الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

المهرجان القومى للسينما غاب النجوم.. وتألق الجمهور والنقاد

المهرجان القومى للسينما  غاب النجوم.. وتألق الجمهور والنقاد
المهرجان القومى للسينما غاب النجوم.. وتألق الجمهور والنقاد


اختتم المهرجان القومى للسينما المصرية الذى تنظمه وزارة الثقافة ممثلة فى قطاع صندوق التنمية الثقافية برئاسة د.نيفين الكيلانى فعالياته منذ أيام بدورته الـ20 برئاسة المخرج سمير سيف وقوميسير المهرجان الأستاذة إيمان عبدالعزيز، بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية.

المهرجان جاء تنظيمه هذا العام بشكل جيد وضمت دورته أفلاماً قوية ومتنوعة ما بين «الروائى الطويل، الروائى القصير، التسجيلى والتحريك»، لكن يحزننى وجود مهرجان قومى مهم مثل هذا ويغيب عنه نجوم الفن كل عام، فعدم اهتمامهم به بالقدر الكافى رغم أهميته واتجاههم نحو المهرجانات الدولية والعربية شديدة البذخ يجعله مهرجانا قوميا خاليا من نجوم بلده!! ورغم ذلك فالإقبال الجماهيرى الكبير عليه خاصة على الأفلام القصيرة زاد من أهميته الفنية، فامتلأت قاعات العرض عن آخرها حتى إن العدد الزائد كانوا ينتظرون فى قاعات الاستقبال.
وما زاد الإقبال أن جديد هذا العام إقامة ندوات فنية خاصة بالأفلام القصيرة مرتين يوميا بعد حفلتى الخامسة والسابعة مع كبار نقاد الفن السينمائى مثل «ماجدة موريس، ماجدة خير الله، مصطفى فهمى، حنان شومان، شريف عوض، مجدى الطيب وأحمد سعد الدين»، فقد زادت هذه الندوات من تفاعل أصحاب العمل الفنى مع النقاد أصحاب الخبرة وأتاحت للمخرجين المبتدئين الاستفادة منهم ودارت بينهم نقاشات طويلة فعالة ومفيدة حتى إنه شارك فيها الجمهور برؤيته وإحساسه تجاه العمل المطروح.
خلال حفل الختام تم الإعلان عن الفائزين بجوائز هذه الدورة، ففى مسابقة الأفلام التسجيلية والقصيرة والتحريك منحت للمخرجين فى كل قسم جائزة أحسن فيلم وجائزة لجنة التحكيم، بالإضافة لجائزة سعد نديم للعمل الأول عن الأفلام التسجيلية، جائزة شادى عبدالسلام للعمل الأول عن الأفلام الروائية القصيرة، جائزة أنطوان سليم للعمل الأول عن التحريك، بإجمالى 184 ألف جنيه، وإن كان يؤخذ على أكثرها اقتباس أصحابها قصة الفيلم والموسيقى التصويرية له من أفلام عالمية ودون التنويه عن ذلك!!
جاءت أفلام التحريك فى صور بديعة وموضوعات شيقة ووجود ندوات فنية عقب عرضها أتاح لصناعها التحدث للجمهور وغير المتخصصين عن المجهود الشاق والخطوات الطويلة الدقيقة وأيضا الميزانية المرتفعة والباهظة أحياناً التى يتكلفها فيلم ذو دقائق قليلة. وجاءت جوائز أفلام التحريك موفقة جدا وكان أكثرهم تميزاً فيلم «مشبك شعر» وقد فازت عنه مخرجته عطية عادى خيرى بجائزة أفضل فيلم وهى فنانة كارتون ومخرجة رسوم متحركة محترفة، تناولت فى الفيلم أحداثاً من القصص المصرى القديم بأسلوب شيق ورسوم مبهرة، وجائزة أنطون سليم للعمل الأول فازت بها المخرجة نيرة الصروى عن فيلم «صولو» ويظهر خيال المخرجة الخصب ويعد مشروع تخرجها فى المعهد العالى للسينما قسم الرسوم المتحركة وقصة الفيلم عن رجل يحاول أن يتعايش مع وحدته فيعزف على آلة الكامنجا وينسج من خيالاته الجمهور من حوله، أيضا جاء فيلم «بدايات» لمخرجته هديل حسن عبدالغنى بقصة شديدة بكادرات فنية متميزة وفازت عنه بجائزة لجنة التحكيم.
غلب على أكثر الأفلام التسجيلية تناولها الثورة فى تنويعات فنية مختلفة عرضت نتائجها السلبية والإيجابية من وجهة نظر صناعها، أيضا أفلام تناولت الأحداث المؤسفة التى مر  بها البلد مؤخرا مثل فيلم «ذكرى الموت المرتقب» وقد تناول ذكرى وقوع صخرة الدويقة على قاطنيها وفاز عنه مخرجه بجائزة لجنة التحكيم للأفلام التسجيلية حتى 15 دقيقة، أما أكثر الأعمال التسجيلية التى استمتعت بها وفاز مخرجه هانى سمير بجائزة لجنة التحكيم للأفلام التسجيلية أكثر من 15 دقيقة فكان فيلم «مهاجر إلى السماء»، فجاءت الشخصية الرئيسية للفيلم ماريو البولندى وهو يتحدث بأسلوب شيق وهادئ ويسرد كيف ترك العالم أجمع واختار حى الزبالين بمنشية ناصر ليعيش فيه، ويعيد اكتشاف نفسه من جديد بشكل لم يكن يتخيله، فيقدم إبداعاً من أعمال نحتية فى صخور جبل المقطم جعلت من هذا المكان مزاراً سياحياً يأتيه الزائرون من جميع أنحاء العالم.
الأفلام  القصيرة
أما الأفلام الروائية القصيرة فأظهرت محاولات جيدة من قبل صناعها وكان يستحق بعضها جوائز لم يحصلوا عليها والعكس صحيح، ففى رأيى الشخصى لم يستحق فيلم «زيت» جائزة لجنة التحكيم، فهو يتناول قصة فتاة تظهر ثلاث مرات فى حياة رسام فى أبعاد ميتافيزيقية وتكون مصدر وحى فنى له، فجاء خيال الرسام فقيراً وأداء الممثل غاية فى الجمود وخالياً من أى تعبيرات انفعالية على الوجه والأهم هو أن أداء الرسام أو الفنان التشكيلى فى الحقيقة لا يكون بهذا الأداء البوهيمى الذى يظهر بالفيلم.
فى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة منحت جوائز الأفلام لجهة الإنتاج، كما منحت جوائز الإخراج، إخراج عمل أول، جائزة السيناريو، التصوير، جائزة التمثيل رجال، جائزة التمثيل دور ثان رجال، جائزة التمثيل نساء، جائزة التمثيل دور ثان نساء، جائزة التصميم الفنى، جائزة المونتاج، جائزة الصوت، جائزة الموسيقى وجائزة خاصة بإجمالى 980 ألف جنيه، وكانت جوائزها متوقعة للفارق الكبير بين الأفلام المشاركة، فالأفلام «خارج الخدمة، وحرام الجسد، وقط وفار» كانت من أحسن الأعمال، وتميز أداء الفنانين ناهد السباعى وشيرين رضا والفنان أحمد الفيشاوى.•