السبت 15 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

روشتة مجانية للخلافات الزوجية!

روشتة مجانية  للخلافات الزوجية!
روشتة مجانية للخلافات الزوجية!


كل مشكلة ولها حل  وكل خلاف سواء كان بسيطا أو كبيرا يمكن حله ببساطة شديدة سواء فى حياتنا العامة، أو فى حياتنا الخاصة..وما أكثر الخلافات والمشاكل التافهة والصغيرة التى تسببت فى كوارث كبيرة لم تجد حلا لها، سواء على المستوى العام أو المستوى الشخصى أو حتى داخل بيوتنا..فعلى سبيل المثال لا يخلو بيت من البيوت من وجود خلافات زوجية على جميع المستويات.. وهذه الخلافات من أساسيات الحياة فلا يوجد شخصان «زوج وزوجة» متطابقان أو متفاهمان فى كل شيء ولهما رأى واحد فى أى موضوع، وكأنهما توأم سيامى ملتصق.
فمن النادر أن يتفق أى زوجين فى جميع أمور الحياة، فهذا من المستحيل والطبيعى أن تكون هناك خلافات، لكن المهم هو إيجاد الحلول لهذه الخلافات قبل أن تكبر وتستفحل ويصبح من المستحيل التغلب عليها.
لقد رصدت أغلب الدراسات النفسية والاجتماعية أن أحد أسباب الطلاق المبكر وربما بعد شهور قليلة من الزواج هو هذه الخلافات التافهة التى لم يستطع كل طرف أن يتعامل معها أو يحاول السيطرة عليها حتى يتم تجاوزها.
وما أكثر هذه النوعية من الخلافات الصغيرة التى دمرت الحياة بين زوجين كانا يسود حياتهما التفاهم والود والحب أيضا.
• حرب الأزواج
قالت إحدى الزوجات: إننى أستغرب كثيرا لعدم قدرتى أنا وزوجى على تجاوز أى خلاف بسيط يحدث بيننا، بل سرعان ما يكبر هذا الخلاف ويتحول إلى حرب وأندهش فى الوقت نفسه كيف كانت أمى تعبر وتتجاوز مثل تلك الخلافات مع أبى فى لحظات قليلة، بينما أنا الأكثر علما وثقافة لا أستطيع أن أفعل مثلها، فمثلا عندما كان أبى يبدى رأيا فى مشكلة تخص البيت لم أجد أبدا أمى تنفعل أو يرتفع صوتها، بل كانت تتكلم بهدوء شديد وأحيانا لا تفارق الابتسامة شفتيها، ثم تأتى المفاجأة أن أبى سرعان ما يوافق على رأى أمي، بل يمدحه ويصفها بالحكمة.
المشكلة أننى لا أستطيع أن أفعل ذلك ولا زوجى أيضا.. فزوجى يبدى رأيه دائما بالصوت العالى وأنا أرد عليه بنفس الصوت العالى وسرعان ما يتحول كلامنا إلى شجار وصراخ متبادل تعقبه مغادرة زوجى للبيت للقاء أصحابه وألوم نفسي، لكنى أفشل دائما فى التغلب على غضبى وكذلك يفعل زوجى الشيء نفسه.
تقول زوجة أخرى: زوجى نمط غريب من الأزواج فهو يعتقد أنه لا يخطئ أبدا وأن رأيه صحيح دائما حتى لو أخطأ فى حق أحد سواء كان يقصد أو لا يقصد، فهو لا يعتذر أبدا.. وإذا حاولت أن أنبهه لهذا العيب فعنده عبارة يكررها آلاف المرات منذ زواجنا: أصلك ما تعرفيش حاجة وأنا فاهم الناس دى أكتر منك، إن هذا السلوك من زوجى يسبب لنا مشاكل رهيبة على المستوى العائلي، ففى إحدى المرات حدث خلاف بين أختى وزوجها وبالصدفة كان فى زيارتنا، وقام بعرض المشكلة أمامنا أنا وزوجى وكانت المفاجأة، بل المصيبة الكبرى أنه أخذ يلقى باللوم كله على أختى وبكلام قاس جدا حتى إن زوجها اعترض على هذا الكلام وطالبه بالصمت مؤكدا له أن شخصية زوجته التى هى أختى ليست بهذا السوء على الإطلاق، وأن الخلاف بينهما بسيط لا يستدعى كل هذا الكلام القاسى والتجريح.. ولم يقتنع زوجى بكلامه، بل انطلق يهاجم زوج أختى أيضا ويتهمه بقلة الفهم وأنه لا يعرف شيئا.. وهنا قامت أختى وزوجها غاضبين وغادرا المنزل.. واتهمنا زوجى جميعا بأننا لا نفهم شيئا ولا نعرف مصلحتنا.
