الخميس 3 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

سالم الشربينى: أطالب بوزارة للحرف التراثية على غرار دول المغرب العربى

سالم الشربينى: أطالب بوزارة للحرف التراثية على غرار دول المغرب العربى
سالم الشربينى: أطالب بوزارة للحرف التراثية على غرار دول المغرب العربى


نشأت القصور المتخصصة منذ الثمانينيات لهدف راق هو حمل راية الفن والإبداع بكل مجالاته وتنمية الذوق الفنى والمحافظة على التراث المصرى متمثلاً فى الحرف التقليدية التى تعكس الهوية فى بيئات مصر المختلفة.. خريطة هذه القصور والمشاكل التى تواجهها كانت محور حديثنا مع الإعلامى سالم الشربينى، رئيس إدارة القصور المتخصصة التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة.. خاصة أنه يتبنى مشروعا قوميا يتمنى تحقيقه على أرض الواقع لجعل هذه الصناعات التراثية مصدر دخل للدولة وتستوعب طاقات الشباب والأهم من ذلك أن تحافظ على هذه الصناعات من الاندثار...

• بداية القصور وعددها
• حدثنا عن فكرة القصور المتخصصة وما يميزها عن القصور العامة للثقافة؟وكم عددها؟
- الإدارة العامة للقصور المتخصصة ولدت من رحم الهيئة العامة لقصور الثقافة بعد صدور القرار رقم 63 سنة 89 بتحويل الثقافة الجماهيرية إلى هيئة بقصور ثقافية تتنوع ما بين مكتبة وقصر وصل عددها لـ 576 موقعا ثقافيا على مستوى الجمهورية يتنوع بين مكتبة.. وبيت.. وقصر، وجاءت لتطوير العمل بالقصور الثقافية العامة، لتقدم جميع الأنشطة فى مجال العمال، والمرأة والشباب، والأطفال، وأى شيء متعلق بالثقافة والفنون وهى فكرة الوزير الأسبق فاروق حسنى وكانت وقتها تجربة جديدة وكل العالم كان يتجه نحو التخصص وفى أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات تأسست خمسة قصور متخصصة منها قصر ثقافة النيل، قصر السينما وتطورت القصور لقصر للريحانى وسط البلد، قصر الغورى للتراث، لقصر التذوق الفنى والموسيقى فى الإسكندرية إلى قصر الشرفا للحرف البيئية للفلاح المصرى بعد ذلك قصر الطفل فى جاردن سيتى وقصر الطفل كفر طصفا واكتملت ووصلت لتسعة قصور متخصصة تقدم ثقافة نوعية متخصصة فى مجالات الطفل للطفل فقط، موجهة له من 6 سنوات إلى 12 ومن12 إلى 18 سنة فيها كل فنون الطفل من فرق فنية مسرح، مراسم نشاط ثقافى أمسيات محاضرات على مستوى الفئة العمرية بنشاط متخصص.. وقصر سينما الثقافة الفنية يعرض الفن السابع ويستضيف النجوم ويقدم دورات الإخراج والمونتاج وفنون السينما متخصص فيها فقط وأيضا مشاريع تخرج لمعاهد السينما.
قصر الإبداع الفنى فى 6 أكتوبر به ورش الخط العربى والطرق على النحاس والزجاج المعشق والنحت الأركيت وهو فكرة الدكتور طه حسين الذى كان الرئيس الأسبق للثقافة الجماهيرية.
