بعد فوزه برئاسة مصر مخترعون شباب فى انتظار دعم الرئيس
هبة محمد
[if gte mso 9]>
عزيزى القارئ لاتتعجب من العنوان، نعم فلدينا مئات المخترعين الشباب إن لم يكن الآلاف لا أحد يعلم عنهم شيئا، فلطالما لم يجدوا لهم دعما ماديا أو معنويا طوال السنوات الماضية، فحتى أبسط حقوقهم فى الظهور الجماهيرى وتعريف الناس بهم وباختراعاتهم لم يكن يحصلون عليه بالقدر المطلوب، لذا كان مصير معظم مخترعاتهم هو درج فى أحد المكاتب وفى أحسن الأحوال شهادة تقدير تعلق على الجدار من إحدى المؤسسات التى تعنى بالبحث العلمى، وبعد إعلان محمد مرسى رئيسا لمصر كأول رئيس منتخب فى جمهورية مابعد الثورة وبصفته صاحب شهادة دكتوراة فى الطاقة الشمسية من جامعة بأمريكا، فمن المفترض أن يعنى بالعلم والعلماء.
لذا تتعلق قلوب وعيون هؤلاء الشباب بالرئيس الجديد لعله يحقق آمالهم ويقدم لهم الدعم الذى يستطيعون من خلاله تنفيذ مخترعاتهم على أرض الواقع، فتستفيد البشرية من إنجازاتهم وتخلد أسماء مصرية شابة كنجوم فى سماء البحث العلمى ترفع من خلالها شأن مصر عاليا وتنقل على أيديهم إلى مصاف البلاد المتقدمة بدلا من أن تتخطفهم تلك الدول، ثم نعود نحن ونتباكى هجرة عقول مصر النابغة كما فعلنا طيلة ثلاثين عاما مضت.
لذا قررت صباح الخير أن تتحاور معهم، وتتعرف على طموحاتهم وآمالهم التى يعلقونها على الرئيس الجديد لنكتشف من خلال حوارنا معهم أن هؤلاء هم حقا «زهرة شباب مصر».
الخطوة الأولى من الرئيس
البداية مع محمد طارق والذى لقب بأصغر مخترع مصرى حيث حصل العام الماضى على ثلاث براءات اختراع من الأكاديمية المصرية للبحث كل هذا وهو لم يكمل السادسة عشر واليوم هو الأول على محافظة القاهرة فى الصف الثالث الإعدادى بحصوله على الدرجات النهائية فى جميع المواد، يقول: عندما كنت فى الصف الثانى الإعدادى قدمت ثلاثة اختراعات بدأت جميعها بأفكار بسيطة ناتجة جميعها عن تعرضى لمشكلة أحاول أن أتوصل لحل لها، لذا أقوم بتطوير الفكرة عن طريق قيامى بتجارب ومن ثم الأبحاث التى تثبت مدى قابلية أفكارى للتنفيذ، وبالنسبه لاختراعى الأول فكان جهاز تنقية مصنوعا من البلاستيك ينقى شكمان السيارات ويحول العوادم الناتجة عنه إلى أكسجين مما يساعد على حل مشكلة التلوث الناجمة عن تلك العوادم، واختراعى الثانى كان عبارة عن جهاز تبريد مثل الموجود فى التكييف والثلاجة لكن الجديد هو أنه جهاز صديق للبيئة حيث لايعتمد على الفريون ولا الكهرباء فى تبريده، حيث اعتماده الأساسى على تكثيف بخار النيتروجين السائل مما يعد طفرة فى عالم التبريد فهو أرخص بخمس أضعاف من الثلاجات والتكييفات العادية، بينما درجة تبريده يمكن أن تصل إلى أربعة أضعاف التبريد العادية. أما الاختراع الأخير فهو الذى تسبب فى شهرة محمد، حيث حصل من خلاله على المركز الأول فى مجال علوم الكمبيوتر فى مسابقة إنتل إيسيف وتذكرة سفر لعرض المشروع فى كاليفورنيا ولوس أنجلوس وهو عبارة عن طريقة مبتكرة فى تزويد سرعة «بروسيسور» الكمبيوتر وهو الاختراع الذى لاقى صدى عالميا كبيرا، يتابع قوله: نفذت جميع تجارب مشروعاتى بالمجهود الذاتى فلم يدعمنى أحد، ورغم أنه بعد أحد اللقاءات التليفزيونية تم توجيه دعوات لى من قبل بعض المستثمرين إلا أن جميعها ظلت فى حيز الوعود التى لاتنفذ.. فقد وعدونى بالاتصال بى لتنفيذ مشروعاتى فى مصانعهم لكنهم لم يفعلوا، أما وبعد تولى الرئيس محمد مرسى رئاسة مصر فلن أسعى لتعريفه باخترعاتى فهناك الآلاف غيرى والخطوة الأولى لابد أن تكون من قبله، فلابد أن يقوم بعمل مؤسسات بحثية حقيقية تعنى بشئون الباحثين والمخترعين يعمل بها علماء حقيقيون لديهم من الابتكار والعلم ما يستطيعون أن يفيدوا به جمهور الباحثين وليس موظفيين إداريين كما هو الحال الآن، فلدينا رئيس أكاديمية البحث العلمى شغله الشاغل هو عمل الندوات والمؤتمرات بدلا من دعم الباحثين والمخترعين، حتى إن الأجانب الذين يتعثرون فى الحصول على شهادة براءة الاختراع من بلدانهم يأتون إلى مصر ليحصلوا على الشهادة منها، فمن المعروف أن شهادة براءة الاختراع هنا تعطى بلا تدقيق كافٍ حتى إنه تم إعطاء براءة اختراع مؤخرا لشخص اخترع عجلة بها كرسى على شكل حرف (تى)!
