الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

لم يعد حلم التعمير والتنمية مستحيلا

لم يعد حلم  التعمير والتنمية مستحيلا
لم يعد حلم التعمير والتنمية مستحيلا


لم يعد تعمير سيناء وتنميتها تنمية حقيقية حلما مستحيلا، بل يمكن تحقيقه فى ظل الجهود التى تبذلها مؤسسة الرئاسة وجهاتها المعنية ومحافظو مطروح وشمال وجنوب سيناء، للاستفادة من الموارد والثروات الطبيعية التى تتمتع بها وجذب الاستثمارات المختلفة لتنفيذ المشروعات التنموية بأرض الفيروز التى عانت فى فترات سابقة من التهميش والنسيان.

«شمس البوادي» رصدت هذه الجهود التى أثمرت عن تعاون بنّاء بين جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة وشركة مصر سيناء للتنمية الصناعية والاستثمار التى أسسها مجموعة من أبناء سيناء، كما سجلت آراء مستثمرى سيناء وعواقلها وشيوخها.
مشروعات تنموية بالمحافظات الحدودية
فى البداية، قال رئيس جهاز مشروعات الخدمة الوطنية اللواء مصطفى أمين: «إن الجهاز يعطى عناية خاصة لإقامة مشروعات تنموية بمحافظات شمال وجنوب سيناء جنوب الوادى والمحافظات الحدودية بما يساعد على تنمية هذه المحافظات وجذب الاستثمارات إليها، مضيفُا: «لن ندخر أى جهد لتنمية سيناء وكل إمكانيات القوات المسلحة تحت أمر أبناء سيناء لتعويض ما وقع فيها من إهمال عبر السنوات السابقة».
دور الجهاز
وأشار إلى دور جهاز مشروعات الخدمة الوطنية فى المعاونة فى خلق فرص عمل لشباب الخريجين بالمشروعات المنفذة بالإضافة إلى التدريب والتأهيل لخلق كوادر متخصصة من العمالة فى جميع مجالات العمل.
وأوضح اللواء أمين أن التعاون القائم بين الجهاز وشركة مصر سيناء للتنمية الصناعية والاستثمار يستهدف إنشاء أربعة مُجمعات صناعية خاصة بإنتاج الرخام فى مناطق مختلفة بسيناء، كاشفا النقاب عن بدء العمل فى المُجمع الأول بجبل سحابة الذى سيوفر طاقة إنتاجية تقدر بنحو 40 ألف متر مسطح من الرخام.
وبيّن رئيس جهاز مشروعات الخدمة الوطنية أن مجمعات إنتاج الرخام الأربعة فى سيناء ستوفر ما يزيد على خمسة آلاف فرصة عمل لأبناء سيناء بالإضافة إلى عشرة آلاف فرصة عمل غير مباشرة فى جميع المجالات المرتبطة بهذا النشاط.
ولفت الانتباه إلى أن جهاز مشروعات الخدمة الوطنية سيشارك مع شركة مصر سيناء للتنمية الصناعية والاستثمار فى مشروع إنتاج خام الملح الصناعى بإنتاجية تبلغ نصف مليون طن سنويا بملاحات سهل الطينة، والبردويل.
والتقط أطراف الحديث، الخبير فى صناعة الرخام محمد درغام الذى استعرض مقومات سيناء وما بها من جبال رخام، منها جبل سحابة وغيره من الجبال الأخرى التى تحتوى على أفضل رخام فى العالم.
ونوه درغام إلى أن سيناء بها ودائع لم تفتح، وآن الأوان لاستخراجها، وأن تتحول سيناء لمركز لصناعة الرخام، مقترحا فكرة بناء مشروعات صغيرة للشباب على بقايا الرخام.
الاستثمار فى سيناء
فيما اعتبر مستثمرو سيناء أن مثل هذه المشروعات التنموية التى يتم تنفيذها فى سيناء، ستساهم فى جهود مكافحة الإرهاب بالنظر إلى ما توفره من فرص عمل وما تتيحه من أوضاع اقتصادية واجتماعية أفضل لأبناء وأهالى سيناء .
وأعرب عضو جمعيتى مستثمرى جنوب سيناء ومرسى علم الدكتور عاطف عبداللطيف عن أمله فى زيادة الدفع بعملية التنمية فى سيناء باعتبارها البقعة الغالية من تراب مصر.
أما عواقل وشيوخ سيناء فعبروا عن امتنانهم للاهتمام الذى تحرص الدولة على إيلائه لسيناء، والذى تجلى فى العديد من المظاهر التى تشمل تحقيق الاستقرار والأمن لأهلها، فضلاً عن إدراجها كأولوية متقدمة على خطة الدولة للتنمية الشاملة.