هذا عن القاهرة.. وهناك قصر الثقافة العمالية بالقليوبية لرعاية واكتشاف المواهب من العمال وبه نادى المرأة، لزوجة العامل وبه نادى الأدب للموهوبين من العمال وفيه صالون أدبى أسبوعى به حركة مسرحية ناهضة هو مسرح شبرا الخيمة الحر و 6 فرق مسرحية وفرقة الأراجوز المصرى وفرقة كورال ذوى الاحتياجات الخاصة فرقة موسيقى عربية، التنورة، مسرح طفل لأبناء العمال فهو متخصص فى تقديم الثقافة للعمال وأسرهم وبه سينما أيضا.. وهناك أيضا قصر الشرفا تابع للقناطر الخيرية وهو فكرة شيخ البنائين حسن فتحى يقدم تراث الفلاح المصرى وبيئته فى متحف للفلاح به الكليم والخزف والفخار والجريد طورنا ودخلنا أركيت زجاج معشق طورنا قصر الطفل فى كفر شكر قليوبية وبه أيضا وحدة رسوم متحركة.
قصر التذوق الفنى المسرحى سيدى جابر فى الإسكندرية به نوادى مشاهدة ومراسم وفنون شعبية تحصد جوائز عالمية وفرقة كورال أطفال وكبار موسيقى عربية وبه صالونات بأسماء الرموز الثقافية والأدبى وهى كيان شهرى والعديد من أنشطة تطوير التذوق الفنى، وهناك قصر الطفل فى أسيوط قصر أحمد بهاء الدين قائمين بالفعل وافق مجلس إدارة الهيئة منذ 2012 على انضمام أسيوط الجديدة للصناعات الشعبية والتراثية والأزياء أسيوط الجديدة وهناك قصر الخزف بالوادى الجديد والأزياء الشعبية.
هذه الثقافة الخاصة المميزة لكل بيئة تتم عن طريق دراسات إدارة معنية بالدراسات والبحوث عن الاحتياج الثقافى وتحقيق الإشباع الثقافى لكل مكان ولكل بيئة.. وعن طريق استخدام أطلس للمأثورات الشعبية فالبيئة اليدوية غير الساحلية.. لكن تجتمع القصور فى رسالتها وهى تعميق وترسيخ الخدمة الثقافية فى كل مكان بشكل متخصص وتأدية رسالته بفاعلية وهناك أجندة سنوية لمناشط الهيئة والمناسبات القومية ونشارك بالفرق الفنية والمعارض ونشارك فى جميع المحافل وآخرها كان مهرجان الشباب العربى فى شرم الشيخ.
• تعدد فى الجهات ولا تنسيق بينها
• هناك أكثر من جهة تهتم بالحرف التراثية المصرية فهناك مركز تحديث الصناعة.. وإدارة الحرف التقليدية والتراثية التابعة لقطاع الفنون التشكيلية .. لماذا لا يتم التنسيق بينكم  لتوحيد الجهود والحفاظ على الصناعات الحرفية والتراثية؟؟
- تتعدد الجهات فى مصر وتتناثر ولا رابط بينهما والبروتوكولات كلها ورقية لا تنفذ على أرض الواقع فيتبع بالفعل قطاع الفنون التشكيلية وهناك مركز الفسطاط ومركز الحياة بعين حلوان واندهشت عندما ذهبت بيت السنارى ووجدت معرضا لوزارة الآثار أيضا فعندها مركز لإنتاج الحرف التقليدية وكذلك بوزارة الصناعة مجلس أعلى للتصدير مهتم بالحرف لو جمعنا كل هذه الجهات المعنية بالحرف التراثية تحت كيان رسمى واحد كقطاع أو مجلس أعلى أو وزارة للحرف على غرار دول المغرب العربى فهذه الوزارة ستحقق مليارات وسيتم توفير المواد الخام لها خاصة أن مثل تلك الحرف ممكن أن تتم فى بيت فلا تحتاج إلى مصانع كبيرة مثلاً، ويؤمن على الحرفى وتكون له نقابة وتؤخذ منتجاته تسوقها وهكذا.
