الأحد 7 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

حبيبة نص الليل: ياأهلا بالشتاء!!

حبيبة نص الليل: ياأهلا بالشتاء!!
حبيبة نص الليل: ياأهلا بالشتاء!!


الغالبية العظمى من الناس  أصبحت تخشى قدوم فصل الشتاء خاصة بعد العامين الماضيين اللذين شهدا موجات صقيع قارسة، بل وأصبحت هذه الفئة تحمل هم توفير وسائل التدفئة سواء داخل المنزل أو خارجه.
فى الوقت الذى توجد فيه شريحة واحدة فقط تعزف منفردة فى الركن البعيد الهادى وترفع شعار «يا أهلا بالشتاء»؛ تنتظر قدومه من العام للعام.. فلمَ تخش برد الشتاء طالما قلبها «دفيان» وعمران بالعشق!!! إنها شريحة «الحَبّيبة».. هذه الفئة التى تعانى ارتفاعا حادا فى حرارة المشاعر طوال العام.. هم العشاق الذى هزم حبهم برد الشتاء وعلا صوت نبضات قلوبهم على صوت الرعد، وكان لهيب أشواقهم أشد من وميض البرق ولا يقل تدفق مشاعرهم عن غزارة سيول ليل شتاء قارس.. هم الذين قال عنهم  الشاعر والكاتب الراحل محمود درويش: «وللحنين فصل مدلل هو الشتاء (...) ومَن لا يملك الحُب، يخشى الشِتاء».
هم السهيرة الذين يجوبون الشوارع والطرقات فى ظل اختفاء الآخرين  تحت البطاطين.. هم أصحاب مكالمات نص الليل.. هم أجرأ من يمارسون الحب تحت المطر.. هم الذين عاشوا وسيعيشون من أجل الحب.
• نبض المشاعر
مصطفى محمد (22 عاما) شاب وسيم بسيط؛ كان يمشى على كوبرى قصر النيل يمسك بيد صديقته سألته: «إيه اللى منزلك فى عز البرد والجو تراب»؟!.. فأجاب بمنتهى البساطة: «عادى.. حسيت إنى عايز أشوفها فقررت إنى أنزل..!!».. عدت لأسأله: «مش كنت تفكر ثانيتين قبل ما تنزلوا فى الجو ده ؟!..»؛ فرد بمنتهى الثبات والثقة: «اللى بيحب حد قوى مش بيفكر فى ظروف أو وقت عشان ينزل يشوف حبيبه».. فوقفت صامتة متأملة  حماسه وعمق كلماته.. ترى هذا عنفوان الشباب و«فتحة الصدر» التى لا تعبأ بأى شىء أو أى طقس، أم  هو فعلا الحب الحقيقى الذى  يجعل أى حبيب ينسى كل ما ومن حوله.. لا يخشى بردا أو حتى صقيع.. فقط يسمع دقات قلبه ونبض مشاعره ويلبى النداء فى الحال.. رجعت لأسأله مجددا: «وكيف تقضيان وقتكما على الكورنيش فى عز البرد..؟!» فرد على باسما: «نمشى على الكورنيش ونشرب حمص الشام ونتكلم كثيرا.. المهم نكون سوا وأشوفها هو ده الغرض من الخروج..!!»
• مباركة ربانية
أما شيماء حبيبة مصطفى  (19 عاما) سألتها: «ألا تخشين أن تنزلى فى هذا الجو؟!» فردت بمنتهى الجرأة: «لا شىء يخيفنى طول ما أنا مع مصطفى.. إذا كان الجو صقيعا أشعر معه بدفء الكون كله.. إذا كانت الدنيا تمطر أعتبرها مباركة ربانية لحبنا..!! سألتها: «كل هذا الحب تكنينه له؟!» أجابتنى بعينيها قبل أن تنطق شفتاها: «كلمة حب أقل بكثير مما أشعر به تجاهه.. فنظرت إليه وهى تحدثنى قائلة: «هو أحن إنسان وأطيب قلب ورجل بمعنى الكلمة».. فسألتها بابتسامة خبيثة: يعنى «الحلبسة» بتدفى أكثر ولا مصطفى؟!».. فأخفقت رأسها وردت وعلى وجنتيها حمرة الخجل: «لا، مصطفى طبعا.. كلماته وإحساسه يحاصرانى بهالة تشع كل دفء العالم وحرارته..!!»
• تيه العشق
«لو الواحد ماخرجش مع حبيبته فى الشتاء هايخرج امتى؟!»؛ هكذا قال أسامة فوزى (27 عاما) طبيب أسنان... واستطرد قائلا: «الشتاء هو فصل الحب.. فما أجمل هذا الوقت بالتحديد من العام للتعبير عن الحب.. فقاطعته متسائلة: «وهل لا يجوز التعبير عن الحب فى فصول العام الأخرى؟!».. فأجابنى:  «الحب لا يعرف وقتا للتعبير عنه ولكن أزهى وأحلى أوقات العام تعبيرا عن هذا الشعور - فى وجهة نظري- هو هذا الفصل.. لا أعرف سببا لذلك، ولكن فقط المناخ العام من برد ومطر وسير فى الطرقات فى عز الصقيع كل ذلك له مذاق خاص.. فنحن مثلا لا نستطيع أن نسير هياما أنا وحبيبتى فى فصل الصيف.. «تلزيق بقى وعرق».. فأسعد الأوقات إلى هى تلك التى واعدت فيها حبيبتى تحت المطر.. وقتها أشعر فعلا بأننى بطل  كلمات أغنية الملك محمد منير: «قاعدين فى تيه العشق هايمين هيام.. رايحين وجايين والشوارع نيام.. الحب حلم وبس و لا بصحيح.. والدنيا حلوة وشمس ولا غيام».
