الأحد 25 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

سلوى خطاب فى ندوة «صباح الخير» تعترف : أهلى ضربونى علقة جامدة بسبب التمثيل!

سلوى خطاب فى ندوة «صباح الخير» تعترف : أهلى ضربونى علقة جامدة بسبب التمثيل!
سلوى خطاب فى ندوة «صباح الخير» تعترف : أهلى ضربونى علقة جامدة بسبب التمثيل!


  فنانة من طراز خاص وفريد، منذ بدايتها وهى تحتل مكانة خاصة داخل قلوب الجماهير، نستمتع بها فى جميع الأدوار التى تقدمها سواء كانت درامية أو كوميدية، قدمت أعمالا تعتبر علامات فى مشوارها الفنى وفى تاريخ السينما أيضا، منها «عفاريت الأسفلت» و«الأراجوز» و«درب الهوى» و«الساحر» وغيرها، كذلك فى الفيديو أيضا «الضوء الشارد، حديث الصباح والمساء، هند والدكتور نعمان».
هى من الفنانات التى تستوعب اختلاف الأجيال وهى من القلائل التى عملت توازنا بين الجيلين من خلال الكثير من الأعمال المهمة التى أضافت إلى مشوارها الفنى الثرى منها: «نيران صديقة وسجن النسا والعهد ونيللى وشريهان» وننتظر منها القادم.
زارتنا فى «صباح الخير» صاحبة الموهبة المختلفة والمتنوعة سلوى خطاب وتحدثت معنا عن أهم محطات مشوارها الفنى بداية من صراعها مع أسرتها لكى تحقق حلمها وتصبح من أهم النجمات وصولاً إلى أحدث أعمالها ..
• أنت من أسرة صعيدية لديها عادات وتقاليد محافظة جدا.. كيف تقبلوا خبر رغبتك فى التمثيل ودخولك الوسط الفنى؟
- لأول مرة اضرب فى حياتى كان يوم ما عرفوا أنى أريد امتهان التمثيل، فى بداية الأمر أخفيت الموضوع عنهم لغاية ما نشر لى صورة فى إحدى الصحف بعنوان شارع النجاح أو طريق النجاح كان يمتلكها الأستاذ أحمد صالح وقتها، وبالصدفة شاهدها عمى وهو فى عمله وذهب لتبليغ أسرتى وكنت لأول مرة أضرب (علقة كانت جامدة قوى)، حينما أصررت على موقفى وأننى أريد هذه المهنة والذى استفزهم أننى سحبت الأوراق الخاصة بى من كلية التجارة وقدمتها فى معهد الفنون المسرحية ولا أعرف إلى الآن كيف فعلت ذلك ومن أين أتيت بكل هذه الجرأة! لكن كان لابد من التحدى لأن هذا هو الطريق الذى أريده ولن أسمح بغيره، وكنت فى ذلك الوقت أقيم أنا وأخوتى لدى جدتى بعد وفاة والدى وهى كانت سيدة شديدة للغاية لكنها كانت تثق فى، وزرعت داخلى أشياء كثيرة ومبادئ خاصة أسير عليها إلى الآن وقالت لى فى المناقشات التى دارت بيننا (حد يسيب كلية التجارة ويروح معهد الرقاصين) وأقنعتها بعد فترة من الشد والجذب، وسبب قبولها أنها كانت تعشق الفنانة أمينة رزق وكانت تحضر لها مسرحياتها هى ويوسف وهبى، وقلت لها إنها دارسة الفن واقتنعت على مضض وإلى الآن عندما أجلس مع أهلى لا يحدثوننى عن عملى ونجاحى، لكن يصلنى أنهم فخورون بى وبالأعمال التى أقدمها.
• والدك كان ضابطًا وتوفى فى الثلاثين من عمره ووالدتك تزوجت بعده رجلاً آخر وانتقلت للإقامة مع جدتك.. حدثينا عن هذه المرحلة وهل أثرت فيك سلبا أم إيجابا؟
- لم أتأثر على الإطلاق، لأن طوال الوقت كنت متواجدة عند جدتى منذ أن كنت طفلة حتى وهو على قيد الحياة أنا كنت مرتبطة بها جدا وأنا مدينة لهذه السيدة بأشياء كثيرة لأنها ربتنى على أسس أسير عليها إلى الآن.
