عم الطفلة ضحية الختان: هاطلب من النائب العام حق البنت اللى عايشة
عبير صلاح الدين وريشة هبة المعداوي
فى الأسابيع الماضية تابعنا فى «صباح الخير» كيف كشف مفتش الصحة بالسويس ملابسات وفاة الطفلة ميار موسى- 17 سنة - إثر عملية ختان بمستشفى خاص، الذى لولا شجاعته لما عرف أحد السبب الحقيقى لوفاتها.
كما تابعنا تحرك المجلس القومى للسكان للتقدم بمشروع قانون لتغليظ العقوبة على ممارسى ختان الإناث، ومحاسبة الممارسين قبل إجراء الجريمة حماية للفتيات.
الآن يكشف خالد موسى مدير عام التخطيط بوزارة الشئون الاجتماعية وعم الطفلة ميار، أسرارا أخرى عما حدث فى يوم الوفاة وكيف أصر على توقيع الكشف الطبى على أختها التوأم، ويتحدث عن نظرات أهل منطقته له، وهروب الطبيبة وتضارب الأقوال حول مكان هروبها، وتفاصيل أخرى خلال السطور التالية.
يعرف أهل منطقة مدينة السلام بالقاهرة خالد موسى، مدير عام التخطيط بإدارة السلام بوزارة التضامن الاجتماعى، لأنه مدير جمعية العبد للتنمية الشاملة بالمنطقة، التى كثيرا ما حضروا فيها ندوات للتوعية ضد ختان البنات.
«الناس فوجئت باللى حصل لبنات أخويا، وبيبصوا لى نظرات سخرية معناها باب النجار مخلّع، لأنى كتير اتكلمت فى ندوات الجمعية أنا وبنتى عن التوعية ضد ختان البنات، والكل منتظر يشوف هتصرف إزاى، بعد ما حميت بنتى 23 سنة وماقدرتش أحمى بنات أخويا من الختان».
يقول خالد «أنا بين نارين، مش ممكن اللى بنحاربه من 1997 يقع فى حجرنا، نفسى أم البنات ترجع لهم عشان حالتهم النفسية، بس فى نفس الوقت شايف أن الأم لازم تاخد حكم حتى مع إيقاف التنفيذ، عشان يكون رادع لغيرها».
عقب صلاة التراويح كان الأستاذ خالد عم الطفلة ميار يفكر فى الخطوات التى يجب أن يتخذها ليأخذ حق ابنة أخيه «مش هسيب الدكتورة اللى عملت العملية، لازم تتشطب من نقابة الأطباء، الغريب إن نقابة الأطباء لا تعلق على اللى حصل، يعنى الأمم المتحدة تطلع بيان إدانة، والنقابة صمت رهيب، حاجة غريبة».
• طبيب فى السويس
يتذكر خالد أخاه الدكتور محمد الجراح فى تخصص النساء والتوليد، الذى جاء تكليفه بعد تخرجه فى السويس، فترك القاهرة واستقر هناك، وتزوج فيما بعد من ممرضة من أهل السويس، وكان يعلن دائما أنه ضد ختان البنات، لكنه توفى قبل 8 سنوات تاركا ثلاث بنات، التوءم ميار ونهال كان عمرهما 9 سنوات وندى التى كان عمرها وقتئذ 3 سنوات، وتبلغ الآن 11 سنة.
يتوقف خالد عندما قالته أم البنات الثلاثة لعمتهم بعد وفاة والدهم بفترة، من أنها أجرت الختان للبنتين نهال ووميار، وتذكرته العمة باستغراب عندما جاءهم خبر وفاة ميار بسبب الختان، «مش عارف معنى الكلام ده إيه، هل ده حصل صحيح، وزوجة أخى أجرت الختان للبنتين مرتين، طيب ليه وإيه الدافع، لازم هيكون ضغط قوى وقع عليها، زى اللى خلاها تتنقب وبعدين تقلع النقاب لما كان أخويا عايش، وترجع تتنقب تانى بعد ما توفى».
