الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

المقالب الخفية.. سخافة ودموية!! مصيبة.. الأطفال يقلدون رامز ويلعبون بالنار

المقالب الخفية.. سخافة ودموية!! مصيبة.. الأطفال يقلدون رامز ويلعبون بالنار
المقالب الخفية.. سخافة ودموية!! مصيبة.. الأطفال يقلدون رامز ويلعبون بالنار


اختلفت آراء الناس من حولى على مسلسلات رمضان وإعلانات رمضان ولكن شيئا واحدا فقط اتفق عليه كل الناس وتم رفضه من الجميع وهو برامج الكاميرا الخفية وعلى رأسها «رامز بيلعب بالنار» و«هانى فى الأدغال» و«مينى داعش».. الكل اتفق على سخافتها ورذالتها وعنف وقسوة موضوعها!
فأين خفة الدم والضحك وأنت تشاهد ضيوف رامز جلال عندما تشتعل حديقة وهم يكادون يموتون من لهيب النار الذى يمسك بجسمهم ولايملكون إلا الصراخ والاستغاثة لعل أحداً يخلصهم من هذا الجحيم!
• بث للرعب
وما الذى يضحكك ويجعلك تبتسم وأنت ترى إنسانا محبوبا داخل سيارة من حوله أسد من الخارج يزأر ويزوم وهو يموت من الرعب والخوف من هذا الحيوان المفترس ومعه حق بالطبع!
لقد أفزعنى الخبر المنشور فى الصحف منذ أيام عن 3 أطفال بمنطقة الظاهرية بالإسكندرية قلدوا برنامج «رامز بيلعب النار» وقاموا بإشعال النار فى أصحابهم بغرض بث الرعب فى نفوسهم عن طريق اللعب بالنار وقام هؤلاء الأطفال التى لم تتجاوز أعمارهم الـ16 عاما بتجميع أصحابهم فى أحد المنازل وأشعلوا فيه النار حتى زادت منهم جدا وفشلوا فى السيطرة عليها والنتيجة إصابة 7 أطفال منهم بإصابات خطيرة جدا وحروق من الدرجة الثانية وتم نقلهم بالطبع على الفور للمستشفى.. أما الـ3 أطفال الذين قاموا بإشعال النار فقد تم تحويلهم إلى المحاكمة!!
وأتساءل: ألا يدرك القائمون على هذه البرامج أن الأطفال تشاهدهم ومن الممكن أن تقلدهم فى كل شىء حتى لو كان هذا الشىء ضارا ومدمرا ولن ننسى حلقات فرافيرو فى الماضى تلك الشخصية الكارتونية التى كانت تقف على أسطح المنازل وتقفز لتطير فى الهواء وقد قلدها بعض الأطفال وطاروا هم أيضا من نافذتهم وطبعا سقطوا على الأرض ولقوا مصرعهم على الفور مما أدى أن المسئولين أوقفوا وقتها بث هذه الحلقات!
أما المصيبة الكبرى فهى تكمن فى برنامج «مينى داعش» وكلنا نعرف أن داعش أصبحت رمزا للعنف والقتل والذبح.. ويقدم هذا البرنامج مجموعة من الأشخاص على أنهم دواعش ويرهبون الضحية ويهددونها وهو يكاد يموت من الرعب ويمسكون بأسلحتهم المصوبة ناحيته ويرتدون الملابس السوداء وعلى رءوسهم علامة داعش!!
فهل الموت والرعب والعنف والقتل أصبح هو هدف البرامج الخفية؟!
وهل الكوميديا الراقية اختفت لتحل محلها كوميديا العذاب والفزع والرعب؟!
هل مجتمعنا أصبح بهذا العنف والدموية فنقل ذلك إلى البرامج؟! أم العكس أن تلك النوعية من البرامج العنيفة هى التى نقلت لمجتمعنا العنف والدم؟.. إن كل حلقات برنامج رامز يلعب بالنار تتسم هذا العام بالعنف والعدوانية والسباب والشتائم التى يتفوه بها النجم أو النجمة بعد اكتشاف المقلب الذى كان ضحية له!