• درست فى البداية قبل امتهانك التمثيل هل الدراسة مهمة للفنان أم الموهبة فقط كافية؟
- من وجهة نظرى الموهبة تحتاج دراسة، أتذكر أن فنانى زمان منهم من لم يكن دارسا للفن، فكان يتم تأهيلهم لفترة طويلة ويتدربوا على الإلقاء والدراما، فسعاد حسنى بموهبتها الخارقة التى لم تعوض جلست عاما كاملا تدرس «صوت وإلقاء» فإذا شاهدناها فى أول فيلم قدمته كان (حسن ونعيمة) كان صوتها رفيعا، وتانى عمل اختلفت تماما نتيجة للدراسة فمن وجهة نظرى  الدراسة مهمة جدا، فالدراسة مع الموهبة تعطى ثقلاً للفنان.
• عفاريت الأسفلت والنجومية
• عفاريت الأسفلت كان محطة مهمة جدا فى مشوارك الفنى ولجميع من عملوا بها.. الفيلم كان من إخراج زوجك السابق أسامة فوزى وتم عرضه فى مهرجانات عربية وعالمية وحصلتم على جوائز كثيرة.. حدثينا عن هذا العمل والجوائز التى حصل عليها؟
- فى البداية عندما كان يجهز أسامة فوزى لهذا الفيلم لم أرحب على الإطلاق باشتراكى فيه، لأنه كان أول فيلم له ولا أريده يرتبط بى بسبب زواجنا، ولكنه كان لديه إصرار كبير على وجودى فى العمل واستطعت تكسير الشكل التقليدى للتمثيل فى السينما من خلال عفاريت الأسفلت، فكانوا ينتبهون للغاية فى التمثيل فى السينما من أعينهم من الـclose  وأنا لم أعمل ذلك على الإطلاق، لدرجة أن الفنانة عايدة عبد العزيز قالت لى لا نمثل بهذه الطريقة فى السينما، فكنت ألعب دائما على رهان الصدق لأنه يصل إلى الجمهور، فكان لا يهمنى الشكل بقدر ما يشغلنى الإحساس، وهذا العمل تم الاحتفاء به فعندما كنّا نسافر به خارج مصر كان يحصل على نفس الاحتفاء وفى المهرجانات العالمية كانوا يستغربون أن فى مصر هذا النوع من التمثيل، ومن الأشياء التى أتذكرها أن حصلنا على جائزة من مهرجان «لوكارنو» وبعد الحفل أقاموا حفلاً خاصًا بعد توزيع الجوائز وعرفنى يوسف شاهين على رئيسة لجنة التحكيم وقتها بأننى سلوى خطاب بطلة فيلم عفاريت الأسفلت واستغربت جدا من شدة اتقانى فى دور انشراح (الشخصية التى جسدتها فى الفيلم) وهى كانت معتقدة أنهم أتوا بسيدة من هذه الطبقة لتأدية الدور عندما وجدتنى أرتدى فستان سواريه وعاملة فورمة شعر (شنيون)، وبعدها رحبت بى وهنأتنى على الدور.
• بعد عفاريت الأسفلت كان من المتوقع أن تقدمى أعمالا أكثر وتنتقلى إلى مرحلة مختلفة تماما خصوصا بعد النجاح الكبير الذى حققه الفيلم وهذا لم يحدث.. هل يرجع ذلك لانشغالك بحياتك الزوجية على حساب التمثيل؟
- هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق وحدث بالفعل من خلال فيلم الساحر الذى قدمته   بعامين أو ثلاثة وكانت لدى أعمال مهمة فى التليفزيون ومن بعد عفاريت الأسفلت كنت أرفض الأعمال التى دون المستوى والسينما فى ذلك الوقت كانت غير الآن تماما، فكنا نبحث عن سيناريو ونبحث عن بطل وبطلة، وكان ذلك يأخذ وقتًا كبيرًا جدا وكانت هناك موضوعات مهمة جدا تتم مناقشاتها.
