الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«غنا مصرى» من قلب المحروسة

«غنا مصرى»  من قلب المحروسة
«غنا مصرى» من قلب المحروسة


عرض يذكرنا بالأصل والجذور، فكعادته دائما يلجأ المخرج خالد جلال إلى المميز وغير المألوف مستعينا بكتيبة من نجومه اللامعين، خالد جلال- صانع النجوم- اللقب الذى لا يليق بأحد سواه، أخرج إلى الساحة الفنية العديد من النجوم على مدار الأعوام السابقة من عروض قدموها معه كفيلة بصنع حالة من البهجة والمتعة لا مثيل لها، تفصلك عن العالم وصخبه  لتدخل فى عالم آخر مواز.
لا أحد يعلم كيف يفكر وما هى معادلاته السحرية للنجاح وكيف يجيد النبش فى قلوبنا وإخراج أجمل ما فيها ولو لساعات، فمازلت أتذكر تلك الحالة من الحماس التى انتابتنى أثناء متابعتى لعرض «غنا للوطن» فى أعقاب ثورة يناير وفرط الحماسة التى جعلتنى أريد النهوض والانضمام لهؤلاء الشباب والغناء معهم.
ذهبت لمشاهدة عرض «غُنا مصرى» وأنا على يقين أننى مقبلة على ساعة من المتعة الخالصة، فالقائد هو خالد جلال والأصوات لشباب من أجمل أصوات مركز الإبداع وأنا متابعة جيدة لهم منذ سنوات ولكن المفاجأة كانت فى محتوى العرض نفسه، أغانى فلكلورية مصرية ومزيج من الأغانى الدينية، عرض أعاد الأغانى الفلكلورية والشعبية إلى  مسارها الصحيح الذى خرجنا عن إطاره الأعوام الماضية لنتوه فى دائرة من القُبح.
غنا مصرى هو فن من قلب مصر، فن أهل مصر الذى لا يجيده سواهم.
 حالة لا يمكن وصفها تمتزج بأصوات الجميلة البشوشة رباب إبراهيم صاحبة واحد من الأصوات الرنانة التى لا يمكن أن تنسى، وماهر محمود ومصطفى إسماعيل وأصواتهم القوية  وأداؤهم الرشيق المميز بقيادة المايسترو محمد باهر وتصحبهم فرقة للآلات الشعبية والربابة والمزمار والطبلة، لا يسعنى سوى أن أشكركم على هذه الحالة التى أقسم أننى أنتظرها بمجرد خروج أى عمل يحمل توقيع شباب مركز الإبداع وقائدهم إلى النور، وشكرا خالد جلال.
• رباب ناجى
أستاذ خالد فكر لتقديم عرض  قائم على اللون الفلكلورى والشعبى وكان من المفترض أن يكون فى رمضان لذلك فمعظم الأغانى كانت دينية ثم تم تأجيله بعد شهر رمضان لظروف ما،  لذلك معظم الأغانى كانت دينية إلى جانب أغانٍ مثل التى غنيتها «متى اشوفك وقالو الودع»، واستبدلنا بعض الأغانى الدينية بأخرى فلكلورية فغنى ماهر بتنادينى تانى ليه، ومصطفى «ساعة معاك» ليتناسب مع عرضه فى الأيام العادية بدون مناسبة دينية، وبدأنا بروفات كثيرة من أول شهر رمضان.
• كيف وجدت استقبال الجمهور للون الشعبي؟
- رغم خوفى الشديد من هذه التجربة فإننى أحببتها جدا لأنى من وقت طويل وأنا أتمنى أن أغنى اللون الشعبى، ولكن الفرصة لم تكن متاحة، ولكن هذا لم يلغ الرهبة الشديدة بداخلى  وتساؤلات عما إذا كان الجمهور سيتقبل هذا اللون ولكن رد فعل الجمهور وتقبلهم أسعدنى جدا، بالإضافة إلى أن هذا اللون أظهر مساحات كثيرة فى صوتى لم تظهر فى أى لون غنائى قدمته من قبل، خاصة أن عدد الأغانى فى العرض وتنوعها ساعدنى على اختبار نفسى فى هذه المنطقة المختلفة، وبالإضافة إلى رأى الجمهور سعدت جدا بالآراء النقدية  وكلمات كبار الكتاب.
المايسترو أستاذ باهر ساعدنا كثيرا فى اختيار الأغانى وتنسيقها وأن يغنى كل منا الأقرب له ولقلبه فأنا عندما اقترحت عليه غنائى لـ«متى اشوفك» رحب جدا.
• أنت خريجة مركز إبداع الدفعة الثانية.. أين أنت الآن؟
- قدمت مسلسل «اسم مؤقت» مع المخرج الكبير أحمد نادر جلال وكانت فرصة كبيرة لى فى هذا التوقيت، وكذلك مسلسل «الرجل العناب»، ومع أستاذ خالد جلال قدمنا غنا للوطن وبردة البوصيرى وعرض حلو الكلام وأغنى مع فرقة أيامنا الحلوة.
