الخميس 29 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الملحن والكاتب والمطرب مدحت الخولى صاحب .. إنتِ بلاد طيبة

الملحن والكاتب والمطرب مدحت الخولى صاحب .. إنتِ بلاد طيبة
الملحن والكاتب والمطرب مدحت الخولى صاحب .. إنتِ بلاد طيبة


فنان متنوع ومتعدد المواهب فهو كاتب وملحن ومطرب، قدم العديد من الأعمال الناجحة للعديد من المطربين والمطربات أهمها كلمات وألحان «أنت بلاد طيبة» لأنوشكا ومنير، وألحان «المريلة الكحلى»، وكلمات «نص حالة» لأصالة، هو مهموم بالفولكلور كما يصرح دائما وقدم عملاً ناجحًا فى هذا المجال وهو «يا بت بيقولك أبوكى» للريس متقال وأمل وهبى.


مدحت الخولى فنان دءوب معجون بالفن، يمارسه بكل أشكاله وأنواعه، فقدم مؤخرا ديوان شعر مقروءًا ومسموعًا فى نفس الوقت يحتوى على 74 قصيدة مختلفة ومتنوعة بعنوان «نص حالة» على نفس أغنيته الشهيرة، ويعتبر ذلك استمرارا لنجاحها، يهتم الآن بمشروعه كمطرب وقدم العديد من الحفلات، كما كون فريقًا بعنوان «حواء» نعرف منه كل التفاصيل فى حوارنا معه.


• مرحلة الطفولة
• حبك للفن بدأ وأنت طفل.. حدثنا عن هذه المرحلة؟
- البداية كانت من خلال السمع، من خلال الأفلام القديمة،  صوت عبدالحليم حافظ، عبدالوهاب، فجاة أصبحت أردد ما أسمعه، لدرجة أننى عملت حالة مضحكة  داخل المنزل، وهو بمجرد أنهم عندما يشاهدوننى أغنى يغلقون على باب الغرفة لحين انتهائى.
ووالدتى رحمة الله عليها كانت تتمتع بصوت جيد ومختلف، كنت دائما أسمعها تدندن لنجاة وعندما كانت تغلط فى كلمات الأغنية كنت  أصلحها لها، وكنت لا أفهم معناها ولكن كنت أحسها، وفى هذه الفترة كنت أحفظ جميع الأغانى لأننى كنت مطرب المدرسة فى الحفلات، وكل صباح كنت ألقى نشيد بلادى بلادى وتحية العلم، كان يوجد نشاط موسيقى  كبير عكس ما يحدث الآن، كان ينظر لنا الطلاب بكل فخر وأننا أشخاص مختلفون ومتميزون لأننا فريق الموسيقى ولنا علاقة بالفن.
إلى جانب تواجدى فى الحفلات المدرسية باستمرار،  كنت أمارس لعبة الجمباز ومطرب الفريق فى نفس الوقت، ولا أفوت أى عيد ميلاد للأصدقاء أو الزملاء والأقارب إلا وأغنى فيه.
هناك مقولة لجبران أحفظها عن ظهر قلب وأؤمن بها جدا، وهى لا تشعر بالأسى على نفسك، بسببها جعلتنى أحافظ على مشاعر الطفل التى بداخلى وهى الفطرية البعيدة عن المجاملات، لذلك وجود طفل فى محيط أى شخص يحدث له  بهجة حقيقية.. لأن مشاعره بعيدة عن الزيف والحقد التى  عند الكبار.