• الساحر كان دورًا مهمًا ومفاجأة من حيث الدور وجرأته والمصطلحات التى تم استخدامها فيه، حدثينا عن جرأة الدور وعلاقتك ببطل العمل الفنان محمود عبد العزيز؟
- هذا الفيلم الذى رشحنى له المرحوم رضوان الكاشف لأقدم بطولة العمل بجوار النجم الكبير محمود عبد العزيز الذى شرفت بالعمل معه عملنا فيه بدقة كبيرة وجلسنا كثيرا للتحضير له نتحدث فى جميع التفاصيل المتعلقة بالشخصيات وندرس الجوانب الخاصة من حيث البيئة التى نشأت فيها وطريقة حديثها وملابسها وهذا التفانى فى العمل الذى جعل الجمهور يحب العمل وينجح الفيلم هذا النجاح الكبير.
• تقمص وتحضير الشخصيات
• بمناسبة الحديث عن الأدوار وتقمص الشخصيات أنت من النجمات اللاتى يقدمن كل دور مختلفا عن الآخر حتى لو كان من نفس الطبقة الاجتماعية.. حدثينا عن تحضير الأعمال التى تقدمينها بداية من وصول السيناريو لك؟
- عندما يرسل لى سيناريو وأعجب بفكرته أقرؤه بطريقة حيادية، كأنى أشاهده وإذا صدقته ووجدته يحترم العقول وعناصره مكتملة وجيدة وأبدأ فى الجلوس مع المخرج لمعرفة وجهة نظره فى العمل وماذا يريد أن يقدم، وكل هذا وأنا لا أعرف كيف سأقدم هذه الشخصية، وسأحكى لكم على سر أننى عند كل عمل يعرض على أقول لنفسى أنا لا أجيد التمثيل وإننى قدمت أعمالا من قبل لا أستطيع تكرار التمثيل مرة أخرى، وهذا يحدث معى فى بداية أى عمل، ومع كل ذلك أظل أفكر فى الشخصية وأقرأ ما بين السطور فى السيناريو المقدم لى، وهناك أعمال قدمتها لا أعرف كيف أتيت بها فمثلا فى مسلسل سجن النسا وشخصية الست عزيزة لا أعرف إلى الآن كيف قدمتها بهذا الشكل ولا طبقة الصوت التى تحدثت بها ولا طريقة جلوسها كل ذلك ظهر أول يوم تصوير.
• قدمت فى السنوات الأخيرة عدة شخصيات مختلفة منها سمرة وستمنوها والست عزيزة وصباح واقتدار، أيها أقرب لك؟
- جميعهمن، فأنا لا أستطيع النزول من منزلى إلا إذا كنت راضية تماما عن الشخصية ومعجبة بها، لذلك  جميع هذه الشخصيات أحبها جدا.
• العهد وما أدراك ما العهد
• العهد كان مفاجأة ونحن كجمهور غير معتادين على مثل هذه النوعية من الأعمال.. عندما قرأت السيناريو الخاص به لم تشعرى بالخوف أو عدم تقبل الجمهور لمثل هذه الموضوعات أو الأعمال؟
- أجابت ضاحكة (أنا عارفه إن الكاتب مجنون)، أنا باحترم جدا فى مؤلف العهد محمد أمين راضى إنه متجدد ومختلف ونحن للأسف الشديد لا نستوعب الجديد بسهولة ونتمسك بالتراث والفن غير ذلك تماما، فهو يخلق أشياء من الممكن أنها لا توجد فى الواقع ولا الطبيعة كلها، والذى أستغرب منه أننا نتقبل من الخارج كل الموضوعات والنوعيات ولا نتفهمها عندما تقدم هنا ولا أعرف تفسير ذلك.
• وماذا كان شعورك عندما قرأت السيناريو بشخصياته المركبة وأحداثه المتشابكة؟
- تحدثت مع أمين راضى وقلت له: (منك لله) أنا تعبانة جدا وأنا بقرا السيناريو (امال الجمهور هيعمل إيه)، والحقيقة أنا لم أفهم شيئا فى البداية وذهبت لمخرج العمل خالد مرعى فى أول يوم تصوير، قلت له (هسيبلك نفسى تقولى اقفى عيطى هعيط اضحكى هضحك لكن تقولى صراع وشخصيات والكلام ده لا).. أنا أعرف تماما أنه عمل صعب للغاية ومجهد لكل العاملين به، فشخصية ستمنوها التى جسدتها من أصعب الأدوار التى قدمتها، ويجب علينا احترام التجارب المختلفة ومسلسل العهد سيشاهده الجمهور على مدار الزمن وسيعيش وسيصبح من أهم الأعمال التليفزيونية.
