القهر مستمر!!

هايدي فاروق وريشة كريم عبد الملاك
لا أحد يستطيع أن ينكر دور المرأة خلال الأعوام الماضية وعقب ثورة 25 يناير، حيث كانت المرأة هى كلمة السر فى نجاح الثورتين شاركت بجدارة فى كل الانتخابات والاستفتاءات، وهذا العام تشارك فى الانتخابات بنسبة 5 % من إجمالى عدد المرشحين بعدد 308 مرشحات من مختلف محافظات مصر ما بين الترشح على المقاعد الفردية وما بين القوائم التى حددت نسبة مشاركة المرأة.
البعض يرى أن نسبة الـ5% هى نسبة جيدة ومرضية وبداية لتحفيز المرأة على المشاركة الفعالة فى الانتخابات، والبعض يرى أن النسبة مخيبة للآمال، وكان يجب أن تكون هناك زيادة تتناسب مع دور المرأة خلال الأعوام الماضية مؤكدين أن المرأة مظلومة دائما فهى ورقة ضغط لدى الأنظمة لتجميل صورتنا الدولية، لكن فى الحقيقة تتعرض لقهر وتضييق حتى من النساء أنفسهن.
• بلا تاريخ سياسى
وعلى الرغم من ترحيب جميع النساء بنظام القوائم ووصفهن للكوتة بأنها تمييز إيجابى يحتاجه المجتمع فى هذه المرحلة الحساسة لحماية المرأة من البلطجة الانتخابية، إلا أن أسلوب تشكيل القوائم الذى تمت به واختيار الأسماء كان محل اعتراض لكثير من النساء، فى البداية تقول هدى بدران: إننا كنا نعول على القوائم بشكل كبير فكان لابد أن تكون هناك 56 امرأة، وإذا قام الرئيس بتعيين نص النواب من المرأة بخلاف مرشحات الفردى سنصل لـ 70 سيدة وهى نسبة كبيرة من النساء كانت ستلبى مطالبنا، وكنا نتوقع أن يكون هناك امرأة وفى فئة الشباب نختار أيضا، امرأة وفى المعاقين نختار امرأة، لكن ما حدث هو اندماج لكل هذه الفئات، غير أننا فى البداية طلبت منا قوائم ترشيح نساء من البارزات فى العمل السياسى وقمنا بعمل ذلك ولكن لم يؤخذ بها، وعرفنا أن الانضمام للقوائم بنى على دفع مبالغ مالية وليس على التاريخ السياسى للعضوات لذلك نجد الآن أسماء لا يعرفها أحد وليس لها تاريخ سياسى حتى بالنسبة لقائمة فى حب مصر لا نجد أسماء معروفة للسيدات فيها، فالقوائم للأسف ضعيفة وخوض الانتخابات بشكل فردى للسيدات أمر صعب ومكلف.
بدران ترى من تصل للبرلمان ستكون صوتاً للمجتمع كله وليس للنساء فإذا تحدثنا عن بطالة المرأة فهى جزء من منظومة البطالة المجتمعية بشكل عام وحلها يتطلب حزمة إجراءات اقتصادية، وبالتالى فإن أى مشكلة تخص المرأة فأنها لا تنفصل عن باقى مشكلات المجتمع.
ولذلك فإن مشاكل الأمية والتعليم والصحة هى على أجندة المرأة فى البرلمان وستوجه بعض الجهد لقضايا المرأة.
حنان الطحان مرشحة حزب الغد عن الإسكندرية تقول: هذه ثالث مرة أترشح فيها للبرلمان فأول مرة كان فى 2010 عن دائرة كرموز وكان الحزب الوطنى هو المتحكم فى الانتخابات لذلك لم تكن انتخابات بالمعنى المتعارف عليه وفى عام 2011 كان الإخوان وكان الوضع أيضا شديد السوء ومع ذلك حصلت على 11 ألف صوت ونصف عن دائرة محرم بك.
