الأربعاء 30 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

فى برد الشتاء.. أكثر من داء.. وله دواء

فى برد الشتاء.. أكثر من داء.. وله دواء
فى برد الشتاء.. أكثر من داء.. وله دواء


من دكتور لدكتور كعب داير، هذا هو حال معظم الناس فى الشتاء، فمرة دور برد ومرة كحة ومرة سخونة.
وأصبح الشتاء ومع قصر فترته بالمقارنة بالصيف ضيفا ثقيلا على معظم البيوت خاصة مع وجود أطفال فى الأسرة.. لجأت للأطباء خلال السطور القادمة لأتعرف على أمراض الشتاء وكيفية الوقاية منها وما هى أكثر الفئات المعرضة للأمراض وكذلك الأغذية المرتبطة بالشتاء وأكثرها تقوية للمناعة.
 
البداية مع الدكتور محمود عبدالمجيد مدير مستشفى الصدر بالعباسية وبدأت بسؤاله عن الزكام الأكثر انتشاراً والذى قلما نستطيع الهرب منه فى هذا البرد وما هى باقى الأمراض المرتبطة بالشتاء... يقول الدكتور محمود إن نزلات البرد والإنفلونزا موجودة فى الصيف لكنها تزداد فى الشتاء بسبب زيادة احتمالات حدوث العدوى عندما يتجمع الناس فى مكان واحد مغلق، حيث تنقل العدوى بسهولة وبسرعة لذا يجب الحرص على التهوية فى مكان العمل والمنزل وعدم إغلاق جميع النوافذ، الإصابة دون عدوى تكون عن طريق الخروج من المكان الدافئ كالمنزل والعمل إلى الشارع البارد، فيحدث تقلص شديد فى شعيرات الدم التى تصل إلى غشاء الأنف الداخلى، فتنخفض مناعته ويصبح فريسة سهلة للميكروب أو الفيروس. 
السبب فى انتشار الزكام هو أن هناك أكثر من 200 نوع من فيروسات تسبب الزكام وهو لا يسبب ارتفاع الحرارة عادة أو الشعور بالتعب أو بآلام الجسد أو الصداع، لكنه يؤدى إلى سيلان الأنف والعطاس وألم الحلق والسعال والشعور بضيق فى التنفس، وفى بعض الحالات قد ينتج عنه التهاب الجيوب الأنفية ما يؤدى إلى التهاب الأذن، والوقاية من الزكام عملياً شبه مستحيلة فهى تنتشر كالنار فى الهشيم فور إصابة أحد أفراد العائلة بها، لكن يمكن غسل اليدين بشكل دورى، وتجنب التواجد فى أماكن مغلقة مزدحمة أو بالقرب من شخص مريض. وخلال الطقس البارد يجب الحرص على عدم الانتقال من مكان دافئ إلى آخر بارد بشكل مباشر، ويمكن شرب الماء لتبريد الجسد قليلاً قبل الخروج.
• الزكام والإنفلونزا
يضيف الدكتور محمود: يعتقد البعض أن الزكام والإنفلونزا اسمان لمرض واحد، لكنهما فى الواقع يختلفان رغم تشابه بعض الأعراض، يصعب التفريق بينهما فى المراحل الأولى لكن حدة المرض هى العامل الحاسم، فأعراض الإنفلونزا أشد وأقوى، وخلافاً للزكام فإن فيروس الإنفلونزا ثلاثة أنواع «أ، و، ب، وسى» ويترافق عادة مع الحمى والصداع والتعب والشعور بآلام فى الجسم والسعال الحاد، أما سيلان الأنف فقد يظهر عند البعض وقد لا يظهر، مضاعفات الإنفلونزا هى الالتهاب الرئوى وفشل الجهاز التنفسى وحتى الموت، ينتمى للعائلة «أ» إنفلونزا الطيور وفيروس إنفلونزا الخنازير. 
للوقاية يجب الحرص على غسل اليدين بشكل دائم، واستخدام المناديل عندما تعطس أو تسعل. وفى حال مرض أحد أفراد العائلة يجب عدم مشاركة حاجياتك كالصابون أو المنشفة معه، ومن طرق الوقاية الفعالة الحصول على لقاح الإنفلونزا مع بداية فصل الشتاء.
