الأحد 30 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أصبحت ظاهرة متكررة: مجلس النواب فى انتظار أعضائه!

أصبحت ظاهرة متكررة: مجلس النواب فى انتظار أعضائه!
أصبحت ظاهرة متكررة: مجلس النواب فى انتظار أعضائه!


عدم اكتمال النصاب القانونى لعدد كبير من جلسات مجلس النواب أصبح ظاهرة تستدعى التوقف، ففى كل مرة يعتلى عبدالعال المنصة وينتظر حضور الأعضاء حتى يبدأ الجلسة ولا تبدأ إلا بعد موعدها بفترة وقد نبه عبدالعال النواب إلى أهمية حضورهم وأن الإعلام يقف لهم بالمرصاد وسيتناول عدم حضورهم بشكل سلبى وأن تأخرهم عن الحضور هو منظر غير مقبول. ويؤكد لهم أن أغلبية القوانين التى نص عليها الدستور قوانين مكملة، ويستلزم التصويت عليها موافقة ثلثى عدد الأعضاء، وإذا لم يتوفر هذا النصاب بالقاعة سيكون المجلس أمام مشكلة كبرى.

فى كل مرة يتواجد الأعضاء فى البهو الفرعونى وطرقات المجلس ولا يدخلون الجلسات بالرغم من النداءات المتكررة لعبدالعال، الظاهرة لافتة للانتباه وقد أرجعها الكثير لعدة أسباب بداية من سوء إدارة الجلسات وطرد النواب  المستمر، وحتى عدم إحساس النواب بأهميتهم مما يجعلهم فى حالة عزوف عن الحضور. بينما اقترح البعض أن تكون البصمة بعد انتهاء الجلسة، وليس فى البداية لأن البعض قد يبصم ثم يخرج للبهو ويتابع الجلسات من شاشة العرض.
النائبة ثريا الشيخ ترى أن الموضوع برمته يقع على عاتق الأمانة العامة وليس النواب لأنها هى من تنسق مواعيد اللجان التى قد تكون قبل الجلسات بوقت قصير وتستمر حتى انعقاد الجلسات العامة بخلاف وجود اجتماعات اللجان فى نفس أيام الجلسات العامة.
وتؤكد الشيخ أنها نفسها تعرضت لهذا الموقف أكثر من مرة وفى مرات كان حضورها للجان مهمًا جدًا نظرا لحضور وزراء قد طالبت هى بحضورهم ومن غير المناسب ترك اللجنة والنزول لحضور الجلسة فقد حدث هذا أثناء دعوتها لوزير التموين وكانت تحمل الكثير من الملفات والأسئلة التى تريد توجيهها له وبدأت الجلسة العامة فى نفس موعد اللجنة مما جعلها لا تتمكن من حضور الجلسة فى ميعادها.
وتقترح ثريا أن تكون الجلسات فى أيام أو أوقات أخرى غير التى تعقد فيها الجلسات العامة.
وتشير ثريا إلى أن أيضا مشاكل الدوائر لم تحل إلى الآن والناس تنتقدنا وتسألنا عما فعلناه فى غلاء الأسعار لذلك فإن بعض النواب قد يجد أن حضوره لم يعد مجديا لأن المشاكل التى تهم أهل دائرته لاتزال معلقة ولم يتم إنجاز أى شيء فيها، لذلك فالنواب مضغوطون نفسيا بين مطرقة جلسات المجلس وسندان الشارع الذى يغلى.
• عدم إحساس بالمسئولية
النائب مجدى ملك يرى أن تغيب أى نائب مهما كانت الأسباب هو عدم إحساس بالمسئولية فالمفترض أن مجلس النواب الحالى جاء فى مرحلة استثنائية فى تاريخ مصر ومطلوب منه الكثير من التشريعات لمحاربة الفساد والترهل ولا يوجد أى عذر مقبول لغياب النواب سوى المرض أو السفر خارج البلاد.
ويشير ملك إلى أن المرحلة القادمة الباقية من الدور الانعقادى الأول وهى ثلاثة أشهر هى فترة مهمة جدا فلدينا التشريعات المكملة للدستور التى يجب الانتهاء منها ولا بد أن يتخذ المجلس إجراءاته لتطبيق اللائحة على أى عضو يخالف فضلا عن ضرورة عدم انعقاد أى لجان فى موعد الجلسات العامة حتى يتسنى للعضو الحضور فلابد من وجود قواعد عامة تضمن ذلك.
فالحضور لم يصل حتى الآن لـ400 عضو أى أن ثلث المجلس يغيب بشكل منتظم وهو أمر غير مقبول.
وبعيدا عن ذلك لا بد من إدراك أن المرحلة الحالية مرحلة حساسة وتتطلب تكاتف الجميع لبذل الكثير من الجهد والمواطنين ينتظرون عمل المجلس الفعلى.
