الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

علّى صوتك بالغُنا

علّى صوتك بالغُنا
علّى صوتك بالغُنا


زهرة أخرى من زهراوات ماسبيرو التقيتها بمجلتى - صباح الخير - بعد أن تولت مؤخرا رئاسة إذاعة الأغانى لتكون القيادة النسائية رقم ستة فى الإذاعة المصرية، جاءت سونيا محمود متممة لسيمفونية نسائية تعمل من أجل أن تعيد إلى الإذاعة رونقها وبهاءها، فجميعهن من أبناء الإذاعة التى تعهدن لها بالوفاء والنجاح.
من صوت العرب حيث كانت بدايتها تعلمت وتدرجت حتى أصبحت المشاكسة سونيا محمود من خلال برنامجها «مناوشات على الهواء» ومن الإذاعيات اللامعات بصوت العرب التى وصفتها بأنها «بيتها الذى تسكن إليه». ومنه إلى إذاعة الأغانى التى تولت رئاستها بعد أن كانت مستمعة جيدة لطربها وعالمها الغنائى الذى لا يسمح بالتقليد أو التغيير. حتى إنه لايزال تترها يبهرها ويأخذها بعيدا حيث إذاعة الأغانى «قليل من الكلام كثير من الطرب».
• سونيا محمود رئيسة إذاعة الأغانى، كيف انتقلت للعمل بها؟ 
- منذ شهر تقريبا فوجئت بمكالمة من نائب رئيس الإذاعة يستدعينى فيها إلى مكتبه، وهناك فوجئت بعمرو عبدالحميد المشرف العام بإذاعة الأغانى يسألنى عن قبولى لتحمل المسئولية لرئاسة إذاعة الأغانى. وتعجبت فى البداية من هذا الاقتراح ولكن لاقت لدى الفكرة قبولا لأنى من معجبى إذاعة الأغانى. والتقيت برئيسة الإذاعة ودار نقاش حول أهمية هذه الإذاعة ومكانتها فى أنها تعد الإذاعة رقم 3 بعد القرآن الكريم والبرنامج العام من حيث مستمعيها ومدى تأثيرها. 
وتحمست للفكرة جدا وصدر القرار برئاستى لها بعد إشادة رئيسة الإذاعة بأدائى ثم بدأت فى العمل والتقيت بمجموعة مذيعى ومذيعات إذاعة الأغانى لنبدأ فى وضع خطة للعمل والتطوير بالإذاعة.
• وما الخريطة الجديدة التى تم وضعها لإذاعة الأغانى؟
- هناك أفكار جديدة تم طرحها للمناقشة مثل الاستعانة بتترات المسلسلات والأفلام، بالإضافة إلى فترات مفتوحة على الهواء، وكانت أولى الحلقات مع الفنان على الحجار وتحدث عن مشواره الفنى وتأثير العائلة الفنية عليه، ثم حلقة مع الفنان محمد الحلو وحلقة مع الفنان إيمان البحر درويش وأيضا نحتفل بعيد ميلاد الفنانة شريفة فاضل وبالفعل قمنا بالتسجيل معها مع المذيعة دولت أبوالفتوح وكانت فى غاية السعادة لاحتفالنا معها. 
وفى فترة الأعياد سنحتفل بذكرى فايزة أحمد يوم 21 وعيد ميلاد سيد حجاب يوم 23 ثم فى 28 سبتمبر ذكرى الزعيم جمال عبدالناصر وأغانى الثورة. كما أسعدنى كثيرا مشروع الشاعر جمال بخيت عن مدينة الأغانى وأحلم معه بتحقيق هذا الحلم وأن يلاقى نجاحا وصدى لدى المسئولين.
• قبل إذاعة الأغانى أين كانت تغرد الإذاعية سونيا محمود؟
- أنا فى الأساس كنت أعمل بإذاعة صوت العرب من خلال تقديم برنامجين على الهواء، وهما برنامج «مناوشات على الهواء» مع زميلى شريف عبدالوهاب وبرنامج «بالعربى» وهو برنامج توك شو أسبوعى. ونستعرض فيه أهم الأخبار السياسية والعربية والعالمية ونطرحها على ضيوفنا وتستمر المناقشة. وكنت ولا أزال أستمتع بالعمل فى صوت العرب لما لها من كيان إذاعى طاغٍ.
• بيتى ومدرستى
• وما إحساسك تجاه كل من إذاعة صوت العرب وإذاعة الأغانى؟ 
- بالتأكيد هناك اختلاف فى إحساسى تجاههما، فصوت العرب بيتى ومدرستى الإذاعية حيث كانت أولى خطواتى الإذاعية بها. وكنت أشعر فيها بأننى وسط أهلى وأتعلم من روادها، فكانت كلمة «صوت العرب» كنت أقولها باعتزاز وتهزنى من الداخل، وأتذكر أننى بمجرد ذكر اسم صوت العرب كانت تفتح لك الأبواب احتراما لتلك الإذاعة العريقة.
