شيمـاء لـم توجـه لهـا تهمـة رسميـة
عبير عطية
قضية شيماء عادل الصحفية المصرية المعتقلة بالسودان على إثر تغطيتها لأحداث الاحتجاجات هناك ،مازالت تأخذ مساحة من انشغال الرأى العام المصرى والسودانى أيضا.. وقررت صباح الخير.. متابعة قضية شيماء..
«غدا الاثنين.. أتوقع انتهاء الإجراءات القانونية والإفراج عن الصحفية شيماء عادل وعودتها إلى القاهرة».
هذا كان آخر تصريح قاله لنا المستشار الإعلامى لسفارة السودان محمد عبدالرحمن قبل صدور صباح الخير.. عقب اجتماع طارئ مع السفير بشأن القضية، حيث كان سيادته قد صرح لصباح الخير منذ عدة أيام بالحديث نفسه وتحديدا الخميس الماضى، حيث كانت شيماء تنهى إجراءات الإفراج عنها وعلى وشك استقلال الطائرة إلى القاهرة غير أنه لسبب غير مفهوم توقفت تلك الإجراءات وتم تأجيل العودة ، وظلت قيد الاعتقال لدى الأمن السودانى.
ورغم أن المعلومات الرسمية تؤكد عدم تورط الزميلة شيماء بأى عمل يدينها فى السودان وعدم توجيه أية تهمة رسمية من قبل وذلك طبقا لتصريحات سكرتير النقابة كارم محمود حيث تتواصل نقابة الصحفيين المصرية مع السفير المصرى بالسودان عبدالغفار الديب الذى أكد له تلك المعلومة. إلا أن المستشار محمد عبدالرحمن قال إن الزميلة شيماء عادل مشتبه بها كناشطة سياسية وهو ما لزم عرضها على النيابة.
وذلك لأن شيماء دخلت السودان طبقا لبروتوكول ( الحدود المفتوحة ) بيننا وبين السودان حيث يمكن لأى مصرى الدخول للسودان دون تأشيرة، ولكنها لم تثبت نفسها كصحفية لمكتب (الإعلام الخارجى ) التابع للأمن السودانى لتأمين الصحفيين، ولم تستلم (كارنيه خاص) يسلم للصحفيين الأجانب ؟!
كما أنه تم إلقاء القبض عليها ضمن مجموعة من الناشطين السياسيين السودانيين على احد ( الكافيهات ) بعد الساعة الثامنة مساء !!
تلك هى الأسباب التى جعلت الأمن السودانى يوجه لها تهمة الاشتباه فى كونها ناشطة سياسية غير أن المستشار أكد على سلامة شيماء فى السودان !!
وطبقا لأقوال الزميلة عبير سعدى عضوة مجلس نقابة الصحفيين فإن هذا غير كاف لتوجيه أية تهمة إلى شيماء إذا كان بالفعل تم توجيه تهمة رسمية لها، لأن تواجدها مع عدد من الناشطين السياسيين هو خاص بعملها كصحفية، وأنها نشرت موضوعا لعرض آراء المحتجين والمعارضين السودانيين ، وسفرها كان بغرض تغطيتها للاحتجاجات السودانية هناك، وعن دخولها إلى السودان كصحفية، أكدت أنها كعضوة نقابة كانت متابعة لإجراءات إذن التغطية الصحفية للاحتجاجات السودانية هناك.
ومن جانب آخر أكد لنا كارم محمود سكرتير النقابة أنه رغم فشل جهود التهدئة خلال الأيام الماضية للإفراج عن الزميلة شيماء عادل إلا أن الاتصالات بين النقابة ووزارة الخارجية لم تنقطع للوصول إلى حل لتلك الأزمة، وعن مبادرات الزملاء بوقفات احتجاجية تضامنا مع الزميلة شيماء عادل، فهى مبادرات شخصية وغير منظمة فى الوقت الحالى من النقابة حيث تسعى النقابة فى اتجاهات أخرى.
وصرح الوزير المفوض والمتحدث الرسمى للوزارة عمرو رشدى لصباح الخير بأن أزمة شيماء فى طريقها للحل وأن وزارة الخارجية تهتم بالأمر اهتماما شديدا وتجرى اتصالات على أعلى مستوى ولذلك لاتريد الحديث فى أية تفاصيل الآن أو التطرق لأية شائعات غير صحيحة.
وعن تصريح الوزارة من قبل حول انتهاء الأزمة والإعلان عن عودة الصحفية إلى القاهرة الذى لم يتحقق فى وقته، قال رشدى: بالفعل أعلمنا الجانب السودانى مبدئيا بأنه جار الإفراج عنها خلال ساعات، ولكن مازالت قيد الاحتجاز ومازالت الخارجية تجرى مشاوراتها من أجل إعادتها إلى الوطن.
∎ نداء إلى الرئيس مرسى :
وأمام السفارة السودانية بالقاهرة يوم السبت الماضى قام عدد من أفراد أسرة الزميلة شيماء عادل وزملائها بوقفة احتجاجية للمطالبة بالإفراج عنها تحت شعار (أيها الأشقاء لماذا تضعوننا فى خانة الأعداء). وقالت أم شيماء التى هددت بالاعتصام أمام السفارة (إننى لن أمشى إلا لما أطمئن على بنتى).
وبالطبع لم يكن هناك من يطمئنها على ابنتها يومها حيث لم يكن لدى السفارة السودانية وقتها أية معلومات عن سر احتجاز شيماء إلى الآن بعد صدور قرار بالإفراج عنها.
ولكن كل هذا لم يطمئن أهل شيماء وطالبوا بسرعة تدخل الرئيس محمد مرسى لإنهاء الأزمة حتى يتم الإفراج عن ابنتهم من خلال نداء عاجل للرئيس مرسى.
ونحن أيضا نتوجه بنفس النداء خاصة أن حكومة البشير هللت وهتفت بفوز الرئيس محمد مرسى ، وصرح المستشار الأول لبشير د. مصطفى عثمان إسماعيل بأنه كإسلامى يرحب ترحيبا حارا بوصول الإسلاميين إلى السلطة فى مصر ، وأنه يشيد بالخطوات التى اتخذها الرئيس محمد مرسى والتعويل على الشعب وليس الأجهزة الأمنية، ولذلك فإنه يعتقد أن العلاقات بين البلدين ستنمو وتتطور وتشهد مزيدا من الاندماج لصالح الشعب !!
نبعث بحالة شيماء إلى ديوان المظالم.. ومازال هناك العديد من الحكايات للمصريين بالخارج سنتناولها تباعا.