هناك أيضاً التهاب الحلق ويعرف أيضاً بالتهاب البلعوم، وينتج عادة عن الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية تسبب تهيجاً فى الأنسجة المحيطة بالحلق، ما يؤدى إلى الشعور بالألم، تكثر الإصابة به فى الشتاء، ويرتبط بعدد من المسببات له وهى التهابات الجهاز التنفسى كالزكام والإنفلونزا، تزول عادة أعراض المرض خلال أسبوع من دون تدخل طبى، لكن فى حال استمرت لأكثر من ذلك فيجب مراجعة الطبيب، الوقاية من التهاب الحلق هى نفس الخطوات التى يجب اتباعها للوقاية من الإنفلونزا والزكام، التى ذكرناها.
الربو لأن الهواء البارد يحفز نوبات الربو بشكل كبير، وتصبح الحالة أسوأ حين يصاب المريض بالزكام أو الإنفلونزا، الربو هو التهاب مزمن فى الشعب الهوائية، وتتزايد نوبات الربو بشكل كبير خلال الشتاء خلافاً لما هو معتقد، لأن الهواء البارد يعمل على تحفيز المنبهات العصبية فى الرئة التى بدورها تفعّل عملية الالتهاب وبالتالى تضيق القصبات، بالإضافة إلى الزكام والإنفلونزا والنزلات الصدرية فإن أنظمة التدفئة المنزلية تحفز نوبات الربو. 
آلام المفاصل تتزايد حدة الآلام عند المصابين بالتهاب المفاصل خلال فصل الشتاء، مع الإشارة إلى أن الطقس البارد لا يتسبب بأى شكل من الأشكال بالتهاب المفاصل.
ومع انخفاض درجات الحرارة تصبح المفاصل أكثر تصلباً، ما يؤدى إلى الشعور بالألم، كما أن الحالة النفسية تلعب دورها، فعدد كبير من الأشخاص يصابون بالاكتئاب خلال فصل الشتاء، ما يجعلهم أكثر حساسية للألم، لذلك فإن ممارسة الرياضة قد تحسن الحالة النفسية والبدنية، والسباحة مثالية لمن يعانون من التهاب المفاصل.
قرحة البرد هى بثور صغيرة ممتلئة بسائل شفاف تتشكل حول الفم أو الأنف وعلى الذقن، يتسبب فيروس الهربس البسيط بقرحة البرودة، ومن الفيروسات المعدية التى تنتقل عن طريق الاتصال المباشر بجلد المصاب، أسبابها متعددة ومنها الإنفلونزا والتهابات الجهاز التنفسى والتعرض للرياح الباردة والإجهاد العاطفى أو الجسدى.
تشفى عادة من تلقاء نفسها خلال 7إلي10 أيام، ويمكن الاستعانة بكريمات ومراهم طبية وقد يتطلب علاجها الأدوية المضادة  للفيروسات، للوقاية منها يجب العمل على تخفيف حدة التوتر النفسى والعاطفى، والقيام بنشاطات تبعد شبح الاكتئاب الشتوى.
النوبات القلبية فترتفع معدلات الإصابة بالنوبات القلبية بشكل كبير خلال فصل الشتاء، لأن الطقس البارد يسبب ضيق الأوعية الدموية ما يسبب ارتفاعاً فى ضغط الدم وبالتالى إنهاك القلب، فى المقابل فإن ضخ الدماء إلى أطراف الجسم للحفاظ على درجة الحرارة تضعف عضلات القلب.
الأمراض الأخرى كالإنفلونزا والتهابات الجهاز التنفسى تؤدى إلى تمزق اللويحات والتخثرات الدموية ما يحلق الضرر بالشرايين وبالتالى النوبات القلبية.
للوقاية يجب تجنب ممارسة الأنشطة التى تتطلب مجهودات جسدية كبيرة خلال الطقس البارد خصوصاً للذين يعانون من مشاكل قلبية، اختيار الملابس السميكة، والحرص على نظافة اليدين واستخدام المعقمات لتفادى الإصابة بالإنفلونزا وطبعاً مع الحصول على لقاح الإنفلونزا قبل بداية موسم البرد.
