الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

لأول مرة منذ سنوات طويلة ابن طولون.. ينور السيدة

لأول مرة منذ سنوات طويلة ابن طولون.. ينور السيدة
لأول مرة منذ سنوات طويلة ابن طولون.. ينور السيدة


[if gte mso 9]>

Normal
0


false
false
false







MicrosoftInternetExplorer4






ثم يأتي المسجد الثالث من حيث الأهمية وهو الأزهر الشريف الذي تم بناؤه في عصر الدولة الفاطمية علي يد القائد جوهر الصقلي ليكون منارة للمسلمين في تعاليم الدين الإسلامي ومازال الأزهر منذ إنشائه يقوم بهذا الدور العظيم في نشر تعاليم الإسلام الوسطي في أنحاء العالم.
أما المسجد الرابع فهو مسجد السلطان حسن ويعد من أعظم العمارة الإسلامية وأجملها ويعتبر النموذج المثالي لها ومن خلاله تم تشييد آلاف المساجد في العالم علي غرار هذا المسجد الفريد.
وسنتحدث عن أهمية كل مسجد ولنبدأ بجامع ابن طولون.
∎ جامع ابن طولون
لم نجد من يحدثنا عن أهمية جامع ابن طولون أفضل من الدكتور محسن سيد علي الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار حاليا ورئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية سابقا فيبدأ حديثه معنا قائلا:
الحمد لله هذا العام وبعد سنوات طويلة تمت إضاءة ساحة ومسجد ابن طولون وكانت هناك مشاكل تعوقنا من هذا بسبب المساحة الهائلة للمسجد ومشاكل فنية في الكهرباء وبناء علي طلب أهالي السيدة زينب والمنطقة المحيطة بالجامع، لأداء صلاة التراويح في رمضان بذلنا كل جهدنا في وزارة الآثار لكي تتم إنارة المسجد كله لتحقيق طلب وأمنية الأهالي.
ثم يضيف قائلا: ترجع أهمية هذا المسجد لنا كأثريين إلي أنه المسجد الوحيد في مصر بل العالم الذي لم يتم إليه إضافات أو توسعات له منذ إنشائه وحتي الآن ومازال متحفظا بعناصره الزخرفية والمعمارية رغم مساحته الكبيرة جدا ولذلك هو المسجد الوحيد في العالم الذي به ثلاثة أماكن للمبلغين:
الشيخ الذي يبلغ ويرد بصوت عال الصلاة وراء الإمام وكان في الماضي قبل ظهور المكبرات الصوتية يقام مبني صغير بجوار المنبر ويصعد إليه «المبلغ».
والشيء الذي يتميز به ابن طولون أيضا أن مئذنته بنيت علي غرار مسجد «سٌر ــ من ــ رأي» سمراء في بغداد وهي المئذنة الحلزونية وسلمها من خارجها.
شاركت د.محسن في حديثه عن أهمية جامع ابن طولون قائلة: أثناء زيارتي للمتحف الإسلامي في الدوحة عرفت أن المهندس الصيني المعماري العالمي الذي صمم المتحف كان يرغب في تصميم معماري إسلامي فريد فطاف كل البلاد الإسلامية وشاهد آثارها فوجد أن «ميضاء» مكان الوضوء التي تتوسط ساحة مسجد ابن طولون هي أكثر التصميمات روعة وجمالا وتتجلي فيها عبقرية العمارة الإسلامية في نموذج سداسي فريد فقام بتصميم المتحف علي غرار هذه القطعة الإسلامية الفريدة وأشار المهندس الصيني إلي هذا باعتزاز في مقدمة الكتاب التذكاري الذي صدر في حفل افتتاح متحف الدوحة.
ثم قال د.محسن مؤكدا علي أهمية هذا الجامع: عندما يعود بنا الزمان لنتحدث عن قصة بنائه عام 452هـ ــ 868م تقول: الذي أقامه أحمد ابن طولون وهو أحد المماليك الأتراك الذي أهداهم عامل نجاري إلي الخليفة المأمون وخدم في البلاط العباسي حتي بلغ مصاف الأمراء فلما تولي «باكباك» إمارة مصر من قبل الخليفة العباسي أناب أحمد ابن طولون عنه في ولايتها فقدم إليها سنة 452هـ ــ 868م ثم تولي مصر صحبه الأمير «حاجور» بعد وفاة «باكباك» فأقره علي ولايتها وكانت ولاية بن طولون علي مصر أول الأمر قاصرة علي الفسطاط فقط، ثم بدأ طولون في التوسع في نفوذه حتي شمل مصر كلها وتوسع حتي الشام وبرقة في ليبيا، وأصبح سلطانا عليها وأسس الدولة الطولونية التي حكمت مصر من سنة «452هـ إلي 292هـ/ 868م إلي 509م» وتوفي أحمد ابن طولون سنة 072هـ/ 488م ويذكر التاريخ لابن طولون أنه نقل مصر من ولاية تابعة للخلافة العباسية إلي دولة ذات استقلال ذاتي.
وعن المسجد يقول رئيس المجلس الأعلي للآثار د.محسن: لقد انفق علي بناء مسجد السلطان أحمد ابن طولون حوالي 021 ألف دينار وقد اهتم بالأمور الهندسية في بناء مئذنة المسجد وهي أقدم مئذنة موجودة في مصر ويعد المسجد هو الوحيد في مصر الذي غلب عليه طراز سمراء حيث المئذنة الملوية المدرجة وقد قام من بعده السلطان لاجين بإدخال بعض الإصلاحات فيه، وعين لذلك مجموعة من الصناع كما أمر بصناعة ساعة فيه.. فجعلت قبة فيها «طيقان» شبابيك صغيرة علي عدد ساعات الليل والنهار فإذا مرت ساعة انغلقت الطاقة التي هي لتلك الساعة وهكذا ثم تعود مرة ثانية. وفي عهد الأيوبيين أصبح جامع ابن طولون جامعة تدرس فيها المذاهب الفقهية الأربعة وكذلك الطب وعلم الأحاديث إلي جانب تعليم الأيتام.
كما يوجد بالمسجد محراب فريد مازال حتي الآن يتميز عن غيره في مساجد المحروسة.

مئذنة الجامع الحلزونية على شكل مأذن جامع السمراء ببغداد

د. محسن سيد على أمين عام المجلس الأعلى للأثار

متحف قطر الوطنى