الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

رباعيات الخيام

رباعيات الخيام
رباعيات الخيام


سمعت صوتا هاتفا فى السحر     نادى من الغيب رفات البشر
هبوا املأوا كأس المنى قبل أن     تملأ كأس العمر كف القدر
لا تشغل البال بماضى الزمان     ولا بآت العيش قبل الأوان
وأغنم من الحاضر لذاته     فليس فى طبع الليالى الأمان
غد بظهر الغيب واليوم لى     وكم يخيب الظن فى المقبل
ولست بالغافل حتى أرى     جمال دنياى ولا اجتلى
القلب قد أضناه عشق الجمال     والصدر قد ضاق بما لا يقال
يا رب هل يرضيك هذا الظما     والماء ينساب أمامى زلال
أولى بهذا القلب أن يخفقا     وفى ضرام الحب أن يحرقا
ما أضيع اليوم الذى مر بى     من غير أن أهوى وأن أعشقا
أفق خفيف الظل هذا السحر     نادى دع النوم وناغ الوتر
فما أطال النوم عمرا ولا     قصر فى الأعمار طول السهر
فكم تولى الليل بعد النهار     وطال بالأنجم هذا المدار
فامش الهوينا إن هذا الثرى     من أعين ساحرة الأحورار
لا توحش النفس بخوف الظنون     واغنم من الحاضر أمن اليقين
فقد تساوى فى الثرى راحل     غدا وماض من ألوف السنين
اطفئ لظى القلب بشهد الرضاب     فإنما الأيام مثل السحاب
وعيشنا طيف خيال فنل     حظك منه قبل فوت الشباب
لبست ثوب العيش لم أستشر     وحرت فيه بين شتى الفكر
وسوف أنضو الثوب عنى ولم     أدرك لماذا جئت أين المفر
يا من يحار الفهم فى قدرتك     وتطلب النفس حمى طاعتك
اسكرنى الإثم ولكننى     صحوت بالآمال فى رحمتك
إن لم أكن أخلصت فى طاعتك     فإننى أطمع فى رحمتك
وإنما يشفع لى أننى     قد عشت لا أشرك فى وحدتك
تخفى عن الناس سنا طلعتك     وكل مافى الكون من صنعتك
فأنت مجلاه وأنت الذى     ترى بديع الصنع فى آيتك
إن تفصل القطرة من بحرها     ففى مداه منتهى أمرها
تقاربت يا رب ما بيننا     مسافة البعد على قدرها
يا عالم الأسرار علم اليقين     يا كاشف الضر عن البائسين
يا قابل الأعذار عدنا إلى     ظلك فأقبل توبة التائبين