الحلى والزينة : أدوات المرأة البدوية للجمال والحفاظ على التراث

لا تزال الحلى وأدوات الزينة تعكس تاريخ وثقافة وتراث بدو سيناء، كما تعبر عن العادات والتقاليد السائدة فى المجتمع البدوي، ومدى تأثره بالثقافات الأخرى المحيطة، وفى ظل التغيرات الثقافية والاجتماعية السريعة تبدو الحاجة ملحة لإبراز وتوثيق هذا التراث الأصيل، للحفاظ عليه من الاندثار والضياع، بالإضافة إلى الاستفادة منه كمصدر خصب للتصميمات والابتكارات الحديثة .
البدويات الأكثر اقتناء للحلى
فى البداية، قال رئيس جمعية الحفاظ على التراث السيناوى كمال الحلو : « إن الحلى هى ما يُزين به من مصوغ المعدنيات أو الحجارة، والمصاغ هو ما صُنع من الذهب أو الفضة أو معادن أخري، ويستخدم فى تكوين هذا المصاغ بعض المواد الأخرى مثل الأحجار والجواهر وغيرها ».
وأضاف الحلو أن البدويات يعتبرن أكثر السيدات اقتناء للحلى منذ القدم، لِما له من دور أساسى فى إضفاء الجمال والبهجة على مظهر المرأة البدوية، وخاصة العروس، مشيراً إلى أن البدويات يرتدين حُليا للوجه والأذن والأنف والأطراف، ويشمل الحلقان، والخلاخيل، والأساور، والقلائد، وعقود النقود، والخيوط القطنية التى تَجمع الخرز الملون فى عقود، كما يضعن الخواتم الذهبية والفضية فى أصابعهن، أو فى حلقة تُشبك فى غطاء الرأس .
وأوضح رئيس جمعية الحفاظ على التراث السيناوى أن أدوات الزينة هى المواد أو الخامات أو الخلطات من النباتات أو الأعشاب الطبيعية أو من البيئة، المنتشرة فى الصحراء، التى تستخدم مباشرة أو تتم معالجتها وسحقها ومزجها، لتجميل المرأة سواء للبشرة أو الشعر أو الوجه أو كل أجزاء الجسم، أو إعطاء رائحة زكية لها .
ولفت الانتباه إلى أن المرأة البدوية استمدت زينتها من بيئتها، فهى تصنع الخلطات من النباتات، والأعشاب الطبيعية المنتشرة فى الصحراء، التى تعالجها وتسحقها وتمزجها لتتحول إلى مستحضرات تجميلية .
حفظة التراث البدوى
وأفاد الحلو أن المرأة البدوية تستخدم «الخضاب» عن طريق جلب أوراق الحناء وعجنها بالماء ثم بسطها على راحة الكفين وقبض اليدين جيداً، ليظهر اللون الأحمر المميز للحناء فيما تستخدم البدويات النوع الأحمر من الحناء لتزيين أيديهن وأظافر أيديهن وأقدامهن، فيما تستخدم الكحل لتزيين العينين .
وطالب رئيس جمعية الحفاظ على التراث السيناوى بضرورة إبراز الزخارف والخامات التقليدية للحلي، ومحاولة إعادة صياغتها فى منظومة جديدة ومبتكرة، حفاظاً عليها من الاندثار، وضرورة تشجيع حفظة التراث البدوي، والصُنّاع، والحرفيين ، وخلق مجالات عمل لهم فى هذا المجال .•