رمسيس مرزوق: كلمة السر هى الشباب لإنقاذ السينما

مى الوزير
ساحر الكاميرا، فرعون الكاميرا، عميد التصوير السنيمائى، المبدع «رمسيس مرزوق» لا يجوز أن نذكر السينما المصرية وتاريخها ونجوم وضعوا أسسا لهذه الصناعة دون ذكر اسم «رمسيس مرزوق» أحد أهم مديري التصوير على مستوى العالم، عمل مع أجيال من عباقرة السينما المصرية صلاح أبوسيف، عاطف سالم، يوسف شاهين وغيرهم، رمسيس مرزوق يضعك فى عالم مثالى مع الصورة التى تشاهدها، ينقلك بمنتهى النعومة والسلاسة إلى عالم مواز تعيشه مع أبطال العمل.
هو ساحر الكامير بلا منازع، تحدث معنا عن حال السينما المصرية ومستقبلها وما قد يهدد تاريخها الذى ساهم هو فى صناعة جزء كبير منه مع مبدعين كبار من فنانين ومخرجين، وعن استيائه من مستوى بعض الأعمال السنيمائية فى السنوات الأخيرة، وعن تقليده أحد أهم الأوسمة فى الفن والأدب وهو وسام فارس، ومشروعه الكبير «كاميرا» والعوائق التى تقف أمام استكماله.
وفى نهاية حواره معى قال لى إن كلمة السر هى «الشباب»، وإن هذه هى فرصتهم للنهوض بالصناعة.
• سأبدأ معك بوسام الفارس الذى حصلت عليه مؤخرا وشعورك بهذا التكريم المميز؟
- هذا الوسام ليس لى فقط أنا أشعر أنه لمصر كلها فهو يقدم مرة واحدة فقط فى العام لشخصية ساهمت فى الفن والأدب من أى بلد، لذلك فكونى الشخصية الوحيدة الحاصلة عليه فى عام 2015 فأنا لا أجد أن هناك شعورا أفضل مما شعرت به.
• وماذا تمثل التكريمات لرمسيس مرزوق خاصة بعد هذا التاريخ الطويل؟
- التكريمات بشكل عام شىء مهم جدا لأى فنان وتشعره بالاطمئنان أنه قام بما يجب عليه وأدى جزءا من واجبه وأنه مازال يسير على الطريق الصحيح ومازال يقدم ما يرضى الناس وينال إعجابهم، وأى فنان بدون التكريم يرى أنه لم يعطى شيئا فأنا أحد النقاد أصدقائى أخبرنى من فترة أنه قرأ مقالا فى إحدى المجلات الأجنبية أننى موجود فى قائمة كأحد أهم 10 مديرى تصوير على مستوى العالم، فمقال مثل هذا يعد فى حد ذاته تكريما لى وأى مهرجان فى العالم يكرمنى يشعرنى بالنجاح ويعطينى دفعة للاستمرار والعطاء.. وتكريم الفنان يجعله يشعُر أنه يتم تقييمه وأن الناس تحترمه وتحترم قيمته وأنه ليس مجهولا وتحترم العمل الذى يقدمه.
• مجلة كاميرا
• مجلة كاميرا، مشروعك المميز المتفرد، لماذا يتأخر إصدارها وما العوائق التى تواجهها؟
- هذا المشروع يراودنى منذ 15 عاما لتقديم مجلة عن التصوير للفنان المصرى والعربى تتكلم عن الصورة، وتعرض أهم الأعمال ويتعلم منها العاملون فى هذا المجال والمهتمون به والهواة، وتكون مجلة لنا كعرب باللغة العربية لأنه لا يوجد لدينا إصدار بهذا الصدد فى العالم العربى بأجمعه.. أهم العوائق التى واجهتنى كانت التمويل لأنى عمرى ما كنت منتجا ولا رأسماليا، وفى يوم ما كنت أتكلم أمام الدكتور صديق عفيفى وأحكى أمامه عن هذا المشروع فعرض على أن يتبرع بطباعة هذه المجلة لمدة عام، وهذا شجعنى طبعا للبدء فى العمل وإصدار أول عدد، وزارة الثقافة كل ما حاولت تقديمه هو عشرة آلاف جنيه وهى لا تكفى أى شىء، ودكتور صديق كان متكفلا فقط بالطباعة فى حين أن هناك مصاريف أخرى كثيرة، كالتصميم والإعلانات والمادة وغيرها من مصاريف رغم أن المادة نفسها كل من قام بكتابتها من مديرى تصوير لم يطلب أحد منهم قرش صاغ واحد مقابلا ماديا، وكان كل مجهودهم مجانيا، ولكى تصدر المجلة يجب أن يكون رئيس تحريرها عضوا نقابيا وكل من عرضت عليه طلب حوالى خمس آلاف جنيه مقابل رئاسة تحريرها، إلى أن تطوعت الأديبة الكبيرة إقبال بركة أن يُكتب اسمها كرئيس تحرير مجانا وبلا مقابل حتى صدر أول عدد، أما العدد الثانى فهو جاهز للإصدار ولكن يحتاج مصاريف كثيرة ونحتاج إلى مكتب وسكرتارية، مصاريف مرتفعة جدا لذلك ليس هناك أرضية ثابتة حتى الآن.
كنت أخطط لإصدارها بشكل دورى كل ثلاثة أشهر عدد ولكن كل هذه العوائق عطلتنا كثيرا وهى بالأساس مادية.
