الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

التكنولوجيا الحديثة تساعد فى تسهيل الانتهاك

التكنولوجيا الحديثة تساعد فى تسهيل الانتهاك
التكنولوجيا الحديثة تساعد فى تسهيل الانتهاك


تأليف : د.عمرو شكرى

أولاً وقبل أى شىء يجب علينا أن نكرر الشكر والامتنان للدكتور المستشار عمرو شكرى عن هذا الكتاب والمحتوى الذى يزيل الغمام عن سماء الملكية الفكرية والتى كما سبق أن ذكرنا بالحلقات الماضية أنها الأهم بالنسبة للمبدعين، تحدثنا سابقاً عن الحقوق الاستئثارية على شبكة الإنترنت، والحقوق الاستئثارية أسفل اتفاقيتى «بيرن» و«روما»، و«التربس» و«الويبو»، وأيضاً الحقوق الاستئثارية أسفل القانون المصرى 2002/82 والأهم من ذلك هو معرفة أنواع التكنولوجيا الحديثة ودورها فى إيقاف التعديات، وكيف يمكن للكمبيوتر الشخصى التصفح على شبكة الإنترنت.

حيث يقول المؤلف «جدير بالذكر أن التكنولوجيا الحديثة تساعد فى تسهيل أعمال الانتهاك، ويرجع السبب فى ذلك إلى زيادة حجم سعة الشبكات الخاصة بمقدمى الخدمات من شأنها أن تساعد المشتركين أو المستخدمين النهائيين فى الدخول على الشبكة بما تحتويه من مواقع التى تتضمن جميع النسخ غير المشروعة والتى من خلالها يقوم المنتهك بتنزيل هذه النسخ، إما بحرقها على اسطوانة ضوئية وبيعها فى الأسواق، أو يقوم بنسخها على جهاز الكمبيوتر الشخصى الخاص به، فيقوم بعد ذلك بمشاهدتها فى أى وقت هو يريده، أو يقوم بإعادة نشرها مرة أخرى على الإنترنت وإتاحتها بعد بذلك على ملايين المستخدمين الآخرين، كل هذه الأفعال تتم بدون إذن من أصحاب الحقوق مما يصيبهم بأضرار مالية فادحة. إذن السؤال الآخر الآن هو، إذا كانت التكنولجيا الحديثة هى السبب الرئيسى فى انتشار أعمال الانتهاك، فكيف لها أن تساعد فى إنفاذ حقوق الملكية الفكرية الرقمية؟
إذا كانت التكنولوجيا بالفعل- وعلى النحو السابق شرحه بعاليه - هى السبب الرئيسى فى حدوث الاعتداءات، فهى أيضا يمكن أن تكون من الوسائل الفعالة والحاسمة فى إنفاذ الحقوق وإيقاف مثل هذه التعديات التى تقع على شبكة الإنترنت وخاصة فى دول تعانى من قصور تشريعى مثل جمهورية مصر العربية. إذن مجال البحث الآن يقتصر فقط على تحديد الوسائل التكنولوجية الحديثة التى يمكن من خلالها رفع  المحتوى والمواقع التى تحتوى على الأعمال المعروضة بدون إذن أصحاب الحقوق، والتى من شأنها أن تساعد فى إيقاف أو الحد من  التعامل مع المحتوى أو الموقع الذى يتيح هذا المحتوى غير المشروع. تجدر الإشارة إلى،  استخدام التكنولوجيا الحديثة كأداة فعالة لإيقاف الاعتداء، قد يؤثر على حقوق المستخدم النهائى على شبكة الإنترنت ومنها حقه فى حماية خصوصيته وحقه فى الحصول على المعلومات، لأن التكنولوجيا الحديثة تقوم برصد وتسجيل جميع أفعال المستخدمين وتقوم برفع المحتوى سواء كان متداولا بطريقة غير مشروعة أو مشروعة. والسبب فى ذلك يرجع إلى، رغم أن التكنولوجيا الحديثة يمكن أن تستخدم لإيقاف التعدى على شبكة الإنترنت، فإنها- التكنولوجيا- عمياء لا تستطيع أن تفرق بين الأعمال المشروعة أو غير المشروعة التى يقوم المستخدم بإتيانها، بل تقوم بغلق الموقع بأكمله حتى لو كان يحتوى على أعمال مصرح قانونا بتداولها من قبل أصحاب الحقوق. إذن الهدف من مناقشة هذا الفصل هو، شرح- أولا- كيفية تصفح المستخدم للكمبيوتر، ونوع التكنولوجيا الحديثة التى يمكن أن تساعد فى إيقاف هذا التعدى، شرح المبادئ الأساسية التى وضعتها محكمة الاتحاد الأوروبى فى أحدث القضايا التى كانت معروضة عليها، وهى ما يطلق عليها قضية SABAM   الشهيرة التى وضعت المبادئ المهمة لتطبيق التكنولوجيا لإنفاذ حقوق الملكية الفكرية الرقمية على الإنترنت. 