• نحن شاهدنا فى العهد كل شىء فى حياتنا الدين، العادات والتقاليد  والعلاقات الاجتماعية المختلفة؟
- قاطعتنى.. ليس هذا فقط الذى كان موجودا كان بجانب ذلك المصالح الشخصية وشهوة السلطة وسلط الضوء على شخصيات من الممكن أن تفعل أى شىء لكى تحقق مصالح خاصة بها، وكيف يستغل الدين، هذا العمل أنا فخورة به للغاية وكان به دقة متناهية من حيث الملابس والديكورات والإنتاج، ولأول مرة فى مصر تقدم ملابس تاريخية بهذا الإبداع والإتقان وفيه دقة فى اختيار الألوان، وهذا العمل بالتحديد الذى شاهده ولم يفهم ماذا يقصد منه ستجذبه الحدوتة والاختلاف، وهذا العمل تفرغت له تماما ولم أستطع أن اشترك فى أى عمل آخر وقلت للمؤلف محمد أمين راضى (أنت جايبنا تعملنا اختبارات تمثيل انا اختبرت من زمان جدا فى المعهد ومش هاختبر تانى)، والعمل احتوى على عدد كبير من النجوم المتميزين والموهوبين وأنا جسدت شخصية استمنوها وهى بداية الشجرة. التى تفرعت منها كل فروع الحدوتة وهى رأس العائلة كلها.
• محطة محمد أمين راضى
• هل اكتشف محمد أمين راضى أشياء مختلفة فى موهبتك ورشحك لأعمال ظهرت ذلك؟
- هو وثق فى ورشحنى لأدوار غريبة بالفعل عما قدمته من قبل، فعندما رشحنى فى مسلسل نيران صديقة فى دور سمرة وهى قوادة وبنتها تعرف ذلك وتواجه المجتمع وكنت خائفة جدا من المجازفة بتاريخى بسبب هذا الدور وأن الجمهور يرفضنى فيه، فتحدثت مع أمين راضى وقال لى (أنتى أحسن واحدة تعمل الدور ده)، فذهبت لمحادثة المخرج أيضا الأستاذ خالد مرعى وقال لى نفس وكلام المؤلف ولم أفهم (دا مدح ولا ذم ولا ايه بالظبط!!)، وبعدها جلست مع نفسى قلت انا طول عمرى جريئة وأحب الاختلاف والتنوع فى الأدوار وقررت أننى سأؤدى العمل بمنتهى الصدق وقبلت دور سمرة وبعد موتها ضمن أحداث المسلسل الناس فوجئت أن الناس بتعزى بعض على مواقع التواصل الاجتماعى وتعاطفوا معها جدا وأنا كنت مستغربة جدا لأنها قوادة وكان فى اعتقادى أن الناس كانت هتنفر منها.
• يقال إن محمد أمين راضى يحصل على أفكاره من الأعمال الأجنبية ماذا عن رأيك فى ذلك الأمر ألم تقلقى من التعامل معه؟
- هذا الكلام عار تماما عن الصحة، أمين راضى مبدع حقيقى ولا يحتاج أن يستعين بأفكار من أعمال أجنبية ولكن وارد جدا فى الدراما ان تتلاقى الأفكار ولكن التناول والمضمون يكون مختلفًا.
• نيللى وشريهان وأزمة نسب
• حدثينا عن سلوى خطاب الكوميديانة التى ظهرت هذا العام بقوة؟
- جميع الأعمال التى قدمتها فى السنوات القليلة الماضية بها جانب كوميدى منها الست عزيزة ونيران صديقة والبيوت أسرار، لكن الذى جذبنى واحترمته جدا فى نيللى وشريهان هو نوع الكوميديا المكتوبة، نحن كفريق عمل لم نرتجل أو نضيف أى شىء على النص الأصلى ما عدا تفصيلات صغيرة يظهرها المخرج أحمد الجندى الذى أحدث نقلة كبيرة فى الدراما هذا العام بتقديمه اللايت كوميدى بشكل مختلف ومحترم يشاهده الكبار والصغار فى نفس الوقت، وكون فريق عمل أظهرهم جميعا بشكل جيد وكل شخص بطل فى مكانه ولم يهتم بشخص على حساب الآخر.