• عدالة توزيع الكلمة
النائب أشرف شوقى يرى أن السبب الأساسى هو انعقاد اللجان قبل موعد الجلسات بفترة ليست كافية فأغلب اللجان تنعقد فى الساعة العاشرة وحتى الثانية عشرة وبعدها تنعقد الجلسات واللجان لا تبدأ فى موعدها وتتأخر مما يؤدى لعدم حضور الأعضاء لأن اللجان من الأمور المهمة التى يحرص عليها العضو لأنها تمس اهتمامه بشكل أكبر.
لذلك لا بد من الالتزام بالمواعيد ولابد أن يكون هناك آلية للتأخير تدعو للانضباط والجزاءات موجودة فى اللائحة، ولكن يجب النظر للموضوع بشكل أكثر فائدة فيمكن للنائب أن يمضى حضور ثم ينصرف وليس هذا هو الهدف.
لذلك فإن العدالة فى توزيع الكلمة مهمة جدا وتحفز الأعضاء..
وأن يكون النائب مرتبطًا بالكرسى يأتى فى الأول ويخلق جوًا من الحيوية والنشاط وعلى رئيس المجلس أن يفعِّل دور كل نائب ولا يزكى من يعرفه فقط يجب أن يشعر الجميع بأن كلا منهم له دور وأن يتبارى النواب لإظهاره وعلى المكاتب الفنية تشجيع النواب لخلق أداء جيد ووسائل محترمة وكثيرة بغير أسلوب الجزاءات.
النائب بسام فليفل أكد فى أكثر من جلسة أن مشكلة عدم  حضور الجلسات ترجع لعدم انضباط موعد الجلسات الذى قد يبدأ متأخرا دائما وقد يتأخر الدكتور على عبدالعال نفسه عن الحضور فى الموعد وبالتالى يتأخر الأعضاء.. مناشدا الجميع بالالتزام.
ناجى الشهابى عضو مجلس الشورى السابق ورئيس حزب الجيل يرى أن غياب النواب عن حضور جلسات مجلس النواب تكرر وتحول إلى ظاهرة تستحق الدراسة خاصة أن كل محاولات رئيس المجلس لإقناع الأعضاء بحضور الجلسات العامة باءت بالفشل، ويرجع عزوف الأعضاء إلى عدم حضور الجلسات بالرغم من وجودهم بالمجلس إلى الآتى:
أولا طريقة إدارة رئيس المجلس للجلسات التى لم يشهد المجلس مثلها من قبل التى تعتبر فيها إهانة للأعضاء اعتمادا على الأغلبية الكبيرة للتنظيم الذى ينتمى إليه الرئيس وهو تنظيم دعم مصر  بخلاف أن التوسع فى عمليات طرد الأعضاء بشكل مبالغ فيه  يثير الشفقة.
ثانيا يرجع غياب النواب إلى إحساس الأعضاء بعدم فائدة حضورهم واقتناعهم بأن حضورهم مثل عدم حضورهم وأن ما يريده رئيس المجلس والحكومة هو ما سيكون.
ثالثا قد يكون عدم حضور الأعضاء الجلسات رفضا منهم لاستهتار الحكومة والوزراء بهم وعدم العناية والاهتمام بطلباتهم الخاصة بدوائرهم وناخبيهم ومنحهم تأشيرات مضروبة.. وفى الآخر عدم حضور العضو قد يرجع إلى محاولته الحفاظ على كرامته التى قد ينال منها رئيس المجلس باندفاعه المعتاد.
• 8 حالات طرد خلال 120 يوما
 رامى محسن، مدير المركز الوطنى للاستشارات البرلمانية، إرجع ظاهرة عدم حضور النواب للجلسات العامة، رغم تواجدهم بالبهو الفرعونى وفى طرقات البرلمان، إلى حالات طرد النواب قائلا: فى 120 يومًا تم طرد 8 نواب فضلا عن أن أچندة الجلسات العامة.. الصباحية والمسائية تناقش موضوعات ليس على أولويات النواب، وبالطبع ليست على أولويات المواطن المصرى، فلدينا أجندة تشريعية دستورية، لم يتحقق منها قانون واحد إلى الآن، وبالتالى لا يشعر النائب بأهمية الجلسة.. فيتركها.
 ترتيب الكلمات.. ومعيارية الحديث بين السادة النواب.. ليست على قدم المساواة، هناك من له الأولوية فى الكلام.. وهناك من يتجاهل طلبه فى الحديث.. وهذا بشهادة النواب أنفسهم.
إدراج الأدوات الرقابية ومناقشتها فى اللجان.. تحكمها اعتبارات ومواءمات سياسية وليست لائحية.. جعلت النائب يعزف عن التقدم بطلبات رقابية.. لشعوره أنها لن تقدم أو تأخر.•