الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الأساتذة محمود البزاوي المبدع

الأساتذة محمود البزاوي المبدع
الأساتذة محمود البزاوي المبدع


قد يختفون قليلا.. ويزحف الضوء المراوغ بعيدا عن تلك الوجوه المسكونة بالعشق، وقد تهاجر عصافير الأحلام فى زحمة الدنيا لبعض الوقت.. لكنهم يظلون طوال الوقت.. حالة فنية مدهشة لا تغادر الذاكرة.. ونقطة ضوء فى  عتمة الليالى الفارغة.. يظلون دائما..

فنان من العيار الثقيل، ففى كل مرة يظهر خلالها على شاشة التليفزيون أو السينما سرعان ما ندرك رغبته القوية فى ترك بصمة جديدة فى تاريخه الفنى الذى حرص من خلاله على البحث عن الكيف لا الكم من خلال أبرز ما تضمنه من أدوار، فقد يرى البعض أنه قليل الظهور، ولكن فى حقيقة الأمر هذا الظهور النادر كافٍ للتأكيد على موهبة حقيقية سواء فى عالم التمثيل أو الكتابة، فهو بهجت فى مسلسل «الأدهم»، عبدالرحمن الأبنودى فى «العندليب»، وهو البرنس فى «ظرف أسود»، وأحدث أعماله الدرامية التى حققت صدى فور عرضها خلال ماراثون دراما رمضان الماضى، إنه الفنان والكاتب الكبير محمود البزاوى.

• البداية
بالنسبة لى فالبداية الحقيقية لى فى عالم التمثيل كانت من خلال فيلم «الهروب» بجوار النجم أحمد زكى والمخرج عاطف الطيب، الذى سبق لى الوقوف أمام كاميراته فى أعمال سينمائية أخرى مثل «كتيبة إعدام»، و«ضربة معلم».
• ولماذا يعد الهروب هو البداية الحقيقية لك من وجهة نظرك على الرغم من كونه ليس بالعمل الأول الذى تشهد من خلاله شاشة السينما ظهور البزاوى؟
- نظرا لمساحة الدور الكبيرة بالمقارنة بالأدوار السابقة، بالإضافة إلى ما لديه من مساحة أكبر فى  التمثيل، حتى بينى وبين أحمد زكى، لذلك أجد هذه التجربة بمثابة الاختبار الحقيقى سواء بينى وبين نفسى أو بينى وبين التجربة.
• فى تلك التجربة مفارقة إلهية وطريفة فى الوقت نفسه، حدثنا عنها؟
- بالفعل فالهروب لم يكن اللقاء الأول الذى جمع بينى وبين النجم أحمد زكى، فقد سبق لنا اللقاء من خلال فيلم «الاحتياط واجب»، ومن ثم التقينا صدفة فى معهد السينما، وجلسنا وتحدثنا لبعض الوقت، فيما عدا ذلك لم يحدث أى لقاء بينى وبينه لأعوام طويلة، إلى أن بدأ العمل على فيلم «الهروب»، حيث أحمد زكى مصرّ على ممثل يعرفه جيدا، ولكنه للأسف لا يعلم اسمه، فى الوقت نفسه عاطف الطيب مصرّ على محمود البزاوى فى الدور نفسه ويحاول إقناع أحمد زكى به، وبعد يأس أحمد زكى من العثور على ذلك الممثل الذى يرى فيه الشخص المناسب للدور، وقبل أيام قليلة من التصوير، تم استدعائى من قبل الشركة المنتجة، وبالفعل ذهبت للقاء القائمين على العمل وعلى رأسهم النجم أحمد زكى والمخرج عاطف الطيب وبمجرد دخولى إلى مقر الشركة، كان على شمالى مكتب المحاسبة، الذى يمكث فيه النجم أحمد زكى الذى بمجرد أن رآنى، بدأ يهلل ويصرخ يا عاطف، يا عاطف، الذى أتى إليه مسرعًا، يتساءل عن السبب من تهليل أحمد زكى، ليفاجأ به يقول له وأخيرا ظهر الممثل الذى لطالما بحثت عنه، فإذا بعاطف الطيب يقول له إننى محمود البزاوى الشخص نفسه الذى كان عاطف الطيب مصرًا عليه، ليتفق الاثنان أننى الشخص نفسه الذى اتفقا عليه، ولكن واحد فاكر اسمى والآخر للأسف لم يستطع تذكره.
