الإثنين 9 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الكابتن عصام عبدالمنعم الناقد الرياضى الكبير : الصحافة الرياضية فى محنة شديدة

الكابتن عصام عبدالمنعم الناقد الرياضى الكبير : الصحافة الرياضية فى محنة شديدة
الكابتن عصام عبدالمنعم الناقد الرياضى الكبير : الصحافة الرياضية فى محنة شديدة


 يمثل الكابتن عصام عبدالمنعم الناقد والمحلل الرياضى الكبير حالة خاصة داخل المنظومة الرياضية من حيث تعدد وتراكم خبراته فى الوسط على مدار نصف قرن منذ انضمامه لناشئى النادى الأهلى منتصف الستينيات حتى وصوله لرئاسة اتحاد الكرة مرورا بالعديد من المناصب والتواجد فى المجال الإعلامى كمحرر ثم رئيس للقسم الرياضى بجريدة الأهرام لسنوات طويلة ثم رئيس لتحرير الأهرام الرياضى.

 كما أنه ترأس المكتب التنفيذى لرابطة النقاد الرياضيين المصريين.. ثم العرب. وهو صاحب قلم وأداء مهنى رائع ومحايد بموضوعية شديدة ودون خلط للأمور أو تشتيت للأفكار.
 عصام عبدالمنعم حجم خبرات وقلم وصوت مسموع فى الوسط الرياضى يسرنا نقل خبراته على صفحاتنا.
 فى البداية قال: الصحافة الرياضية والكتابة هى عشقى الحقيقى الذى لا أتصور أن أغيب عنه رغم كم الأعمال والمناصب الإدارية التى توليتها كلاعب كرة أو مدرب حراس مرمى أو إدارى أو فى مناصب باتحاد الكرة أو اللجنة الأوليمبية المصرية وفى كل هذه المراحل لم أنس يوما الكتابة أو أتخلى عنها مدليا برأيى فى الأحداث أو محللا لما يجرى على الساحة ولا يسعدنى شيء كسعادتى برد فعل ما اكتبه. والآن أعلنت عدم دخول أى مجال تطوعى أو وظيفى وتفرغى التام للكتابة والتحليل.
• وما رأيك فى الصحافة الرياضية الآن ؟
- فى محنة شديدة بل أصبحت طاردة للأقلام الموهوبة الشابة جريا وراء الإعداد الفضائى للبرامج التى تقتل مواهب هؤلاء الشباب.
وذلك من أجل البحث عن العروض المادية المجزية خاصة أن الصحف والمجلات اصبحت غير مجزية ماديا.. بالإضافة إلى فقدانها للقارئ الذى كان يجد فيها وفى كتابها ومحلليها الخبر والتحليل والفكرة. الآن ضغطة على الريموت تطوف به العالم.. أو كيبورد  الإنترنت وللأسف استسلم أصحاب الأقلام الذين تواروا إلى جوار أفكارهم وشخصياتهم، الشهرة التى كانت تطارد النقاد الرياضيين تماما كنجوم الكرة والمسئولين الكبار فيها بالإضافة إلى قلة تأثيرهم.
• رأيك فى البرامج الرياضية واستوديوهات التحليل ؟!
- شيء يدعو للحزن وهى تنطلق وتنمو دون أى معايير وللأسف المصالح والصداقات والمؤامرات هى المحرك الأول والأساسى فيها،  والأهم أنها دون إضافة حقيقية للمشاهد. ثم إن الساعات الممتدة والتشابك قضى على أى تميز قد يكون ، فى برنامج أو اثنين.
•والمحللون ومقدمو البرامج ؟
- أفقد نجوم الكرة ولاعبوها قيمتهم، فنجد شابا موهوبا قضى عمره دراسة أكاديمية واطلاعا وبحثا ووجهاً مقبولا وخلقا رفيعا فى لحظة مجرد ظهور لاعب كرة أيا كان حجم أدائه أو تاريخه يقوم بإزاحة هذا الوجه من أمام الشاشة لمجرد علاقته بصاحب القناة أو مسئول كبير بها أو قادر على جلب إعلانات أو غير ذلك من الأمور البعيدة تماما عن المهنية والموضوعية.
