السبت 28 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

ضحايا الخطأ الإلكترونى طوابير بمكاتب التموين

ضحايا الخطأ الإلكترونى طوابير بمكاتب التموين
ضحايا الخطأ الإلكترونى طوابير بمكاتب التموين


سادت حالة من الاستياء الشديد وسط أهالى المحافظات، وعلى رأسها القاهرة والشرقية والبحيرة والمنوفية وجنوب سيناء والبحر الأحمر، بعد حذف عشرات الآلاف من المواطنين بالخطأ من البطاقات التموينية، وعدم تمكنهم من صرف مقررات السلع التموينية لهذا الشهر وكذلك الخبز.. وشهدت مكاتب التموين جدلا واسعا بين الموظفين والمواطنين، الذين طالبوا بضرورة إعادتهم فى أقرب وقت للقيد بالبطاقات، ومحاسبة المتسببين فى هذا الخطأ الفادح.
فى هذه السطور نستعرض أسباب المشكلة وتأثيراتها السلبية على المواطنين والبقالين وكيف يمكن تلافى حدوثها ثانية.
 فوجئ أهالى مركز كوم حمادة بالبحيرة وجميع القرى المجاورة بحذف أكثر من 5 آلاف شخص من بطاقات التموين، بطريقة عشوائية جميعهم من محدودى الدخل، ومنهم من ليس لهم دخول ثابتة، حيث تم رفع الدعم عن بعضهم نهائيًا من البطاقات، والبعض الآخر تم إلغاء بطاقته، ووصل الأمر أن أسرة مكونة من 7 أفراد، تم إلغاء بطاقاتها.. الأمر الذى دفعهم لتقديم شكوى عاجلة إلى المحافظ الدكتور محمد سلطان، واللواء محمد على مصيلحى، وزير التموين، للتحقيق فى الأمر.
وقال نبيل عبدالستار، من ديرب نجم بمحافظة الشرقية، فوجئت عند صرف تموين هذا الشهر أن بطاقتى أصبحت 3 أفراد بدلا من 4 أفراد، وتم حذف نجلتى الكبرى من التموين، رغم أنها طالبة بالمرحلة الثانوية ومن حقها صرف تموين، وأخذت إجازة من عملى وتوجهت إلى مكتب التموين، الذى كان فيه زحام شديد بسبب تلك المشكلة، وطلب منى الموظف نموذج مراجعة بيانات وصورتين من بطاقة الرقم القومى لى ولزوجتى وكذلك صورتين لشهادات الميلاد الكمبيوتر لكل أولادى، وتم عمل كشف كامل بعدد أفراد أسرتى وبياناتهم التى كانت موجودة على البطاقة قبل الحذف، بالاسم والرقم القومى، وقال الموظف إنه لا يعرف الموعد المحدد لإعادة الوضع لما كان عليه.
وأكد «عبدالستار» أن الخطأ تسبب فى تعطيل أعمالنا وتكبدنا مصاريف نحن فى أمس الحاجة إليها علاوة على البهدلة فى مكاتب التموين شديدة الزحام.
وأكد خالد  فاضل، من الزقازيق، أن البطاقة التموينية الخاصة به يوجد بها 6 أفراد، وعند صرف السلع فوجئ بإزالة فردين من أسرته دون معرفة السبب.
وأن هناك من تشتمل بطاقته على 7 أفراد، وفوجئ بإزالة 3 أفراد منها، وهناك من تم غلق بطاقته.. وأضاف «فاضل»: فى الوقت الذى نعانى فيه من الاشتعال غير المسبوق فى أسعار كل السلع يوميا ونقصها وعدم وجود رقابة، وفى ظل حاجتنا لكل مليم، نجد الحكومة تتسبب فى حرماننا من السلع المدعمة، ونضطر إلى تعطيل أعمالنا ونتكبد مصاريف إضافية، لذلك لابد من محاسبة المسئول عن فعل ذلك فورا ليكون عبرة لغيره.
وقال صلاح الدين زكى محمد، من منوف بمحافظة المنوفية: فوجئت بحذف فردين من أسرتى من بطاقة التموين، رغم أنه لا ينطبق أى شرط من شروط الحذف عليهما، ولا يوجد أحد مسافر أو متوفى، كما أن معاشى لا يتعدى 1500. ولم أجد إجابة من مكتب التموين أو مديرية التموين.. وهناك أعداد كبيرة جدا من الأهالى حدثت معهم نفس المشكلة.
• اتهامات بالتلاعب
وأكد عماد محمود، بقال تموينى، أن البقالين يواجهون اتهامات بالتلاعب فى بطاقات التموين من قبل المواطنين المتضررين من أخطاء الحذف، وفوجئنا بشكاوى المواطنين بحذف فردين من بطاقاتهم بدلا من الفرد المتوفى فقط، وكذلك غلق بعض البطاقات.
وقد اتهم أحد المواطنين - رفض ذكر اسمه- الحكومة باتباع سياسة تجويع المواطنين، وعدم تنفيذ تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسى لحماية المواطنين وتوسيع شبكات الأمان الاجتماعى لمواجهة تبعات الإصلاح الاقتصادى وغول الأسعار ونقص السلع الغذائية، مؤكدا ضرورة أن تعلن الحكومة عن أسباب ما حدث فى ملف البطاقات التموينية، وسرعة حل المشكلة ومحاسبة المتسبب فى فعل هذا الخطأ الفادح، والاستهانة بملف مهم مثل حقوق المواطنين البسطاء فى الحصول على الحصص المقررة بدلا من سعى الحكومة للحد من الآثار المترتبة على الإصلاح الاقتصادى بزيادة المقررات.
• فساد مالى وإدارى
كما اتهم النائب سعيد العبودى، عضو مجلس النواب، شركة سمارت المنفذ لبطاقات التموين بالفساد، وأنها تقوم بتسجيل بيانات للمواطنين غير حقيقية ووهمية، وهناك عدد كبير من البطاقات يوجد بها أكثر من 10 أفراد لا يوجد لهم وجود على أرض الواقع، وذلك من أجل التربح وهذا يشكل فساداً مالياً وإدارياً يجب التصدى له.
وقال مصدر مسئول بوزارة التموين، إنه تم إسناد عملية تنقية البطاقات مؤخرا لهيئة الرقابة الإدارية، لطمأنة المواطنين باعتبار أنها هى الجهة الأولى للرقابة فى مصر.. وسيكون لها دور كبير فى عملية تنقية البطاقات التموينية فى المرحلة الأولى، للتأكد من حذف أسماء المتوفين والأسماء المكررة، وكذلك الأشخاص المسافرين خارج البلاد لمدة تزيد على 6 أشهر، لافتا إلى أن الشركات المسئولة عن استخراج البطاقات لديها الكثير من الأخطاء، مثل إضافة أشخاص على البطاقة أكثر من عدد أفراد أسرة صاحب البطاقة.
و قال إبراهيم عامر، المتحدث الصحفى لوزارة التموين: إن الضغط الناتج عن صرف المقررات التموينية وفارق نقاط الخبز لمستحقات شهر يناير، تسبب فى عطل بسيط بالنظام، وقامت الوزارة بتدارك الأمر بالتعاون مع شركات البطاقات الذكية التموينية، لإعادة جميع الأسماء المحذوفة مرة أخرى خلال أيام. ويجب على الفرد الذى تم حذفه التوجه إلى المكتب التموينى التابع له لتسجيل البيانات الخاصة به، مشيرًا إلى ضرورة إعطاء صورة بطاقة الرقم القومى، وكذلك صورة لشهادة الميلاد. •