• كنت محظوظا باقتحام عالم عاطف الطيب، فإلى أى مدى كان تأثيره فى مسيرة محمود البزاوى الفنية؟
- باختصار استطاع أن يوقظ فىّ فكرة الثقة بداخلى، فأنا باعتبارى رجلاً ريفيًا، كنت دائما على دراية تامة بتفاصيل الشخصية وكيفية التعامل معها، ولكن لم أصادف أحداً فى عينيه نظرة ثقة حقيقية فى قدراتى وإمكانياتى التمثيلية إلا عاطف الطيب، مع العلم أنه ليس معروفا عنه مدحه فى ممثل بعينه، ولكن ثقته فى الممثل الذى يعمل معه تظهر واضحة أثناء التصوير، وتحديدا عندما يعلن عن الانتقال للمشهد التالى، فقد كان هذا يعنى أنه راضٍ ومقتنع بالممثل الذى أمامه وأدائه للمشهد، لذلك فهو ليس بحاجة إلى تكرار المشهد، فقد نجح فى توصيله من أول مرة.
حقيقى من الصعب الحديث عما أضافه لى عالم عاطف الطيب، لأننى بالتأكيد تعلمت على يديه الكثير حتى إننى طمعت فى نهاية تصوير الهروب وطلبت منه العمل معه كمساعد مخرج، لأننى كنت متحمسا للاطلاع على عالم عاطف الطيب، وعلى الرغم من تحمسه الشديد لى كممثل، لبى لى رغبتى القوية فى العمل معه كمساعد مخرج لا كممثل، وبالفعل بدأنا فى العمل معا على مسلسل جديد له بعنوان «زينب»، هذا المسلسل للأسف لم يستطع استكماله، ولكننى بالفعل اجتمعت به من خلال التحضيرات الخاصة بذلك العمل، لذلك فـ«الهروب» من وجهة نظرى كان فرصة لاقتحام عالم عاطف الطيب.
•حدثنا عن مسلسل «بدون ذكر أسماء » والنجاح الذى حققه على الشاشة؟
- مما لا شك فيه أن هناك علاقة شخصية تجمع بينى وبين الكاتب الكبير وحيد حامد، وإن كنا لا نلتقى كثيرا، ولكن تمضى الأيام وإذا به يرشحنى لدور قاضى الأحكام فى فيلم «طيور الظلام» وما هما إلا جملتان، فأنا أحلم بدور كبير، ولكن فى النهاية لا أجد أمامى سوى الموافقة لأن مجرد ترشيح الكاتب الكبير وحيد حامد لى شرف كبير وأمر يشعرنى بالفخر، وبالفعل أقدم الدور ويحقق صدى كبيرًا، من ثم قدمت أعمالاً كثيرة، وعقب مرور أعوام أفاجأ من جديد يستدعوننى لتقديم ضيف شرف من خلال مسلسل «بدون ذكر أسماء» للكاتب الكبير وحيد حامد، الذى رشحنى أيضا للدور وهو على إصرار شديد أنه لا يرى سوى البزاوى من خلال هذا الدور، حتى إنه قال بالنص: «أنا عايز البزاوى فى هذا الدور، هاتولى البزاوى من تحت الأرض»، وقبل بدء التصوير بيومين طلبوا منى المجىء لتصوير المشهد الخاص بى من خلال المسلسل، وبالفعل ذهبت والتقيت بالمخرج تامر محسن، فإذا به يقول لى إنه شعر بالغيرة لأن الكاتب وحيد حامد رشحنى قبل أن يقوم هو بترشيحى، وأنه ليس هناك بديل لى، وبدأنا التصوير والحمد لله لمست الإيفيه الخاص بالشخصية منذ الوهلة الأولى، لكننى لم أتوقع كل هذا النجاح الذى حققه الدور.
