السبت 17 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الأدوات المدرسية تقفز 40% بسبب الدولار والجمارك

الأدوات المدرسية تقفز 40%  بسبب الدولار والجمارك
الأدوات المدرسية تقفز 40% بسبب الدولار والجمارك


ريشة - محمد عبد الغنى
معاناة شديدة يشعر بها التجار بعد زيادة أسعار الأدوات المكتبية بنسبة 40% بسبب الدولار والزيادة على أسعار الجمارك، مما انعكس على حركة البيع ويزيد من الضغوط على كاهل المواطنين.
وبين حكايات التجار عن الركود وارتفاع الأسعار، اختفى الكثير من الراغبين فى شراء الأدوات المكتبية مفضلين التعامل مع الباعة على الأرصفة بدلا من الدخول فى المحال التجارية على أمل البحث عن سعر أقل نسبيا يمنحهم فرصة لشراء أغلب ما يحتاجون إليه دون الاكتراث بجودة المنتج أو حتى بلد المنشأ.
تجولت «صباح الخير» بين أصحاب المحال المختلفة لتبحث عن السبب وراء ارتفاع الأسعار الكبير فى الأدوات الكتابية، خاصة أن الغالبية منهم يبيع بسعر الجملة أى أن الأسعار مرشحة للزيادة فى المحال الصغيرة.
وقفزت الأسعار بنسبة تصل إلى 40% على الكراسات والكشاكيل والأدوات المكتبية مثل الأقلام وغيرها، كما ارتفعت أسعار الأدوات الخاصة بطلبة كلية الهندسة بينما بلغ حجم الاستيراد فى العام الماضى نحو 500 مليون جنيه.. وأجمع أغلب التجار على أن مقدار الزيادة بلغ من 80 قرشاً إلى 130 قرشاً للكشكول ومن 66 جنيهاً إلى 114 جنيهاً لكرتونة القلم الباكستانى «12 دستة» وعلبة القلم الجاف زادت من 6 جنيهات إلى 9 جنيهات.
• المحال تعانى
أكد كريم عزوز مسئول إحدى المكتبات الكبرى بالفجالة أن الأسعار ارتفعت بشكل كبير بسبب الدولار الذى تجاوز 12 جنيها عكس العام الماضى، وبالتالى قفزت جميع أسعار المنتجات الاستيرادية.. وأضاف عزوز أن رب الأسرة يدخل المحل فى كثير من الأحيان ولا يشترى نفس الكمية التى اعتاد شراءها فى العام الماضى حيث يرغب فى تقليص نفقاته بعدما حاصره ارتفاع الأسعار وقبل ذلك المصاريف التى أنفقها فى شهر رمضان الكريم وعيد الفطر وأيضا عيد الأضحى.
وأوضح عزوز أن نسبة الإقبال من الجمهور قلت بنسبة 50% عن العام الماضى بسبب الارتفاع الكبير فى الأسعار سواء للأدوات المكتبية أو السلع والخدمات الاساسية التى يدفعها المواطن العادى.. وأشار عزوز إلى أن أغلب الأطفال وطلبة المدارس لا يفضلون الحصول على الأقلام ذات الصناعة التقليدية، لأنهم يرون أن هناك منتجات ذات أشكال جديدة وجودة أعلى ويرغبون فى شرائها وولى الأمر عادة ما يستجيب لرغبات أطفاله الملحة.
ومن جهته أكد حسن عبد الفتاح «مدير مكتبة» أنه اضطر إلى البيع دون زيادة فى الأسعار، وذلك عن طريق عرض المنتجات بأسعار الجملة للجمهور العادى وبنفس السعر كى يساعد فى زيادة الإقبال على الأدوات المكتبية.. وأضاف عبد الفتاح أنه يرغب فى أن يحصل المستهلك على الأدوات المكتبية دون أن تصل إلى التجار الصغار كى يقلل من تداول السلعة بين الحلقات الوسطية وتكون بسعر مناسب وهذا الاتجاه يرهق العمالة لديه مما يدفعه لزيادة أجرهم.
وتمنى عبد الفتاح أن يتحسن وضع السوق بعد عيد الأضحى حيث قد يقبل المواطن بعده على الأدوات المكتبية على أمل أن يشهد الأسبوع الذى يسبق المدارس إضافة إلى المواطنين الذين ينتظرون للحظة الأخيرة للشراء فى تحسين حركة البيع بين المحال التجارية.
 أما محمد فراج «مستورد أدوات مكتبية» بالفجالة فأكد أن معدل الزيادة فى الأسعار بلغ 25% على أقل تقدير بسبب ارتفاع الدولار والاضطرار لشرائه من السوق الموازية وأن أغلب الأدوات المكتبية مثل القلم الرصاص والجاف وأدوات كلية الهندسة والبراية والأستيكة والمساطر والألوان يجرى استيراد أغلبها من الصين، لأنه لا توجد مصانع محلية يمكن الاعتماد عليها فى تغطية احتياجات المواطنين المستمرة.
وأضاف فراج أن الإقبال ضعيف للغاية من المستهلكين وهو ما يزيد من الأعباء على التجار الذين يستوردون بأسعار كبيرة ولا يجدون من يشترى بضائعهم بنفس الإقبال الذى كان عليه الوضع فى العام الماضى.