• متى احترفت  الفن؟
- فى بداية المرحلة الجامعية سمعت عن فريق اسمه «الحب والسلام» هيقدم حفلة فى النادى الذى اشتركت فى فرقة الجمباز الخاصة به، وكنت حريصًا على حضورها وتفاجأت أنهم يغنون أغانى خاصة بهم وهذه كانت بالنسبة لى عملاً غريبًا وجديدًا علىّ، وأعمالاً مختلفة عما تربيت عليها وبدأ يتولد الشاعر داخلى لكن دون أن أشعر بذلك فأنا كنت مهتمًا بالغناء فقط فى هذه الفترة، وكل ما أنظر إليهم وهم على خشبة المسرح شعرت أن مكانى معهم وبالفعل لم يمر شهر واحد إلا وكنت من أعضاء هذا الفريق وبدأت أدرس الموضوع لكى أعمل معهم وتحدثت مع المنتج الخاص بهم وهو الذى ضمنى إلى الفريق، وبعد فترة قصيرة بدأت أشعر أننى أريد الغناء بشكل مختلف ولدى جمل وأفكار تدور فى ذهنى ومن هنا كتبت أشعارًا وترجمت هذه الأفكار إلى أغانى وأول عمل كان بعنوان «قوة ضعف».
• المريلة الكحلى
• ما الأغنية التى عرفت الجمهور بك وبدءوا يلتفتون لموهبتك؟
- كانت المريلة الكحلى كلمات صلاح جاهين وألحانى الذى لا يعرفه البعض أننى كنت أشتغل عليها لنفسى وسمعها بالصدفة محمد منير وإحنا فى الاستديو وصمم أنه يأخذها ويغنيها وأنا وافقت بالطبع لأن محمد منير نجم كبير وأعتبره حصنًا للأغنية المصرية وبالفعل نجحت نجاحًا كبيرًا «كسرت الدنيا».
• انتِ بلاد طيبة
• أغنية «انتِ بلاد طيبة» حققت نجاحًا كبيرًا من وقت عرضها والجمهور مرتبط بها إلى الآن.. حدثنا عن فكرتها؟ وهل كنت تتوقع كل هذا النجاح ؟
- جاءت هذه الأغنية بعد المريلة الكحلى مباشرة، وكانت من كلماتى وألحانى فى البداية عرضتها على أنوشكا خصوصا أننا أصدقاء وتعاونا مع بعض قبلها فى أغنية «يا ليل»، أعجبت جدا بالكلمات وقررت إنتاجها وشاركها الديو الكينج الذى أول ما استمع إلى كلماتها أمسك الدف وجلسنا نغنيها «وندندنها»  مع بعض، ونجحت هذه الأغنية نجاحًا باهرًا وإلى الآن يسمعها الجمهور وتعرض فى القنوات الفضائية وأنا كنت بحلم أقدم أغنية لمصر، وقد تعلمت الأغانى الوطنية من محمد عبدالوهاب وكمال الطويل والرحبانية.
• قدمت أعمالاً خاصة جدا مع محمد منير.. حدثنا عن هذه المرحلة المهمة فى مشوارك؟
- منير إنسان وفنان «سلس» فى التعامل، ويعطى مساحة فهو فنان كبير، وصاحب مشروع، وأنا سعيد باشتراكى فى هذا المشروع، وقد  قدمت له بجانب «بلاد طيبة» و«المريلة الكحلى»، أغنيته الشهيرة «قلبى برج حمام» كانت من ألحانى وكلمات حسن رياض، و«قلب الوطن مجروح» كلمات إبراهيم رضوان  وألحانى أيضا، وفى هذه الفترة كانت توجد أعمال سنقدمها ولكنى شعرت أننى محتاج مساحة تواجد وحرية أكبر من ذلك وسيتحقق من خلال العمل مع أصوات مختلفة وبدأت أقدم ألبومات تحمل اسمى وعملت مع مطربين آخرين منهم منى عبدالغنى وعلاء عبدالخالق وأمل وهبى.
• كنت تريد مساحة حرية أم انتشارًا على نطاق أكبر وأوسع؟
-  مساحة تواجد  أكبر مع أصوات مختلفة.