حنان ترى أن هذه المرة وجود كوتة للمرأة أمر جيد وتمييز إيجابى لكنه لم يتم بطريقة صحيحة فقد تم بطريقة 2 فى أى أن المرأة هى الشابة والمعاقة والمسيحية، لذلك فإن القوائم لم يتم تشكيلها برعاية وأصبحت المرأة مضطرة لخوض الانتخابات الفردية ولن تعفى من لعب المال السياسى ولا بلطجة الانتخابات، فهى تجربة صعبة فالقوائم لم تستوعب السيدات الموجودات لخوض الانتخابات، فالقوائم لم تخدم السيدات مع أنها تمييز إيجابى طالبنا به لكنه لم يحسن استغلال المرأة كما يجب.
الدكتورة ألفت كامل عضو حزب مصر الحديثة ومرشحة على قائمة فى حب مصر تؤكد أن نسبة ترشح المرأة فى هذه الانتخابات هى بداية طيبة ومبشرة، وما لا يؤخذ كله لا يترك كله، فكنا نأمل فى زيادة النسبة لكن الأهم حاليا هو التركيز على دورنا المنوط تنفيذه.
ألفت تؤكد أن المرأة داخل البرلمان لا تعبر عن قضاياها فقط لكنها تعبر عن قضايا المجتمع كله وكل من أعطاها الثقة وشرعية التواجد، لكن بالطبع تخصص الجزء الأكبر لقضايا المرأة ومشاكلها الاقتصادية والاجتماعية.
ألفت تؤكد أن أهم ما يشغلها حاليا هو تمكين المرأة فى القرى والنجوع ومساندتها وإيجاد مشروعات تنموية صغيرة لها بقروض ميسرة والاهتمام بالمرأة المعيلة لأنها نسبة كبيرة لا يستهان بها فى المجتمع، أيضا قضية التعليم فى مصر آن الأوان لتطوير المناهج الدراسية وتطوير القطاع والذى عانى من إهمال وجمود لفترات طويلة، فلا أمل فى أمة تهمل فى تعليم أبنائها لذلك تطوير التعليم والبحث العلمى من أهم أولوياتى فى البرلمان.
ألفت تشير إلى أن نزول المرأة على القوائم أمر جيد فقد أعفى المرأة من بلطجة الانتخابات وتضييق الخناق عليها وهو تكريم لها فى أن توضع على قائمة وتكون لها نسبة تخوض بها الانتخابات بعيد عما تعانيه المرأة فى الانتخابات الفردية.
• قوانين مكبلة
نهاد أبو القمصان رئيس المركز المصرى لحقوق الإنسان ترى أن المرأة المصرية فى الانتخابات البرلمانية تواجه مجموعة من النظم القانونية المكبلة لها، بالإضافة إلى الأفكار الذكورية التى سيطرت على الأحزاب السياسية سواء الليبرالية أو الدينية والتى حجبت صورة المرأة وظهر جليا من المؤشرات الأولية التى تم رصدها فى نسبة السيدات المرشحات على القوائم الانتخابية, حيث بلغت نسبة المرشحات السيدات بمدينة القاهرة 8.7%، بينما بلغت فى الريف 7% وفى أقاصى الصعيد بلغت النسبة 5.5% وهى نسبة ضعيفة لا تتواكب مع نساء مصر أصحاب الحماس الزائد والدور الرائد على مدار سنوات، مؤكدة أن القيادة السياسية تستخدم قضايا المرأة لتبييض وجه مصر دوليا بينما تغيب الآليات الفعلية التى تعكس تلك الإرادة السياسية.
• قضايا المعاقين
الدكتورة ميرفت هلال مرشحة على قائمة نداء مصر معاقة عن دائرة الصعيد - جيزة تقول: هذه هى أول مرة أخوض فيها الانتخابات وبفضل القوائم استطعت أن أترشح، فالقوائم أتاحت لى الفرصة كمعاقة أن أخوض الانتخابات، وهى بداية مرضية جيدة على الرغم منى أنى كنت ضد الكوتة لكن هذه المرحلة تتطلب تمييزا إيجابيا وتمثيلا قويا للمرأة، وهذا لن يتم إلا من خلال القوائم فخوض المرأة للانتخابات بشكل فردى لايزال يوجد فيه كثير من الصعوبات ولا تقوى كل النساء على مواجهته بسبب الثقافات الذكورية المتأصلة والتى تحتاج لسنوات من التغيير.
