مجدي يعقوب أسطورة الطب

هيام هداية
الإنسان مجدي يعقوب، إنه ابن النيل الذى لم يعرف مشرط جراحته يوما دينا ولا لونا، ولا اسما ولا نوعا، إنما فقط كان طبيبا جعل من نفسه خادما للإنسانية حتى أصبح واحدا من أشهر ستة جراحين للقلب فى العالم، وثانى طبيب يقوم بزراعة قلب بعد كريستيان برنارد عام 1967.
تمكن «يعقوب مصر» من إجراء أول عملية جراحية لزراعة القلب عام 1980، ونجح نجاحاً باهراً فى مجال زراعة القلب والرئة، ثم زراعة الاثنين معًا عام 1986. تدرج ابن الشرقية الذى ينتمى لعائلة تنحدر أصولها من أسيوط. درس الطب بجامعة القاهرة وتعلم فى شيكاغو، ثم انتقل إلى بريطانيا فى عام 1962 ليعمل بمستشفى الصدر بلندن ثم أصبح أخصائى جراحات القلب والرئتين فى مستشفى هارفيلد (من 1969 إلى 2001) ومدير قسم الأبحاث العلمية والتعليم (منذ عام 1992). ثم عين أستاذاً فى المعهد القومى للقلب والرئة فى عام 1986. واهتم بتطوير تقنيات جراحات نقل القلب منذ عام 1967. فى عام 1980 قام بعملية نقل قلب للمريض دريك موريس والذى أصبح أطول مريض نقل قلب أوروبى على قيد الحياة حتى موته فى يوليو 2005. وكان من بين المشاهير الذين أجرى لهم عمليات الكوميدى البريطانى إريك موركامب. ومنحته الملكة إليزابيث الثانية لقب فارس فى عام 1992 ويطلق عليه فى الإعلام البريطانى لقب ملك القلوب.
منحته جمعية القلب الأمريكية بشيكاغو لقب أسطورة الطب فى العالم ومنحته أيضاً وسام الاستحقاق الرفيع تقديراً لجهوده فى خدمة العلم والإنسانية.
كما ساهم فى إنشاء مؤسسة «سلاسل الأمل» للأعمال الخيرية عام 1995، التى كانت تقدم خدمات إنسانية لمرضى القلب من الأطفال فى العديد من الدول النامية.
وبينما تفتح بلدان العالم شرقا وغربا ذراعيها لاحتضان «يعقوب»، إلا أنه لم يكن يرضى لنفسه وطنا ولا أرضا غير مصر. التى لم تغب عن فكره أبدًا مهما طاف وجال فى أنحاء العالم، فكان حريصا دوما على إجراء العمليات الجراحية مجاناً فى زياراته الخاطفة إليها، خاصة للأطفال.
وهكذا استمر عطاؤه متدفقا كابتساماته الحانية. حتى قرر هذا المواطن المصرى «مجدي يعقوب» إنشاء مركز لجراحات القلب فى أسوان لعلاج الحالات الحرجة ولغير القادرين. •