• كيف يمكن للكمبيوتر الشخصى التصفح على شبكة الإنترنت؟
- لكى نحدد نوع التكنولوجيا التى يمكن استخدامها فى إيقاف التعدى والقرصنة على الإنترنت هذا يستدعى أن نحدد أولا؛ أين يقع موقع الكمبيوتر الخاص بالمتعدى على شبكة الإنترنت، ثم يليها شرح تفصيلى عن كيفية قيام عملية الاعتداء على شبكة الإنترنت، وهذا يقتضى أن نشرح كيف يتم الدخول على المحتوى المحمى ويتم ذلك بتحديد مكان أو موقع مقدمى الخدمات على الشبكة وبمجرد تحديد ذلك سوف يقودنا إلى تحديد أنواع التكنولوجيا فى إيقاف القرصنة على أن تكون بطريقة لا تؤثر على حقوق المستخدم النهائى. المناقشة التالية تنقسم إلى ثلاث مباحث على النحو التالي:
• موقع الكمبيوتر على شبكة الإنترنت؟
- فى عام  1957 أطلق الاتحاد السوفييتى أول قمر اصطناعى «سبوتنيك»، أعقبها وزارة الدفاع الأمريكية عن طريق إنشاء وكالة «أربانيت»، وهى وكالة تتعلق بمشاريع البحوث التقدمية لعمل أول شبكة اتصال حاسوبية لتمويل البحوث التكنولوجية على المستوى الأكاديمى. كانت وكالة «أربانيت» تتألف من أربعة أجهزة كمبيوتر فقط، وكانت تقوم على مبدأين: الأول؛ صناعة تكنولوجيا الاتصال، والأخري؛ توصيل الرسالة أو المعلومة بطريقة مصغرة وإرسالها إلى المستقبل المحدد سلفا فى أسرع صورة ممكنة عن طريق الاتصال بالكمبيوتر الأم بباقى الكمبيوترات الأخرى. ولكن المشكلة التى كانت تواجة الإدارة فى ذلك الوقت هى، أن الكمبيوتر الأم عادة يكون بمعزل عن باقى الكمبيوترات المستقبلة للمعلومة. فاستمر التطوير إلى أن بدأ العمل بشبكة الويب أو WWW.  والمقصود بشبكة الويب، هى الشبكة التى من خلالها تتصل جميع الكمبيوترات بعضها بعضا عن طريق رابط واحد يتصل بها جميعا، بصرف النظر عن المسافات التى تفصل بين كل كمبيوتر على حدة عن الكمبيوتر الأم. هذا وفى الثامنينيات، أصبح هذا النوع من الشبكات متاحا فى الأوساط  العلمية. وفى التسعينيات، قامت الولايات المتحدة بفتح الرابط الشبكى للاستخدام التجارى من خلال استخدام تكنولوجيا جديدة للاتصالات تتكون من مجموعة من البروتوكولات، ويشار إليها ببروتوكول التحكم فى الإرسال TCP  وبروتوكول الإنترنت  عنوان IP / A  يستطيع الاثنان معا TCP + IP إلى تحويل الرسائل إلى جزيئات إلكترونية صغيرة تكون صالحة للإرسال فى إطار واحد مغلق فى رسالة واحدة ترسل إلى عنوان بريدى محدد أو ما يطلق عليه IP .
