الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

بلاها دبل.. بلاها شبكة!

بلاها دبل.. بلاها شبكة!
بلاها دبل.. بلاها شبكة!


«اللى اتجوز نفد بجلده» شعار جديد يرفعه كل المقبلين على خطوة الارتباط خاصة بعد التخبط الكبير الذى تشهده سوق الدولار وما يصاحبه من ارتفاع مذهل فى أسعار الذهب، حيث تخطى عيار الذهب 24 حاجز الـ 528 جنيهًا وعيار 21 الـ 462 جنيهًا وعيار 18 الـ  396 جنيهًا.. الأمر الذى وضع «العرسان» فى مأزق، فلم يعد أمامهم سوى أسوأ الخيارين إما إلغاء الشبكة أو إلغاء الدبلة...!
كيف سيدخل العريس على نسايبه وماذا سيقول لهم وهل سيتقبل أهل العروسة هذه الظروف.. هل سيتفهمون الوضع ولن يتوقفوا أمام هذه الشكليات أم يتمسكون بالأساسيات من أثاث وجهاز؟ هل ستتنازل العروسة عن حلم العمر.. شبكة العريس ودبلته خوفا من شبح العنوسة أم ستتعنت مع أهلها للحصول على حقوقها كاملة؟!، أم سيلجأ أهل العروسين إلى إلغاء الذهب من الشبكة أسوة  بأهل قرية «دنقيق» بمركز نقادة بمحافظة قنا الذين - بعد ارتفاع سعر الذهب بشكل جنونى - قاموا بمبادرة صعيدية هى الأولى من نوعها وأقروا وثيقة ملزمة لجميع أسر القرية قرروا فيها إلغاء الذهب من شبكة الجواز والاكتفاء بما يتم الاتفاق عليه فى تجهيز العروسين تخفيفا لعبء الضغوط المالية فى ظل الظروف الحالية.. أسئلة كثيرة طرحناها للنقاش وفى السطور القليلة القادمة كانت هى تلك الإجابات.
• أموت فى الفضة
«مالها الفضة وحشة ده أنا بموووووووت فيها»؛ هكذا بدأت ميرنا محمد 23 عاما محاسبة بأحد البنوك حديثها وتستطرد قائلة: «أنا مع فكرة إلغاء الذهب سواء فى الدبلة أو الشبكة فكلها مظاهر شكلية لا طائل لها والدليل على ذلك أن العروسين يقومان ببيعها «يوم الصباحية».
•عزز بنتك
بينما اعترض محمد المهدى، 27 عاما، مهندس، على كلام ميرنا معقبا: «اسألى والديكِ قبل أن تتحدثى فالأهالى لهم فكر قديم فى تناول مثل هذه الأمور ومبررهم فى ذلك لابد أن «يكع العريس دم قلبه عشان يعرف قيمتك».. «لازم تكونى غالية وعزيزة فى عينه وعين أهله»؛ و«اللى بييجى ببلاش بيروح ببلاش» إلى آخره من منظومة التفكير البالية..! وأردف قائلا:  «نحن فى مأزق كبير لأن الأهالى قطعا سترفض فكرة إلغاء الشبكة من ضمن متطلبات الجواز»..!
• الشبكة على القايمة
ورد محمد حمودة (25 عاما) على فكرة استبدال الفضة بالذهب: «اللى تموت فى الفضة على عينا وراسنا ولكن أم العروسة تعشق الذهب..».. إن كان علينا فنحن كشباب نريد أن تتفهم الأهالى ظروف الحياة الصعبة والغلاء الذى نعيشه ونريد إلغاء الشبكة والدبل من متطلبات الزواج، ولكن ما من مفر من هذه المسألة وإن كان هناك اقتراح معمول به فى بعض العائلات وهو إضافة قيمة الشبكة على «القائمة» التى ستكتب إثباتا لأحقية العروسة فى أثاث المنزل، واعتقد أن هذا حل مثالى للهروب من فكرة شراء الذهب وتمكين  العروسة من تأمين حقها.
• بلا منظرة
أما شيرين هانى 30 عاما طبيبة تقول: «أنا أرى أن العروسة تبيع ذهبها حتى تشترى أثاثا أو شقة، فمن الأفضل ألا تصر على الشبكة وتشترى هى وعريسها «حاجة مفيدة» فى شقتهم بدلا من المنظرة الكذابة.
• مشى المركب
وتتفق رانيا أحمد 28 عاما طبيبة أسنان قائلة: «لا داعى من مداينة العريس وتحميله فوق طاقته فهو من الممكن أن يكتب الذهب فى «القايمة» حفظا لحق العروسة حتى ربنا يوفق ويكرم الجميع وتخفيضا لنسبة العنوسة، فمن العقل أن تتفهم الأهالى كل هذه الأوضاع الاقتصادية المتردية وتيسر على أهل العريس «عشان المركب تمشى».
• شهادة استثمار
