الإثنين 27 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

فنانو البرلس: ذهبنا لتلوين أحلام الأطفال

فنانو البرلس: ذهبنا لتلوين أحلام الأطفال
فنانو البرلس: ذهبنا لتلوين أحلام الأطفال


أن يتحول فنان من مرسمه لتكون قبلته نحو إحدى المدن البسيطة ليضفى عليها سحرا فنيا، فهذه هى القيمة الحقيقية للفن. وهذا هو ما حدث بالفعل من فنانى البرلس الذين اجتمعوا فى تلك المدينة الهادئة ليشكلوا على جدرانها عالما جديدا من الحياة التى صارت تنبض بها.

جدران خشنة ازدانت بالجمال، هذبتها فرش الفنانين ليصنعوا منها جداريات لا أستطيع الحديث عن روعتها ولا جمالها، لكن قد يكون التعبير الأنسب لها هى تلك الابتسامة التى رسمها كل وجه بالمدينة تعبيرا عن شكره وسعادته.
35 فناناً من 8 دول هم من شاركوا بهذا الملتقى وهم من: مصر، الهند، إيران، البحرين، الأردن، تونس، السودان، والبرتغال وشارك به أسماء قديرة من جمهورية مصر العربية منهم على سبيل المثال لا الحصر كل من: محمد عبلة، عقيلة رياض، أشرف رضا وعمر الفيومى وجميل شفيق وطارق الكومى وهيفاء تاكوتى وجلال جمعة ومحمد عبدالهادى، بالإضافة لطلبة كليات الفنون الجميلة بالإسكندرية والمنصورة وطلبة الفنون التطبيقية بدمياط والتربية النوعية بكفر الشيخ وبجانب مجموعة من أطفال المدارس والأهالى.
ونظرا لدور هؤلاء الفنانين فقد أردنا أن نعيش معهم أصداء تلك التجربة بعد أن كنا عايشناها سابقا وهم يرسمون ويصنعون من الأحلام واقعا أفضل.
• مهرجان سنوى
الفنان عبدالوهاب عبدالمحسن والقائم على الملتقى يتحدث إلى «صباح الخير» ليحكى لها عن تجربته مع ملتقى البرلس، ويقول: «عندما فكرنا فى عمل مؤسسة ثقافية كنا مشغولين بتقديم خدمات ثقافية للمنطقة التى نعيش بها، خاصة أنها محرومة من أى خدمات من هذا النوع، بالإضافة إلى أنه لم تكن هناك أى حرف يدوية ينشغل بها الناس ليتكسبوا من خلالها مع أن المنطقة ثرية بالموارد الطبيعية والخامات التى تصلح للعمل بالحرف اليدوية، فهناك أكثر من مليون نخلة لا يتم استغلالها وتقوم عليها صناعات يدوية فى مناطق أخرى، وهذا كله كان الدافع الأول للتفكير فى المؤسسة، وبدأنا نشتغل بأشطة نحاول من خلالها تغيير سلوك الناس عن طريق إقامة فعاليات فنية يشاركون فيها تصاحبها حملات توعية للنظافة وتغيير السلوك وتهذيبه للأفضل، ثم  فكرنا فى مهرجان سنوى لمدن الصيادين فى حوض البحر المتوسط، وبدأناه بملتقى البرلس كبداية ونحاول أن نطوره كل عام، إلى أن نصل للفكرة الأولى ويكون مهرجاناً دولياً لمدن الصيد فى حوض البحر الأبيض المتوسط وتكون الناس تهيأت لوجود فنانين من دول العالم المختلفة، ونكون هيأنا البلد من حيث النظافة والاستعداد لاستقبال الفنانين وكل وسائل الإعلام، ولاحظنا الاستجابة الكبيرة بين الدورة الأولى والدورة الثانية، فإحساسى أن مدينة البرلس فيها كل مقومات الجذب السياحى وفيها طاقة إيجابية ملهمة للإبداع ومكان مميز يظهر أى لمسة جمال وناسها طيبون جدا ومضيافون.
