الإثنين 21 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الفنان محمد عبلة : أفكر فى إغلاق أول متحف للكاريكاتير فى العالم العربى

الفنان محمد عبلة : أفكر فى إغلاق أول متحف  للكاريكاتير فى العالم العربى
الفنان محمد عبلة : أفكر فى إغلاق أول متحف للكاريكاتير فى العالم العربى


أن تفكر فى افتتاح متحف وسط قرية صغيرة فهو أمر غير طبيعى، وأن تنجح فى هذا الأمر، ويصبح المتحف أمراً واقعاً يقصده السائحون وأبناء المتحف فإنك تكون قد حققت معجزة لكن أن تفكر بعد كل هذا المجهود فى إغلاقه، فإن الأمر يحتاج إلى وقفة! هذه هى حكاية متحف الفنان الكبير محمد عبلة الذى ذهبنا إليه لنعرف الحكاية!


الكثير منا لم يكن يسمع من قبل عن متحف الكاريكاتير الذى اختار الفنان محمد عبلة أن يكون موقعه بقرية تونس فى الفيوم، إلا بعد حادث السرقة والتخريب الذى تعرض له مؤخرا.. فقد أسس عبلة هذا المتحف عام 2009، ليكون هو أول متحف للكاريكاتير فى مصر والشرق الأوسط.. حيث يضم العديد من أعمال كبار رموز ورواد الكاريكاتير فى مصر.. وهذا ما رأيناه بالفعل أثناء زيارتنا، فالمتحف من الداخل عبارة عن غرف، كل غرفة بها مجموعة من أعمال كبار الفنانين.. ورسوم كاريكاتير نادرة تعود لعام 1927 من إبداعات صاروخان، ورخا وبهجورى، زهدى، مصطفي حسين، طوغان، الليثى، حجازى، جمعة وجاهين.. فالمتحف لم يكن بعيدا عن أحداث المجتمع، فرسوماته تتناول موضوعات وقضايا متعددة منها البطالة والفقر ومشاكل التعليم والصحة وأزمة المرور وفساد الإعلام.. كما توجد أيضا غرف داخل المتحف، تضم أعمالاً لفنانين داخل المعتقلات تم اعتقالهم فى فترة من الفترات.. وهناك أيضا غرفة خاصة بأغلفة المجلات التى كانت مخصصة لفن الكاريكاتير فى هذه الفترة من بينها مجلات روزاليوسف، المطرقة، الفكاهة والشعلة.. وكل هذا لن يجعل «عبلة» يخفق عن وجود مكتبة داخل المتحف..فقد أنشأ مكتبة بها كتب قديمة وحديثة عن رسوم الكاريكاتير.. وبعد الانتهاء من جولتنا داخل المتحف، وقبل إعادة افتتاحه بشكل رسمى.
ذهبنا إلى محمد عبلة كى يخبرنا أكثر عن المتحف، وعن المشاكل التى تعرض لها.. ولماذا اختار قرية تونس لينشئ بها متحفاً للكاريكاتير؟، ومن أين جاءت له الفكرة والتمويل؟..
• صدمة
ولكنه قد صدمنا قائلا:
«إن أكبر فكرة لديه الآن هى غلق المتحف.. لأنه سبب لى العديد من المشاكل.. فإن فكرة إنشاء متحف مهمة شاقة جدا.. من حيث جمع الأعمال النادرة والجديدة، وعرضها بشكل جميل يجذب الناس لمشاهدتها.. وفعلت كل هذا بمجهودى الشخصى، دون دعم من أى جهة أو مساندة أو حتى تأمين.. فقد أنفقت كل ما لديَّ من مال على إنشاء المتحف.. لأحقق حلم رموز ورواد فنانى الكاريكاتير، الذين ظلوا لسنوات يحلمون بإنشاء متحف يحفظ تراثهم، خوفا عليها من الضياع.. وعلى الرغم من هذا لا يوجد حتى كلمة «شكرا» على المجهود الذي بذلته وقمت به..