الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

السيدة الأسطورة

السيدة الأسطورة
السيدة الأسطورة


هى السيدة «فاطمة اليوسف» صاحبة دار «روزاليوسف» كما كان يطلق عليها زمان قبل أن يطلق عليها «مؤسسة».. هى رائدة فى الصحافة المصرية الحديثة.. وكل باحث فى شئون الصحافة المصرية والعربية لابد أن يذكرها.. ومنهم زميلى وصديقى الكاتب رشاد كامل.

• عاشق روزا
رشاد عاشق حقيقى لصحافة روزاليوسف والسيدة التى أنشأتها.. مجلة.. وجريدة وقد كتب العام الماضى (2015) عن الجريدة التى لم تستمر طويلا.. وصدر بحثه فى كتاب.. وهذا العام (2016) كتب رشاد عن ذكريات السيدة روزا.. أو فاطمة اليوسف.. عن ذكرياتها الصحفية.. وصدر الكتاب.. يقول رشاد: إنه وجد تلك الذكريات المهمة فى تاريخ مصر بالصدفة.. عندما كان يعد كتابه عن الجريدة التى قالت لا ولم تستمر أكثر من عام.. فقد قرأ فى كتاب المؤرخ وأستاذ الصحافة د. إبراهيم عبده فى بعض الهوامش أنه اعتمد على كتاب ذكريات السيدة روزاليوسف ومجلدات روزاليوسف الأسبوعية.. ومن وقتها لم يهدأ رشاد كامل إلى أن عثر على تلك الذكريات عن مجلة روزاليوسف التى جمعها ونشرها فى كتاب هذا العام من ذكرياتى الصحفية بقلم فاطمة اليوسف.
فقد كتب رشاد أنه أخذ يبحث عن ذكرياتها فى مجلات روزاليوسف القديمة إلى أن وجدها وتصور أنه أمام ثلاث مقالات فقط لكنه وجد أن ذكرياتها الصحفية حقيقة كنز عثر عليه.
وبالطبع لا تستطيع نشر تلك الذكريات المهمة فى تاريخ مصر كما كتبتها السيدة روزاليوسف ونلخصها من تجميع الكاتب الباحث رشاد كامل.
• إحسان عبدالقدوس
هو ابن السيدة الأسطورة وقد كتب رشاد كامل ما كتبه عن والدته «روزاليوسف» هى السيدة اليتيمة التى واجهت مسئوليات الحياة وهى فى السابعة من عمرها.. هى التى استطاعت يوما أن تتحدى كل سلطات الدولة والإنجليز والملك والأحزاب كلها.. وتألبوا جميعا عليها يحاولون هدمها ويحاولون القضاء عليها.. وعلى هذه الصفحات الثائرة التى تحمل اسمها ولكنهم لم يستطيعوا إلا أن يجعلوها فقيرة أحيانا وأن يسجنوها حينا وأن يصادروا مجلتها عشرات المرات.. ولكن الصفحات الثائرة ظلت تصدر بانتظام لم يستطع أحد منهم أن يقضى عليها، ولم يستطع أحد منهم أن يحنى هذا الرأس العنيد القوى ولم يستطع أحد منهم أن يكون أقوى من هذه الوحيدة اليتيمة السيدة «روزاليوسف».
من أضواء المسرح إلى أضواء الصحافة
كانت رحلة النجاح والمجد لفاطمة اليوسف.. روزا.. ويحكى الكاتب الباحث رشاد كامل عن ذكريات طفولتها البائسة وحكاية اسمها.. روزا.. وعن احترافها التمثيل.. ثم تحولها إلى الصحافة واختيار اسمها لمجلتها.. فقد بدأت المجلة بتصنيفها بمجلة أدبية راقية ذات أسلوب عال.. تكتب عن الأدب العالمى.. وفنانى المسرح زملائها.. دفاعا عنهم.. ثم تركت المسرح لتتفرغ للمجلة مع أن دخلها كان من المسرح فقط!
حكايات كثيرة عن بداية المجلة «روزاليوسف» ومن عارضها.. ومن شجعها.. وانفرادها بنشر الغلاف برسومات كاريكاتورية عندما حولت مجلتها الفنية إلى مجلة سياسية.
لقد انتقلت روزا بمجلتها من الأدب الرشيق إلى ما هو رشيق فى عالم السياسة بين دنيا الصالونات والمسرح إلى دنيا السياسة.. مرحلة وعرة مليئة بالمخاوف والأهوال.. تكتب فاطمة اليوسف كان على أن أجتاز هذه المرحلة بأقدامى الصغيرة ولا ناصر من رجال أو مال.. إلا حفنة أصدقاء أوفياء وباسم الله فى سبيل الوطن.. مصر.. بدأت أسعى سعيا حثيثا بأقدامى المضطربة كالأعمى يتلمس الطريق بقدميه.. رحلة طويلة بها المصائب.. والكفاح والنضال والنجاح الباهر.
• من ذكريات روزا
تحدثت عن قسوة طفولتها وسر اسمها روزا.. وكتبت عن تلك الذكريات.. تلقينا رسائل كثيرة من جهات مختلفة أبدى فيها أصحابها إعجابهم بالصراحة التى توخيناها فى كتابة هذه المذكرات وهى صراحة رأى فيها البعض خروجا على المألوف فى إثبات الوقائع الشخصية التى يتحاشى ذكرها أمثال من وقفوا موقفنا فى كتابة مذكرات شخصية نظرا لما تضمنته من حقائق مؤلمة تعمل النفس على نسيانها أو التهرب من تسجيلها.. وللجميع شكرنا الوافر على حسن ظنهم بنا.. ولهم نقول إنه يزهينا دائما أن نذكر مواقف الفاقة والجوع فى سبيل المبدأ والعقيدة لأنها مواقف شيدنا عليها عصاميتنا المتواضعة.. والعصامى لا يخجل من ذكر ماضيه.
حاولت باختصار شديد أن أصف جزءا مهما من حياة سيدة أسطورة.. خلال ذكرياتها الصحفية كما كتبها وبحث عنها الكاتب رشاد كامل.. واختم ببعض نصائحها لابنها إحسان وللشباب عموما.
لا تفكر فى الفشل إن الذى يفكر فى الفشل لا يعمل أبدا.
أن شبابك فى  قلبك وفى إرادتك.. لا فى عمرك. •