لذلك كان سبب دعمى هو إيمانى بالعطاء لبلدى وناسى وأنه من خلال المؤسسة سنقوم بدورنا لتغيير مجتمعنا للأفضل من خلال الفن والثقافة.
• من كل مكان
الفنان محمد عبدالهادى: كنت من المشاركين بملتقى البرلس الأول والثانى الذى تميز بالحضور الكبير لشخصيات فنية وأدبية وبمشاركة فنانين أجانب من: البرتغال والهند والأردن وإيران والسودان وتونس وتميز الملتقى بالتالى بالمستوى العالى للفنانين وتألقهم بشكل أدهش الكل وهذا يرجع أن العمل أساسه تطوع دعت إليه مؤسسة عبدالوهاب عبدالمحسن للثقافة والفنون والتنمية وجاءت مشاركتى بعملين أحدهما على جدران الكورنيش وهو حوالى 2 فى 6 أمتار، صورت فيها جانباً من جوانب الرزق، أما الفلوكة فتعاملت معها كأنها إحدى الحكايات الأسطورية وأطلقت على العمل اسم «مملكة البرلس» وهذا الانطباع قد كونته من خلال إقامتى بالبرلس وقمت بتصوير الملك والملكة والرزق والملايكة وهى توزع الرزق كما أضفت إليها ملامح من الحياة اليومية من السيدات العائدات من السوق ووسيلة المواصلات الداخلية هناك حيث التوكتوك وعربة السمك التى تقف على الناصية وغيرها. والملتقى كان الهدف منه توصيل رسالة للعالم أن مصر آمنة ومستقرة، والمكان هناك ساحر بمعنى الكلمة، فهناك الطبيعة الخلابة والبحر والناس الكرماء.
الفنانة إيمان عزت: كلفت من مجلس أمناء مؤسسة الفنان عبدالوهاب عبدالمحسن للثقافة والفنون والتنمية كقومسيير عام ومنسق الدورة الأولى والثانية لملتقى البرلس للرسم على الحوائط والمراكب، وقد شعرت بسعادة بالغة بعد انتهاء الملتقى فها هى خطوات جديدة اجتزناها نحو تحقق الحلم الذى أخذته على عاتقها مؤسستنا فالفنان لكى يعيش تجربة إبداعية حقيقية لا بد أن تكون له علاقة بواقعة وبيئته، وكان حلمى ببرلس آمنة سالمة جميلة تتحول إلى جنة يأتيها وفود العالم ليستمتعوا بها. فهى بقعة فى الأرض تتمتع بسحر خلاب وطبيعة مميزة جذابة بها كل المقومات بجمالها الهادئ البرىء البكر لتصبح مكاناً سياحياً مهماً ونحن نأمل فى أن نسلط عليها الأضواء فى الأيام القادمة، وأنا أحلم لمدينتى بجيل جديد من الأطفال المختلفين فى الفكر يعرفون معنى الجمال الحقيقى والانتماء ويكبرون على حب الوطن الجميل ويشبون على العمل من أجله فنحن نحاول أن نبنى الروح ونلون الحياة من حولهم ونخاطبهم بالفن لنواكب هموم الوطن بخطاب قريب من قلوب ناس البرلس الطيبين، ليأخدوا حقهم من الثقافة والفنون والتنوير. لذلك فقد أخذنا فى إعداد الملتقى سنة كاملة وأعددنا برنامجاً شاملاً للعديد من الفنون بجوار الفن التشكيلى ليأخذوا جرعة ثقافية متكاملة، فكان مسرح للطفل ومسرح عرائس ومسرح حكواتية بجانب ورش متعددة للرسم على الوجوه للأطفال والرسم على الحوائط حرص الفنانون الذين لبوا نداء المؤسسة فرحين ومؤيدين للفكرة بمشاركة الأطفال والكبار فعل الرسم، وسعادتى كانت بالغة حينما بكى الأطفال أمام قصر الثقافة حزنا على انتهاء الملتقى واستعدادنا للرحيل.