•  كلمينا عن العلاقة التى جمعت بينك وبين بيومى فؤاد فى نيللى وشريهان التى كانت حديث مواقع التواصل الاجتماعى وقدموا كوميكس عليها؟
- فى البداية كنت أشعر بالقلق من بيومى فؤاد جدا، لأنه يمتلك كاريزما خاصة وله باع طويل فى الكوميديا وجمهور كبير، وصرحت لأستاذ أحمد الجندى مخرج العمل أننى قلقة من فريق العمل لأنهم كوميديانات وخائفة أن يكون (دمى تقيل) وأول يوم تصوير انطلقت وحدثت مباراة تمثيلية بين الجميع من أفضل ما يكون والعمل جذب انتباه الجمهور بسبب صدقه والتلقائية التى تمتع بها فريق العمل.
• هل نجاح نيللى وشريهان عوضك عدم انتباه الجمهور لمسلسلك الآخر أزمة نسب؟
- مشكلة مسلسل أزمة نسب أنه كان يعرض حصريا على قناة اون تى فى وبعد تجديدها كانت لا يوجد لديها الوقت الكافى لاستقطاب جمهور كبير لشاشتها وفى رأيى الشخصى أن رمضان يحتاج الأعمال (اللايت) وهذا ما جذب الجمهور لنيللى وشريهان وأنه نصف ساعة فقط ويعرض بعد الفطار مباشرة، من الممكن لو لم تكن تتوفر به كل هذه العناصر لم يشاهده الجمهور.
• لكن هناك أعمالاً كثيرة فى رمضان حصلت على نسبة مشاهدة كبيرة؟
- ليست أعمالاً كثيرة.
• باب الوداع والتجربة الجريئة
• باب الوداع تجربة مختلفة ولأول مرة تقدم أفلام تعتمد على لغة العين فقط ليس به حوار.. حدثينا عن جرأة الفيلم وكيف قرأته عندما عرضه عليك المخرج كريم حنفى؟
- فى البداية عندما أجد مخرجًا لديه حماس وجرأة أن يقدم عملاً مختلفًا وليس تقليديًا يجب علينا الوقوف بجانبه لأننا بحاجة إلى هذه النوعية ودعم شبابنا، وهذا ما فعلته مع كريم حنفى عندما عرض على الفكرة، وجدته شابًا لديه طموح جارف والفكرة صعبة جدا فأعجبت بحماسه الشديد والحمد لله الفيلم ظهرت به لغة سينمائية وفنية عالية جدا إلى جانب طريقة التصوير التى استوقفت العديد من الجمهور والمتخصصين ومحبى السينما بالإضافة إلى صعوبة التمثيل.. وأنك تقوم بتوصيل كل الكلام والأحاسيس بالعين فقط فكان به تحدٍ ومغامرة وهذا العمل ظل يحصل على جوائز لمدة عامين متتاليين وشارك فى أهم المهرجانات وحصل على فيلم العام من جمعية النقاد وحصل على ست جوائز من المهرجان القومى للسينما وجائزة التصوير من مهرجان القاهرة السينمائى.
• هل توقعت كل هذا النجاح؟
- كنت متوقعة النجاح بالتأكيد لهذه التجربة لكن ليس بالضجة التى أحدثها الفيلم، وهذا كان كرمًا كبيرًا من ربنا للعمل بسبب المجهود الذى بذله كل شخص شارك فى هذه التجربة التى استمر التصوير من خلالها ثلاث سنوات فى ظل أحداث ثورة يناير وبالتحديد فى فترة حظر التجول فى إحدى شقق ميدان التحرير، وباب الوداع تقريبا أول فيلم مستقل يتم عرضه فى السينمات، وهذا العمل سيحقق نجاحا أكثر على المدى الطويل لأن مثلما ذكرت أن الناس مبتستوعبش النوعيات المختلفة، على الرغم من أننا زمان كان الناس تستوعب كل التجارب الفنية المختلفة.
