النواب الجدد: دروس خصوصية فى الإتيكيت والبروتوكول والتكنولوجيا

ليست نكتة ولا مضيعة للوقت ولا موضوعاً يقبل المزايدة، النواب الجدد فى البرلمان يتلقون التدريبات حول قواعد الإتيكيت والبروتوكول الدولى وأساسيات العمل البرلمانى، فالمتابع للحياة البرلمانية فى الأعوام الماضية يجد أن بعض الاستجوابات كانت لا ترقى إلى طلب إحاطة أو سؤال، فالاستجواب لكى يأتى أثره، ينبغى على مقدمه أن يكون متسلحاً بأدوات نجاحه من أسانيد تؤيد اتهامه.
ولكن التجارب السابقة كشفت عن أن بعض النواب لا يستطيعون التفرقة بين طلب الإحاطة والاستجواب.. لذلك فالتدريب البرلمانى للأعضاء ليس نكتة ولا إهدارا للوقت والجهد كما زعم البعض لكنه ضرورة ملحة لأن أزمة النواب هى عدم تلقى التدريب والتوعية الكافية على العمل البرلمانى.
وقد عقدت الأمانة العامة لمجلس النواب لقاءً تعارفيًا مع أعضاء البرلمان، الذين نجحوا فى المرحلة الأولى وبصدد عقد لقاءات أخرى مع نواب المرحلة الثانية بهدف التواصل بين النواب الجدد والأمانة العامة، بالإضافة إلى التعريف بآلية عمل المجلس واختصاصاته التشريعية والرقابية والمالية، والكيانات المعاونة للنواب فى القيام بدورهم البرلمانى.
ومن المقرر أن يتم عقد عدة ورش عمل متخصصة للنواب الجدد، حول جلسة الإجراءات الافتتاحية، والإجراءات التشريعية، والتواصل الإلكترونى بين النواب والأمانة العامة وكذلك شرح آلية التعامل مع أجهزة التصويت الإلكترونى..
• إتيكيت وبروتوكول
وتناولت الدورات التدريبية عدة موضوعات أهمها:
تدريب النواب على قواعد الإتيكيت والبروتوكول الدولى، وتضمنت شرحاً للنواب الجدد حول طريقة الحديث ونبرة الصوت، وطريقة الملبس والمظهر الخارجى، وطريقة الحركة بما يليق بوضع ودور نائب البرلمان، خاصة خلال اللقاءات والسفريات الخارجية والمهمة.
أيضا تناولت الدورات قراءة فى الدستور واللائحة وآليات التواصل البرلمانى المجتمعى.
من ضمن الموضوعات التى كانت تطرح حولها النقاشات هى فنون الإتيكيت الدولى بما لا يخالف عقيدة ودين النائب.
•صندوق البريد
صناديق البريد الخاصة بالنواب والمتواجدة فى المجلس والتى كان يقبل الأعضاء على فتحها قبل كل جلسة من الأشياء المهددة بالانقراض خلال الفترات المقبلة، فسيتم إحلال الرسائل الإلكترونية  محل صناديق البريد للتواصل مع الأعضاء لمعرفة مواعيد الجلسات وتبادل الأوراق المهمة عبر التابلت كبديل عن صندوق الرسائل للنائب.
أيضا تم تدريب المعاقين من الأعضاء وتم تخصيص حمامات مناسبة لهم داخل المجلس وتم تأهيل موظفى المجلس للتعامل معهم، فالكل يريد من هذا المجلس أن يؤدى عمله بشكل مختلف وفقا لآليات العصر الجديد، فضلا عن أن هذا البرلمان أكثر البرلمانات أهمية وأكثرها تعقيداً، حيث يأتى بعد ثورتين فى ظل دستور جديد، وهذا البرلمان مطالَب بتطبيق الدستور الجديد، وهذا يعنى أن المنظومة التشريعية سيتم تغييرها، وهناك قوانين بعينها على البرلمان أن يناقشها ويقرها، وهناك أجندة تشريعية مزدحمة تنتظر البرلمان المقبل، وهذا يحتاج إلى نائب واعٍ ومدرَّب على الأدوات التشريعية كاقتراح القوانين، والمساهمة فى مناقشتها وإقرارها، وكذلك التعرف على الأدوات الرقابية واشتراطات إعمالها، فنحن كلنا نريد نائبا يقدر أهمية دوره وعلى درجة من المسئولية والتدريب، مما يجعله قادراً على استخدام أدواته البرلمانية، وعلى التشريع ومراجعة القوانين والقرارات والتقارير الرصدية، والتقارير التى تصدر من اللجان البرلمانية، لذا يجب أن يتم تدريب الأعضاء جميعاً على آليات العمل البرلمانى، والتعامل مع اللائحة وطرق استخدام الأدوات البرلمانية، عن طريق سلسلة من التدريبات المستمرة، وتبادل الخبرات بين البرلمانات العربية والدولية، وعلى النائب أن يؤمن بأهمية التدريب والتأهيل البرلمانى.