•التقمص
• عايشت مجموعة من الشخصيات الحقيقية ونجحت فى تقديمها وبالفعل حققت صدى سواء لدى المشاهدين أو لدى أصحابها فى الواقع؟
- لأننى عادة ما أصدق الشخصية ومن ثم أقدمها من وجهة نظرى، لا يستهوينى التقليد، بل أجتهد لتقديم حالة أقرب إلى الشخصية المكتوبة على الورق، من هذا المنطلق قدمت شخصية الخال عبدالرحمن الأبنودى، والحقيقة أننى كان قد تم ترشيحى لتقديم شخصية الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ولكن فجأة قرر كاتب المسلسل ترشيحى لدور الأبنودى ولأن سطوة وسحر الأبنودى أقوى من عشرين محمود البزاوى، قررت تقديم الشخصية دون أن ألتقى بالخال، وبالفعل بدأنا التصوير وبدأ العرض أثناء التصوير وكان الأبنودى ضيفًا على الإعلامى محمود سعد وناقشه فى المسلسل وتناوله لشخصيته وقد أبدى اندهاشه من محمود البزاوى الذى يقوم بتجسيد شخصيته، على الرغم من كوننا لم يسبق لنا اللقاء، ولكن عقب عرض مشاهدى وتحديدا عقب عرض الحلقة الثالثة من حلقات ظهور الأبنودى فوجئت بمكالمة تليفونية، فإذا به الأبنودى يقول لى: أنا خالك، لأجيبه: أنت خالى وعمى وسيدى، وتاج راسى، وإذا به يعرب لى عن إعجابه الشديد بالدور وذلك بناءً على رأى أهل أبنود الذين أدلوا برأيهم فى أدائى حتى إنهم قالوا له: افتح التليفزيون فيه ممثل بيقدم الأبنودى أحسن منك، هنا هان كل التعب ولمست نتيجته وإذا بسعادة مفرطة تغمرنى، خاصة عندما وعدنى بمتابعة العمل نظرا للصدى الذى حققه بين أهله وكل عشاقه.
•الزعيم
• مازلنا نتحدث عن أبرز أعمالك الدرامية وهنا نود الحديث عن مسلسل «فرقة ناجى عطا الله» ولقائك بالزعيم عادل إمام؟
- هذا المسلسل من أجمل تجارب حياتى، كمجموعة عمل، فقد كنا جميعا كأبطال لعمل نعيش على مدار أيام التصوير فى ظل تاريخ الزعيم، فما هى إلا إشارة منه كانت تعنى جائزة لأى فنان مشارك فى المسلسل، وهكذا إلى أن أصبحنا وحدة واحدة فى غربة على مدار سنتين بين مصر وتركيا ولبنان، من خلال تلك الغربة استطعنا أن نذوب فى «فرقة ناجى عطا الله» ونذوب فى بعض وفى الفنان عادل إمام.
•البرنس
• قدمت خلال ماراثون دراما رمضان الماضى شخصية استطاعت أن تحظى بإعجاب كل من شاهدها ألا وهى شخصية البرنس؟
- فى البداية أود أن أؤكد أن الفضل فى ترشيحى لهذا الدور يعود بعد ربنا للفنان صلاح عبدالله، والحقيقة أننى لم أكن أتصور أن مساحة الدور كبيرة لهذا الحد، حتى إن «مخرج» العمل أحمد مدحت كان يطلق عليه بطل الظل، البطل الذى يقف فى ظهر بطل المسلسل عمرو يوسف، ولكن فى النهاية تم الاتفاق وبدأت فى مناقشة الدور مع أحمد مدحت، وتحديدا فيما يخص ملامح الشخصية، والحقيقة أن الفضل فى الشكل النهائى لشخصية البرنس يعود للاستايلست أمنية على، التى خططت من أجل الوصول إلى الشكل الذى ظهر عليه البرنس فى المسلسل رغم مخاوفى من هذا الشكل، لأنه كان هناك برنامج تليفزيونى أستعد لتقديمه وعليه كنت أخشى شكل البرنس ألا يتناسب مع طبيعة البرنامج، ولكن فى أول يوم تصوير كانت المؤامرة التى دبرتها أمنية مع الكوافير الخاص بى للوصول إلى هدفها، وبالفعل قاموا بقص شعرى وعمل اللوك الخاص بالبرنس الذى حقق صدى أسعدنى كثيرا، والحقيقة أننى سعيد بالشخصية التى لم يكن سر نجاحها هو قوتها بقدر ما هو ضعفها أمام حبيبته، فأنا مازلت مقتنعا أن التمثيل الحقيقى فى شخصية البرنس كان من خلال مشاهده التى تجمعه بحبيبته.