• وفى رأيك ما السبب فى ذلك؟
- الحقيقة أن الثقافة اندثرت وقلت كثيرا عن الفترات الماضية وهذا السبب الحقيقى.
• اللى اختشوا ماتوا وردود الأفعال
• ماذا عن تقييمك لاشتراكك فى فيلم «اللى اختشوا ماتوا» مع غادة عبد الرازق وعبير صبرى؟
- أنا لا أتحدث عن نفسى وأقيم أعمالى.. أترك دائما الحكم للجمهور، لو طلع من الفيلم وقال إنه جيد أشكره على رأيه وإن عكس ذلك فأنا أحترمه جدا.
• ماذا عن ردود الأفعال التى تلقيتها عن «اللى اختشوا ماتوا»؟
- أنا كنت مشغولة جدا بتصوير أعمال رمضان ولم أتلق أى ردود أفعال.
• ذكريات وفضل
• ماذا عن دعم سناء جميل وجميل راتب لك فى بداياتك؟
- بالتأكيد لهم أفضال كثيرة على لا يمكن أن أنساهم مدى حياتى تعرفت عليهم وأنا أدرس فى معهد الفنون المسرحية، وكنت أجلس أراقبهم وكانت الأستاذة سناء جميل تتناقش معى فى كل كبيرة وصغيرة وحضرتها فى مرة تتناقش مع سيناريست عمل كانت هتصوره فى حرف (و) لماذا كتبه فى جملة معينة وهو كان بيتناقش معها واستفدت للغاية من هذه الدقة المتناهية فى العمل جدا ومن دقتهم فى العمل، وهما جعلونى أتعامل مع الجيل الجديد بنفس المنطق وأدعمهم، بشكر الله أنه وضع فى طريقى فنانين مثلهم فى بداية مشوارى الفنى وأدعو دائما للأستاذة سناء بالرحمة وللأستاذ جميل راتب بالصحة والعافية ويظل صديقًا وفيًا لكل الناس وداعمًا لهم.
• وهل الجيل الجديد مثلكم فى تقبل نصائح الآخرين ؟
- لا.. نحن كنّا نقدس هؤلاء النجوم فعندما كانت تدخل سناء جميل الاستديو لا نسمع صوتًا نهائيًا من كثرة ما كنّا نحترمها، وكذلك كنّا نتعامل مع كمال الشناوى ونور الشريف فكنا نحترمهم، ولكن الجيل الجديد أصبح شبه الحياة حاليا، وأنا واحدة من الفنانين الذين يستوعبونهم أيضا وأعرف أنهم جيل قادم بثقافة مختلفة.
• هل حظ هذا الجيل أفضل من الجيل السابق؟
- أنا أرى العكس وأننا أكثر حظا منهم فعندما نقدم أعمالا مهمة فى تاريخ السينما المصرية وكذلك أيضا الفيديو، وعندما أقابل الجمهور أجدهم حافظين لكل أعمالى السابقة والحالية وهذا لا يحصل مع الجيل الجديد إذن فنحن أكثر حظا وهذه وجهة نظرى.. من الممكن أن نتفق أو نختلف عليها.
• إيه الدور اللى لِسَّه منتظراه وتحلمى بتقديمه؟
- قدمت جميع الأدوار على مدار مشوارى الفنى ولكن الدور الوحيد أننى أترك الفن وأتحول إلى سيدة منزل.
• من ينافس سلوى خطاب؟
- سلوى خطاب.
• من الفنانة التى لم تحصل على حقها فى التمثيل؟
- سوسن بدر.
• على الرغم من أنها تقدم أعمالاً مختلفة طوال الوقت ولها حضور خصوصا السنوات القليلة الماضية؟
- سوسن ممثلة عملاقة وأنا احب شغلها وإمكانياتها التى ظهرت منها، وأتمنى أن أشاهدها فى جميع الأدوار الفنية وتقدم عملا بمفردها لأنها تستحق ذلك.