• احتياج حقيقى
إبراهيم عبدالوهاب نائب حزب المصريين الأحرار دائرة المنتزه الإسكندرية أكد أن أهم ما استفاده من الدورات التدريبية هو توضيح طبيعة وشكل العلاقة ما بين مجلس النواب والجهاز المركزى للمحاسبات، فى ظل الدستور الجديد الذى أعطى للبرلمان حق اطلاع الشعب على تقارير الجهاز المركزى للمحاسبات عقب مناقشتها وإبداء الملاحظات عليها، فضلا عن أن العاملين فى الأمانة العامة أبدوا تعاونا ملحوظا فى التجاوب مع النواب الجدد، والرد على جميع استفساراتهم.
النائب ثروت بخيت أكد أهمية الدورات التدريبية للنواب كى يظهروا بشكل لائق، مؤكدا أن الصوت العالى ليس دليلاً على الحجة القوية وأن تداخل أصوات النواب وخلافاتهم ما هى إلا وسائل ضعيفة يستخدمها النواب للتغطية على ضعف مواقفهم والأهم هو الحجج القوية لذلك التدريب شيء مهم وعلى النائب ألا يتعالى عليه أو يتخيل أنه لا يحتاجه لأن الأهم هو الصالح العام.
رانيا السادات البرلمانية المستقلة عن محافظة بورسعيد أكدت أهمية هذه الدورات وأشارت إلى أنها ستكون حريصة على الحضور فالمرأة بطبيعتها أكثر مرونة فى تعلم أشياء جديدة بالمقارنة بالرجال وأن الإتيكيت والبروتوكول من الأشياء المحببة للمرأة لتعلمها وتصقل من مظهرها الدولى فالبرلمانى المصرى لابد أن يظهر بشكل مشرف وأن يكون على أتم استعداد أن طلب منه السفر أو التواجد خارجيا.
النائب عاطف مخاليف يؤكد أنه لا يحتاج لمثل هذه الدورات التدريبية لكنه لا يقلل من أهميتها بالنسبة لمن يحتاجها، فمن المهم أن يظهر البرلمانى المصرى بشكل يليق به، ويعرف جيدا ما يرتديه  فى كل مناسبة رسمية، عاطف يشير إلى أن التصويت الإلكترونى أمر مهم جدا وأفضل من الطرق التقليدية السابقة وأن الدورات التدريبية ستصقل من ليس لديه خبرة وستعطى مزيدا من الخبرات لمن لديه خبرة.
النائب محمد وهبة الله الأمين العام لاتحاد العام لعمال نقابات مصر أشاد بالدورات التدريبية وأكد أنها من الأمور المهمة فكثير من النواب، يريدون معرفة العلاقة بين اللجان وتفاصيل عن ميزانية المجلس وكيفية التعامل مع الوزارات والهيئات الرقابية وإلقاء الضوء على القرارات بالقوانين خلال الفترة الماضية.
•  تصويت إلكترونى
النائب الشاب هيثم الحريرى أشاد بالتصويت الإلكترونى، مؤكدا أنه يعبر عن روح العصر، مطالبا بأن يتم إضافة اسم كل نائب والقوانين التى صوت عليها حتى يكون النائب واضحا أمام أهل دائرته ويعرفون جيدا ما هى القوانين التى صوت عليها، فلابد أن يعقب مراحل التصويت الإلكترونى تدوين للنتائج وأن يكون مسجلا نتيجة التصويت باسم كل نائب ورأيه الذى سجله إلكترونيا.
فالمواطنون من حقهم أن يتابعوا أداء نوابهم الذين انتخبوهم، وأن يتمكنوا من معرفة مواقف كل نائب من القوانين المختلفة، وما هو الذى وافقوا عليه وما هو الذى رفضوه.
لأن الاكتفاء بالتصويت إلكترونيا دون تدوين موقف كل نائب فى المضابط سيخفى على المواطنين حقيقة أداء ومواقف نوابهم تحت القبة، لكن تدوينها سيمنع أى مراوغة أو محاولة لإخفاء موقف النائب..
يذكر أن وزارة العدالة الانتقالية وشئون مجلس النواب تعاقدت مع إحدى الشركات الألمانية لتجهيز قاعة مجلس النواب بأنظمة التصويت الإلكترونى الجديد وأن التكلفة تصل إلى 10 ملايين جنيه تتحملها وزارة الاتصالات هى ضمن حزمة مساعدات مع الشركة والمبلغ شامل الصيانة والتدريب على التشغيل لمدة سنة.•