• وبعدما حققت ذلك لماذا لم تتعاون أنت ومنير مرة أخرى؟
-  هناك أحاديث ونقاشات تجمعنا دائما لكن للأسف الشديد لم يتحقق منها أى شيء، ولكنى محافظ على علاقتى مع منير لأنه ليس صوتًا فقط، ولكن كما ذكرت هو مشروع متكامل، ولديه اهتمام كبير بالكلمة وبالمعنى، وفى اعتقادى أن الجملة ممكن أن تختصر عمراً، وبجملة تغيرى حياة إنسان، وفى رأيى الفن هو صِمَام الأمن الوحيد لمجتمع متوازن خالٍ من الحقد والكره.
• من له النصيب الأكبر داخلك الملحن أم الشاعر؟
- الذى يكسب داخلى وله النصيب الأكبر هو الطفل، أنا عاشق للحالة بأكملها اللحن والكتابة والغناء.
• لكن أكيد هناك جزء يكسب عن الآخرين أو تعطى له النصيب الأكبر من الاهتمام؟
- من الممكن أن يكون شكل السؤال صحيحًا، لكن أنا ليس بإيدى أن أحب أو أكره، وهى بالنسبة لى حالة استغراق فى المعنى المطلق للنغمة والكلمة، التركيبة على بعضها وهى حالة من العشق والتجلى اللى ربطانى بالفن على الإطلاق زى لحظة شروق الشمس بشكل جميل وتشعر وقتها أنك جزء من العالم ده. 
• لكن عندما يذكر اسمك يتم وصفك بالملحن فى البداية؟
- هى وجهة نظر ضيقة إلى حد ما، لكن بالنسبة لى الكلمة هى بنت  اللحن والعكس صحيح، والغناء هو الذى كل ذلك وأول من يستمتع بهذا الفن هو الفنان نفسه.
• يا بت بيقولك أبوكى
• عملك مع أمل وهبى كانت محطة مهمة فى مشوارك الفنى خصوصا أغنية «يا بت بيقولك أبوكى» مع الريس متقال. حدثنا عن هذا العمل وكواليسه؟
- بالتأكيد.. فأنا مهموم بالفولكلور الذى شاور لى عليه هو العظيم بليغ حمدى، ولذلك فكرت فى أغنية «يا بت بيقولك أبوكى» لكى يغنيها الريس متقال مع المطربة أمل وهبى ونجحت نجاحًا كبيرًا وتعيش إلى الآن وقدمت مع وهبى نحو خمسة ألبومات معظم الأغانى كانت بها  أبعاد عاطفية كان مشواراًً ثريًا وطويلاً، جميعها كانت من ألحانى ومعظمها كلماتى ومنها كانت أغنية مهمة جدا فى ألبوم «يا بت بيقولك أبوكى» للراحل أحمد فؤاد نجم وكانت بعنوان «يا مصر يا مدهشة».
• بعد تجربتك مع أمل وهبى قررت أن تعود للغناء مرة أخرى بعد توقفك عنه لفترة وقدمت ألبوم  مش لوحدك.. حدثنا عنه؟
- قدمته مع  شركة ميجا ستار والسبب الحقيقى الذى رجعنى مرة أخرى للغناء هو وجود كلمات معينة كنت أريد غناءها وتقديمها بنفسى والألبوم كان مكونًا من  9 أغان جميعها من كلماتى وألحانى والآن أقدم منه أعمالاً فى حفلاتى اللايف.
• ولماذا لم ينجح هذا الألبوم؟
- كانت  هناك أغنية كان سيتم تصويرها فيديو كليب واختلفت مع  المخرج، وفى ذلك الوقت كنت مشغولا للغاية، وفى هذه الفترة الزمنية أيضا كان الألبوم لا ينتبه إليه الجمهور إلا عند تصوير الأغنية الرئيسية فى الألبوم.
