الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

فرقة القاهرة القومية المسرحية تطالب الحكام بالمساواة والعدل فى مسرحية : الحداد يليق بأنتيجون

فرقة القاهرة القومية المسرحية تطالب الحكام بالمساواة والعدل فى مسرحية : الحداد يليق بأنتيجون
فرقة القاهرة القومية المسرحية تطالب الحكام بالمساواة والعدل فى مسرحية : الحداد يليق بأنتيجون


  فى وكالة بازرعة بحى الحسين تم عرض مسرحية « الحداد يليق بأنتيجون» والذى استمر لمدة 10 أيام.. وفى طريقنا للمسرح طافت بأذهاننا أسئلة كثيرة قبل أن نصل  إلى المكان، أسئلة لا تعرف طريقا للإجابة، تُرى  من هى أنتيجون؟ وأى حداد هذا الذى يليق بها؟ وهل  هناك حداد يليق بشخص دون غيره، وعشرات الأسئلة التى جعلتنا نهرول مسرعين ونطوى الأرض طيا ربما نجد طريقا للإجابة على الأسئلة ؟!
تنمية العقل ضرورة، والرهان على الشباب هو من المقولات  الأكيدة فى هذا الاتجاه، لا ؟؟على الأطلاق مع المكتسبات، غير أن لا تجربة تذكر بتجربة.. فالتجارب القديمة على ضفة والجديدة على ضفة أخرى وفارق المستوى بينهما واضح.. لكن التجربة الجديدة حتما تحقق درجات من التطور والترقى المتصاعدين ؟ ومع أن المخاض هو المخاض ولكننا اليوم أمام عمل إبداعى أكبر بكثير من أن نتحدث عنه.. «عشرينيون».. شباب تحت العشرين بقليل أو فوق العشرين بقليل، وقليل من الأسماء الكبيرة التى تمثل ثقلا مسرحيا على مسرح وكالة بازرعة، حى الحسين، ينادون معا بثورة جديدة، لا على المستوى السياسى فقط، وإنما على المستوى المسرحى.. يحاكمون الحكام ويحملونهم المسئولية كاملة..  والفقير هو من تحمّل الثمن فى النهاية، وهو من دفع ضريبة الوطن من روحه ودمه.. «اقترب يا ولدى.. اقترب لا تخف.. أنا هنا لا لأقود ثورة.. بل لأجمع طعامًا لأطفالى» .. ذلك المشهد أبكانا كثيرا من فتاة صغيرة عشرينية تقف على خشبة المسرح لأول مرة.. تجمع الطعام لأولادها من القمامة.. وتبرر لأحدهم سبب وقوفها أمام القمامة فى هذا الوقت المتأخر، إنها المبدعة شامة منصور التى تألقت فى دور الأم رغم صغر سنها بهرت الجمهور الذى تحمس لها جدا وصفق لها دامعا للمشهد الدرامى المثير.. وكان لنا معها هذا الحوار..
• كيف ترين دورك الذى بهرت به الجمهور؟
- دور صعب للغاية حيث تأثرت نفسيا بشكل كبير، كنت الأم التى خرجت فى وقت متأخر من الليل متجهة إلى أكوام القمامة تبحث عن طعام لأطفالها،  لكننى قابلت ابن الزعيم وأخذت أؤكد له أنى لست مدعية ثورة أو قلب نظام الحكم.. وقبلت الدور حبا فى أن أمثل هذه  الشريحة من المجتمع، وسعيدة جدا بهذا العمل وأتقدم بخالص الشكر للمخرج عادل بركات الذى قدمنى بهذا الشكل فى أول ظهور لى على خشبة المسرح.
    • وجع المخرج
عادل بركات كان لنا معه هذا الحوار:
• «الحداد يليق بأنتيجون» عمل مسرحى ثائر فى وقت سياسى صعب، فكيف جاءت فكرة العرض؟
- الفن بالنسبة لى هم وقضية، ولابد أن يناقش العرض هموم وقضايا الناس، لا يهم الشكل أو الأسلوب فالشكل ينبع ويتبع المحتوى والمضمون حتى لو قدمنا عرضًا فى إطار كوميدى، قدمت العام السابق قضية وطن من خلال عرض «ديوان البقر» للكاتب الكبير أبو العلا السلامونى واليوم قضية شعب من خلال «الحداد يليق بأنتيجون» للكاتب رياض عصمت، كل مرحلة تنتابنى ويؤرقنى شىء ما، فأنا أبحث عن الهم المشترك والقضية ومنها انطلق للبحث عن النص.
• من هى أنتيجون على مسرح عادل بركات؟
- أنتيجون هى كل القيم المستلبة.. والعرض يناقش مفهوم المجد والتمجيد ويناقش كل ألوان الاستبداد فى كل زمان ومكان وإن كنا مهمومين بأن يكون الوطن والشعب هو المعنى بطرح وفهم قضاياه، وإن كان يعنى الكثير إلا أن سلوك التحرك الجمعى له شأن آخر، خصوصًا عندما تلتبس عليه الأمور والشعارات والصور.
• معروف عنك اكتشاف المواهب؟! فكيف تكتشف الموهبة المسرحية؟!
- القضية ليست اكتشاف المواهب إنما هى أن ألمس ما بداخل الشخص من طاقة إبداعية وعليَّ كمدرب لفن التمثيل ومخرج أن أفسح المجال لهذه الطاقة الكامنة أن تتفجر بوعى وبإرشادات تصل بنا من خلال النص إلى ما نصبو إليه.
المهم أن يكون لدى هذه الموهبة والاستعدادات والاستيعاب والمثابرة والصدق ثم الصدق ثم الصدق، وكان لدينا أكثر من نموذج وممثلة لفتت الأنظار رغم وقوفها على المسرح لأول مرة، وهى شامة منصور التى جسدت دور الأم، كثيرًا فى شوارعنا الذين يبحثون عن طعامهم وطعام أطفالهم وسط أكوام الزبالة.
• متى يليق الفرح بأنتيجون؟
- سؤال صعب وإن كانت إجابته جاءت فى سياق العرض على لسان «مجد» وعلى لسان الشعب فى مشهد من المشاهد.. هذا السؤال أجمل وأكبر عنوان وتساؤل يدفعنا لمشاهدة العرض لنجد الإجابة.. يذكر أن أبطال العرض هم مجدى حنفى الذى قام بدور رائع أبدع فيه وأبكى الجمهور وهو «الموسيقى الأعمى»، عبير الطوخى التى قامت بدور «مجد»، ومحمود يوسف الذى قام بدور «مأمون»، عبير شهاب التى قامت بدور «ياسمين» ومصطفى عبدالله الذى قام بدور «الوصيف» وشامة منصور التى أبدعت فى دور «المرأة»، فكرى سليم أحد أبطال العرض والذى قام بدور «الزعيم» ولمياء العبد «زوجة الزعيم» ويس طه الذى قام بدور «المربى» وأحمد إمام الذى قام بدور «مأمون 2».
والمسرحية سوف يعاد عرضها على الجمهور مرة أخرى فى الأسابيع المقبلة. •