فهذا المتحف يعتبر واحداً من أكبر المتاحف فى العالم.. ورغم ذلك لا يوجد تأمين عليه.. فقد عانيت ومازلت أعانى من فساد المحليات .. فلا توجد سيارة شرطة واحدة تقوم بتأمين المتحف.. فمنذ إنشائه 2009 وأنا أطالب بتأمينه أو حتى تأمين القرية ولكن «لا حياة لمن تنادي».. فتونس تعتبر القرية الوحيدة التى يأتى لها سياح، وعلى الرغم من هذا لا يوجد سوى عسكرى واحد وبدون موتوسيكل «يلف» القرية بالكامل لتأمينها .. وهذا غير منطقى بالمرة!!. فيوجد إهمال وفساد فى المحليات يجب أن يتم تطهيره.. وعن سبب اختياره لقرية تونس يقول: لقد اخترت مدينة الفيوم لأنها تعتبر أقرب مكان للقاهرة.. وقرية  تونس بالأخص لأنها تشتهر بالسياحة البيئية وتعتبر من المناطق الآمنة لطبيعتها الريفية، وهدوئها وانعزالها عن زحمة القاهرة.. تساعد هذه الأجواء بالطبع على زيادة الإقبال.. حيث يوجد10% من الأجانب يعيشون هنا.. ويوما الجمعة والسبت يزيد الإقبال علي المتحف وخاصة من الشباب.. لأن الجيل الجديد هو أكثر جيل يأتى لزيارة المتحف.
• مشروع سياحى ثقافى عالمى
حول هذا المبنى بقرية تونس والتى تحمل طراز شيخ المعماريين حسن فتحى التف عدد كبير من الفنانين التشكيليين ورسامى الكاريكاتير والمصورين جاءوا للاحتفال بهذا العرس الفنى افتتاح المتحف وسط الخضرة الرائعة والطبيعة البكر ورحبت بنا كريستينا عبلة زوجة الفنان عبلة السويسرية التى اختارت أن تعيش بمصر وعشقتها وعشقت طبيعة الفيوم وتحكى عن بداية حبها للكاريكاتير بلهجة مصرية مفهومة: «أدركت قيمة هذا الفن خاصة ً بعد السمبوزيوم الذى أقيم بعد الثورة عندما جاء طلبة من ألمانيا ومن الهند والصين وكل طالب تكلم عن موضوع يلح عليه ويظهره فى رسوماته وكانت هناك مناقشة وأسئلة وبدأت أفهم أكثر كيف أن الكاريكاتير فن متخصص وتأثيره ومعالجته لمشاكل كل يوم وكالتى مررت بها كأجنبية فى مصر»، وعندما سألتها عن أكثر ما تحبه فى رسومات عبلة أجابت: «يعجبنى فى رسومات عبلة إحساسه وتعبيره عن إنسانيته وبيحب الناس وبيدخل رموز وواخد من الثقافات القديمة وليست فقط المستحدثة وليست فقط الخاصة بالمصريين ونعيش بين هنا والقاهرة وهنا الملاذ لينا والتقاء الفنانين».
كان ممن قابلناهم أيضاً نقيب التشكيليين حمدى أبوالمعاطى وقال: «بشكر الفنان عبلة فى اجتهاده الواضح فى هذا المتحف، خاصةً لوجود الأعمال المصرية فهو يعطى جرعة ثقافية عظيمة، ولا شك أن المتحف وهذا الجهد يحتاج إلى دعم  فلا يستطيع أن يصرف عليه شخص بمفرده، المكان هايل ويمكن أن يتوسع أكثر للفن والرسم ولكن يحتاج لتمويل مثلاً من هيئات مثل صندوق التنمية الثقافية ممكن يدعمه من وزارة الثقافة ويحتاج أيضاً لمجهود أمنى من مدير أمن الفيوم حراسة بشكل دائم، وتعاون بين أكثر من جهة والمحافظة، فهو مكان سياحى يمكن أن يكون عالمياً، القرية كلها بمراسم وخزف واجب على المحافظة تأمينها وليس مجرد جهد شخصى ونناشد المؤسسات الحكومية أن ينسقوا الجهود حتى ينظم ندوات وتجهيز الوزارة خامات.•