• هل ندمت على عمل اشتركت به؟
- لا.. فى الفن الندم لا يفيد، فكيف ستأتى بعمل ويتم إصلاحه أو إجراء تعديلات عليه، لذلك أنا أهتم بأدق التفاصيل لأن بعد ذلك سيتحول العمل لشريط يكون أمامنا طوال العمر.
• أنت من الفنانين الذين يفضلون البطولة الجماعية عن البطولة المطلقة.. لماذا؟
- بالتأكيد.. لأنى أشعر فى البطولة الجماعية أن لكل شخص مكانه فى العمل وطالما أن البطولة الجماعية عادة بتخلق نوع من المنافسة بين جميع الأبطال، وأنا عمرى ما اشتركت فى عمل يقوم ببطولته شخص واحد فقط ويريدنى أن أسانده.. لا أقبل بذلك على الإطلاق والفيديو بالتحديد يحتاج إلى البطولات الجماعية وليس من المعقول أن يشاهد الجمهور بطلا واحدا طوال الثلاثين حلقة.
• لأول مرة تخوضين تجربة عضوية لجنة التحكيم فى الدورة القادمة من مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى ..؟
-  أخوض هذه التجربة بالفعل لأول مرة وهذه مسئولية كبيرة وأنا عمرى ما تمنيت أقوم بدور المحكم.. لأن ذلك يتطلب خبرة كبيرة وعلمًا.
• هل أنت بعد كل هذه الأعمال التى قدمتها والتنوع فى الدراما والسينما والمسرح ليس لديك الخبرة الكافية للتحكيم فى المهرجانات؟
- لم أشعر يوما أنى لديّ خبرة كبيرة، ومع كل عمل أشعر أنى لم أعمل شيئا، وأن ذلك أول عمل لى، لم أتوقف فى حياتى أمام نجاحى وأقول الحمد لله وأستعد دائما للعمل القادم.
• المسرح والدولة
• المسرح كان جزءًا كبيرًا من مشوارك الفنى وقدمت أعمالاً كثيرة عليه.. ولماذا اكتفيت بالسينما والفيديو ولا تقدمين أعمالا مسرحية؟
- حزينة للغاية أنى لا أقدم أعمالا مسرحية لأن المسرح دراستى وأنا عشقت الفن من خلاله.. وكنت لا أعتمد إطلاقا على حنجرة الصوت فأنا أؤدى الادوار بصدق وبإحساس مثل السينما والفيديو وقدمت أعمالا كثيرة أعتز بها مثل «فى عز الضهر» مع الكاتب أسامة أنور عكاشة و«جاسوس فى قصر السلطان» و«سجن النسا»، لكن دورا آخر غير الذى قدمته فى المسلسل الذى يحمل نفس الاسم، ودقة زار، لكن للأسف الشديد لا يوجد مسرح حقيقى.
• وهل التجارب الموجودة الآن ليست مسرحًا حقيقيا؟
- هى تجارب جيدة وأحترم للغاية القائمين عليها خصوصا أشرف عبد الباقى الذى اكتشف مجموعة كبيرة من الممثلين منتشرين فى جميع الأعمال، ولكن مع كل ذلك لم أشعر أن ذلك هو المفروض أن يقدم على خشبة المسرح.
• ما السبب الحقيقى فى تدهور المسرح؟
- بسبب أن الدولة أهملت المسرح مثل السينما بسبب اعتمادها على القطاع الخاص وأتعجب كثيراً من وزراء الثقافة وأتمنى أن أعرف كيف يفكرون وكيف لا يهتمون بالثقافة، فنحن من عندنا تبدأ وتنتهى الثقافة فمن خلالها يصبح لديه استثمار كبير يدخل ملايين بل ومليارات يكفى ما تمتلكه الدولة من مسارح خاصة والمسارح الخاصة وهناك أشخاص معينون فى الهيئة العامة لقصور الثقافة بالإضافة إلى فنانى المسرح، فماذا تريد أكثر من ذلك؟! وأستغرب تماما عندما تجلب الإعلانات المليارات.. فماذا يأخذ منها الفن؟! فأنا أستغرب جدا من دور الدولة فى دعم الفن (شالت إيديها) والقطاع الخاص هو المستحوذ على كل شىء •