• والمعلقون الكرويون ؟
- ممتازون وأحسن ما فى المساحة الكروية الآن. فاهمون واعدون، بل إن كثيرا منهم أحسن من المحللين الفضائيين وبصراحة المجاملة و(الكوسة) نادرة فى اختيارهم عكس السادة المحللين على الإطلاق.
• ورابطة النقاد الرياضيين؟
- كيان كبير تفتت وافتقدت أهم مميزاتها بالوقوف بجوار أبنائها وأعضائها والتوازن الذى كان يحكم أعضاءها اختل منذ سنوات وتوارى تأثيرها. لقد كانت الرابطة أحد مكونات التأثير فى الوسط الرياضى وسعدنا وافتخرنا بالانتماء لها صغارا وكبارا دون خضوع أو تسليم، الآن البيزنس يحكم الموضوع، وتواجد الرابطة فى تورتة المصالح أكبر من تأثيرها المعنوى والفكرى.
• ومن يجذبك من الكتاب والنقاد ؟
-نشأنا على أقلام جيل الكبار والعمالقة: المستكاوى ونعمان ومحيى الدين فكرى وناصف سليم وابن جهينة وكانوا الأكثر تأثيرا فى الحركة الرياضية وأصحاب كلمة مسموعة ودور قوى وتاريخى.. وأكملنا الرسالة جيل الوسط وإن كان هؤلاء الأساتذة ضنوا علينا فى  كثير من الأحيان، ولكننا انتزعنا حقوقنا بالصبر وتطورنا مع شرب الكثير من اسلوبهم المهنى المتميز.
• وجيل الشباب من يعجبك  ؟
- كما ذكرت من قبل أن هذه الأجيال مظلومة حيث إن وصولها للقارئ أو المسئول يحتاج جهدا مضاعفا عكس الأجيال السابقة التى امتلكت التأثير والقوة. وأتابع قدر الإمكان ولكن يجذبنى ويلفت انتباهى أسامة إسماعيل فى الأهرام وإبراهيم المنيسى فى الأخبار. أقلام واعدة برؤية محترمة.
• وأين تلاميذك ؟
- أثناء رئاستى للقسم الرياضى بالأهرام اليومى وهو قسم حيوى والعمل فيه لا يكف عن الإثارة والمعارك فاجأنى شباب القسم يطلبون التعليم والتلمذة، قلت يا شباب التعليم من خلال ما ترونه فى عملكم بعد نشره مقارنة بما كتبتوه قبل النشر. الفارق هو التعلم  أنه مش دور رئيس قسم أن يبدأ من أول السطر مع محرر معين فى مؤسسة صحفية كبرى. كما أن السفر والاحتكاك والمشاركة فى تغطية البطولات والدورات الكبرى  واحة كبرى للتعلم والاستفادة للأسف ندرت هذه الأيام.
• وفى رأيك كيف يخرج صحفى أو ناقد رياضى معتبر ؟!
- دراسة أصول الإعلام وإنشاء سكشن خاص بالإعلام الرياضى فى كليات ومعاهد الإعلام وأخص الأعلام الرياضى لما له من تأثير فى حركة المجتمع المصرى حاليا. من جهة الصفحات المفرودة له وساعات البث والقنوات الخاصة. فكل ذلك لابد له من أصول ومبادئ ومواثيق تحكم المسألة التى أصبحت الآن مفتوحة على البحرى..
• وهل هناك تخصص داخل النقد الرياضى ؟
- نعم هناك من يجيد فن التحقيق الصحفى ومنه المؤثر وغير المؤثر.
هناك من يجيد التقاط الأخبار. وهناك من يجيد فن التحليل للمباريات والأنشطة.. وكذلك الصحفى المتابع  وصاحب الفكرة والرأى، هذا التنوع موجود، ولكن الأهم فيه كيفية الطرح  والمناسبة والرسالة التى يجب توجيهها من كل هذا التنوع.