• بحر وبحيرة
محمد الشال مدرس النحت بجامعة كفر الشيخ: شرفت بمشاركتى فى ملتقى البرلس الثانى تحت رعاية مؤسسة الفنان عبدالوهاب عبدالمحسن للثقافة والفنون والتنمية وكانت فعالية الملتقى تجمع بين الرسم على الحوائط والمراكب وكانت المشاركة جدية وفعالة جدا لكونها تضم مجموعة هائلة من كبار الفنانين المصريين والأجانب. وقد لمست وتعايشت خلال الخمسة عشر يوما مع مجموعة مختارة من الفنانين العالميين على هدف سام وراق وهو من الأهداف الأساسية للمؤسسة وهو خروج الفن التشكيلى من إطار القاعات المغلقة إلى إطار أوسع وأشمل ليصل إلى المتلقى العادى وإلى الجمهور فى الشارع.
فالبرلس مدينة ساحلية ذات موقع متميز على البحر الأبيض المتوسط ويحتضنها من الجنوب بحيرة البرلس فهى مدينة موقعها متميز لكونها تطل على بحر وبحيرة فى آن واحد، فهى من المدن القلائل على مستوى العالم التى تجمع تلك السمة المميزة فى موقعها الجغرافى بالإضافة إلى المناظر الخلابة للكثبان الرملية التى تحدها من الشريط الشرقى كذلك مناظر النخيل المبهرة، وكذلك نجد الحرف اليدوية التى يمتهنها أهل تلك المنطقة وهى حرفة الصيد وحرفة صناعة المراكب ولهذا اختار الفنان الدكتور عبدالوهاب عبدالمحسن رئيس المؤسسة تلك المنطقة لإقامة هذا الحدث فى هذا المكان.. وقد قمت بتنفيذ لوحة جدارية فى هذا المكان عبارة عن مركب متهالك يمتطيه صياد يمسك شبكة وبصحبته على سطح المركب صديقه الوفى وهو كلبه المخلص مصاحبة فى تلك الرحلة الشاقة بحثا عن رزقه فى بطن البحر، بالرغم من تهالك مركبه والصياد يبحر كل يوم وهو فى قمة سعادته سعيا وراء رزقه وقد صورت هذا المشهد على سطح مائل مجاور للكورنيش وهذه بعض الصور للوحة بصحبة الأطفال الذين تعايشوا معى ومع باقى الفنانين بكل حب وود. كما قمت بتنفيذ فلوكة بأسلوب مبسط وسهل للمشاهد وهى عبارة عن صياد على سطح المركب فى حالة مولوية ورجاء وطلب للرزق ودعاء من الخالق ويظهر فى الجانب الآخر سمكة تنظر للصياد لكونها تلبية لطلبه.
• تجربة رائعة
الفنانة هيفاء تاكوتى فنانة تونسية تشع بالبهجة والانطلاق لم تفقد لحظة حماسها الذى أضاف على الملتقى طعما مميزا من السعادة والأمل وعندما تحدثت معها عن الملتقى قالت: «لقد عشت تجربة رائعة ومهمة ذات علاقات إنسانية وفنية، حيث العمل وسط الناس ومع الأطفال أعطانى طاقة وحماسة وفرحة البرلس سوف تصبح مدينة الأحلام بأطفالها المبدعين وناسها المزيانين، لذلك شاركت بالرسم على الحوائط لأضيف بعضا من البهجة والحياة لتلك المدينة الهادئة النقية.
• الفنانة عقيلة رياض
كانت مشاركتى فى هذا الملتقى من الأشياء التى أسعدتنى كثيراً، فقد كانت البرلس ساحرة بناسها وطبيعتها الخلابة التى تدفعك إلى الإبداع والتميز، وقد كان من ضمن أعمالى المشاركة بتصميم أحد المراكب حيث نفذت قصة إيزيس مع حورس تجوب نهر النيل فى رحلة البحث عن جثمان أوزوريس، وقد أحببت المشاركة لأنه تخليد لحالة من الفن المصرى قد عايشناه وسط الطبيعة التى أسعدنا كثيراً.•