جرثومة نوروفيروس تعتبر واحدة من أكثر الجراثيم انتشاراً فى العالم، لكونها شديدة العدوى، وتعرف أيضاً بفيروس الشتاء. صحيح أن انتشارها ليس حكراً على الشتاء لكنها تظهر وتنتشر بشكل كبير خلال الطقس البارد، تصيب المعدة وتسبب التقيؤ والإسهال مع ألم وتشنجات فى المعدة بالإضافة إلى ألم حاد فى العضلات والصداع والعطش الشديد نتيجة فقدان الجسم للسوائل، ينتقل عن طريق الطعام الملوث أو المياه الملوثة، وتستمر الحالة المرضية لبضعة أيام. لا يوجد علاج محدد لها لكن يتم إعطاء المريض مضادات الإسهال والكثير من السوائل، من الحالات التى لا يجب إهمالها، لأن مضاعفاتها تشمل الفشل الكلوى والجفاف وحتى الموت.
للوقاية يجب غسل اليدين خصوصاً بعد قضاء الحاجة، بالإضافة إلى النظافة الشخصية وفى حال أصيب أحد أفراد العائلة فيجب عزله، وعدم استخدام الأدوات التى يستخدمها واستعمال القفازات والأقنعة، مطهرات اليدين لا تجدى نفعاً فى هذه الحالة، لأنها لا تقضى على الجرثومة هذه، لذلك فإن القفازات هى الخيار الوحيد.
• الحوامل والشتاء
«الحوامل تكون مناعتهن ضعيفة لذا تكون عرضة للإصابة بالأمراض وفى نفس الوقت ليس من الجيد تعاطى الأدوية خلال فترة الحمل» هكذا بدأ معى كلامه الدكتور جلال البطوطى استشارى أمراض النساء والولادة ورئيس جمعية طبيب الأسرة وأضاف يجب أن تحافظ المرأة الحامل على نفسها بعدم التواجد فى الأماكن المزدحمة أو التعرض للمصابين بالإنفلونزا وشرب الماء والتركيز على الماء ثم الماء ثم الماء.. وشرب السوائل بكميات كبيرة.. وعدم أخذ أى أدوية قبل استشارة الطبيب لأن هناك أدوية مسموحا بها وأدوية ممنوعة وتشكل خطراً على الجنين.
• روشتة الوقاية للأسرة
ويضيف الدكتور جلال البطوطى رئيس جمعية طبيبى الأسرة روشتة لجميع أفراد الأسرة للوقاية من أمراض الشتاء التى هى أفضل من العلاج:
عدم التعرض للهواء البارد مباشرة فيجب التدرج بداية من تهوية البيت قبل الخروج بفترة.
الاهتمام بالمأكولات الغنية بفيتامين c  لتقوية المناعة مثل البرتقال والموالح والاهتمام بالغذاء الصحى المتوازن.
تناول السلاطة الخضراء والفواكة الطازجة.
ممارسة التمرينات الرياضية.
عدم استعمال أدوات الآخرين لعدم نقل العدوى.
تجديد هواء المنزل أو الغرفة المدرسية أو العمل.
شرب كوب ماء قبل الخروج من المكان.
تنظيف التكييف لأن به ميكروبات تنتشر فى الجو بمجرد تشغيله.
أخذ قسط وافر من النوم.
أخذ تطعيم الإنفلونزا فى سبتمبر للحد من الإصابة.
وعند الإصابة الراحة التامة فى السرير وعدم الخروج ليلاً وتدفئة القدمين مع شرب سوائل ساخنة مثل: القرفة ذ  الزنجبيل ذ  النعناع ذ الشاى الخفيف مع الليمون.
• فى الشتاء ُكل..ولا تأكل
للغذاء أهمية كبيرة فى تدفئة الجسم وزيادة المناعة من أهم الأطعمة والمشروبات التى تنصح بها الدكتورة هاجر عبدالله اخصائية التغذية: الدهون، فالحصول على كمية مناسبة يومياً يحقق توازناً غذائياً سليماً، كما أنها تمد الجسم بالطاقة، ولذلك فمن يتبع ريجيماً قاسياً يشعر دائماً بقشعريرة فى الجسم، كما أن الدهون تقوى العضلات مما يساعد على ممارسة الحركة والرياضة المناسبة للجو البارد، وتمد الدهون الجسم بكمية هائلة من فيتامين «أ»، حيث إنه من الفيتامينات الذائبة فى الدهون وتناول الدهون يساعد على امتصاصها بشكل صحيح.
