الإثنين 21 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

السيسى والروح الحلوة

السيسى والروح الحلوة
السيسى والروح الحلوة


«اللى يخاف على مصر يبقى مش واخد باله إن شبابنا بخير وقادر وشايف وفاهم ويقدر يعبر عن الفكرة، إحنا محتاجين الشباب جداً حيخلوا المصريين كتلة واحدة، وعاوزين ناخد وندّى فى النقاش».
هذه مقولة للرئيس عبد الفتاح السيسى فى إحدى جلسات اليوم الأول من المؤتمر الوطنى الأول للشباب، وما دفعنى لذكرها هو أن الرئيس عبر عن الهدف الرئيسى من المؤتمر بلغة بسيطة وواضحة يفهمها كل المصريين على اختلاف ثقافتهم.

الدولة الآن فى حاجة لكل عقول الشباب وأفكارهم من أجل رسم المستقبل وتحقيق أفضل استفادة من مقومات الدولة، ولم يخنى التعبير عندما ذكرت «كل عقول الشباب» فقد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن الشباب المصرى الذى شارك فى المؤتمر هم مجرد نواة لآلية ستمنح الفرصة ذاتها لكل شباب مصر.
نهج الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال المؤتمر نهجاً جديداً لم يسبقه إليه رئيس مصرى من قبل حيث جلس على مقعد المستمع وخصص ما يزيد على 15 ساعة يومياً لمدة ثلاثة أيام لتلقى أفكار الشباب، وتقبل الرئيس كل كلمة سمعها بنفس راضية وبادر بالرد فى حينها وأنصت ونصح ولبى مطالب الشباب فى نفس الجلسة، وتولى التليفزيون المصرى النقل الحى للجلسات بعيداً عن مقص المونتاج، وهذا ليس من قبيل الصدفة أو سوء التنظيم بل على العكس تماماً، حيث كان هناك قرار بظهور المؤتمر بكل تفاصيله بمنتهى الشفافية واستعد لذلك التليفزيون المصرى بكم كبير من المعدات والتجهيزات.
الرئيس السيسى أصدر أوامره بأن تجاب كل تساؤلات الشباب بمنتهى الشفافية والمكاشفة، وأن تؤخذ اقتراحاتهم بكل جدية وتدخل فى دائرة صناعة القرار، وبذلك فقد ضرب الرئيس مثلاً جديداً بتفهمه للشخصية المصرية واستيعابه لقدرات الشباب، حتى وإن كلفه هذا جهداً مضاعفاً فى التواصل مع الشباب ومد جسور التفاهم والحوار.
فما رأيته وسمعته خلال حضورى لجلسات المؤتمر بشرم الشيخ لم يكن شأناً خاصاً بالشباب وأحلامهم، بل يمكن القول بصدق إنه كان «مؤتمر مصر الأول»، حيث وُضعت فيه حكومة شريف تحت المجهر وتمت مناقشة أصغر تفاصيل سياستها وما لها وما عليها.
• المصارحة والأمن القومى
«حجم المصارحة الموجودة فى المسائل التى تخص الدولة قد تكون أكثر من المطلوب ولها سلبياتها اللى ممكن تؤثر على الأمن القومى، لكنها هتزيد الترابط بين المصريين».
عبر السيسى بهذه الكلمات عن أهمية المصارحة والشفافية مهما كانت تكلفتها فقد باتت ضرورة لا يمكن تجاهلها، فهى من ناحية تقتل الشائعات فى المهد ومن ناحية أخرى تزيد تفاعل المواطن وإحساسة بأنه شريك حقيقى فى صناعة القرار، وبالتالى ستقضى شيئاً فشيئاً على تأثير الجماعات المتطرفة وما تقوم به لاستقطاب الشباب، وكلف الرئيس السيسى الشباب بمسئولية حماية هوية المجتمع المصرى على أن يكون هو سنداً وداعماً للشباب المصرى، حيث قال «يا شباب أنتم صوتكم مسموع ومقبول، وأنتم جسر كبير بين الدولة والناس فى ظل التحديات ومحاولة تزييف الوعى، وجماعات تأخذ الناس فى اتجاه غير إللى إحنا ماشيين فيه، عاوز أديكم فرصة تتكلموا لأن حتى كلامكم جميل ومن غير مجاملة وفيه أمل».