• اللوائح والبيروقراطية وغياب الفكر التطويرى
• ما هو مدى رضاك عن أداء القصور المتخصصة؟ وما هى أهم المشاكل التى تواجهكم؟
- «أشغل منصبى منذ ثلاث سنوات ونسبة رضائى لا تزيد عن 50% والسبب فى ذلك عدم توفير الاحتياجاتات اللوجيستية من مواد خام ومعدات والصيانة أو الترميم وعندنا مشكلة الحماية المدنية من أكبر المشكلات والحاجة لأماكن مجهزة للحفظ وتوثيق الحرف ونحتاج أفران للخزف وأنوال ودواليب.. كلها مشكلات تواجهنا ببيروقراطية ونقابل برد «مفيش فلوس» كذلك الحرفيون عندما يحالون على المعاش واستدعيهم للورش بمقابل أجر زهيد يجعله يفضل أن يجلس فى بيته ليبدع طبقا نحاسيا يبيعه بثلاثة الآف جنيه فى الحسين عن أخذ مقابل فى الورشة لا يتعدى 50جنيها! «وأظل أتحايل عليه» ليوافق لأننا ملتزمون بلوائح مكبلة تجعل شيوخ المهنة الحرفيين قاعدين فى بيوتهم شغالين لحسابهم.
وكل المشاركات تكون حسب المناسبات.. ولكن فى لائحة القصور العامة للثقافة كان هناك بند بتقديم منتج مجانى لا يباع وتخيلى مصدر الدخل إذا بعنا هذه المنتجات للسياح الذين يبهرون بهذه الإبداعات التراثية..
• هناك العديد من الجمعيات التى تهتم بهذه الحرف ومستعدة لتقديم الدعم المادى ما الذى يعرقل وصول الحرف التراثية لنطاق أوسع؟
- لنتحايل على لائحة الهيئة وندعم إدارة التسويق أسست جمعيات مشهرة فى التضامن الاجتماعى جمعية رواد قصر الإبداع الفنى، جمعية لقصر الشرفا ليكون فيه تمويل من الجمعية بأعضائها باشتراكاتها وتشترى المنتجات إلى عمله والمقابل يقتطع منه حافز 25% للحرفى و25% للقصر تستخدم فى الصيانة والترميم، هذه الجمعيات لم تفعل بشكل قوى والكوادر ما زالت تفتقد فكر العمل الأهلى ولدينا200جمعية مشهرة للمواقع الثقافية لكن حديثة ما زلنا نشحذ الهمم لتقوم ويفعل دورها.. وهناك الرقابة الإدارية والجهاز المركزى للحاسبات وكم روتين هائل وعندما أبيع المنتج العائد يذهب لموازنة الدولة وعندما أطلب دعما من وزارة المالية فأمامى رحلة طويلة للحصول على الدعم، أما الجمعية عندها دفتر يؤيد ووصل للبيع، وترد ثمنه وتعطى هامش ربح للحرفى وللقصر، والجمعية عليها دور آخر فى إقامة المنافذ وتنظيم أو المشاركة فى المهرجانات، ولكن بيتضارب معانا إدارة التسويق معظم الوقت.
• وماذا عن الجاليات المصرية فى الخارج ودعواتها بإقامة معروضات بالخارج للتسويق لمنتجاتنا التراثية خاصة أن الأجانب يُبهرون بها؟؟
- يجب أن نتلقى جوابا عن طريق العلاقات الثقافية الخارجية بالوزارة  للسفر.. وهناك مشروع تقدمت به للتطوير.. لدينا300 فرقة فنية تمثل مصر فى مهرجانات دولية من الممكن أن يرافق الفرق المسافرة مندوبون لمعرض يقام أثناء تواجد الفرقة فى البلد الأجنبى وتباع منتجاتنا فى المعرض.. لكن للأسف هذه الأفكار التطويرية غير موجودة فى دولاب العمل ولو الفكر موجود فآلية التنفيذ غير موجودة وتكون العقبة الأساسية هى العقبة المادية.