البروتينات أيضاً لها دور مهم فى مقاومة البرد لأنها مسئولة عن تكوين الأجسام المضادة التى تحمى الجسم من هجوم الميكروبات، خاصة فى فصل الشتاء، وتدخل البروتينات فى تركيب الهرمونات التى تكون على مستوى ثابت فى كل العمليات الحيوية مثل الدورة الدموية، ومستوى التمثيل الغذائى وحرق الدهون، التى من شأنها الحفاظ على درجة حرارة ثابتة خلال فترة البرد، وللحصول على البروتين المثالى يجب تناول نحو06جراماً يومياً تقريباً على أن توزع بين البروتين الحيوانى مثل اللحوم، الدجاج، الأسماك، البيض واللبن، والبروتين النباتى مثل العدس والفول والحمص والبقوليات.
• ومن أهم الأطعمة
الليمون والطماطم والبطاطا من الأطعمة المهمة لاحتوائها على نسبة عالية من موانع الأكسدة ومركبات «البيتاكاماروتين» وفيتامين «ج». كذلك شوربة العدس لأنها تحتوى على نسبة عالية من البروتين، ويفضل إضافة عناصر، مثل الليمون والبهارات لإمداد الجسم بالطاقة والسعرات الحرارية، شوربة الدجاج التى تساعد كثيراً فى مقاومة مختلف أنواع الفيروسات المسببة للزكام وطرد البلغم مع احتوائها على بعض من قطع البصل والثوم الذى يعد من أكثر النباتات مقاومة للبكتيريا والفطريات، وثبتت فعاليته فى مقاومة البرد والعدوى من الأمراض الأخرى مثل السرطان.
شوربة العدس فهو يمد جسم الإنسان بالحرارة وينافس اللحوم فى احتوائه على البروتين، العسل فى تحلية أى شىء وكذلك ملعقة منه على الريق مع ماء دافئ مع قطرات ليمون كفيلة بزيادة المناعة قبل النزول للمدرسة أو العمل.
الخضروات والفواكه الموسمية لفصل الشتاء تساعد فى رفع كفاءة الجهاز المناعى وتساعد على تدفق الدم فى الجسم وتدفئة الجسم كليا لذلك يجب الحرص على تناولها طازجة بشكل يومى.
 الكستناء «أبو فروة» تتوافر  بفصل الشتاء، ويتم شواؤها وأكلها مباشرة، تمد جسم الإنسان بالحرارة وتشعره بالدفء، وقد ارتبطت الكستنا بفصل الشتاء، فهناك العديد من العائلات التى لا يمر فصل الشتاء عليها دون الكستناء.
التمر من الأغذية التى من المهم تناولها فى فصل الشتاء، خاصة أنه يمتلك خاصية «تصنيع الحرارة» فى الجسم، مما يعمل على تدفئته إضافة إلى احتوائه على فيتامين بى «النياسين، والثيامين»، الذي يساعد على صحة الكريات الحمراء، كما يحتوى على المجنيزيوم المفيد لصحة العظام.
السمك فى فصل الشتاء، تقل عادة مستويات فيتامين «د» فى الجسم بسبب قلة تعرض الجسم لأشعة الشمس، فالسمك غنى بفيتامين «د»، وتعتبر السلمون، الماكاريل، التونا، والسردين من أنواع السمك الغنية بفيتامين «د».. وهو أيضاً قادر على تحسين المزاج، فيقلل من أعراض الملل والاكتئاب التى تصيب العديد من الأشخاص فى فصل الشتاء.
القرفة والزنجبيل كمشروب دافئ مع الماء أو الحليب مع ملعقة عسل أو كتوابل على جميع الأطعمة لها دور كبير فى التدفئة وتقوية المناعة وعلاج نزلات البرد.
السحلب هو مشروب له قيمة غذائية عالية، مكونه الأساسى الحليب مع النشا ويتم تزيينه بالمكسرات والقرفة والزنجبيل، لذا فهو شراب ذو قيمة غذائية عالية.
• الأغذية التى يُوصى بتجنبها فى فصل الشتاء:
وتضيف الدكتورة هاجر أنه ليست كل الأغذية تساعد على تدفئة الجسم فهناك أغذية يجب تجنبها فى فصل الشتاء ويجب أن نراعى كمية الأكل عامة فالتخمة تسبب فى تسريع عملية الهضم فتحرق السعرات الحرارية الإضافية التى يحتاجها الجسم للحصول على التدفئة بالإضافة للشعور بالعصبية ومن هذه الأغذية التى يجب تجنبها فى الشتاء الخبز الأبيض -  الخيار - الزبدة بكميات كبيرة -  المشروبات الباردة الغير طبيعية - الأرز والمعكرونة خصوصا فى الليل -رقائق البطاطس المصنعة «الشيبس». •