الخميس 17 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

فى الموسم الثقافى لجامعة القاهرة.. ثروت الخرباوى: دخولى وخروجى من الإخوان أعظم قراراتى

فى الموسم الثقافى لجامعة القاهرة.. ثروت الخرباوى:  دخولى وخروجى من الإخوان أعظم قراراتى
فى الموسم الثقافى لجامعة القاهرة.. ثروت الخرباوى: دخولى وخروجى من الإخوان أعظم قراراتى


أقامت جامعة القاهرة ندوة بعنوان «رحلتى من أعماق الإخوان إلى رحاب الوطن»، مع الأستاذ ثروت الخرباوى فى إطار الموسم الثقافى والفنى للجامعة.. أدار الندوة الدكتور جابر نصار رئيس الجامعة.. تحدث فى البداية الأستاذ ثروت الخرباوى عن تجربة دخوله لجماعة الإخوان المسلمين.. ووصفها بأنها فترة أبعدته عن إحساسه بالوطنية والانتماء لهذا الوطن.. حتى إنه فى مؤتمر كان به فرج فودة يتحدث عن الاغتيالات التى قام بها الإخوان من العشرينيات فرد عليه «مأمون الهضيبى»: نحن نتعبد بذلك!
يقول الخرباوى: أخذنا نكبر.. ونكبر.. والحقيقة كنت وقتها فى غاية السعادة.. وهذا ما يسمى بسياسة إدارة الجماعة.. لكنى كنت إذا ما اختليت بنفسى.. أشعر بسوء كبير.. وتكبر التساؤلات فى رأسى.. كنت أتساءل: . هل لو ولد عصفور داخل قفص وكبر به.. هل سيستطيع الطيران إذا خرج؟
ثم قال موجها حديثه للشباب: لا تسجنوا أفكاركم.. لا تسلموا عقولكم لأحد.. كن مفكرا.. كن حرا.
كان الخرباوى يحكى مواقف جعلته يقف مع نفسه ويراجع أفكاره.. فمثلا عندما كان يتوفى مسيحى وكانوا يعدون أنفسهم للذهاب للعزاء كانوا يقولون لهم «للشباب» لا تقولوا الله يرحمه!
وكان يتساءل: هل رحمة الله تقتصر على المسلمين؟!
وكانوا يدققون عليهم ألا يقولوا «الله يرحمه» وإذا اضطروا لذلك يغيرون أصواتهم «اخنفوا» حيث يقولون «الله ينحمه» فيعتقد من يسمعها أنه يقول «الله يرحمه»!
كانت دائما الإجابة عن السؤال: «لا.. لأن رحمة الله وسعت كل شىء».
تحدث أنه تمت إقالته من الإخوان ثم عودته.. لكن مع شدة انتقاده لهم خرج هو بإرادته فى 2002.. فقال له الهضيبى: من يخرج من الإخوان كورقة يابسة تطؤها الأقدام!
وعن النشاطات التنموية التى كان يريد شباب الإخوان القيام بها.. يقول: جاء مجموعة من الشباب يطرحون عليه مشروعا تنمويا فى الكيلو 4.5 وهى منطقة عشوائية فى طريق السويس.. فأخذت الشباب وذهبنا لمأمون الهضيبى وطرحنا عليه الفكرة.. فابتسم قائلا بسخرية: دى حكومة مبارك.. سيبوها تولع بيهم.. ! ويكمل الخرباوى متسائلا: هل مساعدة الناس مشروطة؟!
هكذا كان تعامل الإخوان.. لا يوجد مبدأ لديهم.. ولا عقيدة ثابتة.. فمثلا فى اعتصام رابعة قالوا جبريل نزل للميدان.. وهللوا وكبروا ثم قالوا الطابور الخامس الأمريكى فى طريقه لإنقاذنا! وكبروا أيضا وهللوا! ثم بعد فض الاعتصام لا فلح هذا ولا ذاك.
وعندما سألهم الشباب: لماذا خسرنا فى رابعة رغم كل ذلك؟! يردون: لأن هناك تقصيرا! كما حدث فى يوم أحد، كان معهم رسول الله وهزموا لأن الرماة نزلوا من فوق الجبل دون إذن من الرسول.. هكذا لديهم تبرير لكل شىء.. وهكذا يلعبون بعقول الشباب!
• العهد الكمالى