رأينا ذلك فى نهاية كل حلقة من برنامج رامز أو هانى رمزى ما أن يقولوا للنجم كنا بنهزر حتى تبدأ وصلة السباب والضرب والجرى وراء المذيع وتوجيه اللكمات له للانتقام منه!!
وهل وصل الأمر برامز أن يقول فى برنامجه أنا باستمتع بمنظر الناس وهى بتتحرق! هذه سادية غير طبيعية ومكانها عيادة طبيب نفسى طلبا للعلاج!!.. وكون أن هذه المقالب مفبركة وليست عفوية على الإطلاق فأنا اعتقد أن هذا ظهر واضحا هذا العام وهى مشاهد مدبرة ومعدة مسبقا من فريق الإعداد والمذيع من جانب والضيف من الجانب الآخر وكل ذلك فى مقابل عشرات الآلاف من الدولارات وهذا هو الهدف الأسمى والأول والأخير لكلا الطرفين مقدم البرنامج والضيوف.. وفى سبيل تلك الأموال الطائلة التى يحصل عليها الضيف النجم، فهو مستعد أن يطلق عليه رامز تعبيرات جارحة ومهينة وبذلك ينتقصون من نجوميتهم واحترام الناس لهم ولا أدرى ما هو شعور هؤلاء النجوم وهم يشاهدون الحلقات عندما يتم عرضها على الشاشة وقد ظهروا بهذه الصورة المهينة لهم!!
• فبركة
وقد كتبت أو بمعنى أدق فضحت النجمة أليسا فبركة هذه البرامج سواء برنامج رامز أو هانى عبر صفحتها الرسمية على تويتر منذ أيام وذلك من خلال أحد الأسئلة التى وجهها لها واحد من متابعيها قائلا: كيف ستتصرفين فى حال أن حللت ضيفة على برامج المقالب مع رامز أو هانى؟!
فأجابت إليسا: سأتبع ما اتفقت عليه مع فريق الإعداد!!.. فهل هانت كرامة النجم إلى هذا الحد.. النجم الذى ينبغى أن يكون أول الحريصين على كرامته الإنسانية والفنية؟!.. وما هى مبرراته لقبول هذه المهزلة فلا هى فن هادف أو حتى دور هايف فى عمل.. وكثيرا ما نرى هؤلاء النجوم ينتفضون لكرامتهم إذا ظهرت أسماؤهم بشكل غير مناسب على تترات المسلسل أو الفيلم ويعتبرون أن ذلك إهانة لا تغتفر ولكن العجيب أنهم لايرون ولايجدون فى هذه البهدلة التى يتعرضون لها أى إهانة تمس كرامتهم فالحكاية كلها فقط من أجل حفنة فلوس ولاشىء يهم بعد ذلك.. ومسخرة تفوت ولا حد يموت طالما امتلأت الجيوب بالفلوس دون أدنى مجهود وفى أقل وقت ممكن!!
لقد عشنا سنوات طويلة ونحن نضحك من مقالب الكاميرا الخفية التى برع فى تقديمها عدد كبير من النجوم سواء كانوا مشاهير أو حتى على أبواب الشهرة.. فضحكنا واستمتعنا بالمقالب الطريفة التى كان يقوم بها فؤاد المهندس مع كل من ظهر معه.. كاتب مقالب طريفة.. لم تكن جارحة أو مهينة لضيوفه واستمتعنا أيضا بمقالب الفنان إبراهيم نصر وخاصة عندما كان يتقمص شخصية زكية زكريا وكانت مقالب تجعلك تضحك من القلب حتى برنامج «ادينى عقلك» كنا نضحك أيضا على المقالب التى يدبرونها لمن يقفون فى طريقهم.. ولاتزال هذه البرامج ومقالبها تثير الضحك من القلب لما فيها من براءة وبساطة وتلقائية وفجأة أصبحنا أسرى المقالب السخيفة التى تمتلئ بالعنف والعدوانية والوحشية والتلذذ بمشاهدة الضيف أو الضيفة وهو مرعوب مذعور من الخوف.. كل عام تتكرر نفس السخافات بل تزداد سخافة وعبطا وتلذذا بتعذيب المشاهدين.. وكل عام وأنتم بخير بدون هذه السخافات!! •