• مشروع قومى
• هل فى ظل بطء الخطوات والروتين من الممكن لهذه الصناعات أن تندثر؟ وما هو المشروع الذى تقدمت به لحل هذه المشكلات؟
- حاسس بخطورة طول الوقت وشاعر بالمسئولية ونحتاج لقرار سيادى من الرئيس أو مجلس النواب فدولاب العمل الإدارى مهلك لا توجد حرية إدارية، والحماية المدنية كارثة مع أن الهيئة أخذت خطوات ولكن جهاز المشروعات الوطنية يأخذ وقتاً طويلا للمعاينة وأخذ مقايسة وإجراءات طويلة جداً ولمنع المهنة من الاندثار يمكن بالتعاون مع جمعية أو صندوق التنمية الثقافية الذى يدعم المشروعات الثقافية فى مصر أن يتم تدريب الشباب وتنظم منهجية لتخريج جيل على يد شيوخ المهنة ليكون جيل يسلم جيل أصغر هذه الحرف التراثية.. ولكن الفكر الحكومى فى التسويق غير الخاص للأسف لا يخطو بنا للأمام.. والمشروع الذى أتقدم به لرئيس الجمهورية فى إيجاز هو مشروع تطوير من أهم المشروعات التى تتبناها الهيئة العامة لقصور الثقافة متمثلة فى الإدارة العامة للقصور المتخصصة تصبح الحرف والمهن التقليدية مشروعا قوميا لتوفير فرص عمل للشباب ومحاربة البطالة نستهدف شباب مصر خريجى الجامعات كالفنون التطبيقية والفنون الجميلة، وكلية التربية الفنية، والإعلام التربوى، والثانويات الصناعية، ومعاهد صناعية، والمتسربين من التعليم، ونفتح قصورنا كمراكز للتدريب والتعليم والإنتاج، ثم نأخد منتجاتهم ونسوقها عن طريق تقديم وسيط كالصندوق الاجتماعى للتنمية، يعطى دعم للشاب الآلات والمعدات ونستضيفه عندنا ثلاث سنوات يكون قد سدد القرض ويذهب لمشروعه.. ونستوعب مجموعة أخرى وهكذا.. لو تحقق ذلك مع تضافر كل الجهات المعنية فى مجال الحرف التقليدية ويصبح قطاعا واحدا أو وزارة لها هيكلة وميزانية لن يصبح مجرد جهود شخصية كما يحدث الآن، سيدر دخلا بالمليارات كما حدث فى تجربة المغرب العربى.
ولو قبل اقتراحى سننفتح على العالم ويتم التنسيق مع الوزارات الأخرى مثل وزارة السياحة أو والشباب ووزارة التربية والتعليم بما عندهم من مدارس صناعية مجهزة وعندما نشارك فى كل المناشط بمنتجاتنا التى تتميز بمواصفات لا تضاهيها أخرى جمالا، ويتم الأخذ بالتوصيات للربط بين المنهجية وأسلوب علمى والاستفادة بأساتذة الجامعة الذين يشاركونا المؤتمرات ستتضافر الجهود لمشروع قومى لتوفير فرص للشباب لاستقطابهم ويتحقق المردود الاقتصادى وكذلك الاجتماعى والسياسى والبيئى الصحى النفسى فعندى 17ألف موظف فى الثقافة الجماهيرية معظمهم بطالة راكدة غير منتجين وقلة هى عندها رؤية وإبداع.. رفعنا المشروع للوزير أيام جابر عصفور ومحمد صابر عرب لكل القطاعات فى قطاع وتعديل اللوائح واستقطاب الشباب وعمل تدريب تحويلى سواء اللى بيعانى من بطالة مقنعة أو لمن لم يجد فرصة عمل، وأفتح القصور التابعة للفنون التشكيلية وتجتمع وزارة الآثار وغرف الصناعة ومركز تحديث الصناعة وأجمعهم ويأتى مصممو فنون تطبيقية برؤية علمية منهجية.. ولكن لم يبت أحد فى الموضوع.•