أنهى الأستاذ ثروت حديثه ثم بدأ طرح الأسئلة من شباب طلاب جامعة القاهرة.. كان السؤال الأول عن العنف الذى سمى بالعهد الكمالى، فقال: نعم الإخوان لديهم تشكيل جديد للمنظمة وسموه العهد الكمالى نسبة لمحمد كمال الذى كان يخطط أعمال العنف وهذا تنظيم شديد الخطورة، يأتون بشباب متحمسين غاضبين، يحثونهم على الاغتيال.. ولكن الآن اختلفت طريقة الاغتيال فأصبح الاغتيال نفسيا .. واغتيال السمعة وتشويهها هو الأقوى.. فلو اغتلناهم بالقتل.. أصبحوا أبطالا وذاع صيتهم وانتشرت أفكارهم.. أما إذا شككنا بهم وبسمعتهم فلن يصدقهم أحد!
السؤال الثانى كان عن المواجهة الأمنية وأنها ليست حلا لوقف التطرف، وصدق على هذا الدكتور جابر نصار لكنه قال: يجب أن نفرق بين الإرهابى والمتطرف.. فالإرهابى يجب أن يواجه أمنيا وبمنتهى الشدة.. أما المتطرف فيجب أن يواجه الفكر بالفكر والتطرف هو المشكلة الحقيقية لأن التطرف يولد الإرهاب.. وكل نوبة تطرف تولد موجة إرهاب أقوى مما قبلها، يجب أن نفكك بنية التطرف وننور عقولهم.
وقال الخرباوى تعليقا على هذا الكلام: الدين جاء ليحيا به الناس وليس ليموت به الناس..
سؤال آخر عن لماذا ظهر الإخوان سنة 1928؟
فأجاب الخرباوى: بعد ثورة 1919 كانت مصر فى قمة تألقها.. فى الفن والأدب.. كما كان لمصر قراءتها الخاصة عن الإسلام.. حتى إن كمال الشاذلى غير فقهه عندما جاء إلى مصر، وكذلك الليث بن سعد.. لكن يجب أن نسأل أنفسنا: من هو حسن البنا؟!
• جماعة ضالة
هو ليس متخرجا فى كلية العلوم، بل تجهيزية دار العلوم.. وعمل معلما للخط العربى.. كان من الممكن أن يكمل تعليمه، لكنه لم يكمل.. كان سيد قطب ينتقده قائلا: إن حسن البنا صاحب «جماعة ضالة»، وعندما خيروه ليتعين فى مدرسة اختار مدرسة فى الإسماعيلية رغم أنه كان من أوائل التجهيزية.. اختارها وسافر وذهب لمدير شركة قناة السويس بناء على طلبه وقال له: لقد اطلعت على أعمالكم الخيرية فقررت أن نتبرع لكم.. وبناء على قصة حسن البنا بنفسه يقول: كنا بدأنا فى بناء المبنى واقتربنا من الانتهاء.. فأرسل له المدير 500 جنيه فغضب البنا وقال له: «لقد تبرعتم للكنيسة بـ «500 جنيه»، ثم صنع علما للجماعة ووضع عليه سيفين سيف للدفع وسيف للغزو!
هذا كله بعيدا عن قراءة المصريين للإسلام وهذه السيوف ليست لمصر ولن تكون.
ثم وجه له سؤالا عن الفرق بين سيوف علم الإخوان وبين سيف علم السعودية، فقال: جيش عبدالعزيز آل سعود كان اسمه الإخوان وكان شعارهم السيف كان عبدالعزيز ينتقد الدولة وهنا كان سيف الدفع ولا يحتاج لسيف الغزو.
وعن رحلة 25 سنة فى جماعة الإخوان سئل الخرباوى فأجاب: أعظم قرار اتخذته هو دخولى جماعة الإخوان والأعظم هو قرار خروجى منها..
وعما إذا كان الإخوان لهم صلة بما تمر به مصر بالأزمة الاقتصادية الحالية، رد قائلا: هناك قسم جديد داخل جماعة الإخوان يسمى «قسم صناعة الأزمة» خاصة فى المحافظات ومهمته هو تأزيم الواقع المصرى داخليا وخارجيا أيضا.
وعن التعليم وتأثيره فى تطرف عقول الشباب.. أجاب أن التعليم قبل الجامعى هو الأكثر تأثيرا.. ولا يقوم العاملون عليه بمناهضة التطرف.. ويجب وضع حل جذرى لذلك.
انتهت الندوة بتكريم الأستاذ ثروت الخرباوى وتسليمه درعا من الجامعة.
كانت الندوة منظمة تنظيما جيدا.. لكن لفت نظرى أن مجموعة كبيرة من الشباب الحضور كانوا غير منتبهين لما يقال، بل أحيانا كانوا يسخرون مما يقال.. ولكن هذا ليس بجديد من بعض الشباب الآن.. كأنهم يخافون من أن يأخذوا ما يقال على محمل الجد.. يهربون بالسخرية وعدم الانتباه.. ولكن السؤال: إلى أين سيهربون؟!•