 وقال اللواء مصطفى أمين: لقد آن الأوان لتنمية الجزء الغالى من وطننا وكلنا حريصون على سيناء وأهلها، ولفت إلى أن مصنع العريش للأسمنت التابع للقوات المسلحة كان غرضه توفير فرص عمل لأبناء سيناء باعتبارهم خط الدفاع الأول، وأشار إلى أنه سيتم وضع خطة عمل متكاملة للبدء فى تنفيذ سلسلة مشروعات فى مختلف المجالات والاستفادة من ثروات سيناء، وأعلن اللواء مصطفى أمين عن تشكيل لجنة تضم كلا من المهندس إبراهيم العرجانى والمهندس أحمد القصلى والمحاسب محمد حسن درغام والمهندس ماهر الكاشف للتنسيق لإنشاء مصنعى ملح ورخام مع قيادة الجهاز وسيتم فى أول اجتماع، بحث دراسات المصانع من جانبه رحب اللواء محسن بسادة رئيس قطاع التعدين بالوفد معتبرا أن المرحلة القادمة ستشهد تحركا فعليا على أرض الواقع وسيتم زيارة مواقع المصانع ميدانيا، وبحث الدراسات المقدمة من الشركة، واستعرض مع الحضور إمكانيات محافظة شمال سيناء وكيفية الاستفادة من ثرواتها قائلا: كلنا تحت أمر أهل سيناء، واعتبر أن الرمال السوداء والملح والرخام من أبرز ثروات سيناء، وسيتم التنسيق من أجل الانطلاق بسلسلة مشروعات فى سيناء.
الثقة فى المشروعات
 المهندس إبراهيم العرجانى رئيس مجلس إدارة شركة مصر سيناء قال إن 60% من أعمال حفر قناة السويس الجديدة قامت به شركات من سيناء، بخلاف العمل فى توريد الدبش للقناة ورصف طرق وإصلاح أراض زراعية والعمل فى مختلف المواقع فى مصر، وضع حجر الأساس وأضاف أن كل سيناء تنتظر تفعيل بروتوكول التعاون وتنتظر بناء مصانع لتشغيل الشباب وإعادة الحياة لسيناء ،وكلنا ثقة فى تنفيذ المشروعات بسرعة حتى يرى الأهالى المصانع على الأرض متوقعا أن يتم وضع حجر أساسها خلال أيام أو على أقصى تقدير فى احتفالات أكتوبر القادم يضع حجر أساسها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وجه إبراهيم العرجانى الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى الذى دعم الشراكة بين جهاز الخدمة الوطنية والشركة على أن يتم الاتفاق على نسبة الشراكة مستقبلا، قائلا: «لولا الرئيس ما جلسنا الآن فى جهاز الخدمة الوطنية لبناء المصانع وتنفيذ تكليفاته من أجل سيناء كلها»، وقال: نريد أن ننفذ ما وعد به الرئيس من بناء مصانع واستغلال ثروات سيناء من أجل مصر وليس من أجل مكاسب فقط، ومستعدون لأن نواصل العمل لإنجاز هذا الأمر.. وفى كلمته قال المهندس أحمد القصلى إن الشركة تسعى للانتهاء من بروتوكول التعاون مع القوات المسلحة حتى يعطى طمأنينة للمساهمين ويفتح الباب لمزيد من المساهمات، وبدلا من وجود 100مليون حاليا يتم زيادتها إلى 500مليون لبناء مصانع ونريد أن يكون جهاز الخدمة الوطنية داعما لنا، وقال ما نقدمه لا نبغى به ربحا وإنما لخدمة أهلنا فى سيناء لأن أرض مصر غالية ومساهمتنا ملموسة فى حفر قناة السويس من خلال 13 شركة من سيناء ونخشى على الشباب من التطرف لعدم وجود فرص عمل، كما استعرض أحمد القصلى دراسات بناء مصانع ملح ورخام وقال إن مصنع الملح الواحد يتكلف 22.7 مليون جنيه وأرباحه السنوية 104 ملايين، ويوفر 700 فرصة عمل مباشرة وينتج 500 ألف طن سنويا وحال بناء 5 مصانع تتكلف 113.5 مليون جنيه توفر 3500 فرصة عمل مباشرة ومثلها غير مباشرة وتربح 521 مليون سنويا، لافتا إلى توفر الملح فى شرق التفريعة وفى بئر العبد، كما استعرض بناء 5 مصانع رخام بتكلفة نحو 300 مليون جنيه توفر 3 آلاف فرصة عمل وأرباحها السنوية تصل لـ150 مليون جنيه.
وقال المهندس ماهر الكاشف إنه شرف للشركة أن تتعاون مع الجهاز الوطني، وطالب بأن يسند لها أعمال غسيل 23 ألف فدان بشرق التفريعة والاستفادة مما فيها من ملح من خلال تخصيص قطعة أرض لغسيل التربة وتصفية الملح، واستعرض إمكانيات سيناء فى الملح وكيفية تصنيعه من الملح العادى حتى الملح الطبي، وطالب بالاهتمام بالثروة السمكية ببحيرة البردويل وتطويرها وتطيرها أيضا، وبحث بناء مصنع «صودا إش» للاستفادة من كل الملح الموجود متوقعا أن تكون مصر من أول 5 دول إنتاجا خلال 3 سنوات بإنتاج 8 ملايين طن سنويا.•