السبت 31 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

على شرف.. فنان يحركه الخيال

على شرف.. فنان يحركه الخيال
على شرف.. فنان يحركه الخيال


اللحن الجيد هو مفتاح النجاح لأى أغنية وهو رمانة الميزان والأساس الذى تكتمل به الصورة مع الكلمات والصوت المناسب، ومن الملحنين الكبار الذين تركوا بصماتهم فى عالم الدراما والإذاعة الملحن الكبير «على شرف»، الذى قدم لنا مجموعة كبيرة من أغانى المسلسلات الإذاعية والدرامية وتحديدا الفوازير وشارك فى صنع تاريخ نسعد به خاصة مع أيقونات الفوازير فى مصر «نيللى وشريهان»، تحدث إلى «صباح الخير» عن بداياته ودراسته للسياسة والاقتصاد بجانب الموسيقى وحلمه الذى تحقق بمساعدة الأهل، وعن ذكراه مع يوم العبور وعن رأيه فى  الذوق العام فى مصر ومشاريعه القادمة.

يوم العبور والبداية
تخرجت فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجانب أكاديمية الفنون،  أنا أهلى من المنصورة ولكنى نشأت فى القاهرة، تعود بى الذاكرة الآن لعام 73 وتحديدا يوم السادس من أكتوبر يوم العبور، فهذا كان أول يوم دراسة لى فى أكاديمية الفنون فى معهد الكونسرفتوار، ولم نكن نعلم وقتها أن هناك حربًا، وكان عمرى وقتها 10 سنوات، وانتظمت فى الدراسة فى أكاديمية الفنون حتى حصلت على البكالوريوس وتخصصى كانviolin  آلة الكمان، وليس التأليف الموسيقى، وكنت ألعب بيانو أيضا ودرسته.
انتهيت من الثانوية وهى المرحلة الثانوية الموسيقية التى تؤهل للالتحاق بالقسم العالى بأكاديمية الفنون وبجانب دراستى بالمعهد أيضا التحقت بكلية اقتصاد وعلوم سياسية أيضا فى نفس التوقيت، فأصبحت كل عام أمتحن مرتين لكل تيرم لمدة أربع سنوات وأخذت الاثنين بكالوريوس مع بعض،  دراستى للسياسة والاقتصاد كان لها تأثير كبير على شخصيتى، فهى زودت ثقافتى بشكل كبير وأثرتها معلوماتى وثقافتى التاريخية والثقافية والاقتصادية إلى جانب دراستى الفنية، وبعد البكالوريوس، قدمت دبلومة فى الموسيقى الشعبية وماجيستير لم أنته منه حتى الآن.
أنا من أسرة محبة للعلم، والدى ضابط مهندس ومخترع ومبتكر  ووالدتى خريجة اقتصاد وعلوم سياسية أيضا ونحن عيلة محبة للثقافة وللعلم، كان بإمكانى أن أكتفى بدراسة الموسيقى فقط مثل باقى طلبة الأكاديمية، ولكنى لم أشأ أن أكتفى بهذا ولكنى أردت الحصول على مجموع مرتفع فى الثانوية لتسعد به أسرتى وكان هذا كل هدفى.
والدى اللواء مهندس عبدالحميد شرف كان ضابطًا مهندسًا فى قوات الدفاع الجوى وأسهم إسهامات قوية فى بناء حائط الصواريخ.
• وبحكم خلفيته العسكرية ألم يعارض تعلقك بالموسيقى وهل تقبل موهبتك هذه برحابة ومرونة؟
- إطلاقا منذ أول لحظة أحضر لى كل الآلات التى كنت أحتاجها وكان يطلبها لى أحيانا من خارج مصر وأسس لى استوديو خاصًا بى ودعمنى من أول لحظة.
الفن بشكل احترافى
بعد التخرج كبعض الشباب عزفت مع بعض الفرق الموسيقية وكنا نقيم حفلات متعددة، وفى أواخر الثمانينيات بدأت فى توزيع الأغانى، ولم أكن قد بدأت التلحين بعد، وكان اهتمامى  معظمه بالموسيقى وليس بالكلمات ولا الألحان عملت مع محمد فؤاد فى ألبوم «طبلى طبل»، ومع مطرب اسمه وجيه عزيز، ولم أركز فى موضوع الكاسيت بعدها وانجرفت ناحية الدراما بشكل أكبر وكان عمار الشريعى نموذجا لى وقتها.
الفوازير
