الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الفنان انتصار عبدالفتاح: تراثنا التاريخى منتج ثقافى ننشر به السلام

الفنان انتصار عبدالفتاح:  تراثنا التاريخى منتج ثقافى ننشر به السلام
الفنان انتصار عبدالفتاح: تراثنا التاريخى منتج ثقافى ننشر به السلام


إيمانه بالشخصية المصرية والمحافظة على تراثها التاريخى واهتمامه بالتواصل الإنسانى ومفهوم السلام بين الشعوب وسط هذا الجو الاضطرابى الذى نعيشه الآن، جعل الفنان (انتصار عبدالفتاح) رئيس ومؤسس مهرجان سماع الدولى ومهرجان الطبول الدولى ينشغل بكيفية توظيف فنون وثقافات الشعوب المتنوعة واستخدام الحوار الإنسانى فى التأكيد على جوهر الأديان من خلال حوار الفنون المختلفة ليكون هذا هو مشروعه الأكبر.
بدءًا بتأسيس فرقة (رسالة سلام) مرورا (بمهرجان سماع) وصولا إلى (ملتقى الأديان) ومازالت مراحله الفنية مستمرة لن تنتهى ليجعل من إبداعاته منتجًا ثقافيًا مصريًا نصدره للخارج ليطلق معه رسالة سلام من مصر إلى العالم لتؤكد على سماحة وحضارة الشخصية المصرية.
تحقق حلمه وأصبحت الفكرة واقعًا ملموسًا.. يصحبنا معه فى رحلة أشبه بقداس صوفى تمتزج فيه الأصوات وتتناغم لتخلق عالماً أوسع أفقاً وأكثر رحابة فى معزوفة كونية رائعة تعبر عن روح المحبة والتسامح والسلام، استفاد من دراسته بمعهد الكونسير فتوار بأكاديمية الفنون ثم قام بالالتحاق بدراسات عليا فى معهد الفنون المسرحية وحصل على درجة الماجستير فى العلوم الموسيقية من بولندا. لكنه لم يكتف بدراسته الأكاديمية بل اعتبر أن الدراسات الميدانية هى الأهم فذهب إلى القرى والأقاليم بحثاً عن مراده ولثقل تجربته، كما تميز كمخرج مسرحى وحصل على أكثر من جائزة دولية عن أعماله واستفاد من خبراته هذه فى دمج الفنون لإخراج مشروعه الدولى.
• عن مراحل مشروعه المختلفة حدثنا عبدالفتاح بداية عن نشاطه فى (مركز إبداع قبة الغوري) قائلا:
لأنى مهتم بجوهر الأديان الذى يؤكد على المحبة والتسامح ونشر ثقافة السلام ونبذ العنف فقد وضعت لنشاط مركز إبداع  ( قبة الغوري) التابع لقطاع صندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة فلسفة خاصة تتلخص فى إحياء التراث المصرى القبطى والإسلامى والحفاظ على الهوية المصرية من خلال فنونها متمثلة فى فنون القاهرة التاريخية وحوار فنون ثقافات الشعوب المختلفة. وتعد قبة الغورى جزءًا أساسيًا من نشاطى الفنى وأقيم فيها أكثر من 35 ورشة دولية لذا فقد أصبحت مركزًا دوليًا. وفيها بدأت أولى مراحلى وكانت كل مرحلة منها توصل أو تدفع إلى الأخرى .
وفى المرحلة الأولى بدأت بالتراث الخاص بالشخصية المصرية عندما أنشأت فرقة ( سماع للإنشاد الصوفى والموسيقى الروحية ) عام 2006م من خلال ورشة (منشد) بقبة الغورى  تحت رعاية قطاع صندوق التنمية الثقافية  وهى أول مدرسة لتعليم أصول الإنشاد وفيها ذهبت إلى الأقاليم والقرى بحثاً عن الأصوات والمواهب فى هذا المجال. والتى قامت بتخريج أجيال مختلفة من الأصوات المتميزة على مدار ثمانى سنوات . ثم بدأت فى التجهيز للمرحلة الثانية عام 2007 عندما تقدمت بطلب لقداسة البابا شنودة بضم مجموعة من الشمامسة الى الفرقة (فرقة التراتيل والألحان القبطية) وبدوره وافق على الفور، كما قمت أيضا بضم مجموعة من طلاب الازهر من إندونيسيا (فرقة إندونيسيا للإنشاد) ومجموعة اخرى من الأصوات الأوبرالية (فرقة الترانيم الكنائسية أكابيلا)  وعندما اكتملت عام 2008 سميتها بفرقة (رسالة سلام) والتى نجحت بشكل كبير من خلال الحفلات التى أقيمت بمركز إبداع قبة الغورى. كما توسع نشاطها للخارج فأقمنا حفلات عدة فى كبرى كنائس أوروبا مثل (كنيسة فيينا)، وكنيسة (سان جيرمان) بباريس وأيضا (مسرح اليونسكو) فى فرنسا وحفلات كثيرة فى بلاد أخرى مثل ألمانيا والصين وغيرهما.
