الإثنين 9 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

المجند عبد الرحمن المتولى.. الشهيد الحى

المجند عبد الرحمن المتولى.. الشهيد الحى
المجند عبد الرحمن المتولى.. الشهيد الحى


يا شهيد!! أتسمح لى أن أمر ببابك؟.. أتقبلنى لحظة فى رحابك.. لأقرأ بين يديك اعتذارى.. لأحرق فى الكلمات الحزينة عارى.
مجند عبد الرحمن محمد متولى رمضان.. شاب لم يكن يتجاوز عمره الواحد والعشرين، حينما استشهد برصاص الغدر فى «كمين الرفاعى بسيناء» يوم 2-7- 2015.. لم يجد أغلى من روحه يقدمها لوطنه فداء، يستحق أن يتوج بطلا لعام 2015. فمن منا يتخيل نفسه مصابًا بطلق نارى، ولا يأبه له وينطلق كأسد يقاتل فى بسالة وإقدام، ويردى اثنى عشر إرهابيا وحده، ثم يسقط شهيدا تزفه الملائكة للقاء وجه ربه الكريم.
لم تكن حياة عبد الرحمن سهلة أو يسيرة. فقد ولد بإحدى القرى فى المنصورة لأسرة بسيطة  تتكون من أب وأم وثلاثة أشقاء، كان هو الأصغر بينهم، ومع ذلك، فقد كان رجلا مسئولاً، فبمجرد أن وصل للمرحلة الثانوية عمل فى محل تجارى كان ينفق منه على الأسرة.
كان حلمه أن يكون مهندسا، فالتحق بالمعهد الفنى الصناعى بالمحلة الكبرى، لكن مجموعه فى المعهد لم يؤهله لذلك، فقرر أن يتطوع فى التجنيد، وبعد انتهاء فترة التدريب تم اختياره لكى يخدم بسيناء، لكنه لم يخبر أحدا من أسرته بذلك باستثناء والده لكى لا يقلقون عليه.. فى صبيحة يوم الأربعاء يوم الحادث، استيقظ عبدالرحمن وأخبر زملاءه عن أنه حلم أن المنصورة كلها تجرى خلفه عند مسجد النصر، وأخبرهم فى حال استشهاده يطلبون من أسرته أن يشيعوا جثمانه من هذا المسجد، وقد كان.
 شهد قائد كتيبته بكمين «الرفاعي» كيف تحامل المجند الشاب على نفسه بعد إصابته، وثابر حتى قتل 12 إرهابيا، فبعد أن تبادل عبد الرحمن وزملاؤه النيران معهم، أصيب الشهيد فى جانبه، لكنه لم يسقط وتماسك، واستمر فى إطلاق النار، وأسقط اثنى عشر إرهابيا قبل أن يصاب برصاصة فى جبينه، رفعته شهيدا للسماء.
 الحقيقة الشهيد عبد الرحمن لم يكن الأول، ولن يكون الأخير، فهناك المئات على غرار عبد الرحمن وهبوا حياتهم للوطن، وأقسموا على النصر، أو الشهادة، يستحقون منا سلام سلاح.
فسلام سلاح لهم، ولكل جندى مجهول لم نكن نعرفه حتى سقط شهيدا وهو يدافع عنا فى سيناء، أو على الحدود.. يحمى الأرض والعرض، فكلهم أبطال، وجنود مجهولون، وكلهم شهداء فى حب مصر.•