هلال تؤكد أنها كامرأة تحت القبة هى ممثلة للشعب المصرى كله لا تحمل قضايا المرأة فقط على كاهلها ولكنها تحمل قضايا المجتمع كله مؤكدة أن أهم ما ينتظر البرلمان هو التشريعات التى يحتاجها الدستور لتفعيله، بالإضافة إلى قضايا التعليم والصحة وقضايا المعاقين، حيث إن المعاقين يعانون من البطالة فنسبة الـ5% غير مطبقة فى كثير من الأماكن وهى نسبة غير كافية لأن عدد المعاقين فى جمهورية مصر العربية يقدر ب 15 مليون معاق.
• الطبقة المتوسطة
سحر عثمان نائب اتحاد رئيس العمال مرشحة حزب الوفد فردى عن دائرة مدينة نصر تقول :فضلت خوض الانتخابات فرديا وليس على القوائم بسبب سوء تشكيل القوائم وتدخل جهات أمنية للموافقة على الأعضاء، فللأسف على الرغم من أن القوائم تضمن تمثيلا جيداً، للمرأة فى الانتخابات إلا أن الطريقة التى تم بها التشكيل واختيار الأسماء جاء بطريقة جانبها الصواب، فبعض القوائم اختارت أسماء دون الاعتماد على رصيد فى الشارع والبعض الآخر اختار فئات للتمثيل من العمال والفلاحين بلا مؤهلات، بينما تحاول قائمة فى حب مصر أن تكون هى الظهير الحزبى للرئيس على الرغم من أن الرئيس ليس فى حاجة لذلك لأن مصر كلها وراءه.
سحر عثمان خاضت انتخابات 2011 ببسالة شديدة وشراسة ضد الإخوان ووصلت حتى الإعادة مؤكدة أن هذا العام وفى دائرتها بمدينة نصر هناك الكثير من التحديات فى انتظارها بداية من المال السياسى ورجال الأعمال، لكنها تراهن على الطبقة المتوسطة وعلى المرأة، فهم الأقدر على تمييز الصالح ومن سيخدمهم ويكون خير ممثل لهم لأنهم يحتاجون لمن يعرفونه.
عثمان تشير إلى أن الكثير من التشريعات العمالية تحتاج لإعادة نظر ويجب أن يتم رفض قانون الخدمة المدنية جملة وتفصيلاً.
• المحاربة السياسية
مارجريت عازر مرشحة على قائمة فى حب مصر ترى أن المرأة بالقائمة تتبنى رؤية خاصة فى البرلمان المقبل، من شأنها تشجيع المرأة على الممارسة السياسية، ودعمها من خلال صياغة عدد من القوانين تمكنها سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً.
عازر تشير إلى أنها تتفق على أن 70 سيدة داخل المجلس ليست نسبة مرضية ولا تتناسب مع الدور الذى لعبته المرأة فى السنوات الماضية، ولكن يجب أن نعى أن المسألة لا تقاس بالكم ولكنها بالكيف فالأهم هو ماذا ستقدم العضوات للمجلس.
عازر تؤكد أن الهدف الآن هو إيجاد نسبة 60% على الأقل ممن سينجحون يكونون كفأ، وهذا هو الكيف مشيرة إلى أن النسبة يمكن أن تتحقق لأنها ترى أسماء فى بعض القوائم بخلاف مرشحات الفردى قادرات على التحدى فالعملية الانتخابية عملية صعبة ومكلفة، وذلك أفضل بكثير من أن يكون لدينا 200 مرشحة ولا يقدمن شيئا.
عازر تؤكد أنه توجد أخطاء عديدة ارتكبتها القوائم فى تشكيلها فقد اختارت بعض القوائم شخصيات نسائية عامة لم تشارك من قبل فى الحياة السياسية، وكان من المفترض أن تكون النساء فى القوائم بناء على اسم وتواجد وتجربة سياسية فتقريبا 50% من السيدات من نساء القوائم لم يشاركوا فى الحياة السياسية فقط مجرد شخصيات عامة. •