د. حسام كامل أول رئيس منتخب للجامعة: أدائى فى التعيين أفضل من أدائى وأنا منتخب!

جيهان ابو العلا
قبل أن يكون الرئيس السادس والعشرين لجامعة القاهرة هو واحد من زراع الأمل فى الحياة بالنفوس اليائسة التى أنهكها المرض الخطير ويكون طوق النجاة الوحيد هو زراعة النخاع، وبصبر وكفاح الجراح مر بالجامعة من نفق خطير وهو مرور البلد بثورتين وتوابعهما على طلاب الجامعة وكان أول من طبق حكم المحكمة بخروج الحرس من الحرم.. وأيضا كان أول رئيس جامعة منتخب عبر مائة عام من تاريخ إنشائها، بل أول رئيس جامعة يتولى الرئاسة مرتين الأولى تعيين والثانية انتخاب بعد تطبيق نظام الانتخاب للقيادات الجامعية.
من 2008 إلى 2013 كانت فترة حرجة فى حياة الجامعة بشبابها وأساتذتها وموظفيها ومظاهراتهم التى لم تنته بعدها الرئيس المنتخب بعد التعيين!.. ما بين شعور الفخر برئاسة الجامعة وشعور بالراحة من متاعبها التى عايشها بدأ كلام د.حسام كامل معى ردا على سؤالى:
• هل اختلف إحساسك ما بين فترتين الأولى من 2008 إلى 2011 كنت فيها معينا والثانية من 2011 إلى 2013 كنت فيها منتخباً من زملائك؟
- فى الحقيقة قد يختلف الإحساس طبعا كنت سعيدا بثقة زملائى ولكن الأداء عكس التوقع فالأداء الإدارى فى الفترة الأولى أى عندما كنت بالتعيين كان أفضل وذلك بسبب الظروف.. فالظروف السياسية التى مرت بها البلاد من 2011 والثورة قلبت الموازين فى الجامعة وتوقف كثير من الخطط والمشروعات وانتقلت من تنفيذ مشروعات استراتيجية إلى محاولات تهدئة وتسيير للأمور والحفاظ على الاستقرار والهدوء قدر الإمكان.. فالمظاهرات الفئوية انفجرت فى كل اتجاه من أساتذة لطلاب لعاملين فى المستشفيات وفى الكليات فكان إطفاء الحرائق المشتعلة داخل جدران الجامعة والوصول بها إلى بر الأمان هو الغاية فى تلك المرحلة.
• خروج الحرس الجامعى
لاشك أنى واجهت أكبر أزمة وهى فترة خروج الحرس الجامعى خاصة أن التنفيذ تم فجأة ومن دون تمهيد ولا مقدمات لاختيار البديل وكان الأمن الإدارى الذى تم تشكيله بدون تدريب وهو ما أحدث خللا أمنيا بلا شك، خاصة مع تظاهرات الإخوان ومحاولات اختراقهم للحرم فى الاعتصام.
• بمشرط الجراح
بالتأكيد إدارة الطبيب تختلف عن إدارة المهندس عن رجل القانون.. وافقنى على هذا وعقب قائلا: كطبيب أنا عندى سيستم فى الشغل (متسستم) وهو أنى بفحص ثم أشخص ثم أعالج، وبالتالى فى أى مشكلة اتبع نفس الأسلوب للوصول للجذور للحل الكامل،
ثانيا كون أن الواحد من كلية عملية بالأساس فالبحث العلمى والنشر الدولى يكون هو المسيطر على التفكير لإدراكى مدى أهميته وكنت دايما مشغول بكيفية مشاركة الجامعة فى البحث العلمى والنشر الدولى لتكون لنا بصمة وتقييم عالمى جاد.
توسعنا فى النشر الدولى لدرجة أن ما نشرته الجامعة فى المجلات العالمية من أبحاث فى فترتى يمثل ثلث ما نشرته الجامعة منذ نشأتها وحتى تركتها فقد سبق وخرجنا من تقييم الـ500 جامعة لكن النشر العلمى أعادنا مرة أخرى للتصنيف، وزاد الإنفاق على البحث خاصة للباحثين الصغار ويعوقهم قلة الإنفاق، وكان شرط التمويل هو قابلية البحث للنشر العلمى الدولى.. وأدخلنا برامج دولية مشتركة فى الكليات بخلاف الاعتماد والجودة وحصلت خمس كليات فعلا على شهادة الاعتماد والجودة وهى كليات الاقتصاد والعلوم السياسية والتمريض والزراعة وقصر العينى وصيدلة، وبدأت مشروع معهد الأورام (500 500) بالشيخ زايد وجمعنا له التبرعات الأولى.
• كان حلما وهدفا
عندما تقوم بمراجعة الذات أو كشف حساب لنفسك.. ما هى الإخفاقات التى حدثت معك وما هو القرار الذى اتخذته وتراجعت عنه أو دفعـت الجامعـة ثمنـه.. لم يستغرق د.حسام وقتاً للتفكير وبادرنى قائلاً: كان حلمى وهدفى هو إنشاء الفرع الدولى لجامعة القاهرة وكنت مهتما جدا به لأنه هو النقلة النوعية التى ستحدث لجامعة القاهرة لكن الظروف حالت بينى وبين تنفيذه وأهمها ظروف الثورة وهو قانون تنظيم الجامعات.. وأعترف أن اهتمامى بملف البحث العلمى وطلاب الدراسات العليا أتى على حساب علاقتى بالطلاب فى باقى المراحل فلم تكن بيننا لقاءات كثيرة أو حوارات فقد تركت هذا الملف للسادة النواب.. أما القرار الذى شعرت أنه غير صائب فهو بلا شك قرار قبول طلاب الثانوية العامة فى التعليم المفتوح وبالذات فى كلية الإعلام.. فهو ليس قرارى وإنما قرار المجلس الأعلى للجامعات وإنما جلب لى مشكلات ودفعت ثمنه الجامعة.. قد أكون مررت بفترة صعبة وتعرضت لهجوم كثير اجتهدت قدر استطاعتى.. لكن فى النهاية راض عن نفسى وعن أدائى وسعيد بشرف رئاستى للجامعة.•