بدأت فى التليفزيون، وشاركت فى فوازير للفنانات نيللى وشريهان ومجموعة من الفنانات مثل نادين ولوسى ومجموعة من الفنانات الاستعراضيات فكنا نقدم أعمالا بها غناء واستعراض ودراما فى العمل الواحد قدمت «قيمة وسيما» و«زى النهارده» و«الحلو مايكملش»، ومن ثم تتالت الأعمال الدرامية  أغانى وتيترات المسلسلات والأفلام، فيلم «شباب على الهوا» بطولة حنان ترك وأحمد الفيشاوى ونيللى كريم، وقدمت أغنية غناها دويتو على الحجار وحنان ماضى كلمات الشاعر جمال بخيت، وكذلك أغنية النهاية للفيلم.
فى الإذاعة  شاركت فى مسلسل «بنت مين فى مصر» للنجمة ليلى علوى ومسلسلات إذاعية عديدة بعدها، لأعود مرة أخرى للدراما فى مسلسل للمخرج الكبير محمد فاضل «أدهم وزينات والـ 3 بنات» كان مسلسلاً استعراضيًا به 14 أغنية فى المسلسل بالإضافة إلى التيترات.
مسلسل «رياح الغدر» بطولة الفنانة ميرفت أمين، مسلسل «المنادى» كلمات جمال بخيت وغناء محمد الحلو، مسلسل  «فجر ليلة صيف» للكاتب أسامة أنور عكاشة، فى رمضان 2008 قدمت مسلسلاً إذاعيًا بطولة منة شلبى وتم تقديمه بشكل جرافيك ليذاع على قناة نايل كوميدى، وموسيقى تيتر «المفتش كرومبو».
• هل نستطيع تسمية المراحل المهمة فى حياتك التى تُعد نقاطًا فاصلة؟
- بالتأكيد فدخولى فى الفوازير فى حد ذاته كان نقلة، كذلك فيلم «شباب على الهوا» ومسلسل «أدهم وزينات والـ 3 بنات»، هذه هى النقلات التى حققت لى تواجدًا فى التليفزيون والراديو والسينما رغم أن السينما أعمالى فيها كانت أقل نسبيا من أعمالى الإذاعية والتليفزيونية.
تعاملت مع معظم الأصوات على الساحة مثل محمد الحلو آخرها أغنية تحية واجبة فى 25 من يناير الماضى وهى للشرطة، وعلى الحجار قدمت معه فى رمضان الماضى مسلسلاً فى الراديو اسمه «سرية قندهار» ومدحت صالح غنى لى فى مسلسل «فجر ليلة صيف» ومها البدرى.
• هل تعتقد أن الذوق العام الآن سيتقبل  عملاً مثل هذا، خاصة أن هناك تغييرًا فى المزاج العام والذوق الفنى الموسيقى؟
- هذا السؤال ظل يطاردنى كثيرا وكان فى حد ذاته السبب أننى لم أقدم هذا المشروع حتى الآن، ولكن أنا الآن تخطيت الخمسين وقد آن الأوان أن أقدم ما أريده وما أتمناه، لأن حرية الفنان تتقلص بسبب  النمطية والقولبة والتوجيه وهذا يحدث غالبا من قبل المطربين الذين يريدون منى تقديم لون ما أو شكل ما يتخيله، لكن عندما أقدم عملاً  عبارة عن موسيقى بحتة لن يحركنى فيها سوى خيالى.
•وهل توافقنى أن الذوق العام قد تغير؟
- بالتأكيد حدث تغيير جذرى ولكن التعميم أيضا خطأ فى المجمل فنحن إذا نظرنا إلى كل فئة عمرية سنرى لها اتجاهًا ما أو ذوقًا ما، فالشريحة العمرية من 15 عاما حتى الـ 35 هم الأغلبية وهؤلاء ذوقهم ينقسم بين المعاصر البعيد عن الطرب أو الموجة الشعبية الأخيرة التى خرجت من الأحياء الشعبية التى تم تصنيفها تحت مسمى «مهرجانات»، وهناك نوع آخر وتصنيف آخر وهى موسيقى «الأندر جراوند»، وهذا النوع تحديدا أنا سعيد به جدا لأنهم شباب لديهم طاقة حقيقية ويصدرون مزيكا جديدة غير تقليدية بعيدة عن البناء التقليدى للشكل الموسيقى المتعارف عليه، صحيح أن جزءًا كبيرًا منها متأثر بالموسيقى الغربية ولكنى أشجع هذه التجربة لأن معظمهم يحقق نجاحًا كبيرًا والآخر يمر مرور الكرام.
• أى هذه الفرق الكثيرة لفت انتباهك بشكل أكبر؟
- وسط البلد ومسار إجبارى ودينا الوديدى ومجموعة من الشباب.
• وما مشاريعك الأخرى التى تعدها بعيدا عن الألبوم؟
- مستمر فى تقديم الحفلات مع الفنان يحيى خليل، ألعب على البيانو وأهتم  بالتنظيم الموسيقى للفرقة، سافرنا إلى روما والنمسا وروسيا والمغرب فى الأربع سنوات الماضية، ومستمرون فى تقديم الحفلات فى أوبرا القاهرة والإسكندرية.•