• الخلافات ضرورة
لا يمكن أن تنتهى حياة زوجية مستقرة وثابتة لمجرد تعرضها للخلافات البسيطة، فالخلافات كما قلت ضرورة وهى موجودة سواء شئنا أم أبينا.
وخبراء الحياة الزوجية يؤكدون أن هذه الخلافات بمثابة الملح فى الطعام، فالقليل من الملح يجعل لوجبة الطعام طعما خاصا مميزا.
ويقول الخبراء كما أننا لا يمكن الاستغناء عن جميع أنواع البهارات من فلفل وشطة وكمون فى الطعام حتى يصبح طعاما متميزا نتناوله بشغف ومتعة، ولكن بمقادير محسوبة إذا زادت عن الحد فسد الطعام وفقد طعمه ورائحته ونكهته.
إن أى زوج أو زوجة لابد أن يضع فى الاعتبار هذه الأمثلة من الملح والبهارات.. فأى خلاف هو بمثابة قليل الملح فى تقوية أواصر العلاقة لكى نعبر بها المشاكل، أما الصراخ والصوتe العالى فى مواجهة المشكلة فهو بمثابة أن تضع كوبا من الملح فى الوجبة الواحدة.. فقد أفسدناها وألقينا بها فى القمامة.
وهناك مثل آخر فعندما يصر الزوج على زيارة أهله لسبب ما سواء كان ضروريا أو غير مهم ويدعوك للذهاب معه فلا ترفضين بحجة أنك مش فاضية، فهذه الجملة بمثابة كيس كبير من الملح أفسد الطبخة.. الأفضل أن تقول له عندى صداع شديد وأنك كنت تتمنين أن تزورى والدته وتخبريه بأنك سوف تتصلين بها وتعتذرين لها عن عدم المجيء.. بهذه الجملة البسيطة تنتهى المشكلة.
إن الخبراء يقولون: إن استخدامنا السيئ للكلمات هو الذى يزيد من حجم المشاكل، أما الاستخدام الجيد للكلام فهو يقرب المسافات ويقلل من مساحة الخلافات أو كما يقول المثل «لسانك حصانك»، ولذلك فهناك نصيحة ذهبية معناها «امسك لسانك عند الغضب».
سبق أن قلنا إن كل مشكلة أو خلاف صغير أو كبير سواء كان المتسبب فيه الزوج أو الزوجة، فهناك دائما روشتة مجانية لكى تصبح هذه الخلافات الصغيرة بمثابة الملح والفلفل والبهارات والقليل منه يجعل الحياة أكثر سعادة واستقرارا إلى الأبد.
هذه الروشتة المجانية تتضمن بعض النصائح التى يصفها لك خبراء العلاقات الزوجية ومنها مثلا..
1- لا تستخدم الكلمات والعبارات الحادة عند إبداء رأيك فى مناقشة الخلاف.
2- الصمت مطلوب أحيانا إذا كان الطرف الآخر فى ثورة غضبه لأن ردك سيقابله رد مضاد بصوت أعلى وغضب أكبر، مما يعقد الخلاف أكثر وأكثر.
3- أسوأ شيء فى المناقشة بين الطرفين أن يستخدم أحدهما سلاح السخرية والتريقة من كلام الآخر، فهذا يزيد من عمق الخلاف.
4- لا تستمروا فى مناقشة أى خلاف إذا وصلت الأمور إلى درجة الكلمات الجارحة والقاسية.
5- تعلموا فن التنازل قليلا فيمكن بتقديم تنازل بسيط وعدم التشبث بالرأي، مما يدعو لهدوء الطرف الآخر ولو قليلا وعندها تصبح مناقشة الخلاف أكثر هدوءا وعقلانية.
6- توجد فضيلة هى المفتاح السحرى لحل جميع المشاكل وهى فضيلة التسامح، فالتسامح سلاح سحرى يحل جميع الخلافات بين الزوجين، فعند حدوث مشكلة ما يكفى أن يبادر الزوج أو الزو جة إلى ترديد عبارة «أنا سامحتك»، فهذه الكلمة السحرية بمثابة المياه التى تطفئ الحريق.
7- وأخيرا احبسوا خلافاتكم داخل غرف النوم فلا تسمحوا لأحد أن يطلع عليها، فعندها ستتسع الخلافات وتكبر، فما أكثر أولاد الحلال الذين يتطوعون بالنصيحة من أجل الخراب لا من أجل الإصلاح.
أعود فأقول: كل مشكلة ولها حل ولكن بشرط ألا يكون هناك غضب وعناد وتشبث بالرأي. •