• محمود البزاوى عاشق لكتابة الميلودراما لا لتمثيلها.. تعليقك؟
- بالفعل فأنا عاشق لهذه النوعية من الأعمال، فعلى سبيل المثال مسلسل «مكان فى القصر»، الذى كان من المفترض أن يتم عرض الجزء الثانى منه، وقد كنت أتوقع له نجاحًا أكبر من الجزء الأول فهى حكاية قريبة منا، سردتها لنا أمهاتنا فى الصغر، فهذه النوعية من الحكى دائما ما  تجد صدى لديّ، لهذا إذا لاحظت أعمالى لن تجد التنوع بين الشخصية الإيجابية والسلبية فالجميع إيجابيون ولديهم مبرراتهم، ففى الريان مثلا المشاهد أحب أحمد الريان وصعب عليه فتحى، على عكس الواقع الذى لم أتجاهله من خلال المسلسل، ولكننى عندما قدمت أحمد الريان قدمته مقتنعا بما يقوم به، لأنه السبيل الوحيد أمامه للوصول إلى الكنز، وهذا ما لمسته أثناء جلساتى التى جمعتنى به، فهو مقتنع تماما بما قام به، وللأسف هذا هو عيبنا كمصريين أننا نعيب على الآخرين ولا نقوم بما علينا، فإذا كان ليس من حق الريان القيام بما قام به، فأعتقد أنه كان من حق الحكومة أن تقوم به، ربما أكون قد اقتنعت لوهلة من الزمن بفكر أحمد الريان ولكننى لست مقتنعا بوجود اقتصاد موازٍ لاقتصاد الدولة، والمشكلة أنه لم يظهر بعد من يقوم بالتحايل لمصلحة هذا البلد، فالجميع يتحايل ضدها.
• هذا فيما يخص الاقتصاد فماذا عن التحايل فى الفن؟
- التحايل هو ما يميز مبدعًا عن غير المبدع، لهذا أنا مع وجود الرقابة، لأن الضغط سيعطينا مساحة للتحايل، وهذا التحايل ما هو إلا إبداع، لأن فى الفن كل ما هو فج وسطحى رخيص.
• هل البزاوى نجح فى التحايل على واقع الريان وما هو تفسيرك للجدل الذى حققه المسلسل واعتراض عائلة الريان على المسلسل؟
- وأخيرا انتهت مشاكل الريان وللعلم نحن آخر من تكلم عن الريان دراميا، لهذا ليس هناك مبرر لغضب عائلته واعتراضه ، فالريان لم يكن مجرد شخص عادى، فقد وصل به الأمر أن أصبح قضية أمن قومى، لهذا فأنا لا أتحدث عن شخص بعينه، ولكن للأسف هم لم يكونوا مدركين لهذا، ولكن بالعودة إلى التاريخ كان لابد من إلقاء الضوء على هذه القضية، وللعلم أنا لم أتناول سوى أسماء فيما عدا ذلك هو عالم افتراضى من خيال الكاتب، سواء فيما يخص الوقائع والأحداث والشخصيات الفرعية، التى تضمنها المسلسل، ولعل الغريب فى الأمر إعجاب الريان بالمسلسل حتى إنه قال لنا إنه بكل ما قام به فى حياته لم يحقق الشهرة له كما فعل له المسلسل فقد أصبح نجما بفضل المسلسل.