الطريقه الرقمية
هنا عمل TCP + IP سويا يساعد على توجية الإطار الذى يحتوى على الجزيئات الصغيرة من الصفحة التى تحتوى على صور المحتوى المحمى، إلى العنوان المحدد الموجود على جهاز الكمبيوتر الطالب لهذه الصفحة. وفور وصول هذا الإطار إلى الكمبيوتر سالف الذكر، تظهر الجزيئات الصغيرة على الشاشة وتتجمع على الشاشة فيستطيع المتلقى أو المستخدم من قراءة الصفحة كاملة بما تحتوية من محتوى. ولكن فى بعض الأحيان كانت الصورة لا تظهر بشكل واضح، ولتفادى ذلك، ظهر فى الثمانينيات ما يطلق عليه Hyper Text Mark-up Language»   أو HTML  وأنه جدير بالإشارة أن الـ HTML  يساعد على كتابة الصفحات بطريقة رقمية يمكن من خلالها تفتيتها ثم إعادة تجميعها على شاشة الكمبيوتر المستخدم النهائى، وبالتالى فهى تساعده على التصفح من خلال شبكة الإنترنت على الموقع المراد الوصول إليه ومن ضمنها التصفح من خلال المواقع التشعبية أو المواقع التى ترتبط بعضها بعضا وتؤدى إلى المزيد من الصفحات لتسهيل طريقة التصفح بتعمق. هذا إلى أن ظهر فى التسعينيات أسلوب التخزين ونقل المعلومات بصور متعددة. عادة أسلوب التخزين يتيح تجميع صفحات متعددة تتصل بعضها بعضا على شبكة واحدة، جميعها متصلة بالعديد من  الكمبيوترات التى يطلق عليها كمبيوتر الخادم. ومع ظهور الإنترنت، أصبحت ملايين من الصفحات على الشبكة تتنقل إلى كل مستخدم على حدة على حسب طلبه ورغبته فى المحتوى الذى يريد أن يصل إليه. هنا لتسهيل عملية التنقل من صفحة إلى أخرى، تقوم  شبكة الإنترنت باستخدام بروتوكول نقل النص التشعبى HTTP   ووظيفته هى نقل الملفات بين أجهزة الكمبيوتر بطريقة الـ  HTML على النحو السابق شرحه بعاليه.
وجدير بالذكر أن الصفحة الخاصة بالموقع عبارة عن إطار عام بإدخاله معلومات، الصفحة إما عبارة عن إطار واحد أو مقسة إلى أطر صغيرة على الصفحة الواحد كل واحدة فيها تحتوى على معلومات خاصة به. يلاحظ أن كل إطار من الأطر له وظيفة مختلفة من الإطار الآخر. على سبيل المثال عند فتح الصفحة الخاصة بالإيميل سوف تجد عبارة عن إطر مختلفة، واحد خاص بصندوق الإيميل الخاص بك، بينما الإطار الآخر يحتوى على معلومات عن الرسائل التى سبق المستخدم أن أرسلها إلى آخرين، وأيضا يوجد إطار آخر يحتوى على إعلان عن رابط الذى يمكن للمستخدم لمجرد النقر عليه يأخذه إما إلى ذات الموقع أو يأخذه إلى موقع آخر خارج نطاق الموقع الأصلى.
ولتسهيل الأمر سوف نشرح هذه العملية بطريق القياس على عالمنا الحقيقى، هنا  عنوان ويب، أو URL   قد يكون من حيث الفكر مثل  المكتبة، وصفحات الويب / الملفات كما تجدها فى المكتبة على الأرفف. بمعنى آخر  فإن الـURL  يحتوى على جميع الصفحات والمواقع والملفات المتضمنة للمعلومات التى تتنقل من موقع واحد إلى مواقع متشعبة أو .Hypertext links  ويقصد بالصفحات المتشعبة أوتوماتيكيا، بالصفحات التى تحتوى على تعليمات إيضاحية التى تجدها فى نهاية أى صفحة فى أى كتاب ولكن تختلف عنها فى الآتي: إذا كان القارئ العادى لكتاب يحتاج إلى قراءة التعليمات عن طريق الوصول الى المكتبة الأم للاطلاع عليها، فإنه فى عالم الإنترنت، كل ما عليه هو أن ينقر على HTML  الخاص بالصفحة المراد الوصول إليها، وعلى الفور يقوم الإنترنت بأخذه إلى العنوان الخاص بالصفحة أو عنوانها الخاص بها URL الذى يحتوى على جميع المعلومات الخاصة بالموضوع الذى يريد قراءته. ونظرا إلى أن أسلوب الكتابة أو HTML   يمكن أن تكتب بطريقة تتحرك بها الصفحة أفقيا - بمعنى إلى الأمام وإلى الوراء - وعموديا -بمعنى صعودا أو هبوطا- وبالتالى فإنها قادرة على الوصول إلى البيانات الواردة فى نهاية أو بداية كل صفحة نفسها والتى قد تحتوى على بيانات صفحة أخرى لها العنوان الخاص بها والتى تحتوى على المحتوى. الميزة هنا فى أن كل صفحة من الصفحات التى يتم التنقل إليها لها أدوات البحث  الخاصة بها - والتى تعرف باسم «أدوات موقع المعلومات» التى تساعد وصول المستخدم إلى المعلومات على شبكة الإنترنت منها أو من خلال منح المستخدم روابط أو عناوين صفحات أخرى تحتوى على المعلومات التى يريدها.
