موال المنام «أمين فؤاد حداد»
صباح الخير
أبويا جانى فى منام وسمعت تنهيده
قلّب على اللى راح بقديمه وجديده
وفضلت أقول المثل وأعيده وأزيده
عيدٌ بأية حالٍ عدت يا عيدُ
راح الزمان اللى ماسك جمرته فى إيده
وجه زمان نشوان فرحان بأناشيده
فتح البيبان صبيان بيبيعوا ويتاجروا
وكل واحد أخد بقشيش على أجره
فجرٌ بأيةِ حالٍ عدتَ يا فجرُ
وحبايبك السهرانين قبل السحر هاجروا
لما القمر قال لهم: «موتوا أو انفجروا»
انفجروا أو موتوا
ثم اختفى فى ظلامه وموته وسكوته
والكشّافات نوّرت أصفر على الساحات
والطبلة دقّت وشقّت صوتها فى السموات
نزلوا البنات الحانات ع الواحدة يتمايلوا
ليلٌ بأية حالٍ عدت يا ليلُ
يا ليل حبيبى اللى كان فى إيديا مش طايله
عدّت جنازته على البساتين وكان شايله
عصافير حمام ويمام وكناريا وبلابل
ابكى عليه يا ريح واتشاهدى يا سنابل
ابكى عليه يامّايْ وخديه فى أحضانك
سحّى عليه الدموع واقرى فى قرآنك
حاسبى عليه م الهوا واحميه من الزحمة
قلبه اللى خافض جناح الذل والرحمة
إيده اللى ماسكه الفانوس بتنوّر العتمة
حسّه الجميل العميق ساكن ورا الكواليس
قاعد بينشد ويحكى ببنطلون وقميص
حسّه اللى ساكن عنابر ضلمة فى المعتقل
لسّه صداه الطويل فى المغارات فى الجبل
ينزل جميع القرى ويدق فوق بابها
يقعد فى وسط الجنود اللى حموا ترابها
لابسين خوذات بالشبك واقفين على الجبهة
ويغنى وسط الفرح يوم الخميس والحد
والميّه فوق القزاز فى محل بيع الورد
ويغنى لاجل الضنى بحلاوته وغلاوته
ويبكى لاجل الفراق المُر وقساوته
موتٌ بأية حالٍ عدت يا موتُ
رجّعت كل اللى راح بقديمه وجديده
وفضلت أقول المثل وأعيده وأزيده
عيدٌ بأية حالٍ عدت يا عيدُ •