الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

شباب محبط.. الباحثون عن فرصة!

شباب محبط.. الباحثون عن فرصة!
شباب محبط.. الباحثون عن فرصة!


«طهقان، زهقان، متضايق».. لم أقصد بها كلمات المطرب الشعبى «ريكو».. بل هذا لسان حال الكثير من الشباب.. ترددت مؤخرا بينهم هذه الكلمات.. شباب من المفترض أنهم هم الأمل والتفاؤل والمستقبل المشرق!!.. ولكن للأسف واقعهم يقول عكس ذلك، فهم شباب بائسون، محبطون، فاقدون للأمل فى كل شىء.. زاهدون فى الحياة.. أحلامهم وطموحهم أصبحت سرابًا  صعبًا تحقيقه.. نظرتهم السوداوية قتلت بداخلهم أى بريق من الأمل.. يعيشون حياتهم بلا هدف.. ودعوا أحلامهم، مثلما يودعون عزيزًا غاليًا.. حياتهم مليئة بالكوابيس، حتى أصبح الإحباط هو السمة الأساسية فى شخصيتهم.

اقتربنا من هؤلاء الشباب المحبط وتحدثنا معهم حول الأسباب التى جعلتهم محبطين لهذه الدرجة، وأخبرونا قائلين:
• الشباب مات
«إحنا بنكح تراب ياريس»!!.. ومحدش حاسس بنا.. هذا ما قاله أحمد فوزى 23 سنة يعمل فى محل أحذية، ليكمل قائلا: الشباب مات من زمان.. حتى الشهادات مبقاش لها قيمة فى بلدنا.. أنا معايا بكالوريوس سياحة وفنادق.. وأهلى على قد حالهم ورغم ذلك صرفوا دم قلبهم على تعليمى، عشان يكون معايا شهادة وأعرف أشتغل بها، وأكون حاجة كبيرة.. لكن للأسف نسوا أننا فى مصر!!.. بلد الواسطة والمحسوبيات، البلد اللى ملوش ضهر فيها بيداس عليه.. وأنا من اللى إداس عليهم.. قدمت ورق تخرجى فى كتير من شركات السياحة عشان أشتغل بمؤهلى.. والنتيجة إنى مش عارف أشتغل بشهادتى لغيت دلوقتى!!.. وكل شهر فى شغلانة شكل.. عشان أعرف أعيش وأصرف على نفسى.. فى إحباط أكتر من كده!!..
• حكومة بخيلة
«مش شايفة إن فى جديد جاى فى الطريق».. هذا ما قالته إيثار محمد 24 سنة مفتشة فى وزارة الآثار، لتكمل قائلة: الإحباط والروتين موجود فى كل مكان، فى البيت، فى الشارع وأيضا فى الشغل.. أنا مفتشة آثار بالاسم فقط.. لكن على أرض الواقع مهمشة تماما.. وليس من حقى أن أقوم بعمل محضر فى حالة تعدى أحد المبانى على أراضى الوزارة.. وإذا حاولت التنويه عن ذلك، لن يسمعنى أحد!!.. أنا نفسى أتعلم حاجات كتيرة، لكن للأسف البلد بخيلة جدا على ولادها، أو بمعنى أصح حكومتها متبرية منا.. حتى لما بنسمع عن مشاريع جديدة للشباب مبقيناش نشوفها من الإيجابيات من كتر ما بقت السلبيات منتشرة طول الوقت.. وكانت أمنية حياتى، إنى أكون حاجة كبيرة فى الوزارة من كتر حبى للآثار، لكن طبعا حلم صعب ومستحيل تحقيقه!!
• نفسى أشتغل بره
«أنا بحب البلد، لكن اللى فيها أحبطونا ودبحوا شبابنا بسكينة تلمة»، هذا ما قاله مايكل بائع فى محل أنتيكات، قائلا: مبقاش فى أى حاجة حلوة فى البلد تخلينى أتمسك إنى أشتغل فيها.. أنا طالب فى سنة تانية بكلية التجارة جامعة حلوان.. وبشتغل هنا فى المحل عشان أعرف أدفع مصاريف جامعتى.. لكن مش هى دى الشغلانة اللى نفسى أستمر فيها.. أنا نفسى لما أتخرج أسافر أشتغل فى أى حتة بره.. هنا مفيش شغل، الأبواب كلها مقفولة.. ومش هاستنى لما يكون عندى 30 سنة ولسه بدور على شغل.
• فقدت الأمل
إحباط!! ده حتى مفيش بطالة ولا عنوسة والحياة ماشية زى الفل فى البلد.. بهذه السخرية بدأت دعاء أحمد حديثها قائلة: المفروض نكون مبسوطين وبنضحك من النعيم اللى الحكومة موفراه للشباب!!.. ولا من المرتبات اللى مش عارفين يفتحوا منها بيت.. ولا من أسعار السوق الغالية.. بصراحة أكتر فئة مظلومة ومهضوم حقها فى المجتمع هى فئه الشباب.. وأنا كواحدة من الشباب، فقدت الأمل فى كل شىء، لأن الحكومة قتلت بداخلنا كل شىء جميل.. فنحن نحتاج معجزة إلهية، تعيد ثقتنا بأنفسنا مرة أخرى وتدب بداخلنا روح التفائل والأمل من جديد.
• لسه اللى جاى أسوأ!..
«لسه اللى جاى أسوأ»!!.. هذا ما قاله عادل بيومى، ليوضح قائلا: كان عندى محل موبايلات واتقفل، عشان الناس معهاش فلوس تشترى تليفونات.. وعشان البضاعة غالية كنت بنزل فى سعرها وكنت بخسر كتير لغيت ما قفلت المحل.. وعشان أنا معايا مؤهل متوسط مش لاقى شغلانة تشغلنى.. ومن سعتها وأنا عاطل لا شغل ولا مشغلة.. بستنى أبويا لما ربنا يفرجها عليها ويساعدنى باللى فيه النصيب.. ثم يستنكر قائلا: ليه الحكومة مش عايزة تشغل الشباب اللى زينا!!.. والله أنا نفسى أشتغل.. بدل ما أنا قاعد كده على القهوة.. بتفرج على شبابى اللى بيضيع هدر!! •