الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أيام فى تاريخ مصر

أيام فى تاريخ مصر
أيام فى تاريخ مصر


عندما يأتى تاريخ مهم فى أذهاننا نتذكر تلك الأيام بحلوها ومرها، وكانت أيام كثيرة فى السنين من عام 2011 إلى 2014 وقد دونت الكاتبة الكبيرة «وفية خيري» تلك الأحداث من 25 يناير 2011 إلى يونيو 2014 فى كتابين مهمين لتهدى للبشرية تلك الأيام فى كتابين بعنوان «يوميات الثورة بعيون أم مصرية» والثانى «يوميات ما بعد الثورة فى عيون فتاة مصرية».

• يعنى إيه كلمة وطن؟!
بدأت الكاتبة «وفية خيري» الكتاب الأول بهذا العنوان وتتساءل: هل هو أرض.. مكان.. حدود.. لم أتصور أنى أحب وطنى كل هذا الحب وأنا أكتب يوما بيوم عن أحداث الثورة هاجمنى هاجس أننى يمكن أن أفقد هذا الوطن فبكيت.. كيف أفقده، وهل هناك معنى لإنسان بلا وطن؟.. فعندما قامت الثورة بدأ الوطن يتمزق، وظهرت فئات غريبة من البشر أمسكت بزمام الأمور وعاثت فى الأرض فسادا.. ليس هذا هو الوطن الذى عرفناه إننى أخاف عليه.. وهذا ما هدانى لكتابة يوميات الثورة الأولى ثم كتابة يوميات الثورة الثانية.
• اليوميات
استطاعت الكاتبة «وفية خيري» أن تدون ثورة يناير 2011 منذ اليوم الأول يوم عيد الشرطة 25 يناير الذى تحتفل به الدولة كل عام منذ منتصف خمسينيات القرن الماضى.. حتى تعيد الكاتبة إلى ذهن الناس الأحداث التى حدثت منذ بداية اندلاع المظاهرات «ضد الشرطة» التى قام بها الشباب لينكدوا عليهم وذكريات بطولتهم ضد الإنجليز فى مدينة الإسماعيلية، «وهذه حكاية أخري» وكعادة الثورات يندس بين المتظاهرين البلطجية والحرامية ويقومون بتكسير المحلات ونهب البضائع ولا بد أن يقمع البوليس مثل هذه الأفعال من الدخلاء على الثوار.. وكان لا بد أن تفرض حكومة البلاد حظر التجوال، وأيضا استدعاء الجيش لمساعدة الشرطة فى وقف تلك الأفعال المحطمة فى كل بلاد مصر.. كانت المظاهرات ضد نظام الحكم أى نظام «حسنى مبارك» وقد انضم إلى الشباب كل من وقع عليه الظلم خلال تلك السنوات وظل ميدان التحرير يستقبل آلاف المتظاهرين.
• أحداث مؤسفة
تتابع الكاتبة يومياتها باسم أم مصرية بسرد الأحداث المؤسفة التى وقعت خلال تلك الأيام فى يناير 2011 وأصبحت البلاد تعيش فى حالة فوضى وانتشار عصابات مختلفة.. ولم يوف «حسنى مبارك» بمطالب الثوار بالتنحى عن الحكم إلى أن زحف الشباب إلى قصر الرئاسة فشعر بالخطر وأعلن تنحيه.. لتسود فرحة فى البلاد.
وتدون الكاتبة فى يومياتها أنه مع بداية ثورة يناير لم يوجد فارق بين مسلم وقبطى فقد نزل الجميع إلى الميدان ثم بدأت تظهر الطائفية فى عدة مناطق بأعمال تخريب وحرق الكنائس كما أحرقوا المجمع العلمى.
وتكتب عن الانتخابات ليعود عمل مجلس الشعب وتسير البلاد حياتها الطبيعية وتأتى النتيجة باكتساح جماعة الإخوان وأصبحت الأغلبية فى المجلس.. لقد أعتقد الشباب أو ضلل من ناحيتهم فانتخبوهم على أنهم سيحققون لهم مطالبهم وبعد شهور انكشف أمرهم فى انتخابات رئيس الجمهورية فقد فاز اثنان من عدة أسماء الإخوانى «محمد مرسي» و«أحمد شفيق» الذى كان من قبل وزيرا.. وبالإعادة أسقطوه.. أى الإخوان ليصبح «مرسي» رئيسا للبلاد لذلك بدأت المظاهرات من جديد.
• أمريكا أرادت الثورة فوضي
