هذه الشخصية؟
ـــ أنا أحب هذا الجانب أيضا فى كتابات محمد الحناوى فهو يكتبها بفن ووعى، ولا يطرحها بشكل عادى وأنا أميل إلى الجانب الصوفى بشكل فطرى، فهى دائما ما تأخذ قلبى خاصة ما إذا كانت مكتوبة بهذا الوعى.
• اعتقد أن ردود الفعل وقت عرض المسلسل كانت سريعة؟
ـــ تعلق الناس بها أسعدنى وردود الفعل كانت سريعة خاصة الأطفال وهى فئة من الصعب إرضاؤها و«مارجريت» سبب حبى لها أنها عرفت الناس بى بشكل كبير أنا نفسى أفتقدها أحيانا، وهى أيضا تشبهنى إلى حد كبير.
موعد عرض المسلسل
• هل تعتقدين أن عرض العمل فى شهر رمضان أحد عناصر النجاح أم أن هذه المعادلة لم تعد موجودة بعد خلق موسم عرض آخر وانتشار أعمال الـ60 حلقة بعيدا عن شهر رمضان؟
ـــ بالتأكيد شهر رمضان يخلق حالة تنافسية ينتظرها الفنانون والصناع من عام إلى آخر، وكذلك المتفرجون أنفسهم ينتظرون شهر رمضان لمتابعة الأعمال الجديدة، لكن لم يعد النجاح مرهونا بموسم العرض بقدر ما هو مرهون بجودة العمل نفسه ومحتواه ومستواه الفنى وأصبحت هناك أعمال خارج الموسم الرمضانى تحقق مشاهدة مرتفعة جدا، فمسلسل مثل ألوان الطيف كان تجربة مختلفة ومميزة وحققت نسب مشاهدة عالية وهو تم عرضه بعيدا عن شهر رمضان، وهذا يخلق حالة من النشاط والإنتاج الغزير طوال العام ويجعل الإنتاج الفنى غير مقتصر على شهر واحد.
• ما الذى تستعدين له هذه الأيام؟
ـــ مسلسل بعنوان «الياسمين الأحمر» بطولة الفنانة سوسن بدر وهو مسلسل 60 حلقة سيعرض قبل شهر رمضان وأنا سعيدة به لأنى كنت أتمنى العمل مع سوسن بدر منذ فترة طويلة، سأقوم فيه بدور إيطالية تعشق مصر وتعيش فيها وتؤثر فى العائلة التى تعيش معهم كونها العنصر المختلف وسطهم. •