• أنا والشتاء
أما بالنسبة لميرنا محمود (32 عاما) محاسبة بأحد البنوك الحكومية: «عشت أنا والشتاء حالات عديدة ما بين الحب والهجر.. ما بين الدفء والبرود.. حالات مختلفة بقدر ما كان فيها من لحظات حلوة  بقدر ما مرت فيها لحظات مرارتها علقم.. ولكن الشىء الأكيد أننى كنت ومازلت أستمتع بكل لحظة.. فسألتها:  «نستطيع القول إنك كنت فى كل شتاء كانت لك قصة؟!» فأجابتنى ضاحكة: «بالتأكيد.. أنا قلبى كبير وفى كل شتاء بيحب كتير...!! الحقيقة أننى عشت كل مراحل عمرى واختبرت مشاعر حب الطفولة والمراهقة والنضوج.. لى مع الشتاء صولات وجولات وقصص وحكايات تكتب فى مجلدات.. أنا من الفتيات التى كانت تنتظر أن ينام أبى وأمى كى آخذ تليفون المنزل وأحب حتى الفجر.. أنا من الفتيات اللاتى خرجن مع حبيبها تتمشى على الكورنيش وتأكل الترمس والذرة والصميت والدُقة وتشرب حمص الشام والسحلب.. أنا من الفتيات اللاتى ركبن الحنطور وجابت كل منطقة النيل.. أنا من اللاتى تنزهت تحت المطر وشعرت بدفء الدنيا كلها.. أنا أيضا من اللاتى خرجن فى الكافيهات والديسكوهات وعشن الحب بكل صوره وأشكاله.. أنا فتاة طبيعية تعشق الحب وعندما يبدأ الشتاء ويرسل نسائمه يبدأ حنينى يزيد لأطعم رشفة قهوة مع من أحب فى كافيه على كورنيش الإسكندرية وزخات المطر تتساقط على نوافذ المحل.. وتبدأ ذكرياتى مع هذا الفصل تتوالى واحدة تلو الأخرى لأعيش من جديد فى كل هذه الحالات الممتعة.
• الدفء بالحب
 «أنا القهاوى والشوارع تعرفنى والشتاء والحب والمطر؛ هكذا قال شادى مهنى (30 عاما) مهندس كهرباء بإحدى الشركات الخاصة وهو يضحك وأكمل قائلا:  «إيه أحلى من إنك تهيئ لنفسك  الوقت الرومانسى: ليل شتاء قارس؛ قطرات المطر تتساقط على نافذة زجاجية لكافيه يقدم المشروبات الساخنة وفى وجهك الفتاة التى تحبها.. نحتسى المشروبات ولا نفعل شيئا سوى أن أنظر إليها فتبادلنى النظرات.. تهمس أعيننا بأحاسيس قلوبنا ومع دقات الموسيقى الهادئة أجذب يدها وأراقصها وأحضنها وشفتى فى أذنيها هامسا لها بأسمى معانى الغرام والعشق.. فما أجمل السهر فى الشتاء مع الحبيب.. فإذا كانت ليالى الشتاء باردة  قاسية على الناس فهى ليست كذلك بالنسبة لى.. ليتهم يحبون كى يشعروا معنى الدفء بحرارة الحب.
• فصل الحب
وبالنسبة لمى محسن (25 عاما) وتعمل بقسم التنمية البشرية بإحدى الشركات تقول: «ليت كل فصول العام كالشتاء.. فكل ذكرياتى بدأت فى هذا الفصل.. تعرفت على حبيبى فى أوائل شتاء عام 2013 وظللت طوال شهور الشتاء «نحب فى بعض» حتى تأكدت من مشاعرى وتمت خطبتى والشتاء ذاته من العام التالى تم زواجنا.. فالشتاء بالنسبة لى فصل الحب والرومانسية.. وسألتها: «ماذا عن ذكرياتك مع حبيبك فى هذا الفصل؟!».. فأجابتنى بعد تنهيدة طويلة: «هاه.. كلها ذكريات جميلة.. أذكر جيدا أنه كثيرا ما تنزهنا تحت المطر على كورنيش الإسكندرية وكان يضمنى إلى صدره كى يحمينى من شدة المطر.. أذكر أيضا أن القبلة الأولى كانت أيضا تحت شجرة تقطر فروعها بزخات المطر العذبة.. أذكر أيضا أننى فى يوم نزلت أسير فى الشارع وكنت حزينة لأننى تشاجرت مع خطيبى ومن كثرة حزنى ودموعى التى أغرقت عيونى ووجهى فكدت لا أرى الناس أو السيارات.. وفى لحظة سهو قررت أن أعبر الطريق والسيارات كانت مسرعة وفى اللحظة التى خطوت فيها أولى خطواتى نحو قارعة الطريق وجدت يدا تجذبنى بشدة وتضمنى بعنف إنه كان خطيبى يطلب منى السماح وقتها هطلت الأمطار بكثرة كأنها إشارة ربانية من مباركة الله لهذا الحب.•