الدولفين المصرى
عبدالله على أو كما يطلق عليه أصدقاؤه «بيكو» طالب بهندسة طيبة بالمعادى كل أحلامه تتلخص فى أن يرى مصر جميلة، لذا فهو يفكر ويبتكر من أجل هذا الغرض يقول لدى ثلاث أفكار تجميلية أولها هو مشروع الدولفين المصرى.
تعتمد فكرة المشروع على استغلال الكبارى التى تمر من فوق نهر النيل الذى طالما أهملناه على مدار عقود وذلك عن طريق عمل قضيب معدنى يمر من فوق الكوبرى على شكل قوس دائرى يحمل النموذج المصنع للدولفين، وهذا القضيب المعدنى سيحمل الشاشة الإعلانية التى ستأخذ نفس شكل وميل القضيب المعدنى بحيث يتم إخفاؤه تماما ليرى سائقو السيارات أعلى الكوبرى دولفين يقفز من أعلى الكوبرى مارا أمامهم وممسكا بلوحة إعلانية كأنه قادم من النيل ثم يعاود إلى النيل وهكذا دواليك، وفكرة هذا المشروع هى فكرة متفردة من نوعها، لذا حصلت على براءة اختراع من أكاديمية البحث العلمى أما باقى أفكارى مثل الستائر المائية على جانبى الكوبرى والشلالات الراقصة فى قلب النهر فقد استوحيتها من كوبرى بانبو الموجود بكوريا الجنوبية المار على نهر هان.
أما بالنسبة لمشكلة مرور المراكب من أسفل الكوبرى فقد قمت بحلها عن طريق وضع حساسات قبل الكوبرى بمسافة معينة، وبالتالى عند قطع الخط الحساس الموجود قبل الكوبرى يتوقف ضخ الخراطيم أوتوماتيكياً حتى تمر السفن ثم يعاد التشغيل مرة أخرى، وعن العائد من المشروع يقول: لاشك أن الدخل المادى من هذا المشروع سوف يكون كبيرا جدا، ففضلا عن الإعلانات التى سيحملها الدولفين أعلى الكوبرى أو التى سوف يتم وضعها على الستائر المائية على جانبى الكوبرى فهناك السياحة النيلية التى ستجذب السياح مرة أخرى للقاهرة والجيزة، وبالتالى قد نكون حققنا ربحا غير مباشر من المشروع بعمل رحلات سياحية نيلية للأجانب، كما يحق وقتها للدولة أن تقوم بزيادة الضرائب على الفنادق التى تطل على النيل لأن مشروعنا سيزيد من إيجار الغرف الموجودة بها.
فأنا أتعهد للرئيس محمد مرسى لو قام بتنفيذ مشروعى سوف تصبح القاهرة من أجمل عواصم العالم خلال ثلاث سنوات، فلقد رفضت أن أقوم بعرض فكرتى على المستثمرين وانتظرت قدومه كرئيس لمصر حتى أعرضها عليه مباشرة لتعود أرباح الفكره على بلدى لا على المستثمر الذى يقوم بتنفيذها وكلى أمل أن يؤمن بفكرتى ويتحمس لها مثلى.
