الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

علاء حجازى فنان متمكن.. شعاره الفن للناس

علاء حجازى فنان متمكن.. شعاره الفن للناس
علاء حجازى فنان متمكن.. شعاره الفن للناس


ليتنا نصل لفن حر بلا تحكم من صالة عرض، ولا من ناقد ولا إعلام، ويكون معيار نجاحه الوحيد هو الناس والمعايير الفنية البسيطة بدون فذلكة، هكذا يرى الفنان التشكيلى المتمكن علاء حجازى - ابن مصر والمقيم فى دولة الكويت - دور الفن فمقصده بالأساس هو الناس ومخاطبة الجمهور وملامسة انفعالاتهم.
وقد فعل ذلك فى معرضه الأول بالقاهرة الذى استخدم فيه خامة الفحم والرصاص، وأعاد الاعتبار لفن الرسم معتمدا على التعبير عنه فى أميز صوره، وبقدر دهشتنا من قدرته على التعبير عن الانفعالات فى لوحاته التعبيرية والمتنوعة فاننا لا ولن نعرف أى الخطوط صنعت اللوحة!
«صباح الخير» تواصلت مع الفنان علاء حجازى بهدف تسليط الضوء على تجربته، كيف بدأت، وكيف طورها لتصل إلى هذا التكنيك المدهش، وما حكاية اسكتشات السينما وكيف جاءت الفكرة والمعالجة، وماذا يستفزه ليرسم خاصة أنه غير مؤمن بفكرة الرسم من أجل الرسم أو الفن للفن.
فى إيجاز ووضوح، ودون فذلكة قال علاء حجازى - عن نفسه - إنه فنان مصرى حاصل على بكالوريوس فنون عام 1986 قسم تصوير، يعيش ويعمل بدولة الكويت.
وأقام معارض فردية بالكويت ومعرضا مشتركا فى القاهرة ومعرضا فرديا بالقاهرة، وله مقتنيات فى مصر والكويت ومعظم دول الخليج وإسبانيا وأمريكا وانجلترا وفرنسا ومتحف الكويت للفن الحديث.
وتابع: إنه يتابع مسار الحركة الفنية العربية والعالمية منذ تركه لبلده (مصر) بدقة - ويظهر ذلك جيدا فى صفحته على مواقع التواصل الاجتماعى - ويرى أننا منهمكين فى رسم التفاحة كتسجيل للتفاحة، وبدأ صراع على من يستطيع تسجيل التفاحة أدق وأسرع ثم استغرقنا جميعاً فى البحث عن الأسلوب، وهذا البحث بالضرورة يقودنا لانتحال واستدعاء أساليب غربية والاستغراق فيها، ومن كل ذلك أصبحنا مهتمين كرسامين بمفردات حرفية بحتة ربما لا علاقة لها بصناعة اللوحة نفسها.
وأضاف: لقد صنعنا من نماذج محددة آلهة وأصناما تحجب الرؤية الصحيحة ليصبح لمس أى صنم منها يعنى الكفر بالفن، وأسقطنا الزاوية الأهم فى صناعة الفن تماماً  ألا وهى الجمهور.. والنتيجة أنه لم يعد يرتاد المعارض لأن الرسام لا يتعرض له من بعيد أو من قريب.. وشكونا جميعاً من هروب الناس من المعارض واكتفينا بالسيلفى مع رسامين آخرين أتوا ليبحثوا عما يهمهم داخل المعارض من أساليب ورسم للتفاحة.
ويؤكد علاء حجازى أنه قرر الضرب بعرض الحائط بكل ما يهم الرسامين، والبحث عن مشاعر الناس، وأصبح هذا المحور هو ركيزته الأساسية الذى وثق أنه هو الذى سيخلق الأسلوب.. المهم أن تلامس مشاعر الناس، وعلى مستويات كثيرة.. الفاهم وغير الفاهم وما بينهما، ولم يتقيد برسم التفاحة، وبخط محدد أنا كرسام من يصنعه لهذا ستخرج الخطوط عن مسارها وربما تكاثرت أو تزاحمت لتوحى بالكتلة، ومن ثم تحول تعريف الرسم عنده لخطوط لا يحكم انتظامها من عدمه سوى هذه الكتلة وخامتها، ولم يعد الرسم هو تلك الخطوط التى تحاصر الكتلة لتصنع تفاحة متأنقة.
وعما يهمه من موضوعات كرسام وفنان قال بوضوح: أبحث عن المواضيع التى تهم الناس، ولا أريد وسيطا بين عملى ومتذوق الفنون، وقد حاولت تطوير أسلوبى ليتوافق مع مفهومى، وبقدر الإمكان حاولت الابتعاد عن التقليد الذى نقع فيه جميعاً أو يؤثرنا بطريقة ما فى فترة زمنية معينة، والأهم هو التخلص منه سريعاً.
أما ما يستفزه ليرسمه فيشير حجازى: بكل تأكيد أنا لست من هذا النوع الذى يرى سيدة جميلة، ويحاول رسمها ولكنى مع فارق التشبيه أعمل بطريقة المخرج بمعنى أنى كأنسان أحيا أشياء محددة ولى تجربة حياتيه وسمات محددة ولنقل مثلاً إنى أرى أن الجمال يكمن فى الشجن أو فى الفرح أو فى المدافعين عن الحق إلى آخره من مفاهيم، فلو تصادف وكنت مهتما بمفهوم التعجب مثلاً فسأبحث عن الإنسان الذى يعبر عن ذلك أياً كان عمره أو درجة جماله أو قبحه وسأعبر به عن التعجب أو الشجن بمعنى أن ما يستفزنى هو مفهومى لا شكل ما سأرسمه.
• كادرات السينما
وعن فكرة رسم كادرات السينما أوضح إنها تخضع لهذا المفهوم، حيث أننى محب كشخص للسينما جداً ولى وجهة نظر ربما تكون مغايرة وربما تكون متفقة وأعرف تماماً أن هذه الأفلام تثير مشاعر إيجابية فى الناس, وتصنع بهجة تخفف من وطأة الواقع المرتبك وهذا جزء من عملى وهو أخذ الناس لعالمى الخاص لإمتاع روحهم بطريقة لا تتنافى مع القواعد الفنية المتوارثة من أستاذ بعد أستاذ بعد أستاذ.
وحول فلسفته فى الفن قال علاء حجازى: إن أى حركة فى الكون لها هدف وظيفى حتى لو كانت حركة ذرات الجماد نفسه فلماذا نريد نحن كرسامين ابتكار مخرج للعبث!! بأن نقول بحكم توارث المقولة بدون تمحيص واقعى بأن الفن للفن.. لا أعتقد فى هذه المقولة التى تفصل عملياً صانع العمل الفنى عن الجمهور ولا يوجد فى تاريخ الفن ما يسمى الفن للفن, وعندما يتبنى أحدهم هذا المفهوم فأنا على أقل تقدير أعرف أن ذلك عبث سرعان ما يسقط بمكانه، لهذا أحمل هدفا واحداً وهو التعبير عن عصرى لا عن عصر قبلى ولا عصر بعدى.
كلمة أخيرة.. علاء حجازى فنان كبير ومتمكن من أدواته، ولا أعلم ما أسباب بعد الأقلام النقدية عن أعماله فضلا عن وجوده خارج مصر، وعدم حصوله على المكانة الفنية التى تليق بموهبته الكبيرة..  شكرا علاء.. لقد أسعدتنا أعماك.•