كما تم لأول مرة تأسيس فرقة براعم سماع للأطفال (رسالة سلام) عام 2013م والتى تجمع بين التراث الإسلامى والقبطى ومازالت المدرسة مستمرة لاحتضان المواهب المتميزة من أقاليم مصر المختلفة والدول العربية. 
• عن تأسيسه لمهرجان «سماع» الدولى للإنشاد والموسيقى الروحية والهدف منه قال عبدالفتاح:
أثناء حفلات فرقة (رسالة سلام) بالخارج  كنت أدعو الفرق المماثلة فى كل بلد للانضمام إلينا فى الحفل، ومع ازدياد عدد الفرق الخارجية جاءت فكرة المرحلة الثالثة (مهرجان سماع) منذ ثمانى سنوات وتوالت دوراته السنوية بمصر فى شهر سبتمبر من كل عام، على أن يضم فرقًا تشارك من كل أنحاء العالم (أفريقيا، آسيا، أوروبا، أستراليا، الأمريكتان). ويهدف المهرجان فى الأساس إلى إتاحة الفرصة للتعرف على التراث الدينى بأشكاله المختلفة فى العالم أجمع مستغلاً رغبة الكثير من الفرق الدولية فى الانضمام له وأيضا الانضمام لفرقة رسالة سلام. كما أن افتتاحه يتزامن مع اليوم العالمى للسلام فى 21 سبتمبر، أما ختامه فيتزامن مع اليوم العالمى للسياحة فى 27 من نفس الشهر لذا جاء اختيار أماكن فعاليات المهرجان لتكون بمثابة ترويج سياحى لأشهر الأماكن التاريخية الاثرية فى القاهرة القديمة مثل (قبة الغورى، قلعة صلاح الدين، شارع المعز) وبعض الأماكن الثقافية كساحة الهناجر بدار الأوبرا المصرية.
ولأن مهرجانًا دوليًا ناجحًا وكبيرًا بهذا الشكل لابد له من جهات راعية ومنظمة فقد أشاد عبدالفتاح بدور وزارة الثقافة ممثلة فى قطاع العلاقات الثقافية الخارجية وقطاع صندوق التنمية الثقافية من خلال المركز الدولى للإنشاد والموسيقى الروحية فى قبة الغورى، وأيضا بالتعاون مع وزارة السياحة ممثلة فى الهيئة العامة للتنشيط السياحى ووزارة الشباب والرياضة لتتضافر جهود الوزارات السابقة بالتعاون مع مؤسسة حوار لفنون ثقافات الشعوب.
• من أصوات الإنسان إلى قرع الطبول حدثنا عبدالفتاح عن مرحلة جديدة بتأسيسه «للمهرجان الدولى للطبول والفنون التراثية» قائلا:
يعد مهرجان الطبول استكمالاً لما سبق لكن مع اختلاف المنتج المقدم كشكل آخر من إحياء فن تراثى مختلف لاستثمار الطاقات التى نملكها. عمر المهرجان حتى الآن ثلاث دورات ويقام فى شهر أبريل من كل عام. فيه بدأت محطتى الأولى عام 1990م فى الغوص فى أعماق شخصية مصر التراثية بحثا فى حواريها وشوارعها وأقاليمها المختلفة عن تفردها وعبقريتها والتى ظهرت من خلال رصدى لكل أشكال الفنون التراثية والتى تزخر بها مصر. ويعد المهرجان منتجًا ثقافيًا فريدًا من نوعه حيث يتجاوز عدد الدول المشاركة فى المهرجان أكثر من 20 دولة تقدم كل منها ثقافة جديدة وثرية للجمهور المصرى ما بين ايقاع إثيوبى ومكسيكى وكورى خاصة مع المشاركة المتميزة من خلال التعاون مع أفريقيا لما تتمتع فى هذا المجال . كما يتم المهرجان تحت رعاية نفس الجهات الراعية لمهرجان سماع.
جاء (ملتقى الأديان) ليمثل المرحلة الرابعة من المراحل الإبداعية للفنان انتصار عبدالفتاح وبالتأكيد لن تكون الأخيرة؛ حدثنا عنه وكيف أنه يختلف عن مهرجان سماع موضحاً :
يعد الملتقى امتدادا لمهرجان سماع لكنه بصيغة (صلاة) لذا فقد جاء اختيارى لإقامته فى سانت كاترين لأنها أرض مباركة وملتقى الأديان وفيها تجمع أصحاب الديانات السماوية  (اليهودية والمسيحية والإسلامية) ولأن طبيعة المكان دينية ومن يذهب إليها يذهب للصلاة فهى تعطى معنى أكبر وعمقًا أكثر للمفهوم الدينى كما أن كل زوايا المكان ممتلئة بالروحانيات. ومن هنا جاء شعار الملتقى فى دورته الأولى فى ديسمبر الماضى (هنا نصلى معا) وسوف يكرم فى دوراته القادمة أهم الرموز الدينية على مستوى العالم. •