أحمد جمال الحمراوى الطالب المصرى السكندرى الأصل والعائد لتوه من زيارة لوكالة ناسا الأمريكية والذى حاز فيها على إعجاب وانبهار كل من قابلوه من علماء ناسا رغم أن عمره لم يتجاوز السابعة عشر، يدرس أحمد بمدرسة إسكندرية الفنية المتقدمة (صنايع خمس سنوات) وتتلخص فكرة مشروع أحمد فى الحد من سقوط النيازك على الأرض عن تحريك التحكم فى وجود الجاذبية الأرضية وتقليل كثافة الجسم فيهبط على الأرض دون أن يصطدم بها، وبالطبع يمكن تطبيق فكرته على الصواريخ والطائرات أيضا.
الغريب أن أحمد قد قابل الرئيس محمد مرسى قبل الثورة بعام ليعرض عليه فكرة مشروعه بصفته دكتور فى الطاقة الشمسية، ويحكى عن هذا اللقاء قائلا: كانت الأيام الأولى فى الوصول إلى اختراعى تتصادف مع الحرب الإسرائيلية على غزة حيث كان يتساقط على أهالينا فى غزة الصواريخ يوميا فتمنيت أن يطبق اختراعى هناك، وبالتالى يخف ضرر سقوط تلك الصواريخ عليهم، وتوجهت وقتها بفكرة مشروعى إلى الدكتور حسن البرنس القيادى الإخوانى المعروف والذى كنت قد تعرفت عليه فى أحد المساجد لكنه قال لى هذا ليس تخصصى وسوف آخذك لمن يستطيع تفهم مشروعك، وبالفعل قادنى للدكتور محمد مرسى حيث كان وقتها فى زيارة للإسكندرية وعرضت عليه مشروعى، أذكر أنه أعجب يومها بحماسى جدا وسألنى عن بعض المعلومات العلمية وسعد كثيرا عندما أجبت عنها جميعها ثم طلب منى القدوم إلى القاهرة للتباحث فى المشروع لكن لصغر سنى لم أستطع السفر وقتها، أذكر أن آخر كلماته لى قبل إنهاء اللقاء «صدق نفسك وما تخليش حاجة توقفك وحافظ على الورد اليومى وأكيد ربنا مجهزلك هدية كبيرة» ضحكت وقتها، لكن فى الحقيقة فقد تحققت كلماته حيث حصلت على ثلاث جوائز عالمية، كما حصلت على دكتوراة فخرية من ألمانيا وأخيرا زرت وكالة ناسا، وعن رحلته إلى هناك يقول زرت ناسا لمدة ثمانى وأربعين ساعة من ضمنها ست عشرة ساعة عمل متواصلة لأطبق اختراعى عمليا وقام بالتحكيم على «جيف مارث» أحد أبرز علماء وكالة ناسا والذى له الكثير من الأبحاث فى مجال اختراعى وقد استفزته جملة كتبتها فى بداية بحثى وهى «البحث الذى لم يكمله جيف مارث وأكمله طالب مصرى»، لكنه فى نهاية التجربة انبهر بى جدا قائلا «أتعجب من ذلك الشباب المصرى الذى يحمل كل هذه الطاقة والخيال والإبداع فى ظل ماتمر به مصر من ظروف عصيبة».
ويتمنى أحمد من الرئيس الجديد أن يعلى قيمة التعليم الصناعى والفنى، حيث إن تلك المجالات هى التى تنهض بها الدول الصناعية الكبرى فبعكس مصر ينظر فى الخارج للطب والصيدلة على إنها وظائف خدمية، أما فى مصر فالنظرة الدونية تلاحق خريجى هذه المدارس رغم أنهم لايقلون أبدا فى التفكير والإبداع عن نظرائهم خريجى التعليم الثانوى، ولست أنا الوحيد فلدى كثير من زملائى يمتلكون أفكاراً ومخترعات رائعة، فمن حق أى أحد أن يفكر، فالتفكير ليس حكرا على أحد، أما عن فكرة اختراعه الجديد فيقول أعمل أنا ومجموعة من الأصدقاء على فكرة أتوقع لو تم تنفيذها أن تبهر العالم حيث إننا نقوم بتوليد الكهرباء عن طريق الجاذبية الأرضية أى أننا لو تم تنفيذ فكرتنا ستستطيع مصر أن تصدر الكهرباء للعالم بأسره.
احمد الحمراوى مع العائلة بعد عودته من ناسا
الستائر الالمانية مشروع عبد الله على