ويقصد بالعنوان الإلكترونى هو العنوان الذى يقوم المستخدم  بكتابته على البار الخاص بصفحة التصفح، الذى من خلاله يتم توجيه العنوان إلى الموقع الخاص الذى يحمل العنوان المطلوب الوصول إليه  على شبكة الإنترنت. وعادة الموقع قد يحتوى على إما موقع الضيف  out link أو الموقع الوصلة  in-line link  فى هذا الخصوص الموقع «الضيف» هو الموقع المتواجد على الموقع الأصلى فى شكل إعلان أو صورة أو أى شكل آخر، بالنقر عليه يأخذه إلى نقطة أخرى من الإنترنت تحتوى على الموقع المرتبط. أما الموقع «الوصلة» فيعنى موقعا داخل ذات الموقع الأصلى وتابعا له، فالمستخدم لا ينتقل من نقطة إلى أخرى على شبكة الإنترنت بل ينتقل من نقطة إلى أخرى داخل ذات الموقع. هنا الموقع «الضيف» يعرف بأنه وصلة عادية، التى تحتوى على رابط سطحى مباشر أو رابط عميق. يقصد بالربط العميق هو الربط الذى يحتوى على رابط يوجد عليه عنوان رابط آخر بالنقر عليه يحول المستخدم إلى صفحة أخرى عليها إعلان رابط جديد بالنقر عليه تحول المستخدم إلى العنوان المطلوب. أما الرابط السطحى المباشر فيقصد به، الصفحة الأصلية للرابط الذى بالنقر عليه يأخذ المستخدم إلى الموقع المراد التصفح من خلاله. موقع «الوصلة»، أو «جزء لا يتجزأ» هو المؤشر الذى «يجمع فيه» نص أو صورة أو مقطع صوتى ويعرضها على الموقع  «المضيف» الذى يرشد المستخدم للرابط المطلوب الذى يحتوى على العمل المراد الوصول إليه.
الرسم التوضيحى التالى يقوم بشرح كيفية نقل المحتوى من الصفحة التى تسمى «نابستر» إلى المستخدم النهائى الذى يطلب المحتوى.
• نابستر
وكما يلاحظ أن الموقع «نابستر» يستعين بكمبيوترات أخرى تسمى  «بخوادم نابستر» التى عن طريقها يقوم بإرسال أمر إليها لكى ترسل المحتوى المطلوب إلى الكمبيوتر الشخصى للمستخدم النهائى.
هذا بخلاف، توجد نوعية أخرى من الصفحات لا تحتوى على أى محتوى بل تمد المستخدم بمحركات البحث الخاصة بها مثل «جوجل» أو «يوتيوب» أو souq.com أو ما يطلق عليها مواقع التسوق عبر الإنترنت.  «يوتيوب» على سبيل المثال، يحتوى على أدوات البحث التى تحتوى على محركات البحث الذى يحتوى على بيانات كثيرة متعلقة  بعمل معين. بمعنى آخر، محرك البحث يخزن المحتوى على حسب نوعه وصنفه وطبيعته، بطريقة تشتمل على جميع البيانات الخاصة به، التى من خلالها يقوم المستخدم بالبحث عنها. عادة الموقع يقوم بتصنيف المحتوى على حسب اسم العمل ومنتجه أو الأكثر مشاهدة وهكذا.  وعادة صاحب العمل - على سبيل المثال - يقوم بوضع بياناته الخاصة به على المساحة الخاصة به على شبكة الموقع «اليوتيوب»، بينما المستخدم - على سبيل المثال- يقوم بالبحث عن العمل الذى يريده باستخدام محركات البحث التى يوفرها له الموقع، والذى من خلاله يتم تحويله إلى عنوان الصفحة الخاصة بجميع المستخدمين لموقعه التى تحتوى على جميع الأعمال التى يبحث عنها المستخدم. من خلال هذه القائمة، يقوم المستخدم بالبحث عن العمل. المشكلة هنا أن كل مستخدم يصبح له رابط معين قد يحتوى على محتوى مشروع وآخر غير مشروع، ولكن المشكلة تكمن فى أن «يوتيوب» يمنح المستخدم محركات البحث الخاص به فقط وهو ليس مسئولا عن المحتوى الذى يقوم المستخدم بتنزيله على المساحة الخاصة به. وإن كانت هذه المحركات بدون شك تسهل للمستخدم الحصول على المواقع التى تحتوى على الأعمال غير المشروعة، فيقوم بالتعامل معا، إما بنسخها أو إتاحتها مرة أخرى على جميع المستخدمين، إلا أنه من جانب آخر «يوتيوب» لا يعرف إذا كان مستخدم المساحة الممنوحة له يقوم برفع محتويات مشروعة أو لا. وهو أمر أثار الكثير من الجدل القانونى التكنولوجى بخصوص من تجب مساءلته فى هذا الخصوص؛ أصحاب المواقع، أم المستخدمون الذين يقومون برفع الأعمال غير المشروعة.