• ماهر محمود
 ينتمى لأسرة تحمل الموهوبين من المنشدين والمقرئين ولديه صوت أشبه بسلاسل ذهبية يصاحبها أداؤه المتميز أكاد أسمع صوته وهو يغنى عظيمة يا مصر فى عرض «غنا للوطن» رغم مرور 6 سنوات فإنه يرن فى أذنى سألته:
• لماذا «غنى» مصرى الآن؟
- الناس «عطشانة» ولديها  حالة من ضياع الهوية واختلاف تفاصيلها وملامحها فاختلف مفهوم الأغانى الشعبية لديهم مع الوقت وانجرفوا مع الشكل التجارى, ولكن بمجرد أن وضعنا أيدينا على هذا التراث ولمسنا وحاولنا إخراجه انبهر الجمهور وحاولوا الاقتراب ليلمسوا هذه المنطقة وهذا هو أنسب وقت لإحياء تلك المناطق الدافئة بداخلنا، فأحلامنا وهويتنا تُسرق منا ونحاول بتجربة مثل هذه لإحياء نغمنا الأصيل وإيقاعاتنا, فأنا أحد من حضروا العرض أخبرنى أن هذه هى الأغانى التى كانت تغنيها له جدته، فهذه هى جذورنا وعلى الأجيال الجديدة ألا تنقطع عنها.
• شعور بالخوف
• كلمنى عن اختيارات الأغانى التى قدمتها؟
- غنيت «بتنادينى تانى ليه» و«قمرُ» وأغانى أخرى جماعية مثل «صلوا معانا عالنبي» فكرة الغناء الشعبى هى فكرة أستاذ خالد جلال  ولن أخفى عليك أننا شعُرنا بالخوف خاصة من تقبل الناس الآن لسماع هذا النوع من الأغانى واخترت هاتين الأغنيتين تحديدا لأنهما مختلفتان وستظهران قدرات ومناطق مختلفة فى صوتى ومختلفتان فى المقامات، وأغنية بتنادينى ليه  حاولت ارتجال موال فى البداية  أكثر من مرة إلى أن ثبت الموال الذى غنيته فى الحفلات وحاولت أن أغنيها بشكل مميز لأنه تم تقديمها بأشكال مختلفة من أكثر من مطرب.
• ماذا عن مشوارك منذ  دخولك للوسط الفنى؟
- عملت مع مخرجين كبار مثل نادر جلال وجمال عبدالحميد فى مسلسل بنت من شبرا وريا وسكينة إلى أن شاركت فى عرض  «غنا للوطن» ثم شاركت فى مسلسل «الشوارع الخلفية» وفى حفل رئاسة الجمهورية بحضور الرئيس السابق عدلى منصور وأحييت حفلاً آخر لتكريم الشهداء وقدمت أوبريت «فى الجنة يا شهيد»  وأخرجت عرض الفنار المسرحى الذى ترشح لجائزة أحسن إخراج فى مهرجان المسرح القومى، ثم مؤخرا شاركت فى عرض غُنى مصرى.
• مصطفى سامى
خريج كلية الحقوق جامعة القاهرة الذى ذهب به حبه للفن إلى طريق مختلف فاتجه للعمل على نفسه وإثراء ثقافته الغنائية بشكل ذاتى طارقا كل الأبواب التى تجعله يقوم بما يحب، مصطفى بدأ بالغناء فى فرقة رضا وكان يغنى موشحات فؤاد عبدالمجيد عام 2008 و2009 مع الأوركسترا الأساسية لفرقة رضا وبدأ بالعمل فى مجال الـ v.oوالدوبلاج لأفلام الكارتون المدبلجة بالعامية والفصحى، مصطفى شارك فى الدفعة الثانية لورشة مسرح الإبداع عرض «قهوة سادة» عن مشواره منذ تخرجه فى مركز الإبداع يقول مصطفى لصباح الخير: بعد تخرجى فى المركز سجلت ألبوما إنتاج شركة روسية متخصصة فى تسجيل موسيقى الروك وقدمنا ألبوم هيفى ميتال وروك لأغانى شرقى، ثم عملت مع فريق آخر وبدأنا فى غناء أغانٍ صوفية وشرقية وبدأت الانتشار بشكل أكبر فى مجال الدوبلاج وأقدم حفلات غنائية بشكل متقطع حتى قدمنا حفل «غُنا مصرى».
• بداية الفكرة
• وعن غنا مصرى وكيف كانت بداية الفكرة يقول:
- فى أول يوم رمضان أرسل لى أستاذ خالد رسالة يطلب منى مقابلته فى مكتبه، ذهبت إليه  وكان معه أستاذ محمد باهر المايسترو، وكان قدم هذا النوع من الأغانى الفلكلورية فى حفل واقترحوا تقديم هذا النوعية فى حفل يضم شباباً من دفعات المركز خريجى قسم الغناء وكان الاختيار عليَّ أنا ورباب وماهر  وكان المايسترو مرناً وديمقراطياً جدا فى التعامل معنا فيما يخص اختيارات الأغانى وتنسيقها وترك لنا المساحة فقدمت إليه مقترحاتى وكانت الفكرة فى البداية حول المربعات الدينية لتقديم عرض غنائى يقدم فى رمضان ولكن  تأجل لبعد شهر رمضان، واخترنا أغانى من المثلثات الصعيدية واشتغلنا عليها  واخترنا أغنية لمطرب مشهور من الصعيد اسمه «حفني» اسمها «ساعة معاك» وكذلك رباب وماهر كل منا اختار ما يلائمه وقد كان، والحمد لله حقق العرض نجاحاً أكثر مما توقعنا.
• هل كنت  تتوقع نجاح هذا اللون وإقبال الجمهور على العرض؟
- أنا لديَّ قناعة أن الطرح الموجود أيا كان على مستوى السينما والموسيقى كلما كان طرحا مصريا وأصيلاً بشكل حقيقى فهو سينجح نجاحاً كبيراً جدا والدليل أن من قدموا الموسيقى الشعبية بأنفسهم كانوا يلفون العالم كله بأغانيهم، وردود فعل الجمهور من مختلف الأعمار والشرائح والذين أخبرونا أن العرض لمسهم كان أكبر دليل أن  الأغانى الفلكلورية والشعبية بعيدة كل البعد عن الطرح الموجود على المستوى التجارى. •