وأكد شريف الشهابى مسئول بمنفذ بيع الكشاكيل والكراسات لأحد المصانع بمنطقة الفجالة أن سعر الكشكول زاد فى الجملة من 85 قرشاً إلى 110 بنسبة زيادة بلغت 40% تقريبا، وذلك لأن المصنع الذى يعمل فيه زادت تكلفة استيراد المواد الخام نتيجة الارتفاع فى الدولار.
وأضاف الشهابى أنه لا يبيع بالقطعة وأن السعر بالنسبة للمستهلك لا يمكن تحديده لأنه يختلف من تاجر إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى، ولكن سعر المنتج زاد بالنسبة للجملة وهو ما سيزيد عن الموسم الماضى بالنسبة للمحال التجارية.
• الشعبة توضح
تحدث بركات صفا نائب رئيس شعبة الأدوات المكتبية ولعب الأطفال بالغرفة التجارية بالقاهرة إلى «صباح الخير» بشأن الارتفاع الكبير فى أسعار المنتجات فى موسم دخول المدارس والجامعات.
واعتبر صفا أن أهم عاملين لزيادة أسعار الأدوات المكتبية ولعب الأطفال هما ارتفاع الدولار فى السوق الموازية والجمارك التى ارتفعت بنسبة 10% وهو ما ساهم فى إحجام عدد من التجار عن الاستيراد فى الوقت الحالى.
وأضاف صفا أن المصانع المصرية التى تنتج الأدوات المكتبية لا تتجاوز 10% وتنحصر منتجاتها فى الكراس والكشكول وبعض الأقلام أما بقية الأدوات المكتبية مثل البراية والمسطرة والمنقلة واللانش بوكس والزمزية والمقلمة والمنقلة والمثلث والدبابيس والكليبسات وغيرها من الأدوات فيجرى استيرادها من الصين.
وأشار صفا إلى أن حجم الاستيراد بلغ 500 مليون جنيه تقريبا فى العام الماضى وأن الاستيراد تراجع بسبب وجود بضائع راكدة من العام الماضى ويرغب الكثير من التجار فى تصريفها بدلا من الدخول فى مغامرة جديدة واستيراد أدوات أخرى دون دراية بحجم السوق وقدرته.. وقال صفا إن المستهلك لديه حالة من الغضب ظاهرة بقوة بسبب الارتفاع الكبير فى الأسعار فى الوقت الذى لا تزال المرتبات تتسم بالثبات نوعا ما إضافة إلى ارتفاع نسبة التضخم التى بلغت حوالى 15% وهو ما يؤثر بشكل كبير فى حركة بيع الأدوات المكتبية ولعب الأطفال التعليمية.
• نظرة أخرى
طالب «ممدوح عبد الحميد محمود» مستورد لعب أطفال تعليمية بضرورة النظر إلى لعب الأطفال على أنها ضرورية للغاية بالنسبة إلى الطفل لأنها ترفع من مستوى نموه الفكرى سريعا ويلجأ إليها الكثير من الدول حتى الصين مثل استخدام العداد الصينى فى الرياضيات للأطفال الصغار.. وأضاف عبدالحميد.. أن ألعاب الأطفال التعليمية تساعد الطفل فى تعلم الرياضيات سريعا والجمع والطرح وتنمى مهاراته وكان رب الأسرة يقبل عليها كى تسهم فى رفع نسبة ذكاء ابنه وهو فى سن مبكرة ولكن الآن جرى التضييق على استيرادها واعتبروها من الكماليات التى يمكن الاستغناء عنها.
وأشار عبد الحميد إلى أن هناك ألعابا خاصة لمرضى التوحد تساعدهم فى التأقلم مع الواقع ومع ذلك، فإن التضييق مستمر عليها وللأسف فإن وزارة الصناعة تفضل أن نشترى المنتج المحلى رغم أنه غير قابل للاستخدام الآدمى ورائحته كريهة.
وأوضح عبد الحميد أن ألعاب الأطفال التعليمية المصرية مثل المكعبات مصنوعة من منتجات قد تصيب الأطفال بالتسمم إذا ما وضعها الطفل فى فمه نتيجة الخامات الرديئة المستخدمة فيها عكس مثيلتها الصينية التى تخضع لفحوصات واختبارات فى الصين ومصر أيضا قبل الموافقة على خروجها من الجمارك.
وقرر عبد الحميد عدم رفع أى أسعار على منتجات لعب الأطفال أو الملصقات والزمزميات والألعاب التعليمية وتابلت الأطفال لأنه يقوم بتصفية منتجات العام الماضى قبل أن يغلق محله بسبب التعنت فى قرارات الاستيراد.
واختتم عبد الحميد حديثه بأن ارتفاع الأسعار فى منطقة الفجالة أمر طبيعى لأنه من غير الممكن أن يصحو التاجر فى يوم ويجد أن مبلغ الـ 600 جنيه الذى فى جيبه وكان يستورد به كرتونة الأستيكة أصبح 350 جنيها بسبب ارتفاع الدولار وبالتالى سيرفع التكلفة على الزبون لأنه لا يريد أن يخسر بسبب ارتباطه بالتزامات أسرية هو الآخر وتسديد الضرائب ودفع فواتير الكهرباء والعمالة.•