الرسم التوضيحى التالى يوضح المشاكل التى يثيرها موقع YouTube  نظرا لاتصال جميع الأجهزة به بطريقة يكون نقل المحتوى غير المشروع بطريقة يسهل تداولها بين جميع مستخدمى الموقع.
• ڤياكوم
كما يتضح من الرسم البيانى السابق، أن المستخدم يمكن إيصال جميع الأجهزة الخاصة به على شبكة الـYouTube   الذى من خلاله يتم نقل المحتوى غير المشروع من مستخدم إلى آخر بدون أو بعلم مدير الموقع. ولكن، تحديد مسئولية هذا الموقع أثار الكثير من الجدل القانونى ونحن الآن فى انتظار الحكم النهائى فى هذا الخصوص فى أهم القضايا المعروضة على المحاكم الأمريكية والتى يطلق عليها قضية Viacome.
على كلّ، فإن مقدمى الخدمات ينفون هذه المسئولية على سند أن دوره يقتصر فقط على نقل المحتوى من وإلى المستخدمين، فهم لا يعلمون سواء هذا المحتوى ينتهك حقوق الملكية الفكرية أو يتم نقله بناء على إذن أصحاب الحقوق. ولكن بدون الخوض فى نطاق مسئولية مقدمى الخدمات التى تثير خلافا قانونيا كبيرا بين الكثير من البلدان لاختلاف النظم القانونية فى هذا النطاق، ورغم كونه موضوع الساعة الآن، فإنه نظرا لمحددوية موضوعات البحث ولضيق الوقت تجعلنا نقف إلى هذا الحد من الحديث فى هذا الشأن، على أمل فى المستقبل أن نفرد لها بحثا خاصا به. على كلّ، فإن القاعدة المتفق عليها بين الأنظمة المختلفة أن مقدمى الخدمات معفون من المسئولية إذا استطاعوا أن يثبتوا أن العمليات التى يقوم بها ليس سوى نقل المحتوى بناء على طلب المستخدمين دون تدخل منهم.
الخلاصة هى أن الإنترنت أصبح ظاهرة أثارت العديد من المشاكل فى خصوصية كيفية حماية حقوق أصحاب المحتوى من الاعتداءات التى تقع على الشبكة، وأصبح وضع قانون رادع مسألة تثير الجدل، وخاصة أن مسئولية مقدمى الخدمات أصبحت مثار جدل قانون كبير بين الدول نظرا لاختلاف النظم القانونية المرتبطة بها.  فهناك الدول التى تفضل وضع مسئولية مباشرة عليهم، بينما توجد دول أخرى تفضل المسئولية غير المباشرة. هذا بخلاف أن وضع قانون يحد من تصرفات المستخدمين على الشبكة من شأنه أن يؤثر على حقوقهم فى الحصول على المعلومات وحماية خصوصيتهم،  الأمر الذى حذا بكثير من الكتاب والمتخصصين فى تكنولوجيا المعلومات فى التمسك بالتكنولوجيا الحديثة كوسيلة فعالة لإيقاف مثل هذه التعديات. لهذا لتحديد نوع التكنولوجيا لابد أن نحدد نطاق الحقوق الاستئثارية على شبكة الإنترنت. •