فقد اتضح من زيارة السيدة «هيلارى كيلنتون» لمصر وهى المرشحة لرئاسة أمريكا أنها جاءت لتؤيد الإخوان.. فعادت المظـاهرات وكذلك الفوضى، بين مؤيدين ومعارضين للإخوان.. وتمر شهور عام 2012 ويطالب معظم الشعب بإسقاط الإخوان.. لقد تحمل الشعب عاما كاملا من حكمهم ثم ثار.. بدافع من حركة «تمرد» التى دعت بسحب الثقة من «مرسي» أى من الإخوان لما قاموا به من عبث فى أمور مصر عامة.. وتنضم الشرطة إلى الشعب كما تنضم القوات المسلحة، فأصدرت بيانا تمهل فيه «مرسي» مدة 48 ساعة لكى يستجيب لمطالب الشعب وإلا سوف تقوم القوات المسلحة بتقديم خارطة الطريق تحدد فيها الفترة المقبلة.. وانتهت المدة ولم يفعل شيئا سوى إلقاء خطاب أعلن فيه خارطة الطريق، وتم التحفظ على «مرسي» وعدد من قيادات الإخوان.
ومع تتبع تلك الأحداث
حاول أنصار «مرسي» اقتحام مقر الحرس الجمهورى مما اضطر القوات المسلحة منهم واستجاب الشعب إلى منح الجيش تفويضا للقضاء على الإرهاب ونزلوا إلى الميادين للتعبير عن تأييدهم.. وقام الإخوان بأعمال عدائية للشعب فهاجموا عدة وزارات ومنعوا سير المترو واحتشدوا بميدانى رابعة العدوية بمدينة نصر، وميدان النهضة أمام جامعة القاهرة.. وظل ذلك الاعتصام خمسة وأربعين يوما ولم يكن اعتصاما سلميا فقد فوجئت قوات الجيش والشرطة بوابل من الرصاص ينهال عليهم عندما اقتحموا مقار المعتصمين، فى تلك المناطق الحيوية وتعطيل الناس عن أعمالهم وخوفهم من مغادرة بيوتهم.. وكان لا بد من فض تلك الفوضى حتى لا يهتز كيان الدولة.
• خطة لحرق مصر
لقد تسربت إلى المخابرات المصرية وثيقة مهمة عن اجتماع فى ألمانيا بين الإخوان وأمريكا وتركيا وقطر وإسرائيل لوضع خطة لتدمير مصر وتقسيمها إلى دويلات بإنشاء إمارة إسلامية فى سيناء، ودولة قبطية فى الصعيد وإقليم قناة السويس، والإسهام فى تنفيذ بناء سد النهضة بإثيوبيا لمنع مياه النيل عن مصر.. وكانت دعوة الاجتماع من الإخوان المسلمين فى ألمانيا باعتبارهم ثانى أكبر مستثمر هناك، وكانت تلك الدعوة لتهديد الشعب المصرى بحرق مصر، ردا على إحباط خطط الإخوان فى الوصول إلى الحكم.
وتتساءل الكاتبة «وفية خيري»: هل يعنى تموت مصر؟.. هل كان أحد يتصور أن كل ذلك سوف يجرى بعد تساقط قادة الإخوان لكن هل أراد الله أن تخوض آلام الوضع لكى تولد مصر القوية العظيمة؟ ومهما يحدث بعد ذلك من محاولات الإخوان لزعزعة أمن مصر فسوف يحميها الله من كيد الكائدين.
وقد أنهت الكاتبة اليوميات الأولى فى سبتمبر 2013 لتبدأ بعدها باليوميات الثانية «ما بعد الثورة» وتتضمن ثورة 30 يونيو 2013 بأحداث تلك الفترة فى تاريخ مصر.. وتنتهى اليوميات فى الكتاب الثانى يوم 8 يونيو 2014 بعد انتخاب السيسى رئيسا للجمهورية.
فى يوم خالد من تاريخ مصر أقسم الرئيس السيسى اليمين الدستورية أمام المحكمة الدستورية العليا ثم انتقل الحضور إلى قصر الاتحادية لتنصيب السيسى رئيسا لمصر فى حضور مندوبين للعديد من الدول العربية والأفريقية والأوروبية وتم تسليم السلطة بالتوقيع على وثيقة وقع عليها الرئيس السابق المستشار عدلى منصور بانتهاء فترة رئاسته المؤقتة منذ التحفظ على مرسى إلى أن تمت انتخابات الرئاسة بفوز السيسى.. ووقع على الوثيقة ليتسلم رئاسة الجمهورية وهو تقليد يتبع لأول مرة فى مصر.
يوميات ثورة يناير 2011 ثم ثورة يونيو 2013 أيام مهمة فى تاريخ مصر.. أشكر الكاتبة «وفية خيري» لتوثيقها حتى لا ينساهما من عاشهما وحتى يعرفهما من لم يعشهما من الأجيال القادمة. •