• نص حالة؟
- هذا العمل كان مفاجأة بالنسبة لى فهو له أبعاد نفسية وعاطفية كثيرة، والذى فاجأنى هو استيعاب الجمهور لهذا العمل، ولدى من هذه الصيغة الكثير فى الأعمال العاطفية ولكن كانت تحتاج مرحلة معينة لكى يتم فهمها بشكل صحيح، وهى طرح للموضوع بشكل ناضج على جميع المستويات.
• على الرغم من النجاح الكبير الذى حققتماه بهذا العمل لم تكرر التعاون مع أصالة؟ وكان هناك تجهيز لألبوم كامل للأطفال وتوقف.. لماذا؟
- لا أعرف ما سبب توقف هذا الألبوم، كان هناك مشروع نريد تنفيذه وكنا حريصين للغاية على إنجازه ولكن لم نوفق فى ذلك، ويشرفنى دائما ويسعدنى التعاون مع أصالة لأنها صديقة عزيزة وزوجها أيضا المخرج طارق العريان.
• هل اختيار عنوان الديوان الذى صدر لك مؤخرا «نص حالة» على نفس الأغنية الشهيرة لك هو استثمار لنجاحها؟ 
- الاستثمار كلمة غير دقيقة أنا أعتبره استمرارًا لنجاح الأغنية، فالفن لا يوجد فيه استثمار فنحن نتصل به من نقطة لأخرى، فإذا كان نص حالة نجح ونور على مجموعة قصائد لها علاقة بالنفس العاطفية فما يمنع ذلك.
• كيف جاءت فكرة تقديمك لديوان شعر؟
- بالنسبة لى كانت فكرة الديوان مرفوضة نسبيا فالكلام بالنسبة لى غناء على طول، وفى مرحلة معينة وبالتحديد عندما سمعت ديوانًا للخال عبدالرحمن الأبنودى وأعجبت بالفكرة جدا، وبدأت الفكرة بالنسبة لى تلمع شرط أن يكون مسموعا ومقروءا ليس مقروءا فقط، وتحدثت مع مديرة أعمالى نيللى نجلة فى ذلك فاقترحت على أن أقدم ديوانًا بشكل مختلف وبنوع مزيكا مختلف وبإعداد موسيقى له أبعاد نفسية واخترنا القصائد وبدأنا فى تنفيذها وتعاملت مع دار نشر نهضة مصر كان نحو 74 قصيدة.
• لماذا قررت الغناء الآن وتقديم حفلات تغنى بها أعمالك سواء القديمة أو الجديدة ما الذى دفعك لذلك؟
- أعتبره  واجبًا وطنيًا، فلا يصح أن نترك الساحة الفنية بهذا الشكل فيجب أن نطرح أفكارًا جديدة لها علاقة بالأحداث التى نمر بها، وفى اعتقادى اللى بيحصل سببه هو مشكلة إنسان مع نفسه فى علاقته بذاته.
• لكن كنت تستطيع كتابة كلماتك وأفكارك ويقدمها مطرب آخر لماذا اخترت نفسك لغنائها؟
- لأننى أقدم أصواتًا جديدة فى كل حفلاتى يحتاجون الدعم وظهور موهبتهم إلى النور، وأختار نماذج من داخل وخارج الأوبرا وسأكمل فى ذلك الطريق لكى أساعد الموهوبين لكى تكون هناك حركة غنائية تليق  بمكانة مصر وبتاريخها الغنائى فالساحة فارغة الآن ولا يصح أن تترك بهذا الشكل.
• وماذا عن فريق حوا؟
- هو نفس طريق نص حالة، حوا تتحدث فى المطلق عن علاقتها بآدم وبذاتها وعلاقتها بالأشياء، وهو فريق مكون من ثلاث فتيات ونحن نتحدث كضمير بمنتهى العدل والقوة، وقدمنا حفلتين فى مدينة الإسكندرية وفى معرض الكتاب وكان رد الفعل جيدًا جدا وشجعنا على الاستمرار وتكملة المشوار.•