• الشباب والتمكين
يمكن أن أؤكد بثقة أن عام 2016 هو بداية تمكين الشباب، حتى إن كنا نتحسس خطواتنا لكن ما هو قادم لن يشبه الماضى مطلقا، فقد طلب الرئيس السيسى البدء بتجهيز الشباب لانتخابات المحليات حيث قال «كل الأحزاب الموجودة لها تقديرها واحترامها وأطلب من شباب البرلمان والأحزاب الدفع بوجوه جيدة من الشباب لانتخابات المحليات، لازم تظهر المحليات بشكل جيد».
• الإفراج عن المعتقلين
ليس هذا فقط بل استمد الرئيس السيسى توصيات المؤتمر من جلسات الشباب ومطالبهم التى أعلنها فى الختام، حيث قرر الرئيس تشكيل لجنة وطنية من الشباب وبإشراف مباشر من الرئاسة تقوم بفحص شامل ومراجعة لموقف الشباب المحبوسين على ذمة قضايا ولم تصدر بحقهم أى أحكام قضائية وبالتنسيق مع الأجهزة من الدولة على أن تقدم تقريرها خلال 15 يوماً على الأكثر لاتخاذ ما يناسب الإجراءات بحسب كل حالة وفى حدود الصلاحيات المخولة دستوريا وقانونيا لرئيس الجمهورية.
• مؤتمر شهرى للشباب
كما وجه الرئيس، مؤسسة الرئاسة بإعداد تصور سياسى لتدشين مركز وطنى لتأهيل الكوادر الشبابية سياسيا واجتماعيا وأمنيا واقتصاديا من خلال نظم ومناهج ثابتة ومستقرة تدعم الهوية المصرية وتضخ الشباب فى جميع المجالات، وقيام الرئاسة بالتنسيق مع جميع أجهزة الدولة لعقد مؤتمر شهرى للشباب من جميع الأطياف والاتجاهات يتم خلاله عرض ومراجعة جميع التوصيات الصادرة عن المؤتمر الأول للشباب.
• التشريعات المنظمة للإعلام
كما قرر السيسى، تكليف الحكومة بالتنسيق مع مجلس النواب، للإسراع بإصدار التشريعات المنظمة للإعلام، والانتهاء من تشكيل المجالس المنظمة للعمل الصحفى والإعلامى.
• الخطاب الدينى
وقرر الرئيس، قيام الحكومة بالتعاون مع الأزهر الشريف والكنيسة والجهات المعنية بالدولة، بعقد حوار مجتمعى مع المتخصصين والكبار والخبراء والمثقفين، بالإضافة إلى التمثيل المكثف من الفئات الشبابية لوضع ورقة عمل وطنية تمثل استراتيجية شاملة لترسيخ القيم والمبادئ والأخلاق السليمة لتصويب الخطاب الدينى.
•قانون التظاهر
وقرر الرئيس، تكليف الحكومة مع الجهات المعنية بالدولة، بدراسة مقترحات تعديل قانون التظاهر، المقدمة من الشباب خلال المؤتمر، وإدراجها ضمن القوانين المخطط عرضها على البرلمان خلال دور الانعقاد الثانى.
•إصلاح التعليم
كما قرر الرئيس إجراء حوار مجتمعى شامل لتطوير وإصلاح التعليم خلال شهر على الأكثر، يحضره جميع المتخصصين والخبراء، بهدف وضع ورقة علاج لمشاكل التعليم خارج الحلول التقليدية، وتعرض خلال المؤتمر الشهرى للشباب المقرر عرضه الشهر القادم.
كما قرر دعوة شباب الأحزاب والقوى السياسية لإعداد برامج وسياسات تسهم فى نشر ثقافة العمل التطوعى.
بعد كل هذا أنت مقصر فى حق نفسك إن كنت لا ترى إلا الصورة القاتمة الكئيبة، فالأمل فى الشباب لا يموت أبداً. •