أما عن إذاعة الأغانى فلها رونق خاص بها منذ أن أطلقها حمدى الكنيسى ضمن مجموعة من الإذاعات المتخصصة.
لأن الأغنية أيضا هى رسالة جميلة وعلى قدر كبير من المسئولية بداية من كلمات الشاعر والموزع والملحن والموسيقى. وتؤثر فى كل المجتمعات فهى لغة مشتركة بين الشعوب، فمن خلال أغنية قد تحدث تغييرا أكثر من التعليم والتلقين. فإذعة الأغانى دائماً هى أصل الطرب والأصالة وثابت فى البرنامج اليومى أم كلثوم على فترتين كذلك فيروز وعبدالوهاب ونجاة وشادية وغيرهم من عمالقة الفن. لذلك فأنا استمتعت بجدية صوت العرب السياسية الثقافية وأصالة وطرب إذاعة الأغانى.
• هل إذاعة الأغانى تستطيع أن تثبت نفسها وسط الإذاعات الغنائية الجديدة؟ 
- نعم، لأنها صاحبة تميز وطرب حقيقى وكتب لها النجاح والاستمرار فلا تستطيعين أن تلغى من ذاكرة البشر صوت أم كلثوم وفايزة أحمد ونجاة لأن حتى الجيل الجديد يستمتعون أحيانا بسماع القديم، فإذاعة الأغانى حتى لو ظهر لها مليون منافس فمكتوب لها البقاء والخلو.
• هل هناك شخصيات إذاعية  تأثرت بها؟
- بالتأكيد، فأنا تخرجت فى إدارة المنوعات التى كان بها عمالقة الإذاعة من وجدى الحكيم وكامل البيطار الذى يعتبر موسوعة متنقلة من العلم والثقافة والفن والفكر وكان يقدم برنامج «ليالى الشرق» وقد توسم بى أن أكون مذيعة ناجحة، وبالفعل قدم لنا فكرة برنامج - لم أنسه إلى الآن - وهو برنامج «سهران لوحدى» وتقوم فكرته على لقاء الضيف لمدة ربع ساعة ثم أتركه للحديث عن نفسه كما يشاء من مواهبه وأحلامه كأنه سهران لوحده.
كذلك تأثرت بـ نجوى أبوالنجا فكانت قائدة تحمل كثيرا من ملامح منوعات صوت العرب وتعلمت منها الكثير وفرج أبوالفرج ونادية حلمى وأمينة صبرى ونبيلة مكاوى التى اختيرت عندما تواجدت إذاعة الأغانى وتحملت مسئولية كبيرة ويظل صوتها فى تتر محطة إذاعة الأغانى «قليل من الكلام كثير من الطرب»  ولايزال صوتها صاحب بريق لا ينتهى.
• حياتى.. عمرى
• إذن فماذا تمثل لك الإذاعة؟ 
- حياتى، عمرى، حبى.. فهى أكسجين الحياة والأمل، فهى التى تمنحنى سعادة يومى وغدى.. ولا أتخيل أن أبتعد عن الميكروفون مهما كان إغراء الشاشة. 
فالميكروفون هو صديقى الذى أتحدث معه قبل أن أكون على الهواء ثم اقرأ آية الكرسى وأنا أستعد لبداية الفقرة. وكانت هذه عادتى منذ أن عملت بالإذاعة وكان تقليدا للأستاذ حمدى الكنيسى لأنه كان مفكرا ومبدعا وألقى الحجر فى المياه الراكدة. حيث أعطى الجميع الفرصة للنجاح والتألق. 
• هل هناك حكم أو أقوال تثقين بها؟
- هناك مثل أعمل به: «امشى عدل يحتار عدوك فيك»، أما ما أعيش به فهى دعوات أمى لى وكنت أتفاءل بها دائما ولاتزال ترن فى أذنى «ينصرك ويسترك». والآن ما يؤثر فى هو زوجى وهو الداعم لى والمعلم فى كل خطواتى ودائم الملاحظات والنقد البناء لى.
• ما رأيك فى القيادات النسائية الإذاعية التى تولت الأمور ولأول مرة فى تاريخ الإذاعة؟ 
- أسعدنى ذلك جدا، لأن الأنثى هى قيادة فى حد ذاتها وقد اعتادت تحمل المسئولية منذ صغرها وأنا شديدة التحيز لبنات جنسى ولديها العطاء والذكاء والموهبة لذلك فهى قائدة بطابعها وأحيانا ما تقود مجموعة كبيرة من الرجال ودائما ما يكون لها تذوق فنى عالٍ.
• إذا طلبت منك ترتيب أولوياتك أو ما تفضلين وصفك به (إذاعية - أنثى - زوجة - أم)؟
- كى أكون صريحة أنا زوجة وأم  ثم إذاعية، لأن الإذاعة هى حبيبتى التى أسهر معها وبالطبع أنا دائماً أنثى، ولا أنسى أبدا ذلك حتى فى ظروف العمل الشاقة. 
• وفى نهاية الحوار، ما أغنيتك لإذاعة الأغانى؟ 
 
- «علّى صوتك بالغنا» لمحمد منير، فهى تمنحنى الأمل كما تفعل إذاعة الأغانى.•