جمال قطب ريشة رسمت للبسطاء !

رحل عن عالمنا الفنان الكبير جمال قطب أشهر من رسم أغلفة الكتب، التقيته منذ سنوات فى حوار لصباح الخير حيث قال (أنا أرسم للناس البسطاء) ولذلك يجب أن يكون أسلوبى مفهوما لديهم، أنا أختلف عن فنان المعرض، فكل لوحة لى يراها الملايين، فالصحافة تذهب للناس وهى معرض يومى، ولكنى لو أقمت معرضا خاصا من يأتى لى.. ولذلك لا أقيم معارض.
 هذه الكلمات تعكس فلسفة وفكر هذا الفنان، لقد عاش عمره الطويل يرسم أغلفة الكتب ومنها الصحافة حيث عمل فى دار الهلال التى رسم فى معظم مجلاتها فى عصرها الذهبى.
 كان اسمه مرتبطا دائما بأعمال نجيب محفوظ التى نشرتها مكتبة مصر والتى كان مستشارا فنيا لها، تميزت رسومه بالحركة وبتنوع الملامس وبجمال التكوين، وهذا جعل أعماله متفردة لا تخطئها العين.
عندما كان يرسم روايات نجيب محفوظ كان يذهب للجمالية لعمل اسكتشات للأماكن التى عاش فيها أبطال أعماله خصوصا الثلاثية.
يقول جمال قطب (كنت القارئ الأول لأعمال نجيب محفوظ بخط يده، كل أعماله تعجبنى ولكنى توقفت أمام (الكرنك) وأدهشتنى رواية (أصداء السيرة الذاتية) لأن نجيب محفوظ يفلسف بالرمز والكلمة المختصرة ما يقوله الإنسان فى عشر ساعات).
كما رسم جمال قطب أعمال كبار الكتاب مثل توفيق الحكيم ويوسف إدريس وإحسان عبدالقدوس وغيرهم, التى نشرت أعمالهم مكتبة مصر. كما رسم الكثير من الأغلفة لدور النشر اللبنانية.
تأثر جمال قطب بالفنان الأمريكى نورمان روكويل والإيطالى والترمولينو  يقول (لقد بدأ هذا الافتتان بهما منذ التقت عيناى بأعمالهما فى مكتبة المدرسة الثانوية، ومنذ تلك الأيام تابعت لوحاتهما حيث كنت أقوم بجمع المجلات التى تنشر رسومهما من على سور الأزبكية. وعندما أصبح معى المال بعد عملى فى الصحافة فكرت فى السفر إليهما للدراسة الفنية).
ذهب جمال قطب إلى أمريكا حيث التقى بالفنان نورمان روكويل الذى تعلم منه تكنيك البورتريه فهو يرسم الرؤساء المشغولين الذين ليس لديهم وقت، إنه أستاذ فى الخلطة الفنية، وكان يرسم اسكتشات ويختار أحسن زاوية كانت مجلة (بوست) تحتكر أعماله وقد جاء إلى مصر لرسم الرئيس جمال عبدالناصر على غلاف مجلة بوست.
كما سافر جمال قطب إلى إيطاليا حيث قابل الفنان والتر مولينو الذى تعلم منه أن لا شىء ساكنا فى لوحاته ، كان مهتما بالحركة والتعبيرات التى لا تعرف السكون، وقد أخذ منه الحركة فى رسومه للأغلفة فيما بعد.
 يقول جمال قطب (أخذت من روكويل ومولينو لأكون أسلوبى الذى يجب أن يكون موازيا وموضحا للدراما ويحولها إلى صور بصرية، الناس تقرأ وتنظر للغلاف والرسوم الداخلية).
اهتم الفنان جمال قطب بنشر الثقافة الفنية بين الجماهير حيث نشر مقالاته الفنية فى مجلة الدوحة القطرية والحرس الوطنى السعودية والهيرالدتربيون، كما حاضر فى الدراسات العليا بأكاديمية الفنون فى مادة التذوق الفنى.
 وهو يرى أن المعنى العام للتذوق و كيفية الإحساس بالجمال فى كل شىء اللبس، الشارع، السلوك، وليس الفن فقط. •