• وأين وزارة الثقافة؟
- هل يُعقل أن يكون دعمها للمجلة بعشرة آلاف جنيه فقط كل ثلاثة أشهر؟ فهذا لا يكفى إيجار مكتب ومرتب الموظفة وفراش ومصممين للمجلة، عُرض على دعم من دبى لتبنى المشروع وإصدارات المجلة ولكن بدون الأسماء المصرية التى شاركت فيها سواء دكتور صديق عفيفى أو وزارة الثقافة، فقط أسماء المحررين المشاركين فى المادة، ولكنى رفضت لأنها مجلة مصرية قبل أن تكون إماراتية. وزارة الثقافة لم تدعمنى فكريا ولا معنويا.
يوم الإعلان عن إصدار أول عدد كان فى الأوبرا وحفل لم يدشنه معنا وزير الثقافة، وسام فارس الذى حصُلت عليه من أعلى الأوسمة فى العالم وكما أخبرتك يُمنح لشخصية واحدة فى العام فكونى حصُلت عليه فهو لوزارة الثقافة فكيف لم يحضر وزير الثقافة تسليم الوسام لى، فوسام الفارس هذا كان لمصر ووزارة الثقافة وليس لرمسيس مرزوق، لم يحضر الوزير رغم أن السفارة الفرنسية وجهت له الدعوة، أنا ثالث شخصية مصرية تحصل على هذا الوسام بعد نجيب محفوظ ويوسف شاهين .
• رسالة من رمسيس مرزوق إلى من يهمه الأمر؟
- أوجه رسالتى إلى رئيس الوزراء، فهذه المجلة الثقافية الموجهة من مصر إلى العالم العربى بأكمله من العراق وحتى المغرب، أول مجلة عن الصورة فى العالم العربى وباللغة العربية، خسارة.
• كيف تقيم وضع السينما المصرية الآن، خاصة الموسم السنيمائى الأخير، وهل هناك أمل؟
- وضع السينما الآن أكثر من سيىء ومترد جدا، أين الإنتاج السينمائى الآن مقارنة بما كان عليه من خمسين سنة، المستوى الفنى نحدر جدا، والحل الوحيد أننا نكافح فعيب السينما أنها مكلفة جدا وبحاجة إلى رأسمال كبير ودور عرض والمنتج يريد استرداد رأس ماله وبحاجة لدور عرض ، ولكن بالتأكيد هناك أمل فالسينما المصرية لن تندثر أبدا ولن تنتهى، خاصة فى بلد ينتج حوالى 500 فيلم تجريبى على حساب صانعيها ومجهودهم كبير وليس هدفهم تجاريا ولن يكسبوا من ورائه شيئا، فمادام هؤلاء الشباب موجودين فهناك أمل فى السينما المصرية.
• صلاح أبو سيف، يوسف شاهين، عاطف سالم وكل هذا الجيل من المبدعين الذين تعاونت معهم، لسه فى أمل فى جيل جديد من المخرجين؟
- الشباب هم الحل ومن الجيل الآخر هناك خالد يوسف ومجدى أحمد على، يقدمون أعمالا تحترم عقلية المشاهد ولكن أملى فى الجيل الجديد من الشباب أكبر من أملى فى مجدى وخالد فهذا الجيل هو الذى سيقدم التيار الجديد من السينما.
فالسينما هى مرآة وانعكاس لواقع نعيشه والسينما الحديثة يجب أن تستمر ونحن لدينا جيل قديم من المبدعين صنع نهضة سينمائية تساوى أى نهضة سينمائية فى العالم كله أفلام مثل «باب الحديد، الزوجة الثانية»، وغيرهما ولكن أملى الأكبر فى الجيل الجديد والشباب .
• تحول نجوم السينما مؤخرا إلى الشاشة الصغيرة، هل هذه خطوة إيجابية أم أنها قد تضر بالسنيما؟
- يضحك ويقول: «خليهم يروحوا للتليفزيون»، خلاص الناس عايزة نجوم جديدة وهذا يتيح فرصة للشباب للمشاركة فى أعمال سينمائية وتجارب جديدة شباب ممثلين ومخرجين ومديرى تصوير، فالشباب ستكون مشاكلهم واحدة ورؤيتهم واحدة سيعطونا سينما جديدة مش الستارز القدام، الناس زهقت.
• بعد هذا المشوار المشرف وتاريخ صنعته، كيف يقيم رمسيس مرزوق نفسه الآن؟
- أشعر أننى أديت واجبى وقدمت فنا أنا راض عنه، وأحاول أن أستمر لآن الفنان لا يجب أن يجلس فى البيت أو يترك فنه وإبداعه، ومازال لدى ما أقدمه ولم أنته مما لدى ومازال لدى أحلامى فكل شىء يقوم به الإنسان مهما تقدم فى العمر يكون لها شعور مختلف وإحساس عما سبقها من خبرات وتجارب، كل تجربة بطعم مميز وجديد وهذا يتحقق فى كل عمل أقدمه.
• ذكريات
• ذكريات لن ينساها رمسيس مرزوق؟
- كل ذكريات عمرى مع نجوم عملت معهم، كل ذكرياتى مع السينما الجيدة لا يمكن أن تنسى ومع عباقرة السنيما «كمال الشيخ، صلاح أبوسيف، يوسف شاهين»، والعظيمة فاتن حمامة، تحية كاريوكا وهند رستم وتعاونى مع كل هذا الجيل وأخرجنا للنور أعمالا عظيمة تركت علامة فى تاريخ السينما المصرية.
• أكثر لقب تفتخر به؟
- أفرح بكل ما يطلق على من ألقاب، «عميد التصوير السينمائى، فرعون الكاميرا، ساحر الكاميرا»، كلها ألقاب أسعد بها بعد هذا المشوار.
• حلمك للسينما المصرية؟
- الشباب وسأظل أرددها فكلمة السر فى هذا الجيل من الشباب، هم من سيغير وسيصنعون اتجاها خاصا بهم.•