• وفى أى التخصصات يرى عصام عبدالمنعم نفسه ؟!
- أحب التحليل وأكتبه من بداياتى على صفحات الأهرام بالثمانينيات وكان هناك إصرار على كتابة تحليل عصام عبدالمنعم ثم إن التحليل مختلف تماما عن الوصف وهذا أداء والآخر أداء.. ثم كتابة العمود الذى هو بمثابة اختزال لأفكار التحليل.
• وكيف تكتب؟
- من خلال المتابعة الدقيقة للأحداث وقراءة الخريطة الرياضية والاتصال المستمر بالمصادر التى لم أنفصل عنها إطلاقا، وتراكم الخبرات  من خلال الأزمات التى واجهتها من قبل الساحة وعرض الحلول لها.
أما الطقس فإننى حتى الآن مازلت أكتب مقالات بالورقة والقلم عشقى الذى أذوب فيه حيث ارتباط الأفكار وتداعياتها بالميكانيزم  البدنى والذهنى والتنسيق الذى نشأت عليه. ثم أقوم بعد ذلك بكتابتها الكترونيا وإرسالها على الأميل الخاص لأننى لست ضد الحداثة والتطور ولكن متعتى فى الإمساك بالورقة والقلم.
• والتحليل ؟
- علم ودراسة ثم اطلاع. وقمت بدراسته فى أكثر من دورة تدريبية بلندن اثناء حصولى على دراسات تدريبية  منذ التحاقى بالعمل كمحرر صحفى بالأهرام اليومى. لأنه فى ظل وجود المستكاوى وعباس لبيب وإسماعيل شكرى وغيرهم من عمالقة النقد الرياضى لم يكن هناك بد من الدراسة والاطلاع وتنمية القدرات التى لم أتنازل عنها  حتى الآن. أما مسألة لاعب كرة واعتزل أيا كانت نجوميته فليس مقياسا أو اعتبارا للإطلال  على الشاشة لساعات طويلة. واسألوا كبار النجوم المحترمين فى كل أنحاء العالم.
• تجربتك فى رئاسة تحرير الأهرام الرياضى  بالانتخاب ؟
- تجربة فريدة  حيث كنت معينا رئيسا لتحرير مجلة الأهرام الرياضى وعقب ثورة يناير.. بدأت مطالب فئوية بالتغيير فى مناصب عديدة بالأهرام وضمنها رئاسة تحرير الأهرام الرياضى.
وضرورة إجراء انتخابات لاختيار المسئولين وارتديت ثوب الشجاعة الذى لم أتخل عنه يوما وأعلنت عن إجراء انتخابات للإبقاء على رئاستى للتحرير من عدمه ولم أتعجب إذ جاءت النتيجة ساحقة لصالح بقائى وكنت أتمنى تعميم التجربة سواء فى إصدارات الأهرام.. الفرعية أو غيرها من الإصدارات الأخرى لكن هيهات.
• ورأيك فى عدم الاستمرار فى رئاسة التحرير؟
- سن المعاش ولابد من إعطاء الفرص للأجيال الجديدة فى تولى الإدارة وأنا وصلت قمة الهرم الإدارى والوظيفى يبقى فيه إيه تانى، لابد من  تجديد الدماء.
• وهل يأتى التجديد على حساب الخبرات النادرة ؟
 - إطلاقا، فالخبرة موجودة والاستشارة لابد منها لأن العقول والأفكار التى تم بناؤها على مدار سنوات طويلة لا يمكن إلغاؤها بجرة قلم وصاحب الفكر والرأى لا يحال فكره على المعاش.
• وما رأيك فى الكرة المصرية مع بداية خطوات الصعود لكأس العالم 2018 بروسيا وأنت أحد اسرار اللعبة على مدار سنوات؟
- إن الحديث يحتاج لحلقة ثانية يفتح فيها الكابتن عصام خزانة ذكرياته لصباح الخير •