صراع الوزارة مع المدرسين على جيب أولياء الأمور
ياسمين خلف
مع بداية ظهور التحضيرات للمدارس وبدأت معها القرارات الوزارية التى نسمع عنها مع كل بداية عام دراسى جديد.
وكانت أولى هذه القرارات التى أصدرتها وزارة التربية والتعليم هو قانون «الانضباط» الذى أقره الوزير السابق، وهو تخصيص 10 درجات للسلوك والحضور لطلاب الثانوية العامة.. حيث سيتم توزيعها بالتساوى 5 درجات للحضور و5 درجات للسلوك حتى لا يظلم أى طالب.. لتكون هذه الوسيلة الوحيدة لإعادة الانضباط إلى المدارس مرة أخرى!!.. وانتظام الطلاب والمعلمين بها وإعادة الاحترام المتبادل بين الطالب والمعلم لتحسين العملية التعليمية والقضاء على مشكلة الدروس الخصوصية..
حيث تم إصدار أسماء جميع المدرسين الذين يعملون فى مراكز الدروس الخصوصية غير الشرعية وغير المرخص لها.. بأن يعملوا بشكل شرعى من خلال فصول التقوية التى سيتم عقدها فى المدرسة ومراكز الشباب، بناء على بروتوكول مع وزير الشباب والرياضة.. يبدأ من الساعة الرابعة ظهرا وحتى الثامنة مساء.. وسيضم أفضل المدرسين وبسعر رمزى للطلبة.. وسيتقاضى المعلم أجره كاملا عن هذه المجموعات.. على عكس ما يحدث فى مراكز الدروس الخصوصية، حيث يخصم من المدرس نسبة كبيرة من أجره لصالح المركز!!.. وبذلك تكون الوزارة قننت من فكرة سناتر الدروس الخصوصية!!..
ولكن السؤال الأهم الآن هو: هل فكرة استبدال السناتر بمراكز الشباب ستكون فى صالح الطالب أم فى صالح الوزارة؟!
وعن آراء أولياء الأمور حول هذه القرارات يقولون..
أحمد على- مهندس بترول وولى أمر - يقول: الوزارة تسعى جاهد بكل الطرق من الاستفاده من جيوب أولياء الأمور، والدليل على ذلك القرارات التى تأخذ دون دراسة جيدة.. ومدى عواقبها على الطالب وأسرته.. فقد تم وصف المدرسين الآن فى مصر بـ«الجزارين» وذلك كناية عما يفعلوه فى الأسرة المصرية.. دون مراعاة ظروف أولياء الأمور.. فالتعليم فى مصر الآن أصبح «سبوبة» وسبوبة صريحة!.. فالمدرس يدخل الفصل ويملى شروطه على الطالب، وإذا اعترض الطالب على أى بند من بنود الشروط، لن يرى النعيم بالمرة سواء فى درجات الغياب والحضور، أو درجات أعمال السنة أو درجات الامتحانات الشهرية.. وبالتالى يستسهل الطالب ويقصر الطريق على نفسه ويضغط على أسرته من أجل إرضاء المعلم الذى يلعب بمصيره!!.. ونلاحظ هذا كل سنة، فطلاب الثانوية العامة لن يذهب إلى المدارس بالمرة ويعتمدون اعتماد تاما على الدروس الخصوصية.. وهذا يعطى فرصة أكبر للطالب للتبجح فى وجه معلمه لأنه يرى أن التعامل بينه وبين المعلم تعامل مادى مبنى على المصلحه وليس على التربيه والاحترام والتعليم وتبادل الخبرات والثقافات!!.. لذلك أتمنى أن يطبق بالفعل قانون الانضباط فى المدارس ليعود طالب إلى المدرسه فى زيه التعليمى الموقر.. وأن يكون هذا القرار قرارا سيتم تنفيذه على أرض الواقع وليس كلاما على ورق لتهدئة الأسرة المصرية.. لأن الوزارة على علم بما يحدث ولكنها تتغاطى كثيرا عن أخذ الإجراءات الحاسمة والتى تكون فى صالح الطالب والأسرة المصريه.. أما بالنسبة لاستبدال السناتر بمراكز الشباب فيقول: هذا لن يختلف كثير وأرى أنه لن يضيف للطالب أى شىء ولا حتى للعملية التعليمية!!.. لأن الدروس الخصوصية لن تختفى بالمرة، فبدلا من أن تدخل الفلوس فى جيوب سناتر الدروس الخصوصية، ستدخل فى جيوب مراكز الشباب، وبمعنى أدق ستدخل فى جيوب الحكومة والوزارة مرة أخرى!!.. وهذا سبب تأخرنا فى التعليم وتخلفنا عن باقى دول العالم!!..
نهى محمد- ربه منزل- تقول: الحكومة عينها على فلوس الطالب وليست على مصلحته الدراسية وتلقيه للعلم.. وأكبر دليل على ذلك، شكل المدارس والإهمال الذى يحدث بداخلها وعدم تطورها، فقد تحول شعارها من «مدرستى جميلة ونظيفة ومتطورة» إلى «مدرستى قبيحة وبيئة ومتدهورة»!!.. فبدلا من تفكير الحكومة فى كيفية جنى الفلوس من جيوب أولياء الأمور؟!، عليها أن تفكر فى كيفية تحسين المدارس والمناهج وإلغاء الدروس الخصوصية؟!!.
وتضيف نهى قائلة: أنا من أولياء الأمور الذين سيعطون لأولادهم دروسا خصوصية فى البيوت، فى حالة إذا تم إلغاء السناتر «مش هبهدل ولادى فى مراكز شباب عشان عيون الحكومة».. الحكومة بذلك لن تحل مشاكل التعليم ومازالوا معترفين بالدروس الخصوصية، إذن ما الفرق ؟!.. كلها مراكز وسناتر!!.. «هما مشكلتهم أنهم يحلوا الدروس الخصوصية مش يدوروا الفلوس رايحة فين؟!».. لكن للأسف الحكومة تبحث دائما عن المادة وليس عن المنفعة!!..
عادل العربى- دكتور صيدلى- يقول: أنا مع عودة قانون الانضباط إلى المدارس مرة أخرى وسرعة تفعيله سواء للطالب أو للمدرس.. لأن الفترة الأخيرة ومع تغيير الوزارات حدث خلل كبير فى المنظومة التعليمية.. وذلك بحكم الظروف السيئة التى كان يمر بها البلد.. لكنى لست مع فكرة تبديل السناتر بمراكز الشباب.. لأننى أرى أن هذا القرار لن يكون فى صالح الطالب، بل سيكون ضده!!.. مركز الشباب مكان واسع وكبير سيشجع الطالب على الهروب من حضور الدرس والتنزه فى المركز أو لعب الكرة فيه.. فبدلا من أن تشجع الوزارة الطالب على تحصيل العلم، تساعده فى الهروب منه.. لذلك تعجبت كثيرا عندما سمعت هذا القرار!!.. فكيف تفكر الوزارة فى حل مثل هذا؟!!.. فبدلا من أن تقوم بتقوية وتدعيم المجموعة المدرسية وعودتها مرة أخرى وبسعر رمزى وفى متناول الأسرة العادية، تسعى إلى إدخال يدها فى جيب الأسرة المصرية بطريقة غير مباشرة عن طريق مراكز الشباب!!.•