يفكر خالد قليلا ثم يقول: «ويمكن تكون أم البنات كانت بتقول كده وقتها من غير ما تعمل لهم ختان ولا حاجة عشان تحميهم، وماحدش يقول لها ختنيهم، وده معناه إن فيه حاجة قوية خلتها تعملهم الختان دلوقت حتى بعد ماكبروا وخطوا سن الختان بسنين، ولازم أعرفها، فيه ألغاز كتير لسه لازم أفهمها».
• مستشفى الختان
من بين الألغاز التى يحاول خالد موسى معرفتها، من ساعد أم منار فى نقل الفتاة بعد وفاتها فى المستشفى، وهى عارية بعد إجراء العملية، دون أى إجراءات فى المستشفى، لإخفاء الحقيقة.
«لما جالنا خبر الوفاة كانت الساعة 12 الظهر يوم 28 مايو، أخدت بنتى وزوجتى فى عربية وطرنا على السويس، كنا هناك الساعة اتنين، ورحنا على بيت جدتها، دخلت حضنت البنت، فكتفها بان، جدتها قالت لى خلى بالك البنت عريانة، يعنى جت من غرفة العمليات على البيت».
يكمل خالد: «كنت وقتها فى حالة انهيار، مالحقتش أسأل، وهناك عرفت إن أمها فى قسم الشرطة، عشان مفتش الصحة بلغ الشرطة عن إن سبب الوفاة ختان، وهناك اتحولت الأم للنيابة، وقال أهل الأم أصل مفتش الصحة قبطى عشان كده بيقول السبب ختان، وطلب وكيل النيابة معاينة الجثة، فرجعنا للبيت، ولما كشف عليها طلب تحويلها للطب الشرعى».
وعلى حد تعبير خالد «وأنا بسمع الكلام ده، بصيت حوليا ولقيت الكل منقبات بعبايات سودا ورجاله بدقون».
فى اليوم التالى: «أخدنا ميار ورحنا الإسماعيلية للطب الشرعى، وخلصنا الإجراءات على العصر، ورجعنا السويس عشان ندفن البنت وكانت أمها خرجت من النيابة تحت حراسة عشان تحضر الدفن، وتم الدفن فى المغرب، وبالليل رجعت الأم النيابة وصدر أمر ضبط وإحضار لطبيب التخدير والطبيبة اللى أجرت العملية نادية الدقاق، وخمس ممرضات ومدير المستشفى، والمدير الإدارى، لأنه تبين أن المستشفى لم يكتب دخول البنت وأختها اللى أجرت معاها الختان للمستشفى.
لكن خالة البنات قالت: إن المستشفى قدم بلاغًا فى أم البنات على اعتبار أنها عملت لهم العملية فى المستشفى دون علم الإدارة، على اعتبار أنها ممرضة فى نفس المستشفى، طلبت من أم البنات أن تقول الحقيقة فى النيابة حتى لا تتورط فيما هو أكبر، وقلت لها سأقدم بلاغًا للنائب العام مش عشان البنت اللى ماتت بس لكن عشان كمان أخد حق البنت اللى عايشة».
تتضارب الأقوال فى السويس الآن حول مصير الطبيبة نادية الدقاق التى أجرت العملية لميار وتوفيت، وقبلها لأختها نهال، فالبعض يقول إنها سافرت لتركيا، والبعض يقول أنها سافرت ل أداء العمرة، كما هو مكتوب على باب عيادتها الخاصة، «لأن أمر الضبط والإحضار لا يتضمن منعها من السفر» كما يقول خالد.
• الختان قتل
«ما فيش حد بيتكلم عن حق البنت اللى عايشة، هى كمان فى نظرى مقتولة، لأن الختان بيقتل حق البنت فى كل حاجة».. يقول خالد الذى ينوى التقدم ببلاغ للنائب العام من أجل نهال الشقيقة التى لم يقتلها الختان.
يكمل «عشان كده لازم نغلظ عقوبة ختان البنات خصوصا على الأطباء وتوصل لحد الشطب النهائى من النقابة والسجن على جريمة قتل عمد مش قتل خطأ».
ويتابع خالد «وكمان تغلظ العقوبة على الأم والأب لأنهم شركاء فى الجريمة، وما فيش دكتور بيقول للأهل عايز أختن بنتكم».
ويختم بقوله «أنا مع تغليظ العقوبة حتى لو كانت الأم زوجة أخويا». •