«لا داعى للذهب»، هكذا قالت فيروز سويدان 34 عاما وتستطرد قائلة: «أنا أرى أنه تيسيرا على الشباب لابد من إلغاء الشبكة ويتم الاكتفاء بدبلتين وخاتم قيم أو شيك مع تعويض البنت بثمن شبكة معقول كشهادة استثمار أو إضافة مبلغ متوسط لقائمة الأثاث وإلا ستزيد نسبة العنوسة لأن الشباب لا يستطيع تحمل كل هذه المصاريف بمفرده دون مساعدة أهله وإذا كان أهله غير قادرين فلن يتزوج من الأساس.
• النطاعة أسلوب حياة
الأستاذ حسين ممدوح مهندس معمارى ميسور الحال يروى تجربته قائلا: «أنا أب لثلاث فتيات وقررت أن أتبع تعليمات الدين الحنيف وأيسر على العرسان الذين يتقدمون لخطبة بناتى، وبالفعل تنازلت عن أشياء كثيرة جدا فى مقابل إسعاد ابنتى الكبيرة التى ارتبطت بشاب وأحبته حبا جما، ولكن حالته المادية متواضعة بعض الشىء، وقلت إذا قصر هو فى شىء أتحمل أنا الباقى فلم أجد سوى «استنطاع» وعدم تقدير للتضحيات التى قمت بها من أجل ابنتى، ولم أجد من أهل العريس والعريس شخصيا سوى مبالغة فى الطلبات إعمالا بمبدأ «المليان يكب ع الفاضى»، وكل ذلك تغاضيت عنه فى سبيل إسعاد ابنتى ولكننى ندمت أشد الندم وقررت ألا أقع فى هذا الفخ مرة أخرى مع البنتين الأخريين... فلست من أنصار إلغاء الشبكة فهى الهدية الوحيدة القيمة التى يقدمها العريس لعروسته التى تفرحها طوال خطبتها وبعد جوازها.
• البنت زى الولد
بينما رأت السيدة نجوى فهمى 48 عاما أم لفتاتين وشاب فى عمر الزواج أنه نظرا لظروف الحياة الصعبة ستضطر لتيسير على العريس معللة ذلك أن لديها شابًا وأنها لا تحب أن يتسلط أهل العروسة فى المبالغة فى الطلبات لتأمين مستقبل ابنتهم.. فهى تؤمن أن التيسيرات التى ستطبقها مع العريس الذى سيتقدم لأى من ابنتيها لابد أن تتم مع ابنها أيضا، وفى هذا الصدد فهى مع إلغاء الشبكة والاكتفاء بدبلتى الخطوبة لأنها إثبات لإتمام الارتباط، أما الشبكة فمن الممكن إضافة قيمتها إلى «القائمة».
• تجارة مع الله
«الذهب مش كل حاجة بدليل أنه بعد الزواج بمجرد احتياج الرجل إلى الأموال فيلجأ إلى بيع الذهب وتظل العروس طوال عمرها بلا ذهب وهى راضية»، هكذا قال الأستاذ على سلامة 44 عاما مديرا بإحدى الشركات الخاصة ويردف قائلا: «من المفروض أن أهل العروسة تزيد من قيمة المهر والقائمة التى تثبت حقوق الزوجة.. بالإضافة إلى ذلك فإنه لا أحد فى ظل هذه الظروف المتردية يستطيع أن يطلق زوجته لأنه ببساطة «ما صدق إنه تزوج».. فكل شىء مصيره إلى زوال ماعدا الحب فلابد أن ننظر إلى الرجل بعين الرحمة..» وفى النهاية أحسنوا الاختيار وتاجروا مع الله فإنها تجارة مربحة.
• هجيب شبكة
والنبى لو الجرام بـ 1000 جنيه هاجيب شبكة هى سايبة ولا إيه»، هكذا قالت ريم عماد 25 عاما مهندسة وأكملت: «اللى مش قد الجواز مايتجوزش هو أى عيل معاه 500 جنيه يجيب فضة ويخطب ويفضل داخل وخارج واكل شارب ومكلفنا إد كده ولما يزهق يمشى.. هذا ليس استغلالا لأن أسعار الذهب أسعار عالمية وليست مصرية فقط..» مش كفاية البنت مع العريس بتجهز النص بالنص وبعد الجواز يقول لها اصرفى معايا فى البيت وكمان مش عايز يجيب شبكة.. ما نجيب لهم شقة بالمرة ولا نجوزهم ببلاش عندنا فى البيت، إيه النطاعة دية، بترخصونا ليه أكتر من كده ولو راح اتجوز أى جنسية غير مصرية هيكع دم قلبه وهو مبسوط..»!
• حسب الظروف
أما حازم مختار 23 عاما فيقول: «من وجهة نظرى إذا كان الرجل  متيسر الحال وربنا كرمه ولم يشتر شبكة «يبقى معفن» لأنها هدية للعروسة.. أما إذا كانت الأموال «على القد»، وفى ظل ارتفاع سعر جرام الذهب لابد من وجود أولويات أخرى حتى نسير الأمور وتؤجل الهدايا حسب الظروف.. الموضوع نسبى فلا أحد مثل الآخر، ما يعطل الزواج هو القواعد القديمة التى لا تتغير رغم أن الدنيا تتغير فى اليوم ألف مرة..».•