• من عالم التمثيل إلى عالم الكتابة، هل نجحت الكتابة فى تعويض ما افتقدته من خلال التمثيل؟
- صحيح، فأنا كتبت حتى لا أريق ماء وجهى فى التمثيل، وفى الإخراج، فأنا عندما  أكتب، أكتب بمنطق الممثل والمخرج، بما لديه من إحساس بإيقاع المشهد والمسلسل ككل، وكأننى أنا الممثل وأنا الكاتب والمخرج، إلا أننى لا أرجح التمثيل فى أعمال من كتاباتى، فقط حدثت مرة أو اثنتين على الأكثر على سبيل المثال «الأدهم»، والحقيقة أن الدور وصلنى ورقه قبل التصوير بخمسة أيام ودور بهجت، والحقيقة أن هذا الدور مسئولية كبيرة وبشكل خاص أنا لا أجيد هذه النوعية من الأدوار، ولكن مع إصرار القائمين على العمل وافقت على تقديمه، وبالفعل قدمته فقد كان مثالاً للشرير الإيجابى، لذلك تناولته من منطلق كاسيوس فى يوليوس قيصر.
•سرايا عابدين
• من وجهة نظر الكاتب ما تفسيرك لحالة الجدل التى أثارها مسلسل «سرايا عابدين»؟
- هناك مثل شهير نقوله ولا نعمل به «اللى على البر شاطر»، باختصار يصح أن يتم تقديم «رأفت الهجان» دراميا باعتبار أن إسرائيل تقول عنه عميل لها وأن مصر مخدوعة فيه، ويصح أننا كمصريين نتخذ منه بطلا وفرصة لتقديم رمز للشخصية المصرية، فأحيانا أكون مضطرا لمعالجة الدراما بما يتناسب مع النموذج الذى نود أن نصدره على سبيل المثال لإسرائيل، إذًا فالتناول متاح، بالضبط فيما يخص الخديو إسماعيل، فيحق لى أن أتناول 24 ساعة فى حياته وآخر يتناول حياته فى الحرملك، والكاتبة لميس جابر تتناوله بحقيقته وكأنه عمل تسجيلى، آخر يتناول علاقته بقناة السويس، فعلى سبيل المثال النجم أحمد زكى عندما قدم جمال عبدالناصر وضع خطًا أحمر تحت التأميم ليس إلا، باختصار من حقنا أن نقدم الدراما، على أن نترك الإسقاط للمشاهد، ومن يود الاعتراض، عليه أن يقدم دراما مضادة، دون أن يكتفى بالاعتراض، فما هى إلا خطوط عريضة ندركها تاريخيا جيدا، وعلى الكاتب أن يقدم معالجة درامية وأن يضع تفاصيله.
• أخيرا حدثنى عن حوا وأحدث إبداعات محمود البزاوى فى الدراما؟
- كان مكتوبًا لشخصية بعينها، ولكن عندما قامت بقراءته منة شلبى أعجبت به كثيرا وأيضا غادة عادل، لأنه فى الحقيقة دور مغرٍ لأى بطلة، ولكن لابد من توافر مواصفات خاصة فى بطلته، ففى ألف ليلة اعتدنا وصف ست الحسن والجمال بشعرها، الذى يمتد من السماء إلى الأرض، وساقاها كأعمدة سبارتا، وبعينيها غلامة، أى فيها صبى يقظ، والحقيقة أن هذا الوصف جذبنى للغاية، فقدمت الفتاة التى تربت وسط الكلاب، وأبوها القاتل الأجير، وأمها السيدة الطيبة ولأن والدها فى خوف دائم عليها فهو دائما ما يقول لابنته إنها ستلتقى الكثير من الكلاب فى حياتها، فقد كان دائما ما يجوع الكلاب ويجعلها تقف أمامهم وعيناها فى أعينهم، ويشجعها على كسر أعينهم قبل أن يكسروا هم عينيها، ففيها ستجد الجمال والولد فى الوقت نفسه، إلى أن يفتش سر والدها ليرحل عن البلدة إلى القاهرة، ليعيشوا معا فى المقابر إلى أن يتم قتله لتبدأ رحلة الفتاة مع الكلاب الرجال، حقيقى الدور صعب وتركيبة مغرية، أتمنى أن تصل كما أحلم لها.•